أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - صلاح السروى - اليوتوبيا الأخلاقية الدينية















المزيد.....



اليوتوبيا الأخلاقية الدينية


صلاح السروى

الحوار المتمدن-العدد: 8553 - 2025 / 12 / 11 - 02:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


وأقصد بها تلك الرؤى والتصورات التي تشكل نوعا من العالم الفاضل، المرتكز على التعاليم الدينية والنصوص المقدسة. ومن أوائل تلك الرؤى ما جاء في كتاب العهد القديم على لسان أنبياء بني إسرائيل الذين يذخر بهم هذا الكتاب. وعندما جاءت المسيحية، لم تقم بإلغاء ما جاءت به اليهودية بل أضافت اليه نوعا آخر من التعاليم الروحية والأخلاقية. وعندما جاء الإسلام لم ينف ما جاءت به الديانتان السابقتان عليه، بل أضاف لمسة دينية تؤكد توجهه العالمي الذي يجمع بين الشريعة والأخلاق في الآن نفسه.
رؤى العهد القديم
لقد جاءت عبارة"ملكوت الله على الأرض" عند عدد من أنبياء بني إسرائيل، الذين ورد ذكرهم في كتاب "العهد القديم"، (التوراة). وبخاصة النبي أشعيا، الذي بشر بأن السلام والعدل والانصاف سيسودون الأرض:
"لأنه من صهيون تخرج الشريعة ومن أورشليم كلمة الرب، فيقضي بين الأمم وينصف لشعوب كثيرين، فيطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل، لا ترفع أمة سيفا، ولا يتعلمون الحرب فيما بعد". (سفر أشعيا 2: 4)
ولقد ساق ليدلر في كتابه "الحركات الاشتراكية"، هذا النص على أنه نوع من التبشير بيوتوبيا دينية، يقدمها أشعيا بعد أن انتقد الطبقة الحاكمة في زمنه، واتهمها "بالتهام الكروم" و"غنائم الفقراء في ديارهم" .. الخ. (انظر ليدلر، الحركات الاشتراكية، مرجع سابق، ص 5 - 6) بل انه استشهد بأقوال أنبياء آخرين ورد ذكرهم في كتاب العهد القديم (التوراة) يكررون مثل هذه الدعوات، مثلما جاء على لسان عاموس، ويوشع، وأرميا، وحزقيال.. الخ.
بيد أنه من الواضح أن أشعياء، هنا، لا يتحدث عن الزمن الراهن (زمن كتابة التوراة)، بل يتحدث زمن آخر تال، يفض بعضهم تسميته ب "آخر الزمان"، عندما ينتصر اليهود ويستعبدون باقي البشر، حيث يقول قبل ذلك مباشرة:
"ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتا في رأس الجبال، ويرتفع فوق التلال، وتجري اليه كل الأمم. وتسير شعوب كثيرة، ويقولون: "هلم نصعد الى جبل الرب الى بيت اله يعقوب، فيعلمنا من طرقه ونسلك في سبيله". (سفر أشعياء 2 - 3).
وبالتالي، فان نبوءة أشعياء، في الحقيقة، ليست نبوءة لإنقاذ البشر، بل انها بشارة لسيادة بني إسرائيل وانتصارهم في "آخر الزمان". وأن هذا الانتصار وحده هو الذي سيجلب رحمة "رب الجنود"، كما يسميه كتاب "العهد القديم". فهناك في هذا الملكوت يأتي الناس.. "بالغناء والمتعة الدائمة والبهجة"، ويتلاشى الأسى والأنين وتصبح آلام الجسد في طيات الماضي وتزدهر المعرفة ويسود التفاهم. لكن هذا لن يحدث الا بعد سقوط أشور بسيوف عديدة، وهروب ملكهم وخضوعه هو أتباعه لدفع الجزية، فيقول:
"لأن في ذلك اليوم يرفضون كل واحد أوثان فضته وأوثان ذهبه التي صنعتها لكم أيديكم خطيئة. ويسقط أشور بسيف غير رجل وسيف غير انسان يأكله، فيهرب من أمام السيف، ويكون مختاروه تحت الجزية، وصخره من الخوف يزول، ومن الراية يرتعب رؤساؤه، يقول الرب الذي له نار في صهيون، وله تنور أورشليم". (سفر أشعيا 31 - 32. 8، 9).
