أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - صلاح السروى - الفكر اليوتوبي















المزيد.....



الفكر اليوتوبي


صلاح السروى

الحوار المتمدن-العدد: 8556 - 2025 / 12 / 14 - 23:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لقد انطلقت اليوتوبيا من فكرة بدهية، مؤداها أن البشرية تعيش حياة تعيسة، مفعمة بالشرور والمعاناة، وأنها تستحق حياة أفضل من تلك. ولذا تركزت مهمتها، على مدار تاريخها، في ثلاثة عناصر:
- الإحساس المفعم بالتعاسة والاغتراب وعدم الانسجام مع مواضعات المجتمع، ورفضها.
- الايمان الجازم بإمكانية ايجاد عالم مغاير، والأمل في تحققه، على نحو تنتفي فيه أسباب التعاسة الإنسانية.
- البحث عن هذا العالم الفاضل، وطرح تصورات محددة، مقتضبة أو تفصيلية، عن المواصفات والمكونات الكفيلة بتحقيق السعادة والانسجام للبشر.
فقامت كتابات اليوتوبيا على رسم صور متخيلة للمجتمعات المثالية، التي يمكنها تحقيق هذه الآمال، من وجهة نظرها. ولذلك، كان من الطبيعي أن تتوجه كل اليوتوبيات، على اختلاف أنواعها، نحو معالجة فكرة واحدة، ألا وهي: كيف يمكن بناء عالم يضمن "السعادة" الانسانية الكاملة. وأجمعت كل هذه اليوتوبيات على أن هذا العالم لا يمكنه الا أن يكون المجتمع الذي يحقق سعادة الانسان عن طريق تحقيق قيم العدل والاخاء والسلام والسعادة والمساواة، بين جميع بني البشر. وهو المجتمع الذي سيختفي فيه، بالتبعية، كل أشكال الظلم والعدوان الفقر والقهر والحاجة،
ولقد انطلق معظم اليوتوبيين من يقين راسخ بأن مثل هذا المجتمع غير موجود في عالمنا بجغرافيته المعروفة. ولذا جاءت معظم كتاباتهم ذات طابع خيالي، مفترضة وجوده في عالم (آخر)، غير معروف. كأن يكون قد تحقق في مرحلة منقضية من الزمن ولم يعد قائما الآن، فيما غرف بالعالم الطبيعي عند الرواقيين مثلا. أو أن يكون قائما على جزيرة مجهولة نائية، لم تطلها يد الانسان، بعد. ولذلك فان طريقة وصف وتقديم تلك الجزر كانت توحي، على الدوام، بأنها تنتمي الى عالم غير عالمنا الذي نعرفه. سواء، من حيث المظاهر الخارجية، أو من حيث طرق التنظيم وأنماط الحياة والعمل والسلوك. بل ان بعض هذه اليوتوبيات يمكن، كذلك، أن تكون قائمة خارج زمننا وتاريخنا، بل تنتمي الى زمن آخر لم نصل اليه، من حيث درجة تطورها الفائقة، بما يجعلها مفارقة لما وصلنا اليه ونعيشه ونعرفه. وهنا تصل بناالكتابات اليوتوبية الى ما يمكن أن يصنف تحت باب الخيال العلمي.
ولقد احتلت اليوتوبيا مكانة مهمة وأصيلة في تاريخ الفكر الفلسفي، وعلى مدار التاريخ الإنساني. فكان الأمل في "الآتي"، و"الرجاء" فيما يمكن أن يحدث لتغيير الواقع المعاش ماثلا دائما في الفكر والوعي الانساني، منذ بواكيره الأولى. وبقي متواصلا حتى زمننا الراهن. وأظنه سيستمر الى أن يحقق الانسان غايته في عالم سعيد مفعم بالعدل والحرية والمساواة. انه هذا السعي المحموم منذ فجر التاريخ الطبقي، نحو التبشير بالأمل في غد أفضل، واستمر ذلك مع توالي ظهور الآداب والكتابات والحركات والثورات. حيث كان الهدف، لديها جميعا، متمثلا في تغيير الواقع للوصول الى هذا الغد.
- فلقد تبدى هذا السعي في فلكلور الشعوب، على نحو واضح ومتكرر، مثلما نجد في الفلكلور المصري، عندما نطالع في مربعات ابن عروس:
"ولابد من يوم معلوم
تترد فيه المظالم
أبيض على كل مظلوم
أسود عل كل ظالم".

