أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الإبراهيمي - في قضية المخلّص «المنقذ»














المزيد.....

في قضية المخلّص «المنقذ»


أحمد الإبراهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 8561 - 2025 / 12 / 19 - 12:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لك الحقّ حينما تسأل عن وجود أنبياء وأولياء ثوريين في التاريخ، كوجودٍ مادّي تاريخي ملموس؟ بلى، وكما يُحيل ويؤكّد لنا معظم المؤرّخين بإجماعٍ تامٍّ وجود تلك الشخوص، والأمر ليس محصوراً عليهم فقط، بل يشمل زعماء وقادةً قد تزعموا إمبراطوريات عدّة، والسرد التاريخي يزعم بذلك. لكنّ هناك أسباباً قد تختلف وتتنوّع حول دوافع هؤلاء النخب وثوراتهم، وتتلخّص هذه الدوافع بالآتي:طبقية، ودينية، وسياسية، وحضارية. هذا ينبع بفعل تطوّر الحاجة الإنسانية ورغبتها ووجودها في التاريخ بين حضارات العالم الإنساني. فلكلّ حضارة أو شعب معيّن، أو على مستوى جماعة دينية وطبقات إجتماعية، تحاول إبراز وجودها عن رغبة وحاجة، قد تكون حاجةً ضرورية بناءً على مبادئها وثوابتها الأيديولوجية ومعطيات الواقع في تأسيس واقعٍ إجتماعي جديد، لأنّ لكلّ جماعة أيديولوجية تحاول فرض أفكارها وسلطتها على الإطلاق. فالتاريخ، وكما يشهد «هوبزبوم»، على أنّه «ليس سرداً للأبطال فحسب، وإنّما هو صورة نابضة للحياة تتداخل فيها الأحداث، وهو مركز لصعود الرأسمالية وسقوطها المزري!». فعالم ما بعد الثورة الصناعية الذي فقد روحية الإيمان والمعنى، ظلّ يتطوّر تقنياً بصورة لم يشهد لها الإنسان سابقاً أبداً. وكما يتوقّع فيه الإنسان، وفي الفهم الشائع، أنّه سيجد الحلول إزاء العدالة الإنسانية وإيقاظ الشعور الوجداني والروحي والعملي أمامها، للأسف لم يكن مستوعباً جحيم الرأسمالية. ففي الحفريات التاريخية الإسلامية والعربية هناك إيضاحات وتعليقات بصدّد النبي محمّد، تعليقات كثيرة ومواقف وآراء كُثر وتتناول بالسلب والإيجاب، لكن عندما نبلور هذه الإشكالية على ثورة محمّد في الجزيرة العربية مثالاً لا حصراً، كانت ليست مقصورة على الإيمان والتوحيد فقط، بل حتّى في الجانب الطبقي والقيمي الأخلاقي الذي كان سائداً في قريش. فكانت تلك المدينة الصحراوية، وبناءً على معتقدات ذلك السلف، كان وجود الأقنان وتجارة النساء والتعاملات الربوبية أمرٌّ سائد في الحياة القرشية. هذا الأمر المُخلّ بكرامة الإنسان دفع محمّداً وأصحابه للنهوض إلى واقعٍ أفضل من سابقه، ولا نستبعد المدد الإلهي حيال محمّد، ولأنّه رسولٌ إنساني من الله قبل أن يكون إسلامياً دينياً. في ميدان المعرفة الإنسانية والدينية، ولا تزال إلى يومنا هذا، تُدرَس قضية المخلّص المنقذ كدراسة نقدية وتاريخية. فمنهم من نقض ونفى وجوده التاريخي وحتّى المستقبلي، أمّا الآخر فقد أكّد وجوده ولحظة خروجه بالتحديد. قد يكون تفسيراً دينياً أكثر ممّا يكون مادّياً واقعياً، لكن لنا رأياً مختلفاً حيال هذا الإشكال. إنّ هذا المخلّص قد يكون الشعار الإنسانيّ الجديد في وجه الرأسمالية. فبالطبع إنّي أعترف بميول النفس البشرية أمام الملكية الفردية وتملكها لها، لكن وعلى صوابٍ تامٍّ، سيجيء يوماً وقد نرى هذا الشعار والصوت الإنساني الخالد المُحقّ. الآن لم أُحدّد إنّه رجلٌ قادمٌ من السماء، أو بالأحرى جماعة أيديولوجية، لكنّي متأكّد أنّ الواقع وتناقضاته الطبقية سيتغيّر، وهذه ديمومة التاريخ التي أقرّ بها المؤرّخون. ففي قضيته وسجاله سنرى يوماً وقوع قوى الشرّ والمستكبرة أمام أعيننا، يومٌ سينعم فيه الفقراء والمستضعفون والمنسيّون بالعدالة الحقّة، ويموت الشرّ الرأسمالي ويُنقَل إلى مزبلة التاريخ.



#أحمد_الإبراهيمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظاهرة السياسية العراقية
- تجديد الخطاب الإنساني
- -تساؤلاتٌ في التُّراث الماركسيّ-
- علم السعادة
- دعوّة!.
- القوّة والإرادة الحرّة إزاء الكسل!
- عن الطائفية!
- السعادة وجهة نظر مختلفة
- السببية بين الغزالي وابن رشد.


المزيد.....




- تماثيل السانتون.. حرفة عريقة في إقليم بروفانس الفرنسي تروي ق ...
- نبذة تعريفية عن اليهود الحريديم
- ماذا سأل بيتر أرنيت أسامة بن لادن؟
- ماذا شاهد ابن بطوطة في قلعة الإسلام الأخيرة بأوروبا؟
- حزب الله يدين تدنيس المصحف ويفضح خطاب الكراهية الغربي
- غزة: مسيحيون يستعدون للاحتفال بعيد الميلاد
- 383 مستوطنا يقتحمون المسجد الأقصى بحراسة الشرطة الإسرائيلية ...
- احتكار الجنة
- إصابة 10 من أفراد الشرطة واعتقال 4 في مواجهات بالقدس مع اليه ...
- شرطة بريطانيا تحذر من هتافات -عولمة الانتفاضة- وتلوح بالاعتق ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الإبراهيمي - في قضية المخلّص «المنقذ»