فالرؤيا هنا تنصب، تحديدا، على انتصار اليهود على ملك الأشوريين، بوصفه رمزا للشر، وما سيحيق به من هزيمة، وما سيحل بشعبه من اذلال. وهذه الهزيمة الماحقة لأعداء بني إسرائيل، يعدها أشعياء شرطا لانتشار العدل وشيوع الرخاء لبني إسرائيل، بصفة خاصة ، فهو يخص بني إسرائيل على التحديد عندما يقول:
"هو ذا بالعدل يملك ملك، ورؤساء بالحق يترأسون. ويكون انسان كمخبأ من الريح وستارة من السيل، كسواقي ماء في مكان يابس، كطل صخرة عظيمة في أرض معيية. ولا تحسر عيون الناظرين، وآذان السامعين تصغي وقلوب المتسرعين تفهم علما، وألسنة العيين تبادر الى التكلم فصيحا".(سفر أشعياء، 32، 2 - 4)
فهذه الرؤيا، على خلاف ما زعمه ليدلر، لا تخص بني البشر، بصفة عامة. بل تخص بني إسرائيل، بصفة خاصة. بيد أن المشكلة هنا أن رخاء بني إسرائيل مشروط باذلال واخضاع أعدائهم.
الرؤيا المسيحية
ومن أهم "كتب الرؤيا"، كذلك، هي تلك التي تتمثل في تعاليم السيد المسيح. التي تنبأ فيها بحلول ملكوت الله على الأرض، في نهاية الزمان، الى جانب الملكوت السماوي في الآخرة. وسوف يتأسس هذا الملكوت الأرضي على الحب متخلصا من شر المال والنفاق والأنانية والطغيان. وسوف يتصف سكان هذا الملكوت بروح التعاون والتضحية والغفران والأخوة الانسانية.
"مدينة الله" للقديس أوغسطين
وعلى هذا الدرب سار القديس أوغسطين في كتابه "مدينة الله" الذي خطه بعد سقوط روما على أيدي (البرابرة) في القرن الخامس الميلادي (عام 476 ميلادية) في عصر ملئ بالاضطرابات والفظائع.
ولقد لخص أوغسطين أسباب سقوط روما، في اتباع معظم سكانها لديانة وثنية وعبادة "آلهة مزيفة". وهو ما أدى الى فساد أخلاق قادتها وتكالبهم على اللذائذ والمكاسب، وميلهم لسفك الدماء. ولذلك صور لنا مدينة مغايرة، تمثل، كشأن سابقيه، عكس ما اعتبره من أسباب الهزيمة والدمار التي حاقت بروما.
فمدينة الله ستنشأ في الأرض قرب نهاية العالم، وكذلك، فى السماء، بعد الموت والبعث. ويكون فيها الناس ِعلى وفاق مع خالقهم ويعملون صالحا ويساعدون كل من حولهم. وذلك عبر التزام الفضيلة، ونبذ "اللذة الشهوانية"، والتخلي عن حب المال، وطلب "المجد الشخصي"، الذي عده أوغسطين من أكبر الرزائل، يتوجب على المرء أن يتجنبها. فالمجد الحقيقي، عنده، هو الذي يعطيه الله وليس الذي يسعى اليه الانسان، حيث .. "كان على المجد البشري أن يتراجع أمام محبة الحقيقة، عندما تتغلب شهوة المجد فتلك رزيلة من ألد أعداء الايمان والتقوى".
(القديس أوغسطين، مدينة الله، المجلد الأول، نقله الى العربية الخور أسقف يوحنا الحلو، دار المشرق، ط2، بيروت، بدون تاريخ، ص 247)
ولهذا لا ينبغي التشبث بمحبة الدنيا وانما ينبغي التطلع الى "مدينة الله التي توجد في السماء، وذلك لأنها .. "مدينة أبدية، لا ولادة فيها، إذ ليس فيها موت، هناك سعادة حقيقية لا ينقصها شئ، ليست الهية بل عطية الهية" (القديس أوغسطين، مرجع سابق، ص 250)
وهو هنا يشير، بالطبع،ِ الى العالم السماوي الذي حظي منه بكل العناية والاهتمام، أما العالم الأرضي فقد مر عليه على نحو عابر. وذلك لأن الفردوس السماوي انما هو مقصور على المؤمنين وحدهم، أما العالم الأرضي فهو يجمع الصالحين والأشرار معا. ولأن الله لايحب الا الصالحين ،فان الفردوس الحقيقي الدائم لن يكون الا في عالم السماء وحده. (القديس أوغسطين، مرجع سابق، ص 262)
وعلى هذا، فان "مدينة الله" لا يستطيع أن يقيمها إلا الله، ولا يد للبشر في صنعها. اللهم إلا بالطاعة والتحلي بالأخلاق القويمة. لذلك لم يتطرق أوغسطين الى أي من أشكال الحكم أو السياسة أو العلاقة بين الطبقات .. الخ.