وكذلك ما توجه اليه وتوحي به سير الأبطال في الملاحم والسير الشعبية، من التوق الشديد الى ظهور "البطل المخلص"، والايمان الجازم بحدوث هذا الظهور في الأزمنة القديمة وإمكانية تكراره في الزمن الراهن. بل تصوير هذا البطل على نحو باهر ومدهش، بما يجعله قادرا على اجتراح المآثر وفعل ما لايستطيع فعله البشر العاديون. وكأن البطل الشعبي يمثل الترجمة الدنيوية للعقائد الدينية التي تتحدث عن الظهور المرتقب "للمسياه" عند اليهود، و"يسوع" عند المسيحيين والمسلمين، و"المهدي المنتظر" عند المسلمين (شيعة وسنة). حيث تتبدى جدارة وقداسة كل هؤلاء في أنهم موكلون بمهمة: "ملء الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا"
- كما يتبدى هذا السعي في الممارسة العملية المتمثلة في ثورات العبيد والظلومين على مر التاريخ الإنساني.
- وتواتر المصلحين والمنادين بالإصلاح والتغيير. فضلا عن تصورات العالم الأخروي في مختلف الأساطير والأديان.

ولم يغفل الفكر الفلسفي تلك القضية، فأولاها اهتماما كبيرا، بداية من أفلاطون في كتابه "الجمهورية"، ومرورا بالفارابي وفرانسيس بيكون وتوماس هوبز .. وغيرهم، وصولا الى ارنست بلوخ وروجيه جارودي، في عصرنا الراهن. حيث تناولها كل منهم بما يتواءم مع تحديات عصره ومتطلبات مجتمعه.
وسوف يأتي الحديث عن أفكار أفلاطون وبيكون وهوبز وغيرهم، من أصحاب المشروعات اليوتوبية والمدن الفاضلة، في بحث خاص. أما هنا فسوف يقتصر حديثي على محاولة تقديم أفكار كل من ارنست بلوخ وروجية جارودي، بقدر من التركيز.

فكرة الأمل واليوتوبيا عند ارنست بلوخ
وُلد الفيلسوف الألماني إرنست بلوخ ( 1885_ 1977) . اكتسبت أفكاره أهمية خاصة في أجواء الاحتجاجات الطلابية في عام 1968 . وتأثر بهيغل وماركس وغيرهما من الفلاسفة .
تركز عمل بلوخ على فكرة مقتضاها أن القوى الثورية الحقة هي تلك التي تسعى الى الوصول الى عالم تسوده الإنسانية، ولن يكون العالم إنسانيا الا عندما يتم التخلص من القهر والاستغلال. وأن هذا العالم يمكن تحقيقه. لذلك لقب بلوخ بـأنه "أعظم الطوباويين المحدثين".
سعى بلوخ إلى إقامة نسق فلسفي حديث، يستند إلى خمسة مفاهيم أساسية تتمثل في: الثورة، والمستقبل، والأمل، واليوتوبيا، والخلاص.
يعد كتابه "روح اليوتوبيا"( 1918) قطعة من الأمل المستوحى من الأزمنة القديمة، في مواجهة الاستلاب وأشكاله. وفي مقابل الاستلاب تولد ارادة جديدة للتمرد، وفي مقابل اليأس داخل الواقع التعيس، يوجد نزوع نحو الحلم.
كما يعد كتابه " مبدأ الأمل " في أجزائه الثلاثة (1954 _ 1959) أهم كتبه على الإطلاق. حيث أكد فيه على أن تحقيق الأنا وحريتها لا يمكن ان تتحقق في واقع "الاستلاب السلعي" الرأسمالي. بيد أن هذا الاستلاب لا ينبغي أن يكون وضعا نهائيا ومطلقا، فمن الممكن مواجهته من خلال فكرة "الأمل"، التي تقوم على أن كل حالة مهما بدت سلبية فانها تحتوي على نقيضها. ولذا فان فكرة "الأمل"، عند بلوخ تعد "فكرة ثورية". من حيث أنها تمثل نوعا من الوعي الإيجابي الذي يعد مقدمة ضرورية ودافعة للاقدام على صنع المستقبل. وبدونه ستفقد البشرية المحرك تاريخي الأهم نحو عالم أفضل.
ويرتكز هذا الأمل على احياء فكرة "اليوتوبيا". وهي ليست اليوتوبيا القديمة التي لا تتعدى كونها مجرد أمنيات، مثل التي نراها عند توماس مور أو غيره، بل انها يوتوبيا قابلة للتحقيق، بحسب قوانين الحركة التاريخية التي تتقدم دائما نحو الأمام. ومن هنا تبرز "النزعة الإنسانية"، عند بلوخ بوصفها المحور الرئيسي الذي تنتظم حوله كل أفكاره. فالقضية الرئيسية عنده أزمة انسان العصر الرأسمالي وطموحاته غير المتحققة.
ومن الواضح أن بلوخ ينطلق في كل ذلك من الأسس النظرية للفلسفة الماركسية، بوصفها طريقا لتحقيق وبناء "يوتوبيا" جديدة لبني الانسان.
