فريدة لقشيشي
الحوار المتمدن-العدد: 8535 - 2025 / 11 / 23 - 03:43
المحور:
الادب والفن
في لحظة صدق أُدرك أن الفرح ليس نقيض الحزن… بل هو زيارته العابرة. الفرح لا يأتي ليطرد الحزن، بل ليجلس معه قليلاً، كضيف يعرف أنّ البيت ليس له. ربما علينا ألّا نبحث عن فرحٍ خالٍ من الوجع، بل عن ضوءٍ قادر على العيش في العتمة دون أن ينطفئ. الكتابة عن الفرح هي محاولة لزرع نافذة في زنزانة القلب… لا لفتح الباب، بل لتمرير نسمةٍ من الحياة.
أما القوقعة التي عشت فيها رغماً عني… فهي ليست سجناً دائماً كما كنت أظن. أحيانًا تكون رحمًا خفيًا، يهيّئك للولادة الثانية. الهروب منها لا يكون بالجري… بل بالإنصات: ما الذي جعلني أختبئ؟ ما الذي أخشاه؟ وما الذي ما زال حيًا في داخلي رغم كل شيء؟ حين أسمع ذلك الصوت الخافت في الأعماق، يبدأ الجدار بالتشقق من تلقاء نفسه.
ربما لا أستطيع التخلص من حزني تمامًا…
لكن يمكنني أن أعلّمه كيف يمشي بجانبي لا على صدري.
ولا أقدر أن أكسر قوقعتي دفعة واحدة…
لكن يمكنني أن أفتح فيها ثقبًا صغيرًا… يمرّ منه الفجر.
الفرح ليس أن أكون بلا حزن… بل أن أكون قادرًا على الحياة رغم وجوده.
وهكذا، أكتب… لا لأنّي خرجت من ألمي، بل لأنّي قررت أن أحمله بطريقةٍ أجمل.
فريدة.
#فريدة_لقشيشي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