وفى ظروف مشابهة، بعد حوالي ألف عام (في القرن الخامس عشر) من وفاة أوغسطين، جاء القس (سافونا رولا)، والذي لقب باسم: "واعظ فلورنسا الأكبر". وفي ذلك الوقت، كان قد تم القضاء على أسرة ميديتشى ودبت الفوضى والاضطراب والفساد في المدن الإيطالية. فتقدم سافونا رولا بمشروع دستور يحوي تصورا لدولة دينية تكبت فيها الرذيلة ويحكم فيها الناس بمقتضى التعاليم الإلهية. ولقى استجابة واسعة.. "فسادت في المدينة الطهارة، والعدالة، والبعد عن الخمر. وأصبح كاهن القديس مرقص (أي سافونا رولا، نفسه) يلقى الهتاف في كل مكان باعتباره أعظم المحسنين". ( ليدلر، مرجع سابق، ص 11)
لكن البابا في روما والسياسيين الموالين لأسرة ميديتشي، التي كانت في الحكم، في المرحلة السابقة، لم يرق لهم ما حدث. والأخطر من ذلك أن الشعب نفسه لم يحتمل الاستمرار تحت نير تسلط رجال الدين، والقوانين المتزمتة التي فرضها سافونارولا، فثاروا عليه، وتم القبض عليه وشنقه.
وعلى الرغم من تلك النهاية المأساوية، فان أهمية تجربة سافونارولا تكمن في كونها الوحيدة التي جمعت بين التبشير النظري والتطبيق الواقعي على الأرض، في الآن نفسه. ولعلها، بذلك تكون قد وضعت أفكارالقديس أو غسطين الني وردتفي كتاب "مدينة الله" موضع التطبيق. بما يمكن اعتبارها قد قدمت نوعا من التجربة العملية لهذه الأفكار، بما يفيد في قياس مدى معقوليتها وتقييم قابليتها للتطبيق العملي.
وربما، بسبب هذا الاخفاق المدوي، كانت تجربة سافونارولا آخر ما تم تقديمه من أفكار لاهوتية لاقامة المدينة الفاضلة على الأرض.

الجنة الإسلامية
يمكن أن ندرج، في إطار اليوتوبيا الدينية الأخلاقية، صورة جنات عدن "المفقودة" و"الموعودة"، (على حد سواء)، واللتين ورد ذكرهما في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، في الدين الإسلامي. وكيف أنهما كانتا ملآنتين بالخيرات وألوان النعيم والسلام والراحة، بما يجعل الانسان غير مضطر الى العمل ولا تكبد المشاق، بل ان ما يحتاجه سيأتيه حتى مقامه. كما لا ننسى الحكايات والمرويات المتعلقة بالظهور المنتظر "للمهدى" أو المسيح، في آخر الزمان، كشأن باقي الديانات، ليملأ الأرض عدلا، بعد أن ملئت جورا.
بيد أنه قد ظهرت، الى جانب ذلك، محاولات لصنع نعيم أرضي في الفكر والتاريخ الإسلاميين. سواء، أجاء ذلك من ناحية تصوير بعض الأزمنة أو المراحل، في هذا التاريخ، على أنها كاملة وفاضلة، مثل فترة حكم الخليفة الثاني: عمر بن الخطاب، أو فترة حكم الخليفة الأموي: عمر بن عبد العزيز. أو من ناحية طرح رؤية فلسفية كلية (وان لم تخرج كثيرا عن التصورات الدينية وعوالم الميتافيزيقا) لطبيعة المدينة الفاضلة، مثلما جاء في كتاب "آراء أهل المدينة الفاضلة" لأبي نصر الفارابي.
أما فيما يتعلق "بالعمرين"، فقد زخرت الكتب التي تناولت عصريهما بحكايات وروايات شديدة التفصيل عن قيم العدل والزهد والورع.. الخ. ولم تخل هذه الكتب، بالطبع، من المبالغة التي تصل بهذه الخصال الى مستوى الأساطير. وهي وضعية طبيعية تظهر عندما يتم اعتماد صيغة النقل عن الرواة الشفهيين.