يرى إرنست بلوخ أن تاريخ البشرية، برمته، ليس أكثر من قصة "الأمل في قيام مجتمع بلا طبقات"، أي بدون قهر أو استعباد أو استغلال. وبدون هذا الأمل ستصل البشرية الى حالة من العدمية، وستكون الحياة بلا معنى. فيقول:
"الحياة مستمرة من حولنا، ولا ندري إلى أين تتجه. (..). إن الإحساس الخارجي بالحياة، وخاصة الإحساس المعلن بها، يتلاشى. لكن الأفكار الجديدة قد انطلقت أخيرا، إلى مغامراتها الكاملة، إلى عالم الأحلام المفتوح، غير المكتمل، إلى أنقاض الشيطان وظلامه، مما يؤدي إلى قطع دابرها. كما أن الحياة تدور مُحاطة باليأس، بشعورنا الغاضب، بقوة صوتنا البشري الهائلة، لنسمي الله، ولن نهدأ حتى نطرد أعمق الظلام، حتى تنطفئ النار المشتعلة في العالم أو التي ستشتعل".
(ارنست بلوخ، روح اليوتوبيا، 1923،نقلا عن جاك زييس، ارنست بلوخ وفلسفة الأمل، مجلة tripune https://www.tribunemag.co.uk/2020/04/ernst-bloch-and-the-philosophy-of-hope )
ان هذا النص يعكس فهما سوداويا للوجود الإنساني، سواء، فيما يتعلق برؤيته للصيرورة التاريخية، أو فيما يتعلق بحاضرها في زمنه. واذا علمنا أن كتاب "روح اليوتوبيا" قد صدر عام 1923، حينما كانت أوربا، وفي القلب منها ألمانيا، تمر بأزمة اقتصادية عنيفة، وتنذر بتولي الفاشية مقاليد الحكم في بلاده. بينما كانت لم تزل تلملم جراحها التي سببتها الهزيمة المروعة في الحرب العالمية الأولى، حيث دفع الكادحون والفقراء والضعفاء الثمن الأكبر لكل ماحدث. ولقد رأى بلوخ أن هذه الأوضاع الملتهبة لن يفضي استمرارها الا الى كارثة أفدح.
ولعل أهم ما يرصده بلوخ انما هو ذلك المتعلق بالحالة العدمية التي أفضى اليها الاغتراب الناجم عن تلك الوضعية، "فالاحساس بالحياة يتلاشى"، بما يعني الوصول الى نوع من العدمية، حسب رأيه. بيد أن هذه الحالة لا تعني استقالة الفاعلية الإنسانية أو العجز عن إيقاف هذه العجلة الدائرة نحو الجحيم، بل ان الانسان لا يزال هو العنصر المحرك، وهو وحده القادر، من ثم، على إيقاف هذا الجنون. بيد أن هذه الفاعلية الإنسانية، لا يمكنها العمل بدون ايمان بوجود البديل القادر على أن يحل محل هذه الوضعية، وبدون إرادة في إيجاد هذا البديل، وبدون رؤية علمية لتحقيق هذه الارادة. والبديل الوحيد الممكن، لا يمكنه الا أن يكون في طرح المجتمع الاشتراكي المتطهر من عوامل السلب والاغتراب. ولهذا فان ذلك البديل الذي يبدو بديلا يوتوبياً.
ونلاحظ في لغة بلوخ، من خلال هذا الاقتباس السابق، أن أسلوبه جاء شاعريا مليئا بالمجاز ومفعما برؤية رسولية تبشيرية. على الرغم من اتكائها الى رؤية ذات طابع علمي ماركسي. وهذا ما سنلاحظه بقوة في الفصل الأخير من كتابه "كارل ماركس، الموت، ونهاية العالم"، حيث أكد بلوخ، بقوة، انطلاقه من المفاهيم الأساسية للماركسية، وكانت هذه المفاهيم بمثابة الإطار الذي احتوى أسئلته حول معنى الوجود، وطبيعة المدينة الفاضلة، ومفاهيم الجمال، فيما تلى ذلك من أعمال.
وعلى الرغم من الميول التي يمكن اعتبارها صوفية أو شعرية، مثلما رأينا في الاقتباس الوارد أعلاه، أو ربما بسببها، تم تصنيف بلوخ، بوصفه، ماركسيا ثوريا على مستوى الطرح السياسي، خلال عشرينيات القرن العشرين. ولقد ظهر هذا المزج بين التصوف الديني والشيوعية، بوضوح منذ دراسته: "توماس مونزرو، لا هوتي الثورة"، التي صدرت عام 1921. فاقتران لفظ "لاهوتي"، من حيث هو توصيف ديني روحي محافظ، بلفظ "الثورة"، الذي يحيل الى التغيير الجذري، هذا الاقتران، هو الذي يجعلنا أمام تلك الرؤية المفعمة بالروح الشعرية المجازية ذات المنحى الروحي الصوفي.
