أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبد الرزاق حرج - أهل الطفوله ....7















المزيد.....

أهل الطفوله ....7


عبد الرزاق حرج

الحوار المتمدن-العدد: 1839 - 2007 / 2 / 27 - 10:00
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


عسكر وطفوله
علي حسن المجيد ...
كان فجرا متفجرا باللون العسكري حين داهمت أحذية العسكر ساحات الكويت وجليد الحراره في أب طافيه على البيوت والحدائق والدوائر والمحلات والآسواق والناس النائمه والسيارات الساكنة في كراجات البيوت والدوائر وعمال الجرائد وموزعيها تتهيأ بتوزيعها على المكتبات العامة ..حين حل الغزو ظل الحاضر في أعماق عقولهم وأغوارها الثابته هي مخالب الماضي يوقظ الغدر في بلد المهزومين والمسحوقين بالطفوله المشوهة ..كان( أغليص) هو أمجادهم في السلب والقتل ..أباحت لهم أنفسهم المريضه ..أن يستولوا على أمور الدولة النائمه والمطمئنه من الآخاء العربي ..هبوا على أموالها وصكوكها وذهبها وسياراتها ومتاجرها وأسواقها وموؤسساتها وألبستها ومخازنها وحاضنات الطفوله في المستشفيات الحديثة ..زحفوا على البيوت والقصور والفلل النائمه ..قتلوا وأباحوا وهتكوا !!!..طوقت وحداتهم العسكرية الخاصه كل البلاد .. لكن جنرالات الجيش كانت نائمه في معسكراتها وبيوتها في بلاد الغزو ..علمت في الصباح أن محافظة جديده أضافة الى محافظات العراق ..وشوه التاريخ بحروف مخيفه حين سجل أسم المعركه الجديده (أم المعارك )..أستيقظت أهالي الكويت المسالمين على دوي المدافع والرشاشات والدبابات والسمتيايات والطائرات الحربيه ..بدأت بتغليف وشحن المغانم من قبل أخوة (أغليص )...عدي وحسين وعلي ووطبان وسبعاوي وقصي وأياد.. هولآء لهم حصت الآسد في المغانم ..أما بقية الجنرالات والآمن والمخابرات والآستخبارات واللصوص لهم دورا أخر في السرقه والنهب العفن ... هولآء تناسوا ان اهل الكويت كانوا يفضلوا جنوب العراق وكردستان في الزيارات الصيفيه وأصبحنا أخوة في التصاهر الآسروي ...أمتلآت مخازن أسواق الثلاثاء والآسواق المركزية في بغداد بسبائك الذهب ..أما أسواق أمريدي أمتلآء بالخرده والصناديق العتيقه والجبن المعلب والمحركات الثقيله والخفيفه والآدوات الكهربائيه والآحتياطيه للسيارات المسروقه والصحون وأقداح الشاي وقناني الغاز والآقمشه والآلبسه المستعمله والموبيليات القديمه وخناجر مفضضه بخرز مرجانيه ومسدسات سريه ولعب الآطفال وسجاد فارسي وأسفنج ولحف فيها رسومات قديمه ووسادات جديده وقديمة على أوجهها رسمت وردة الحب وصناديق ويسكي تباع بالسري وألبسة نسائيه ورجاليه وأشياء عجيبه غريبه تباع على مساحات أرض متربه وطينيه في سوق الحراميه !!!..هكذا كان عقل السلطة أشرك الناس في الجريمه المنظمه ...تصورا حتى السجون تذوقت طعام السرقه !!!..
كان الجنرال علي المجيد يسير بوجه خطوط أحرفه مبتوره ومتناقضه ومعصيه عن الفهم.. أحرف الجبين غير منسجمه مع أحرف الحواجب والرموش والخدود وخرز عينيه من السكر والثماله تعطي أشارات ونقاط في أعماق عينيه المهدمه أحرف مبهمه وتشيط في زوايا عقله ذكرى الطفوله وقماط طفولته من بقايا أقمشه من أثواب متروكه مع رائحة البصل في المطبخ الطيني ويسمع موسيقى صريج أسنان الجمل حبيب العائله ..كان لايتحمل الجلوس في قصور العائله المالكه في الكويت لذلك ينام في أحد قصور صدام في منطقة البراضعيه في البصره ليلا لكن تصدر أوامره الى المحافظه الجديده وفق قوانيين أشارات وخرز سبع العيون وحجاب عظام الهدهد المرزوم تحت جناح يده اليمنى ..سرق كل شئ من قصور الدوله ..أثاريات ..صور ملوك ..مصكوكات ..لوحات وتماثيل لرسامين عظام ..ثريات وخناجر وسيوف ذهبيه وبنادق أنكليزيه قديمه ومسدسات أمريكيه قديمه مهدات الى رؤساء وحكام الكويت وسجاد فارسي وأواني ومغاسل مطليه بالذهب وعباءات رجاليه عربيه مصفوفه بخيوط ذهبيه وعلب سكائر خاصه وعطور فرنسيه وتخم من البايب وملاعق ذهبيه للزينه كانت تباع سريا في سوق الحراميه وأسواق الخرده وبورصة الكفاح قسما منها هربت الى أسواق أيران وتركيا والأردن والشام وكردستان العراق ....