عمر بن الخطاب:
تتبدى صورة عم بن الخطاب في المرويات الإسلامية على نحو تغلب عليه نزعة الاطلاق والكمال الذي لا تشوبه شائبة. وبخاصة فيما يتعلق بعناصر: العدل، والزهد، والقوة في الحق، والحدب على الرعية، وحمل مسئولية رعاية شئونها، في كل مناحي الحياة. فصورة عمر بن الخطاب لا يتم تقديمه فيها على أنه مجرد حاكم قوي، أو خليفة عادل، بل على أنه الأب الحاني والراعي المتفاني، الذي يرى في عمله نوعا من التقرب الى الله، وليس مجرد القيام بمتطلبات الوظيفة. ومثال ذلك ما قاله الامام الجوزي في هذا الاقتباس الطويل:
"عن زيد بن أسلم عن أبيه أسلم، قال: خرجنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى حرة واقم حتى اذا كنا بصرار زنار فقال يا أسلم اني لأرى ها هنا ركبا قد ضربهم الليل والبرد، انطلق بنا فخرجنا نهرول حتى دنونا منهم فاذا بنا بامرأة معها صبيان صغار وقدر منصوب على نار وصبيانها يتضاغون. فقال: السلام عليكم يا أصحاب الضوء، وكره أن يقول يا أصحاب النار، فقالت: وعليك السلام. فقال: ادنو، فقالت ادن بخير أو دع. فقال: ما بالكم؟ قالت: قد ضربنا البرد والليل. فقال: وما لابال الصبية يتضاغون؟ قالت: الجوع. قال: فأي شيء في هذا القدر؟ قالت: ما أسكتهم به حتى يناموا، و الله بيننا وبين عمر. قال: رجمك الله وما يدري عمر بكم؟ قالت: يتولى أمرنا ثم يغفل عنا. قال: فأقبل علي، فقال: انطلق بنا، فانطلقنا نهرول حتى أتينا الدقيق. فأخرج عدلا من دقيق وكبة من شحم، فقال اجمله علي. فقلت: أنا أحمله عنك. فقال: أنت تجمل وزري يوم القيامة لا أم لك، فحملته عليه. فانطلق وانطلقت معه اليها نهرول، فألقى ذلك عندها، وأخرج من الدقيق شيئا فجعل يقول ذري علي وأنا أحرك لك. وجعل ينفخ تحت القطر ثم أنزلها. فقال: ابغني شيئا، فأتته بصحفة فأفرغها فيها ثم جعل يقول لها: أعطيهم وأنا أسطح لهم. فلم يزل حتى شبعوا وترك عندها فضل ذلك، وقام وقمت معه. فجعلت تقول: جزاك الله، كنت أولى بهذا من أمير المؤمنين. فيقول: قولي خيرا اذ جئت أمير المؤمنين وجدتني هناك تن شاء الله. ثم تنحى ناحية عنها، ثم استقبلها فربض مريضا. فقلت له: لك شأن غير هذا فما كلمني حتى رأيت الصبية يصطرعون ثم ناموا وهدأوا. فقال: يا أسلم ان الجوع أسهرهم وأبكاهم، فأحببت ألا أنصرف حتى أرى ما رأيت." (الامام جمال الدين أبو الفرج بن الجوزي، تارخ عمر بن الخطاب أول حاكم ديمقراطي في الإسلام، الناشر محمد أمين الخانجي الكتبي، القاهرة، 1924، ص 67 - 68)
ونلاحظ محاولة الجوزي، اسباغ صفات مطلقة على اهتمام عمر برعيته، وذلك على النحو التالي:
أولا: ينكر ذاته ولا يفصح عن كينونته.
ثانيا: حاكم زاهد لا تبدو عليه علامات الامارة والحكم، فالمرأة لم تتعرف عليه، وذلك من شدة تواضعه وزهده بما لم يجعله مميزا بين باقي البشر .
ثالثا: رقيق القلب لين الجانب، بالقدر الذي يجعله حزينا لجوع المرأة وصغارها، ويرى في حالهم تقصيرا هو المسئول عنه. لدرجة أنه يحمل الدقيق والسمن الى المرأة صاحبة الأطفال الجياع، ويخبز لهم، ويطعمهم ما خبزه، بنفسه. وينتظر حتى يناموا.
ولقد كثرت هذه الروايات وتعددت عن عمر، بحيث يمكن القول أنه قد بنى دولة نموذجية يسودها الرحمة العدل. وهذا عين ما قال محمد أمين الخانجي، (ناشر الكتاب):
"فالدولة التي يصورها لنا الجوزي بين طيات كتابه، لم تكن من طراز دول الدنيا، فقد كان زيها زي الأنبياء، وهديها هدي الأولياء، وفتوحها فتوح الملوك الكبار. كان زيها الخشونة في العيش والتقلل في المطعم والملبس (..) وكيف كان أكبر رأس في الإسلام يمشي راجلا في الأسواق وعليه القمبص الخلق، المرفوع الى نصف ساقه، وفي يده درة يستوفي بها الحدود".