ان هذا المنحى عند بلوخ انما يرتبط على نحو مباشر بالدور الرسولي الذي يتخلل أعمالهورؤيته للإنسانية بوصفها عنصرا مركزيا. فهو ينطلق في كل أعماله من التأكيد إمكانية خلق إنسانية منسجمة وخالية من الاغتراب. وذلك عبر تقديم نوع من إعادة تفسير خصائص ومعاني الوجود الإنساني، من حيث أن هذا الوجود لا يكتسب معناه الايجابي الا عبر "الاتساق" و"الانسجام"، بين الذات، بوصفها تمثيلا لل "خاص"، والعالم الخارجي، بوصفه ممثلا لل "عام". وهنا، فقط، يمكن أن تتجلى اليوتوبيا بوصفها الفضاء التصوري الحر، الذي يلهمنا بإمكانيات تجاوز أزمة الانسان الراهنة. فالاغتراب والظلم والحروب، ليست قدرا الهيا، أو لعنة مسلطة على هذا الوجود، بل يمكن مواجهتها وتغييرها.
(انظر: ارنست بلوخ، روح اليوتوبيا، نقلا عن مجلة عصور - ج. براون، إرنست بلوخ والخيال الطوباوي، ص 2- 3)
وعلى هذا تعد أفكار بلوخ دعوة للنضال ضد اليأس والاغتراب والعوامل والآليات المنتجة لهما، وهو ما يطرح جدارة وأهمية جهوده في عصرنا.

فكرة "الأمل" و"البديل" عند روجيه جارودي
وهو فيلسوف ماركسي فرنسي، انتمى الى الحزب الشيوعي عام 1970. وساهم فيما عرف ب "الحوار المسيحي الشيوعي" في حقبة الستينيات، وحاول إيجاد علاقة بين الشيوعية والأفكار الدينية، واعتنق الإسلام عام 1982، وقبلها كان قد اعتنق البروتستانتية، ولذلك انهم جارودي بالتحريفية من قبل الماركسيين. بيد أنه ظل ملتزما بالوعي الجدلي وبالقيم الاشتراكية والعدالة الاجتماعية والعداء للامبريالية ووالرأسمالية وبخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والصهيونية. وتعاطف بقوة، مع القضية الفلسطينية.
انتقد جارودي الحضارة الغربية، ورأى أنها لم تفهم حقيقة الانسان، وتعمل ضد مصالحه. وعلى نهج ارنست بلوخ، يبدو اهتمامه بقضية الانسان، واضحا جليا، حتى أنه يكاد يشكل الجزء الأهم والأوسع من اهتماماته في المعالجات الفكرية المتأخرة. وتجلى ذلك، بصورة أوضح، مع صدور كتابه "نظرات حول الانسان". وهو الذي طرح، من خلاله، وعلى نحو واسع النطاق، قضية الانسان في عصر الآلة والعلم والتغول الرأسمالي، وناقش معالجاتها لدى معظم مفكري عصره. مستخلصا أن جزءا أساسيا من فلسفة هذا العصر تفضي الى "موت الانسان"، كما أفضت من قبل الى "موت الاله". (انظر: روجيه جارودي، نظرات حول الانسان، ترجمة يحي هويدي، المجلس الأعلى للثقافة، القاهرة، 1983)
حيث يقوم جارودي، برصد فداحة فقد الانسان لمركزيته في هذا الكون، خاصة، مع التطورات الاجتماعية والاكتشافات العلمية المتوالية. وبخاصة، مع ظهور أفكار داروين وفرويد وأفكار نيتشة العدمية، وبخاصة، مع ظهور الفلسفة الوضعية.
وعلى الرغم من أن الفلسفة الوجودية حاولت أن تعطي للإنسان الفرد "معنى وقيمة"، وأن تقرر جدارة النوع الإنساني بالبقاء، من خلال بحث قضايا الحرية والاختيار والماهية، فان القضية الإنسانية قد تجاوزت، في رأي جارودي، كل قضايا الوجودية، لتصبح قضية الانسان هي تلك المتمثلة في سؤال البقاء في حد ذاته. خاصة أن الإنسانية تواجه تطورا تكنولوجيا واحدا، بينما هي متفرقة ومتعادية. "فعالمنا واحد ولكنه عالم ممزق". فهو عالم واحد لأن التكنولوجيا خلقت سوقا تحمل طابعا عالميا واقتصادا عالميا. وهو ما جعل مصير البشرية مترابطا. وبالتالي، لا يمكن تصور وجود إمكانية للنجاة الفردية، حتى على مستوى الدول. ولكن هذا التوحد في التعرض للتأثيرات التي لا تستثني أحدا، لا يقابله الا التناقضات والصراعات.
(انظر: جارودي، نظرات حول الانسان، مرجع سابق، ص 13وما بعدها).
