أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - 17 ديسمبر على الأبواب














المزيد.....

17 ديسمبر على الأبواب


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 8548 - 2025 / 12 / 6 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرية كلمة كبيرة ولكن على قدر كبرها هي بسيطة سهلة وغير معقدة... الحرية هي مجموع الحريات الفردية والعامة وهي ضد الظلم والاستبداد مهما كان هذا الاستبداد استبداد فردي أو جماعي باسم الفرد أو الجماعة أو الدولة أو السلطة.
لكننا لما نتتبع منشأ الحرية وتاريخها ارتباطا بتاريخ الشعوب نرى أنها أيضا قديمة قدم الانسان المفكر وهناك من يقول إنها منبع كل الشرور باعتبارها كانت في البدء أسّست للدولة وللأسرة ولتقسيم العمل فباسمها نشأ كل ما هو حديث وما بعد حديث وهناك من يقول إنها الخير العميم نفسه ويبرر ذلك بأنه لولاها لما تكلم الإنسان ولما عارض الانسان الخيارات التي يعتبرها ضده أو لصالح فئة معينة أو خيار لا يراعي حقوق الأغلبية.
في فترة من الفترات وهي فترات الطغيان تنزاح الحرية عن المشهد ليعوضها الاستبداد بكل صنوفه فتصبح السلطة والدولة هي راعية الحرية... عديدون هم من وقع قتلهم باسم الحرية وعديدون هم من قالوا لا فوقع إما إسكاتهم أو قتلهم وكل ذلك باسم الحرية التي صارت غير سهلة ومعقد طرحها لكن وفي كل الحالات فهي تبقى كلمة سهلة التحقق إذا ما مارست السلطة كل ممارسات الحكم على أساس أنها إلى زوال مهما عمّرت وطال زمن تسلطها...
في ديسمبر 2010 ثار الشعب التونسي وهي المرة الأولى التي يلتقي فيها كل التونسيين على كلمة Dégage وكان أن حققوا رحيل الدكتاتور عبر ثورة عرفت البرجوازية كيف تحافظ فيها على نفسها دون ضجيج كبير ودون أن يثير ذلك خاصة من كانوا على اليسار.
اليوم نحن في العام 2025 وفي شهر ديسمبر تحديدا ولا تفصلنا سوى أيام عن 17 ديسمبر منه و الكل يستعد للاحتفال بمرور 15 سنة على الثورة...
السلطة تستعد
"المعارضة" تستعد
لنتوقف قليلا هنا. ولنوضح ماذا نعني بالسلطة وماذا نعني بالمعارضة.
السلطة هي سلطة من يحكم ومن يحكم هو قيس سعيد الذي باسمه وقع إزاحة حركة النهضة عن الحكم. قيس سعيد جعل كل شيء بيده... صار حاكما بأمره الدستور دستوره البرلمان برلمانه القوانين قوانينه ومؤسسات الدولة هي مؤسساته.
المعارضة هي من تقول لا لحكم قيس سعيد وفي المعارضة هناك معارضات منها من يشكل لفيفا متقارب وجهات النظر ومنها من هو مستقل عن الجميع لكنه ضد حكم قيس سعيد ويجاهر بذلك.
قيس سعيد يشتغل على جعل الجميع يقر بحكمه وهناك من يدفعه لسحب البساط من الكل بالتلويح بان لا مؤسسات وسيطة بينما هو يبني كل نفوذه على هذه الوساطة فلولا قيس سعيد لما أصبحت البلاد تحت راية البوليس والجيش هؤلاء الذين ما إن صار بإمكانهم أن يحكموا البلاد بدون حركة النهضة حتى بحثوا عن منقذ للنظام ووجدوه فأعلوه وصاروا يحكمون باسمه.
لابد أن نذكر هنا أن البوليس والجيش ليسوا غير مؤسستين بيد أصحاب النفوذ الحقيقين العائلات النهابة أو لنقل إنهم يعملون موظفين حاملي سلاح لديهم.
العائلات النهابة والفاسدون هم حكام الظل الأصلين وما قيس سعيد أو البوليس والجيش أو أجهزة الدولة الأخرى كالقضاء مثلا إلا مؤسسات بيد هؤلاء يشيرون عليها بما يجب فعله فتفعل في انتظار أن يحين الوقت ليأتوا بواحد منهم ويقولون لقيس سعيد "جازاك الله خيرا قمت بما أردنا والآن أتركنا سنأتي بواحد منا".
بعد 15 سنة عن 17 ديسمبر ذهبت الحرية صارت السجون مكتظة بالمعارضين وبالمواطنين العادين المعارضين هم أيضا.
15 سنة عن 17 ديسمبر 2010 وصار الثوار الحقيقيين يخافون من قول ما يجب قوله خوفا من القمع الذي صار معمما.
ستحتفل السلطة بـ 17 ديسمبر ستتحدث عن المتآمرين وعن حركة حزب النهضة وعن الفاسدين ... ستعِدّ إدخال الناس للسجون من بين إنجازاتها وستتحدث عن الشعب يريد وتصمت عن باقي الشعار لأنها هي النظام ستتحدث عن المصالحة وعن الشركات الأهلية وتسكت عن قلب النظام الذي يعتبر لازمة 17 ديسمبر.
ستحتفل السلطة بـ 17 ديسمبر وسيعُدّ ذلك لدى التونسيين احتفالا جنائزيا في ظل أوضاع القمع المعمم والجوع...
ستحتفل السلطة بـ 17 ديسمبر وسيعُدّ ذلك لدي البعض اختباء وراء الأسوار العالية لثورة مغدورة عرفت البرجوازية التونسية كيف تهيمن عليها.
ستحتفل السلطة بـ 17 ديسمبر في غياب الحرية التي دفع ثمنها غاليا أموات وأحياء مازالوا يقدرون على قول لا عاليا ولن ترهبهم ولن تسكتهم لا تعليمات السلطة ولا سجونها ولا معتقلاتها لأنهم نذروا أنفسهم للحرية التي صارت كما هي دوما غالية الثمن.
ـــــــــــــــــــــ
06 ديسمبر 2025



