سامح سعيد عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 8543 - 2025 / 12 / 1 - 19:29
المحور:
قضايا ثقافية
الأب هو النبض الصامت في حياة كل إنسان، هو الأمان الذي نسكن إليه مهما اشتدت بنا الأيام وتقلبت الظروف. وجوده لا يُقاس بالكلمات، ولا تُختصر مكانته في العبارات، فهو السند الذي يحمل عنا الأعباء بصبرٍ لا يلين، والظلّ الذي يحمينا من قسوة الحياة دون أن نشعر كم تعب هو ليبقينا بخير.
كم من مرةٍ ابتسم الأب رغم ألمه ليزرع في قلوبنا الطمأنينة، وكم من مرةٍ كتم همومه كي لا يثقل قلوبنا الصغيرة.
كان ولا يزال مدرسة في العطاء، ودروسًا في الصبر، ومثالًا في التضحية.
هو الذي علّمنا أن الرجولة ليست في القوة فقط، بل في الموقف، وفي الكلمة الصادقة، وفي الرحمة التي تسكن القلب.
في حضرته نشعر أن العالم بخير، وفي غيابه ندرك كم كان وجوده حياةً كاملة لا تُعوّض.
"الأب ليس مجرد كلمة... بل حكاية عمرٍ من الحنان والتضحية والنبض الصادق."
حين يرحل الأب، لا يرحل شخص فقط، بل يرحل جزء من الروح، يرحل الدعاء الدافئ، والنصح الصادق، والابتسامة التي كانت تسبق كل خوف.
تبقى كلماته ترددها ذاكرتنا، وتبقى صورته في القلب محفورة لا تمحوها الأيام.
فيا من لا يزال أبوه حيًّا، تمسّك بيده، قبّل جبينه، وقل له "أحبك" قبل أن يطوي الزمن صفحات اللقاء.
أما نحن الذين فقدنا آباءنا، فلا نجد إلا الدعاء سبيلًا لوصلٍ لا ينقطع، وسلوىً لقلوبٍ ما زالت تفتقد الحنان الأول والكتف الأصدق.
"رحم الله من علّمنا الحبّ بلا شروط، ومنحنا الأمان بلا مقابل."
رحم الله آباءنا الذين تركوا لنا من حبّهم ما يُضيء عتمة الأيام، ومن حكمتهم ما يوجّه خطواتنا في دروب الحياة.
اللهم ارحم والدي الغالي، واغفر له، واجعل مثواه الجنة وارحم موتانا أجمعين
#سامح_سعيد_عبد_العزيز (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