وبالإضافة الى اخفاق جهود الوجودية في إعادة الانسان الى مركزية الوجود، فان ظهور البنيوية قد أدى الى تهميش، بل اقصاء الوجود الإنساني، ذاته. وذلك في سعي البنيوية الى تكريس جهودها في مجرد رؤية الظواهر على نحو محايث ومستبطن، بصرف النظر عن علاقتها بالإنسان، أو بواقعه أو تاريخه أو وضعه الاجتماعي أو النفسي. فجاءت هذه الأفكار .. "تعبيرا عينيا عما يمكن أن يكونه تاريخ، الانسان عنه غائب، الانسان كمركز للنشاط، كمعطى للمعاني، وكمصدر مشخص لكل مبادرة تاريخية".
(روجيه جارودي، البنيوية فلسفة موت الانسان، ترجمة جورج طرابيشي، دار الطليعة، بيروت، 1979، ص 10 - 11).
فالبنيوية، وهي تعد الصيحة الأخيرة لمرحلة الحداثة midernism، تعد تتمة لحلقات متصلة ترسم مسارا من الحركات المتسارعة، علميا وفلسفيا واجتماعيا، وجميعها يفضي الى ما يتصوره جارودي نهاية معنى الانسان ومبرر وجوده. فالمقولة الرئيسية في الفهم البنيوي ليست مقولة "الكينونة" بمعناها الوجودي الإنساني. بل مقولة "العلاقة"، بمعناها التركيبي الآلي. بالطبع فان االتوجه المركزي لهذا الفكر يقوم على ترتيب أسبقية العلاقة على الكينونة، وأولوية الكل على الأجزاء. فالعنصر الجزئي لا معنى له ولا قوام الا بحزمة العلاقات التي يندرج ضمنها. ولا سبيل الى تعريف الواحد المفرد الا عن طريق علاقاتها، فهي لا تعد ولا تمنح الاعتبار والاهتمام الا بوصفها "أشكالا"، لا "جواهر".
(انظر: جارودي، البنيوية فلسفة موت الانسان، مرجع سابق، ص 13)
حيث يجسد جارودي رعبه من تراجع الدور الإنساني في الوجود، متخوفا من أنه قد أوشك على النهاية والموت، فيواصل قائلا:
"سيضمحل الانسان مثل وجه من الرمل في أقصى البحر (..) هل يقودنا موت الله بالضرورة الى موت الانسان؟ تلكم هي النتيجة التي يخلص اليها على ما يبدو في أيامنا هذه تأويل مجرد ومذهبي للبنيوية"
(جارودي، البنيوية فلسفة موت الانسان، مرجع سابق، ص 12)
ان جارودي ينطلق من النقد الحاد لمسار الحضارة الرأسمالية القائمة على الاستهلاك السلعي والاستغلال الجائر للعمال وللبيئة والطبيعة ولبلدان لعالم الثالث، والمجازفة بانتشار الأسلحة النووية. فضلا عن هدر الموارد على التسليح والنفقات غير المبررة، نتيجة للخضوع لمنظومة الاستغلال والتربح التي خلقها نموذج الملكية الخاصة.
وبالتالي، فان "طراز الغرب"، على حد تعبيره، الذي وجد في الرأسمالية شكله النموذجي، انما يتميز بتكاثر فوضوي "سرطاني" للنشاطات والحاجات التي تؤدي الى تطور "تشنجي" وقاتل في وقت ما.
واذا كانت الرأسمالية شرا، كلها، نتيجة لتغول قوة السوق وحركته الفوضوية، فان الاشتراكية بوضعها الذي جسدته التجربة السوفيتية، والتي تحاول السيطرة على شرورها من "القمة"، أي عن طريق فرض سيطرة "الدولة"، واتخاذ القرارات السياسية الفوقية، على الاقتصاد، لا تخلو، بدورها من شرور أفدح. ومثل من استبدل هذه بتلك، كمثل من استبدل الرمضاء بالنار. فكما أفرزت السوق الرأسمالية "الديمقراطية الشكلية والمزيفة والمخادعة"، والتي تقوم على الاصطفاء الفردي المتخفي تحت ستار "صندوق الانتخابات"، بما يتوافق مع مصالح طبقة رجال المال والصناعة، كذلك أدت السلطة الاشتراكية، "المركزية الاستبدادية"، ذات النزوع الستاليني، والمتخفية تحت شعار "الاشتراكية"، الى.. "طغيان سياسي، يستبعد مشاركة الجماهير"، معتمدا على.. "سياسة ثقافية وتبريرية لدوجمائية خانقة تستبعد كل إمكانية (..) لتجاوز الواقع الكائن، ومن ثم كل تغيير حي. لقد أوقفت الطاقة الخلاقة الى حد أن الحياة السياسية تجمدت في العقيدة وفي التبرير"
(جارودي، مشروع الأمل، دار الآداب، لم يتم ذكر المترجم، بيروت، 1977، ص 47)
