أحمد الإبراهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 8236 - 2025 / 1 / 28 - 08:03
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
السعادة ليست سرًا في الأصل، وإنّما ما يصنعه الإنسان بنفسه، حيث يتكون معنى السعادة بحذافيره. يمكنّك صناعة السعادة في ثوانٍ، ومن الممكن أن تتخطّى هذه الحالة وتصبح إنسانًا سعيدًا. يتشكّل الحديث في هذا الموضوع أزمةً كبيرة للناس، إذ يربط معظمهم مفهوم السعادة بالمال أو الثراء المادي، لكنّه عكس ذلك تمامًا، فيمكنّك القيام بأعمال متوسطة وإقامة علاقات اجتماعية سطحية، لكن المهم أن تكون متواصلاً وشغوفًا بالحياة. فالإنسان كائن إجتماعي إلى حدّ كبير، وكلّما توصّل إلى هذه الأعمال، زادّت طاقاته الحيوية، برغم الضرّر الذي يلحق بالصحة النفسية، وأقصد ضرّر الحياة اليومية، فتوازن الحياة مطلوب بكلِّ وقت؛ حتّى لا يصاب الإنسان بالإرهاق النفسي والمهني. إذًا؛ عليه أن يتوازن. يُقال إن مؤشر الرفاهية في فنلندا قد بلغ مكانته في تاريخ الحضارة الإنسانية، وهذا حسب الإحصائيات والتقارير الرسمية والدولية. لكنّ السؤال يحوم في الأذهان: هل حقًّا معدل السعادة مرتبط بالمال والثراء؟ كنت سطحيًا لمرّة عندما كنت أجيب عن هذا السؤال، وكنت ساذجًا كحال بعض الناس، فبكلّ بساطة ألزمت المفهوم بالمال والمنزلة الاجتماعية. لكن هذا تصوّر خاطئ، وهذا يُحسب على قدرة الاستيعاب الضئيلة في المجتمع الإنساني والحياة ككلّ. المدمنون على الكحول أساءوا فهم الحياة، فعبّروا عن مشاعرهم بالسلوك الإدماني، منهم من يتخيّل أنه إنسان عظيم، ومنهم من يبوح مأزقه اليومي والعائلي في هذه الكحول. الإنسان الفطن سيعرِّف مدى الحياة وعمرها الكوني الزائل، لأنّها عابرة ومضمحلة، يعرف قيمته وهويته وهدفه في الحياة، علينا استهلال الأمور بكلّ رحابة صدر وعدم تضخيمها إزاء التشاؤم، علينا العمل وتكوين الصداقات والعلاقات الاجتماعية، والقليل من الحبّ، هذا هو علم السعادة برمّته.
#أحمد_الإبراهيمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