( مقدمة الناشر لكتاب تاريخ عمر بن الخطاب، جمال الدين أبو الفرج بن الجوزي، مرجع سابق، ص ج)
كما نلاحظ في عنوان الكتاب وصفا لعمر بأنه "أول حاكم ديمقراطي في الإسلام". حيث أن الديمقراطية لم تكن معروفة قبل العصر الحديث، ناهيك أن يكون عمر قد طبقها في القرن السابع الميلادي (الأول للهجرة). (توضع في الهامش، ومن الجدير ذكره، وجود طبعات أخرى لكتاب الامام الجوزي خالية من هذا العنوان الثاني. حيث يقتصر العنوان، في هذه الطبعات الأخرى، على عبارة "تاريخ عمر بن الخطاب"، فقط). وهوما يعني في كل الأحوال أن هذا العنوان الثاني منحول على الكتاب، لأسباب سياسية أو تجارية معينة. واذا عرفنا أن الكتاب قد صدر في مصر سنة 1924، وذلك بعد عام واحد من صدور أول دستور مصري عام 1923، وهو الدستور الذي نص على أن النظام السياسي في مصر يقوم على "الديمقراطية"، لفهمنا محاولة الناشر ترويج الكتاب بوصفه يحوي ذكرا لخليفة عظيم يطبق الديمقراطية من قبل أن توجد بزمن يصل الى 1400عام. واذا وضعنا في الاعتبار أن مصر في ذلك الزمن كانت محتلة من قبل الانجليز، وقد خرجت لتوها من ثورة كبرى نشبت عام 1919، لأدركنا وجود نوع من الصراع من أجل اثبات الهوية والتفوق التاريخي (التاريخ الإسلامي الملئ بالشخصيات العظيمة والخلفاء الأفذاذ مثل عمر بن الخطاب) يتداخل مع النضال الوطني ضد الأجنبي الذي يدعي التفوق والجدارة بحكم البلاد. خاصة عندما يقول الناشر:
"يسرنا أن نذكر أننا ننشر كتابنا هذا في وقت تخطو فيه مصرنا العزيزة خطوات واسعة نحو الديمقراطية الحقة في عهد الوزارة السعدية (نسبة الى سعد زغلول الذي ترأس أول وزارة طبقا لأحكام دستور 1923) أيد الله كلمتها في ظل مليكنا المفدى فؤاد الأول". (مقدمة الناشر لكتاب الامام الجوزي، تاريخ عمر بن الخطاب، مرجع سابق، ص د)
من هنا، تتضح دلالة اصدار الكتاب في هذا التاريخ (1924) وبهذا العنوان الدخيل، المضاف، على العنوان الأصلي. فهو يعكس الرغبة في التواؤم والتماهي مع التحول السياسي (الديمقراطي) الجديد، في التاريخ المصري. وأيضا، محاولة اثبات أن هذا التحول على الرغم من عصريته، فان تراثنا قد سجله منذ 1400 عام.
كما يمكن أن نفهم أيضا دلالة تأليف الكتاب في سياق زمنه التاريخي. وعلى الرغم من عدم معرفة تاريخ تأليف الكتاب، فمن الممكن القول بأنه قد ظهر ابان القرن السابع الهجري، وهو ما يوافق القرن الثاني عشر الميلادي. فقد ولد الجوزي في بغداد سنة 511 هجرية. ويذكر أن الكتاب قد تم تأليفه في زمن الخليفة العباسي (المستضئ بنور الله). وهو من الخلفاء المتأخرين في تاريخ الدولة العباسية. وعلى الرغم من السيرة الحسنة لهذا الخليفة، فانه لم يعمر طويلا، بل مات وهو في عمر الأربعين، كما أن خلافته لم تدم أكثر من تسعة أعوام. وكان هذا الزمن بشكل عام زمن اضمحلال وضعف. فهو زمن انقسام الدولة العباسية الى دول عديدة، وضياع هيبة الخلافة على أيدي الخدم والجنودالغرباء، الذين اتخذهم الخلفاء من المماليك والترك والديلم. فضلا عن هجمات وتحكم البويهيين والسلاجقة في شئون الخلافة. وانتهى كل ذلك باكتساح التتار لعاصمة الخلافة (بغداد، عام 1258). وبالتالي يصبح صدور كتاب في تلك الآونة عن سيرة خليفة عظيم انما هي تعبير عن رغبة وأمل، بأكثر منها مجرد التأريخ.