في المساء تأتي فرق الغجر في قصور البراضعيه عندما تنتهي معزوفة الجوبي ليلا كان الجنرال ثمل ونائم على أحد الصوف الجلديه ..شب الخلاف بين أخوة (أغليص )حول أفتراس المغانم وأثار الصراع قتل الجنرال( حسين كامل) في منتصف التسعينات وفتاوي الشيعه تقول هذه شارات (الامام الحسين) !!!..أقتادوا أسرى من أهالي الكويت من شوراعها الى سجن التسفيرات في منطقة الهارثه الحدوديه لمنطقة شط العرب المحاذية الى أيران ...الشهيره على أطراف أنهارها بساتين النخيل والطرف الآخر منطقة صحراء ممتده الى حدود الكويت ..الهارثه مدينه جميله فيها يصطاف أهالي البصره في بساتينها المجاوره الى شط العرب وتشتهر بالتمر من الآصناف الجيده والغاليه وزراعة الخضراوات والطماطه والباقوليات الآخرى وفيها بيوت عمال نفط حقل الرميله وعمال وموظفي الميناء وأسواق ذو شكل طولاني وسيارات وباصات تنقل من والى المدينه وفيها وحدات عسكريه وأجهزه أمنيه وأستخباراتيه وحزبيه وناس المدينه تحب العمل والحياة ..سجن التسفيرات في قسم الصحراوي تم بناءه في نهاية السبعينات مساحته قريبه من أحد أقسام سجون أبي غريب ..كان فيها معتقلون سياسيون وضباط عسكر وجنود ومراتب عسكريه وسراديب سريه لحجر شخصيات مهمة ...أمتلاء سجن التسفيرات بأسرى أهالي الكويت لكلا الجنسين بعيون باكيه ودشاديش مطبوعه على أكتافها كراسي خشب سيارات الآيفه وأم تبكي وتشتكي في يدها قنينة حليب وزوجها كل فتره يطلب مسؤول السجن لكن حرس السجن يضربوه على يديه الشاكيه ..يلتفت على زوجته الغائبه عن الوعي بعيون كحلتها الدماء ويناديها ..أنتي متأكده الخادمه الهنديه هربت ....تفتح عينيها الغاطسه في محاجر غاب عنها الماء وثوب نسائي لصق على جسدها اليابس وشعر الرأس ضيع جماله وتغمض عينيها المحمره بأشارات الموت من جديد ويعينها حلم اليقظه بطيرانه حين يتحول الى صدر حلاب يلقم فم طفلها في سريره قبل زمن ليس طويل ..الطفل الذي عمره أيام معدوده يتحول الى نسر ويفك قماطه بشجاعه ويخرج أحد يديه الترفه والناعمه وتمسك أصابعه حلمة الصدر ويمضغ بفمه الدرد من الصدر المترع بحليب الآم ..تضحك الآم ويدها الحانيه والحنينه تلعب برأس طفلها البكر وفمها الباسم يقول يمه ..ألف عافيه يمه أوليدي ..يمه شبعت ..يله نام يمه ..تره أنا هم أريد أنام ..زوجها يناديها بقوة ويصيح بأسمها ..أفلانه وج جاوبيني ..لم ترد ويمسكها من أحد كتفيها ويهزها وهو يقول أليها بصوت أقعد النائمون والغافون في السجن ..لا ..لا ..لا ..تتركيني عليج ألله..تره ما أكدر ..يسقط وجه الآزرق في أحضان زوجته .....ترفع الجثتين الى مثواها الآخير ..يطلق سراحها وتدفن في صحراء سجن التسفيرات ..والجنرال المجيد ثمل في أحضان الغجر مساءا في قصور البراضعيه ودبكات الجوبي مستمره والفشك ينور السماء الغاضبه ...



#عبد_الرزاق_حرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهل القران ...6
- أهل المشايخ ...5
- ..ب ...أهل القيادة ..4
- أ.. أهل الزعامه .....3
- أهل السلطه ....2
- أهل الرئاسه .......1
- صور ومدن ويسار ....الجزء الآخير
- صور ومدن ويسار ....الجزء الآول
- ثلاث حكايات ساخره ....الجزء الآخير
- ثلاث حكايات ساخره ...الجزء الثاني
- ثلاث حكايات ساخره ... الجزء الآول
- العزوف السياسي ....الجزء الآخير
- العزوف السياسي ...الجزء الثاني
- العزوف السياسي ... الجزء الآول
- رسالة قارئة..... من خراب الوطن
- صور أسلاميه
- شخصيات والكوميديا السوداء .....الجزء الخامس
- شخصيات والكوميديا السوداء ....الجزء الرابع
- شخصيات والكوميديا السوداء .....الجزء الثالث
- شخصيات والكوميديا السوداء .... الجزء الثاني


المزيد.....




- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - عبد الرزاق حرج - أهل الطفوله ....7