وذلك من حيث أن الاشتراكية لا يمكن أن تتحدد فقط بوسائلها ، فهي لا تقتصر على مجرد إقامة شكل آخر للملكية، أي على سعيها الى أن تقوم، هي بنفسها ، بإدارة الموارد على نحو أفضل من الرأسمالية. بل ان على الاشتراكية الوصول الى غايات أخرى، تتمثل في اتباع نوع آخر مغاير من التطور يتجاوز المعيار الاقتصادي فقط، بل ينطلق الى معيار آخر أكثر ارتباطا بمفهوم "الإنسانية" بمعناها الأشمل المتجاوز لمجرد تلبية الحاجة الى الطعام والشراب. ولذلك فان الانسانية لن تستطيع أن تتحقق على نحو فعلي وأصيل الا باتباع طراز جديد من التطور الانتاجي، الا اذا تبنت مشروعا جديدا للحضارة. (انظر: جارودي، مشروع الأمل ، مرجع سابق، ص 37)
من هنا نصل الى أن المشهد العالمي الراهن بشقيه الرأسمالي والاشتراكي، عند جارودي، مشهد مظلم ومأزوم على نحو خانق،بما يجعل الوجود الإنساني معذبا ومحتنقا بالألم، سواء أكان ذلك بسبب التلوث والظلم، أم بسبب التشيؤ والتشوه الروحي والنفسي. ان لم يكن هذا الوجود مهددا بالفناء الكامل، بسبب التهديد الدائم بالحرب النووية، في الآن نفسه. ومن هنا فلا بد من طرح "البديل" القادر على الانتصار لمعنى الإنساني ولمستقبله.
وعلى الرغم من الهجوم الشرس الذي يشنه جارودي على الاشتراكية السوفيتية، والذي لايقل عن هجومه على الرأسمالية، سواء بسواء، فانه لم يتخل، بأي صورة، عن الاشتراكية، على النحو الذي يراه قادرا على تحقيق انسانية الانسان والانتصار لحقه في الحرية والكرامة.
ولا يشترط جارودي، لقيام الاشتراكية أن تكون عن طريق حزب واحد أو عدة أحزاب، بل ان المسألة الجوهرية عنده تتلخص في فكرة عدم "تفويض أو ارتهان السلطة" لأي كيان، سواء أكان ذلك تحت مسمى الرأسمالية، أو الاشتراكية.
ولذلك فانه يعتبر أن تجربة "التسيير الذاتي اليوجوسلافية" هي الأكثر تعبيرا عن الماركسية الحقيقية، من حيث كونها تقوم على الاشراك المباشر للمواطن في الإدارة واتخاذ القرار، وهي تعد في رأيه البديل الأفضل مما يسميه ب "المركزية الديوانية"، أي البيروقراطية. ويرى أن المشكلات التي أحاطت بيوجوسلافيا لم تكن، بأي حال، ناتجة عن تطبيق هذا النموذج، بل انها ناتجة تحديدا، عن عدم تطبيقه على نحو غير كاف. (سيلي الحديث عن هذه التجربة، في الفصل الرابع من هذا الكتاب). ولا ينسى جارودي أن يدمغ التجربة الصينية بالتهم، نفسها، التي كالها للتجربة السوفيتية. لأن التجربة الصينية لا تتعدى كونها، من وجهة نظره، اشتراكية "من أعلى" وليست "اشتراكية الجماهير"، كما يحلو له تسمية تجربة التسيير الذاتي. وبالتالي فانها تحمل الوجه الاستبدادي القمعي، ذاته. ذلك الوجه الذي قد ينجح في توفير الطعام وانشاء المصانع ولكنه اطلاقا لم يفلح في تحقيق إنسانية الانسان، على الوجه الأكمل. وتلك هي القضية الأساسية التي يتمحور حولها فكر جارودي.
ومن هنا فان الغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، يعد اجراء غير كاف لانهاء أزمة الاغتراب الإنساني. ولكن من الضروري ابتداع أشكال جديدة لانتقال حقيقي للسلطة الى المواطن و"المجتمع العام". وبالتالي طرح أهداف ملائمة للثقافة والتربية تقوم على احترام الإنسانية والحفاظ على استقلالية وحرية وكرامة البشر.
ولا تعني "اشتراكية التسيير الذاتي"، التي يعلن جارودي تفضيله إياها، انعدام القرارات المركزية، والا بقينا في نظام فوضى السوق. بل انها تعني أن "الاختيارات الأساسية عن غايات الإنتاج والقرارات المتعلقة بالأولويات في توزيع الموارد والتنظيم العام للاقتصاد، كل ذلك (لابد أن) ينهض على مراقبة ديمقراطية تتولاها قاعدة المنتجين والمستهلكين". وليس على هذا النحو البيرقراطي، الفوقي الذي نشهده في التجربة السوفيتية وما يشابهها من أنظمة حكم.