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لويس ألتوسير... فيلسوف الحياة المليئة تقلبات المقال 1 من 5 م ...
- الحكاية الأولى: مقطع قصير 5
- الحكاية الأولى: مقطع رقم 5
- من رواية العائدون: الحكاية الأولى ـ 4 ـ
- الحكاية الأولى: العائدون ـ 3 ـ
- الحكاية الأولى: العائدون 2
- العائدون: أول الحكاية
- الفنان المغمور
- وصية - على موت على حياة -
- أنا الحزن الذي عَبَرَ الأنبياء
- لنقل الحقيقة لأبنائنا وللتاريخ ولنكف عن الكذب على ذقون بعضنا ...
- الطريق
- مجازات
- رجل و امرأة
- -التقدّم في طريق مسدودة-
- حوار مع بشير الحامدي بذمة ترجمته ونشره في لغته الأصلية وفي ن ...
- هل سيلجا الحكم في تونس إلى تجريم العمل النقابي المستقل
- زهير المغزاوي: صبعين وألحق الطين
- نص قصير من كتاب أوهام الحشود[1]
- رسالة إلى جورج إبراهيم عبد الله


المزيد.....




- بعد مقتل أبو شباب المتهم بالتعاون مع إسرائيل، غسان الدهيني ي ...
- -متهوّر وغير كفوء-.. انتقادات متزايدة تلاحق وزير الحرب الأمر ...
- بوعلام صنصال يتسلم جائزة -سينو ديل دوكا-.. ويأمل بالإفراج عن ...
- مصدر يمني: السعودية سحبت قواتها من قصر عدن الرئاسي ومواقع أخ ...
- اجتماع أميركي سوري بشأن السويداء في عَمان
- خطة هروب جاهزة لكندا.. فرنسيون قلقون من حرب محتملة مع روسيا ...
- توقيف 4 نشطاء لطخوا صندوق عرض التاج البريطاني بالطعام
- لو باريزيان: ماذا وراء تصريحات بوتين ضد أوروبا؟
- هل تمثل محاكمة الهيشري مدخلا للعدالة الدولية في ليبيا؟
- نجل بولسونارو يعلن نفسه وريثا سياسيا لوالده ومرشحا لرئاسة ال ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - 17 ديسمبر على الأبواب