أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الجحافي - ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بين زيارتين في واشنطن..














المزيد.....

ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بين زيارتين في واشنطن..


رائد الجحافي
كاتب ومحامي

(Raed Al-jhafi)


الحوار المتمدن-العدد: 8530 - 2025 / 11 / 18 - 23:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف تستخدم السعودية تحركاتها الدبلوماسية لتعزيز مكانتها الإقليمية والعالمية في سياق بيئة سياسية متغيرة لا تعرف الاستقرار الكامل.

الفرق بين الزيارتين الذي قام بهما ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن الاولى في عهد الرئاسة الأولى للرئيس ترامب والزيارة الأخيرة التي يجريها في الوقت الراهن بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض مجدداً..

فالزيارتين بالمجمل تعكس تحولات جوهرية في العلاقات السعودية-الأمريكية، وتعبر عن استراتيجيات مختلفة في السياسة الخارجية بناءً على السياق الإقليمي والدولي..

زيارة عام 2018 في عهد الرئاسة الاولى للرئيس الأمريكي ترامب تمت في إطار علاقة شخصية وديناميكية مع الرئيس ترامب الذي كان يولي أهمية كبيرة للتحالف مع السعودية كركيزة أمنية واستراتيجية في مواجهة إيران وضمان استقرار إمدادات النفط..
اتسمت تلك الزيارة بحفاوة رسمية، وتركيز على الصفقات الدفاعية الضخمة ودعم البرنامج النووي السلمي السعودي، فضلاً عن التحالف الاقتصادي والأمني المتين..

ترامب كان يعبر عن دعم صريح وشخصي لولي العهد، وهو ما ساهم في إظهار قوة العلاقات السياسية بين البلدين، رغم الانتقادات الدولية لمواقف السعودية في ملفات حقوق الإنسان وغيرها..

وعلى الرغم من أن تلك الزيارة كانت شابها الكثير من الكلام الساخر الذي أبداه ترامب تجاه الضيف وإبراز عضلات واشنطن والمكاشفة بما تطمح إليه من كسب الأموال من الخليجيين لكن المراقبين اعتبروا جوهر تلك الزيارة رسالة تعكس التناغم المباشر بين القيادة السعودية والإدارة الأمريكية فيما يخص المصالح الاستراتيجية، مع تعزيز مكانة السعودية كلاعب إقليمي مؤثر ومتناغم مع النفوذ الأمريكي في المنطقة..

أما الزيارة الأخيرة اليوم إلى واشنطن، فهي تجري في سياق دولي وإقليمي مختلف تماماً، يحكمه تشابك متزايد للتحديات مثل الأزمة في الشرق الأوسط، خصوصاً ملف غزة ووقف إطلاق النار، وتنافس عالمي معقد يضم الصين وروسيا، وتحول في السياسات الأمريكية تجاه حقوق الإنسان وتأثيرها على العلاقات مع السعودية..

هذه الزيارة تأتي كجزء من تكاتف إقليمي ومفاوضات استراتيجية، فيها تركيز أكبر على إنجاز الصفقات الاستثمارية، خاصة في قطاعات الطاقة والذكاء الاصطناعي، وتعزيز شراكات دفاعية ذات طابع عملي وتنفيذي، أكثر احترافية وأقل انفعالية مقارنة مع زيارة ترامب. كما أنها تحمل دلالة على استمرار السعودية في إعادة صياغة علاقاتها الدولية، ومحاولة فرض نفسها كقوة متوسطة تلعب دوراً مستقلاً مع الحفاظ على تحالف استراتيجي مركب ومتوازن بين الولايات المتحدة والقوى الكبرى الأخرى..

هذه الزيارة تتسم بطابع رسمي للعمل الجاد، وتميزها أجواء من التنسيق لتحقيق منافع متبادلة ملموسة على الأرض، في وقت تتزايد فيه حساسية القضايا الإقليمية وقضايا حقوق الإنسان التي باتت تلعب دوراً في الدبلوماسية الأمريكية..

الفرق الجوهري إذًا يكمن في السياق السياسي والاستراتيجي لكل زيارة، وحجم الاندماج والتفاعل بين الشخصيات القيادية، وطبيعة الملفات المطروحة التي تعكس حالة التحول في السياسة الإقليمية والدولية، فهناك زيارة قام بها الرئيس الأمريكي ترامب كانت تعبيراً عن شراكة مفعمة بالدعم الشخصي والسياسي، بينما هذه الزيارة التي يقوم بها ولي العهد السعودي تعكس نضجاً دبلوماسياً وواقعية تنفيذية وسط تحديات معقدة تفرض تعاملاً مختلفاً وبُعداً استراتيجياً أوسع وأكثر توازناً..