واذا تمت "شتركة" الإنتاج والسوق من القاعدة، أي جعلهما خاضعين للاحتياجات والمتطلبات الملائمة للمواطن، سواء أكان منتجا أو مستهلكا، وبمشاركة فعالة منه، بوصفه طرفا أصيلا في تلك المعادلة، فان القرارات والخيارات المركزية الكبرى ستكون مشروطة بالممارسة الديمقراطية التي تضمن مشاركة القاعدة، أما مادون ذلك من مستويات إنتاجية وإدارية فيمكن أن يتم تنظيمها بطريقة لا مركزية، "فرعا ففرعا وبلدة فبلدة، ومصنعا فمصنعا". (جارودي، مشروع الأمل، مرجع سابق، ص 66)
ولقد احتلت فكرة "اشتراكية التسيير الذاتي"، تلك، عند جارودي، جزءا كبيرا من كتاب "البديل"، وهو الذي تلى كتاب مشروع الأمل، ويعد مكملا له. حيث طرح فيه أن هذا "البديل" الذي يقترحه لا يمكن اعتباره "طريقا ثالثا"، بين كل من الرأسمالية والاشتراكية السوفيتية. لأنه لا يراهما طريقين، من الأساس. بل انهما طرقان مسدودان ولا يفضيان الى أية نتيجة إيجابية.
وهنا يبحث جارودي، على نحو صوفي، كالذي رأيناه عند ارنست بلوخ، عن اله جديد أو مرتكز جديد للفكرة الإنسانية، ولا يجد هذا الاله الا في إعادة الخلق والبناء، على نحو يضمن التجدد والتوالد الحيوي لطاقة الانسان وطاقة الوجود معا. ولذلك يقول:
"الاله الأريسطوطاليسي المسن المحرك الثابت، الرب البارد، قد مات. واني لأشك كل الشك في أن الشبيبة يحلو لها أن تمثل دور النادبة في جنازته. فالاله الوحيد الممكن تصوره بالنسبة اليها (يقصد الشباب) والقابل للحياة بعد ماركس ونيتشة وفرويد، في عصر الجوهر فيه صيرورة، والكتلة طاقة، والكينونة علاقة، هو القوة الخلاقة الكامنة في قلب كل شيء. فالله موجود حيث وجد شيء في سبيله الى الولادة في ابداع فن من الفنون ، أو في اكتشاف علمي أو في حب أو ثورة. ان الله هو نقيض القصور (يقصد العجز). ولئن كان القصور قانونا عاما لانحطاط الطاقات، فان الحياة قد انتصرت عليه من الآن وان بصورة غير نهائية. وثمة قانون جديد صائر الى الحلول محله، وهذا القانون الجديد الذي قبل بتحدي معاودة صعود المنحدر، هو الذي يعطي الحياة قيمتها ويجدد صباها". (روجيه جارودي، البديل، ترجمة جورج طرابيشي، دار الآداب، بيروت، 1988، ص 39)
ان الحياة، التي هي هنا بمثابة الاله الجديد الدائم الذي لايمكن اقالته أو الاستغناء عن وجوده، بعد موت جميع الآلهة، حسب تعبيره، انما هي تلك التي تتجسد في التجدد والابداع والخلق، حيث "يتحول مصير الانسان الى قصيدة". وحيث يصبح البديل هو اتاحة الفرصة للتفتح والانطلاق، ورفض كل أشكال القولبة والصنع على منوال سابق.
ان خطاب جارودي هنا وان كان موجها نحو الشباب الذين ثاروا على نحو أربك الحضارة الغربية، برمتها، في عام 1968، فانه موجه، في الحقيقة، الى الإنسانية كلها. ليقول أن الأمل قائم، وأن اليوتوبيا لم تمت، فهي تكمن في القدرة الهائلة الكامنة في قلوب البشر التواقين الى التحرر والانعتاق من ربقة رأس المال والمركزية البيروقراطية، معا. وفي وجدان هؤلاء الناهضين نحو بناء حضارة بشرية جديدة، تضمن تحقيق الألق والتفتح الإنساني الحر.

ان جهود كل من ارنست بلوخ وروجيه جارودي وان كانت تحمل روحا صوفية وشاعرية على نحو معين، فانها لا تخلو من بعض الخطوط العملية، المتمثلة في:
أولا: رفض الرأسمالية بوصفها نظاما اقتصاديا وسياسيا لا يمكنه الا أن يقوم عل الاستغلال والاستعباد ويقوم على تحويل كل شيء الى سلعة، حتى الانسان، مما يؤدي الى اعتراب هذا النسان وتشيؤه. كما أنه لا ينتج سوى الكراهية والحروب والقتل. وبالتالي فان يعد العدو الأول للإنسانية ولحقها في البقاء والتحرر والسعادة.