والأمر نفسه ينطبق على كتاب "محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب"، لابن المبرد. الذي جرى ذكره قبل قليل، حيث تم تأليفه في نهايات القرن الخامس عشر ابان حكم المماليك الجراكسة، قرب نهايات العصر المملوكي، وكانت فترة اضمحلال حضاري وفتن وقلاقل.
حيث نلاحظ، في هذين الكتابين وغيرهما، محاولة لاسباغ نوع من الاعجاز والاستثناء على سيرة عمر التي يصل رواتها الى حد أنهم ينسبون اليه الكرامات والقدرات الخارقة: فهو يخاطب قائد جيشه من على بعد آلاف الكيلومترات قائلا: "يا سارية بن زنيم الجبل" والآخر يسمعه وينفذ الأمر معتصما بالجبل، فينتصر في المعركة. وهو يكتب رسالة الى نهر النيل ويلقيها في مياهه عمرو بن العاص، فيأتي النيل بفيضانه. وهو ينزل المطر فور فراغه من صلاة الاستسقاء، والمدهش أن الغمام يرد عليه بقوله "أتاك الغوث أبا حفص"، ويخاطب الميت في القبر ويسمع رده.. الخ.
(انظر: يوسف بن الحسن بن عبدالهادي (ابن المبرد)، محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ج1، دراسة وتحقيق عبد العزيز بنمحمد بن عبد المحسن الفريح، مكتبة أضواء السلف، الرياض، 1419 هجرية، ص 643 - 651)

عمر بن عبد العزيز
أما عمر بن عبد العزيز، فهو ثامن خلفاء بني أمية، وولد سنة 61 وتوفي سنة 101هجرية (681 - 720 ميلادية) ولقد اتسمت خلافته بالزهد والعدل والورع، ورد المظالم التي كان أسلافه من بني أمية قد ارتكبوها، حيث قام بعزل جميع الولاة الظالمين ومعاقبتهم. فعده علماء عصره خامس الخلفاء الراشدين. ولم تعمر خلافته طويلا، فقد قتل مسموما بعد سنتين وخمسة أشهر وأربعة أيام، من توليه الخلافة.
ولعل موته الباكر وبهذه الطريقة الاستشهادية، كان له دور كبير في صنع تلك الهالة الكبيرة حول فترة حكمه، فلقد أضحى شهيدا للعدل والزهد. فوصفه الكاتب خالد محمد خالد ب "معجزة الإسلام"، وجاءت هذه العبارة عنوانا لكتابه عن عمر بن عبد العزيز، (خالد محمد خالد، معجزة الإسلام عمر بن عبد العزيز، ط5، دار المعارف القاهرة، د. ت.) .كما وصفه محمد عمارة ب "ضمير الأمة"، وجاء هذا الوصف، كذلك، عنوانا لكتابه عن الخليفة نفسه.
(انظر: محمد عمارة، عمر بن عبد العزيز ضمير الأمة وخامس الخلفاء الراشدين، دار الوحدة، بيروت، 1985)
وتدور كل الكتب التي تحدثت عن عمر بن عبد العزيز، قديمها وحديثها، حول دوره في إعادة الوجه المثالي للحكم الإسلامي. فأعاد، بعضا مما فقده هذا الحكم على أيدى خلفاء بني أمية، الذين حولوه الى ملك عضود، يقوم على: الاستبداد، والظلم، والتعصب، والقسوة، والمبالغة في التنعم والميل الى التمتع بفخامة المسكن والملبس والمطعم.
ولذا جاء مسلك عمر بن عبد العزيز على النقيض من هذا كله: فاهتم بالشورى، وأعاد الأموال التي سرقها أمراء بني أمية الى أصحابها، ان كان قد تم الاستيلاء عليها من الأفراد، والى بيت المال (الخزانة العامة)، ان كانت قد سرقت من بيت المال. وجعل العدل فوق رقاب الجميع. وعرف عنه الزهد، الذي أوردت جانبا منه قبل قليل. كما عرف عنه الميل الشديد الى الرحمة والعطف على الانسان والحيوان. فخرجت روايات هائلة الكثرة، تتحدث عن زهده ورحمته. حتى أن البعض ذكر أنه "نهى عمال البريد عن وضع قطع الحديد في طرف السوط" الذي ينهرون به الدابة، كما منع أصحاب الدواب من الجامها "بلجم ثقيلة".
