أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الجحافي - قيام دولة مستقلة في جنوب اليمن، مفتاح الاستقرار لليمن والعالم














المزيد.....

قيام دولة مستقلة في جنوب اليمن، مفتاح الاستقرار لليمن والعالم


رائد الجحافي
كاتب ومحامي

(Raed Al-jhafi)


الحوار المتمدن-العدد: 8558 - 2025 / 12 / 16 - 09:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم/ رائد الجحافي

في قلب الشرق الأوسط الدامي، حيث تتقاطع خطوط الطموح السياسي مع دوامات الصراعات الطائفية، يبرز جنوب اليمن كحل استراتيجي حاسم لإعادة رسم خريطة الاستقرار، ليس مجرد حلم انفصالي، بل ضرورة تاريخية تعيد ضبط التوازنات السياسية والاقتصادية والمذهبية في اليمن نفسه، ثم تمتد فوائدها إلى جيرانه في الخليج، وأخيراً إلى الأمن الدولي بأكمله..

بعد عقود من فشل "الوحدة" التي ولدت في 22 مايو 1990، وصلت الأوضاع اليمنية إلى حافة الانهيار، مدفوعة بحرب استمرت عشر سنوات ولا تزال دون أن ينجح المجتمع الدولي في إيجاد مخرج لها ولو بالحد الأدنى..

إن استقلال الجنوب لم يعد مجرد خياراً، بل السبيل الوحيد لإنقاذ الجميع، يبدأ المنطق هنا، في اليمن ذاته، مشروع الوحدة الذي وعد بالازدهار تحول إلى مصنع للصراعات الأهلية والطائفية، حيث يتناحر الشمال والجنوب على هويات متصارعة ومصالح متعارضة..

قيام دولة جنوبية مستقلة يعيد ترتيب هذه التوازنات، يمنح الجنوب سيادته الاقتصادية على موانئه الحيوية وثرواته النفطية، بينما يتيح للشمال التركيز على مشكلاته الداخلية دون عبء الجنوب..

النتيجة هنا ستكون استقرار مزدوج، دولتان قويتان، شمالاً وجنوباً، تتعاونان اقتصادياً بدلاً من الاقتتال، وتتجنبان الانهيار المشترك الذي يلتهم اليوم موارد الشعب اليمني كلها..

ثم تأتي مصلحة دول الجوار، خاصة السعودية وعمان، اللتان دفعتا ثمناً باهظاً لفوضى الحدود اليمنية بالذات السعودية بالدرجة الأولى، حدود الخليج غير الآمنة أصبحت مصدر تهديد دائم، تهريب الأسلحة والمخدرات، وغارات الحوثيين، وانتشار الجماعات المتطرفة، وقيام دولة جنوبية مستقرة تحول هذه الحدود إلى درع واقي، تأمن السواحل اليمنية وتمنع تحولها إلى حاضنات للإرهاب الذي يصدر إلى الرياض ودول الجوار.. فالسعودية، التي أنفقت المليارات على حربها في اليمن دون نتائج، ستجد في الجنوب شريكاً يحمي حدودها الجنوبية، بينما عمان تتنفس الصعداء من تهديدات البحر العربي..

أما على الصعيد الدولي، فالفائدة أكبر، مضيق باب المندب، شريان الملاحة البحرية العالمية، الذي تهدده الهجمات الحوثية مراراً، مما رفع تكاليف التجارة الدولية وأجبر الولايات المتحدة وبريطانيا على حملات عسكرية مكلفة لم تحقق سوى إخفاقات..

دولة جنوبية قوية تأمن هذا المضيق، تمنع التهريب البحري، وتقضي على جذور الإرهاب الذي يهدد الأمن القومي العالمي..

التكاليف الهائلة التي تحملها العالم، من مساعدات إنسانية فاشلة إلى عمليات عسكرية باهظة، ستتحول إلى استثمارات في الاستقرار الحقيقي..

الصراع اليمني لم يعد مشكلة محلية، شظاياه وصلت إلى كل مكان، من هجمات على السفن إلى تهديدات إرهابية عابرة للقارات..

ان قيام دولة مستقلة في الجنوب ليس عداءً لأحد، بل حلولاً للجميع..

فشل الوحدة واضح، فبعد 35 عاماً، يدفع اليمنيون ضريبة دماء وجوع، ودول الجوار تكابد خسائر مالية وعسكرية، والعالم يحصد اضطرابات بحرية واقتصادية..

لقد حان الوقت لقرار دولي جريء، القرار يكمن في دعم دولة جنوبية مستقلة، ليس كحل جزئي، بل كاستراتيجية عالمية للسلام..

لمصلحة اليمن أولا ً، ثم الجوار، ثم العالم، هذا هو الواقع الطبيعي للمنطق السياسي الحقيقي..



#رائد_الجحافي (هاشتاغ)       Raed_Al-jhafi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بين زيارتين في واشنطن..
- مبادرة الرئيس الأمريكي ترامب حول القضية الفلسطينية ومأس اة غ ...
- جيوش وأسلحة العرب: لمن تجهز، ولماذا لم تستخدم بعد؟
- التحول الكبير في مواقع التواصل الاجتماعي وتنامي أهميتها يوما ...
- قمة ألاسكا واحتمالات تعاطي قطبي القوة العالمية مع أبرز الملف ...
- العرب وإيران.. عندما يصبح التقارب خير من التنافر والقطيعة
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- بداية نشاط جماعة الإخوان في الكويت
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على الفرار السياسي ...
- ماذا تريد واشنطن من مصر؟
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- مجموعة فاغنر الروسية، ماهيتها وماذا يجري؟
- آثار اليمن.. آثار اليمن، الحضارة المعروضة في أسواق النخاسة
- اليوم العالمي للتطوع ودور المنظمات في ضرب جهود الشباب التطوع ...
- كوابيس تغور في زوايا الأسى


المزيد.....




- رائحة غريبة.. تقود رجلًا الى إكتشاف ثعبان تحت غطاء محرك سيار ...
- العراق: إقالة مسؤولين عن إدراج حزب الله وجماعة الحوثي بقائمة ...
- اليانصيب الأمريكي يصنع المليونيرات: تعرف على أكبر 10 جوائز ع ...
- بيروت تستضيف موكب عيد الميلاد الملون رغم التوتر مع إسرائيل
- نازحو غزة يواجهون أمطارا غزيرة وطقسا باردا في خيام هشة
- الأردن في مواجهة المغرب للفوز بـ-عرش- كأس العرب 2025
- من هو الملياردير الأفريقي -السخي- الذي وزع مكافآت بأكثر من 2 ...
- الأردن في مواجهة المغرب للفوز بـ-عرش- كأس العرب 2025
- تبون يعفو عن المؤرخ الجزائري محمد الأمين بلغيث بعد سجنه بسبب ...
- الكرملين: روسيا تسعى لإنهاء الحرب وترفض الحلول المؤقتة


المزيد.....

- الطبقة، الطائفة، والتبعية قراءة تحليلية منهجية في بلاغ المجل ... / علي طبله
- قراءة في تاريخ الاسلام المبكر / محمد جعفر ال عيسى
- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الجحافي - قيام دولة مستقلة في جنوب اليمن، مفتاح الاستقرار لليمن والعالم