ثانيا: الاتفاق على أن البديل الوحيد الممكن هو ذلك القمين بنفي الاغتراب والانسحاق الإنساني وتحقيق الحرية والانسجام بين الانسان ومجتمعه وعالمه.
ثالثا: بتغير الأوضاع الزمنية بين العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين التي ظهر فيها ارنست بلوخ والربع الأخير من القرن العشرين الذي ظهرت فيه كتابات روجيه جارودي، ظهرت سوءات التطبيق الستاليني للاشتراكية، بحسب رأيه فيها. لذلك اعتبرها تفضي الى ذات النتيجة التي أفضت اليها الرأسمالية، من اغتراب الانسان وسحق روحه وكرامته. لذلك رفض جارودي التجربة السوفيتية. واقترح بدلا منها تجربة التسيير الذاتي اليوجوسلافية، على الرغم من عدم اكتمالها.
رابعا: يؤكد كل المفكرين الاثنين أن الأمل في الوصول الى العالم الفاضل قائم، ليس، فقط، بوصفه قوة مادية ينتجها إصرار البشر على صنع التاريخ على نحو يتلاءم مع انسانيتها، ولكن أيضا لأن هذا الأمل هو وحده ما يجعل النضال من أجل هذا المستقبل ممكنا وملهما.



#صلاح_السروى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليوتوبيا الأخلاقية الدينية
- المدن الفاضلة السياسية
- المشاعية البدائية واليوتوبيا
- قراءة فيما وراء وقف اطلاق النار في غزة - الحرب لم تتوقف
- الصدام الجيوبوليتيكي الدولي على الساحة السورية
- الأسباب الحقيقية للقضاء على النظام السوري
- لماذا توقفت الحرب على ايران؟؟
- تبعات الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية
- الحرب على ايران ونظرية الأمن الاسرائيلي
- هل تقضي الحرب الإيرانية الصهيونية على نظرية الأمن الإسرائيلي ...
- تطورات مهمة تطرأ على الموقف الإيراني - النصر أو الموت
- على مشارف الحرب العالمية - عملية ترميم نموذج -الأحادية القطب ...
- لماذا نعتبر أن هذه الحرب حربنا؟؟
- السيناريوهات المحتملة لمآلات الحرب الراهنة بين ايران واسرائي ...
- الأزمة الأمريكية وأثرها على الأوضاع في الشرق الأوسط والعالم
- اتجاهات البحث فى قضية الهوية المصرية
- جذور الهوية الوطنية المصرية
- العولمة والعولمة الثقافية
- ثورة الثلاثين من يونيو فى مصر .. أهميتها ونتائجها التاريخية
- دلالات مهمة لأحداث الانتفاضة الفلسطينية الحالية


المزيد.....




- مرشح اليمين المتطرف يفوز برئاسة تشيلي
-  تفكيكٍ سريع لخطاب «انخفاض قيمة الديمقراطية»: قراءة نقدية لط ...
- مظاهرات 11 ديسمبر 1960 الجزائرية، ودورها الحاسم في ولادة جزا ...
- الانتخابات الرئاسية بتشيلي: توقعات بفوز اليمين المتطرف للمرة ...
- بيان الإتحاد النسائي السوداني وقوى الثورية بمناسبة الذكرى ال ...
- بلاغ سياسي صادر عن المجلس الاستشاري الموسع للحزب الشيوعي الع ...
- صرخة القرى: احتجاجات تكشف حقيقة التنمية في المغرب
- Why Did Trump Send his Warships to Venezuela?
- ديالكتيك الثورة الجزائرية
- ما هي نظرية إعادة الإنتاج الاجتماعية؟


المزيد.....

- الاشتراكية بين الأمس واليوم: مشروع حضاري لإعادة إنتاج الإنسا ... / رياض الشرايطي
- التبادل مظهر إقتصادي يربط الإنتاج بالإستهلاك – الفصل التاسع ... / شادي الشماوي
- الإقتصاد في النفقات مبدأ هام في الإقتصاد الإشتراكيّ – الفصل ... / شادي الشماوي
- الاقتصاد الإشتراكي إقتصاد مخطّط – الفصل السادس من كتاب - الإ ... / شادي الشماوي
- في تطوير الإقتصاد الوطنيّ يجب أن نعوّل على الفلاحة كأساس و ا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (المادية التاريخية والفنون) [Manual no: 64] جو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية(ماركس، كينز، هايك وأزمة الرأسمالية) [Manual no ... / عبدالرؤوف بطيخ
- تطوير الإنتاج الإشتراكي بنتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توف ... / شادي الشماوي
- الإنتاجية ل -العمل الرقمي- من منظور ماركسية! / كاوە کریم
- إرساء علاقات تعاونيّة بين الناس وفق المبادئ الإشتراكيّة - ال ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - صلاح السروى - الفكر اليوتوبي