(انظر: محمد عمارة، مرجع سابق، 21)
ويروي ابن سعد في "كتاب الطبقات الكبير"، أن عمر بن عبد العزيز قد ولد بنبوءة جده لأمه، عمر بن الخطاب، الذي قال:
"ليت شعري من ذو الشين من ولدي الذي يملؤها عدلا كما ملئت جورا".
(محمد بن سعد، كتاب الطبقات الكبير، مكتبة الخانجي، القاهرة، 2001،طبقات ابن سعد، ج7، ص 324).
وهو ما يضفي بعدا غيبيا يوتوبيا على خلافة عم بن عبد العزيز. بما يجعل منه أكثر من مجرد خليفة أو حاكم عادل، بل يسمو به ليصبح وعدا الهيا وقدرا مكتوبا، وكأن الله قد نذره لهذه المهمة الجليلة.
ويمتلئ "كتاب الطبقات الكبير" لابن سعد، بمثل هذه النبوءات، كما يكثر من ايراد الروايات التي تعدد مناقب عمر بن عبد العزيز، التي وردت فيما سبق. (انظر: طبقات ابن سعد، ج7، مرجع سابق ص 325، وما بعدها)
كما يمتلئ تاريخ الطبري، كسابقيه من كتب التاريخ القديم والحديث، بالروايات التي تنم عن زهده وكراهيته للملذات والفخامة التي اعتاد خلفاء بني أمية من قبله التباهي بها، فيقول:
"وغسل سليمان (يقصد سليمان بن عبد الملك، الخليفة الأموي السابق على عمر بن عبد العزيز) وكفن وصلى عليه عمر بن عبد العزيز، قال رجاء (رجاء بن حيوة الذي يروي عنه الطبري): فلما فرغ من دفنه أتي بمراكب الخلافة: البراذين والخيل والبغال ولكل دابة سائس، فقال: ماهذا، قالوا مركب الخلافة، قال: دابتي أوفق لي، وركب دابته، قال فصرفت تلك الدواب، فقيل منزل الخلافة، فقال: فيه عيال أبي أيوب (يقصد أبناء سليمان بن عبد الملك)، وفي فسطاطي كفاية حتى يتحولوا، فأقام في منزله حتى فرغوه بعد. قال رجاء: فلما كان المساء من ذلك اليوم قال: يا رجاء ادع لي كاتبا، فدعوته وقد رأيت منه كل ما سرني، صنع في المراكب ما صنع وفي منزل سليمان، فقلت: كيف يصنع الآن في الكتاب؟ أيصنع نسخا ، أم ماذا؟ فلما جلس الكاتب أملى عليه كتابا واحدا من فيه الى يد الكاتب بغير نسخة، فأملى أحسن املاء وأبغه وأوجزه، ثم أمر بذلك الكتاب أن ينسخ الى كل بلد"(أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، تاريخ الرسل والملوك (تاريخ الطبري)، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، ج6، ط 2، دار المعارف، القاهرة، د. ت. ص 552 - 553)
فالحديث كله منصب على الزهد والاقتصاد في المظهر والعدل والحرص على المال العام. ولعلنا نلاحظ، في ذلك، تشابها كبيرا بين العمرين. فكلاهما يحمل الخصال والصفات، نفسها. وقد سبق ذكر أن عمر بن عبد العزيز هو حفيد عمر بن الخطاب، بيد أن تأثير السابق على اللاحق يتخطى مجرد قرابة الدم الى قرابة النموذج والمثال الذي يجسد مفهوم الحاكم الصالح من وجهة نظرهما ووجهة نظر أبناء زمنهما وما تلاه، ربما حتى الى أيامنا هذه. بدليل استمرار صدور الكتب والمؤلفات عن سيرتهما.
------
لقد جاءت الجنة الإسلامية مماثلة لشبيهاتها من اليوتوبيات الدينية السابقة عليها، من حيث ارتكازهم جميعاعلى التعاليم الدينية والنصوص المقدسة، مع إضافة خاصة للعصر الإسلامي الأول، وطرح محاولات لبناء عالم فاضل على الأرض، على أيدي الخليفتين: عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز. بيد أن تجربة العمرين تقوم على المسلك الفردي لكل منهما، من حيث الالتزام بتعاليم الدين، والتحلي بقيم العدل والزهد والرحمة. ولكن بدون التطرق الى إرساء نظم إجرائية أو طرح أفكار سياسية معينة حول حدود صلاحيات الحاكم وحقوق المحكومين. حتى ان فكرتي: "الشورى"، و"البيعة"، وهما جوهر فكرة الحكم في العصور الإسلامية، لم تحظ بمعالجات وافية. وجاء الأمر كله مرتبطا بالطبيعة الشخصية والسمات الفردية للحاكم، بدون التطرق الى دور المحكومين أو حقوقهم.