وكان المشهد مختلف ففي الزيارة السابقة كان هناك حسن نصـ ـرالله، والحوووثي والملف النـ ـووي الايـ ـرراني ويشار الأسد..
أما في الزيارة الأخيرة غاب نصر الله، والأسد، واسقطت واشنطن بعض واجباتها تجاه وعودها السابقة خصوصاً في ضرب نـ ـووي طـ ـهران، وضرب الخووثي، وطي ملفات حقوقية كانت مثارة وبقوة في الكونجرس الأمريكي أهمها قضية خاشقجي وملفات الإعـ ـدام للمعارضين السعوديين والاعتـ ـقالات التي طالت الكثير من الناشطين واستخدام الأسلـ ـحة المحـرمة في حرب اليمن وغيرها..

في الزيارة السابقة لعل الأمر كان محصوراً بين ماهية ووسائل الدفاع الأمني لحماية سيادة الأراضي السعودية من اي تهديدات عسكرية، بينما الزيارة الأخيرة تطورت إلى الأمن السبراني، وبتفصيل أكثر وأوضح، في زيارة 2018، كان ملف التعاون السيبراني وأمن المعلومات لا يزال في بداياته من حيث التركيز والتطوير ضمن علاقات الرياض-واشنطن، حيث كانت الأولويات الأمنية تتركز بشكل رئيسي على الصفقات العسكرية التقليدية والتحديات الإقليمية التقليدية..
فالذكاء الاصطناعي لم يكن قد تبوأ مكانه كأساس رقمي رئيسي في الخطط الأمنية السعودية الأمريكية ولا ضمن أجندات التعاون التقني المتقدمة، بل كان المجال لا يزال في طور التجريب الأولي والتقييم..

أما في هذه الزيارة 2025، فقد تحول التعاون السيبراني والذكاء الاصطناعي ليصبحا من أبرز الركائز في العلاقة بين البلدين، مع تركيز على تبني تقنيات متطورة مثل التعلم الآلي، التحليل اللحظي للتهديدات، وأتمتة الاستجابة للهجمات السيبرانية، مع تعزيز الأطر القانونية والتشريعية التي تحكم حماية البيانات والخصوصية..

السعودية تعمل الآن على بناء منظومة أمن سيبراني متكاملة تستفيد من قدرات الذكاء الاصطناعي لتأمين البنية التحتية الحيوية بما في ذلك الشبكات الوطنية وأنظمة الطاقة، بينما تستفيد واشنطن من هذه الشراكة لتعزيز حضورها في منظومات التكنولوجيا الذكية الإقليمية، كما أن تبادل الخبرات يشمل تطوير نماذج متقدمة لإدارة المخاطر السيبرانية المرتبطة بأنظمة الذكاء الاصطناعي، وتوطيد التعاون في أبحاث مشتركة تعزز من قدرة الدفاع السيبراني والوقاية من الهجمات الإلكترونية المعقدة..



#رائد_الجحافي (هاشتاغ)       Raed_Al-jhafi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة الرئيس الأمريكي ترامب حول القضية الفلسطينية ومأس اة غ ...
- جيوش وأسلحة العرب: لمن تجهز، ولماذا لم تستخدم بعد؟
- التحول الكبير في مواقع التواصل الاجتماعي وتنامي أهميتها يوما ...
- قمة ألاسكا واحتمالات تعاطي قطبي القوة العالمية مع أبرز الملف ...
- العرب وإيران.. عندما يصبح التقارب خير من التنافر والقطيعة
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- بداية نشاط جماعة الإخوان في الكويت
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على الفرار السياسي ...
- ماذا تريد واشنطن من مصر؟
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- مجموعة فاغنر الروسية، ماهيتها وماذا يجري؟
- آثار اليمن.. آثار اليمن، الحضارة المعروضة في أسواق النخاسة
- اليوم العالمي للتطوع ودور المنظمات في ضرب جهود الشباب التطوع ...
- كوابيس تغور في زوايا الأسى
- الاستغلال الخطير لمفهوم الصراع الجنوبي الجنوبي في قضية جنوب ...


المزيد.....




- تداول فيديو لـ-تطويق قوات سورية لمركز حدودي لبناني-.. ما حقي ...
- ترامب يوبخ مراسلة بعد سؤال عن خاشقجي ومحمد بن سلمان يعقب.. ش ...
- بلجيكا: ثمانية موقوفين بشبهة التخطيط لاستهداف المدعي العام ف ...
- بريطانيا تعلن الحرب على -التجسس الصيني- بحزمة إجراءات طارئة ...
- -عقيدة دونرو-: كيف يعيد ترامب رسم خريطة أميركا الجنوبية؟
- بن سلمان: نعمل على تطبيع العلاقات مع إسرائيل -في أقرب وقت مم ...
- غزة : ماذا بعد خطة ترامب ؟
- أمريكا - السعودية : بين السياسة والمصالح المشتركة ؟
- الرئيس الفرنسي يبدي استعداده للحوار مع نظيره الجزائري حول ال ...
- زعيمة المعارضة: فنزويلا على أعتاب عهد من دون مادورو


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الجحافي - ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بين زيارتين في واشنطن..