كما جاءت كل الكتابات المعاصرة التي وردت عن (العمرين) خالية، تماما، من التعرض للظروف الاجتماعية والتاريخية التي شكلت زمنيهما، وحكمت تصرفاتهما. فلقد تم طرح سيرتيهما على نحو اطلاقي عام، تكتنفه المبالغة والتي وصلت الى حد اسناد الكرامات. وهو ما جعلهما كيانين أشبه بالكائنات الأسطورية الماورائية. كما أن هذه الكتابات لم تتعرض للإمكانيات العملية التي تجعل سيرتيهما قابلة للتطبيق، أو التوافق مع معطيات زمننا، على نحو عملي محدد.



#صلاح_السروى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدن الفاضلة السياسية
- المشاعية البدائية واليوتوبيا
- قراءة فيما وراء وقف اطلاق النار في غزة - الحرب لم تتوقف
- الصدام الجيوبوليتيكي الدولي على الساحة السورية
- الأسباب الحقيقية للقضاء على النظام السوري
- لماذا توقفت الحرب على ايران؟؟
- تبعات الضربة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية
- الحرب على ايران ونظرية الأمن الاسرائيلي
- هل تقضي الحرب الإيرانية الصهيونية على نظرية الأمن الإسرائيلي ...
- تطورات مهمة تطرأ على الموقف الإيراني - النصر أو الموت
- على مشارف الحرب العالمية - عملية ترميم نموذج -الأحادية القطب ...
- لماذا نعتبر أن هذه الحرب حربنا؟؟
- السيناريوهات المحتملة لمآلات الحرب الراهنة بين ايران واسرائي ...
- الأزمة الأمريكية وأثرها على الأوضاع في الشرق الأوسط والعالم
- اتجاهات البحث فى قضية الهوية المصرية
- جذور الهوية الوطنية المصرية
- العولمة والعولمة الثقافية
- ثورة الثلاثين من يونيو فى مصر .. أهميتها ونتائجها التاريخية
- دلالات مهمة لأحداث الانتفاضة الفلسطينية الحالية
- ضرورة اعادة الاعتبار الى الهامش والمسكوت عنه


المزيد.....




- ماسك يتحدث عن إلهان عمر وممداني و-الجحيم الشيوعي-
- النظام المخزني: الديمقراطية الشكلية وسبل التغيير الديمقراطي ...
- م.م.ن.ص// ذلك الشتاء من عام 1977
- The Next Wars Were Always Here — How Post 9/11 Law and the M ...
- بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي بجهة أوروبا الغربية
- حزب التقدم والاشتراكية يُحذِّر من التراجعات الحقوقية في عهد ...
- كلمة الأستاذة نهلة موهاج كريمة الشهيد موهاج علال، باسم أبناء ...
- إستراتيجية أمريكية جديدة تثير قلق أوروبا وتغازل اليمين المتط ...
- Converging Crises: Capitalism, Poverty, and the Failure of G ...
- We Need to Know How Corporate Democrats Made President Trump ...


المزيد.....

- الاشتراكية بين الأمس واليوم: مشروع حضاري لإعادة إنتاج الإنسا ... / رياض الشرايطي
- التبادل مظهر إقتصادي يربط الإنتاج بالإستهلاك – الفصل التاسع ... / شادي الشماوي
- الإقتصاد في النفقات مبدأ هام في الإقتصاد الإشتراكيّ – الفصل ... / شادي الشماوي
- الاقتصاد الإشتراكي إقتصاد مخطّط – الفصل السادس من كتاب - الإ ... / شادي الشماوي
- في تطوير الإقتصاد الوطنيّ يجب أن نعوّل على الفلاحة كأساس و ا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (المادية التاريخية والفنون) [Manual no: 64] جو ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية(ماركس، كينز، هايك وأزمة الرأسمالية) [Manual no ... / عبدالرؤوف بطيخ
- تطوير الإنتاج الإشتراكي بنتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توف ... / شادي الشماوي
- الإنتاجية ل -العمل الرقمي- من منظور ماركسية! / كاوە کریم
- إرساء علاقات تعاونيّة بين الناس وفق المبادئ الإشتراكيّة - ال ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - صلاح السروى - اليوتوبيا الأخلاقية الدينية