أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف تيلجي - إضاءة حول تفسير حديث الإمام علي - القرآن حمال أوجه -















المزيد.....

إضاءة حول تفسير حديث الإمام علي - القرآن حمال أوجه -


يوسف تيلجي

الحوار المتمدن-العدد: 8532 - 2025 / 11 / 20 - 22:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة :
ورد الحديث أعلاه ، لعلي بن أبي طالب في مصادر متعددة - وبعدة صيغ ولكنها متفقة فيما بينها ، وسأذكر بعضا منها ، ومن ثم سأقدم قراءة حداثوية له ، رابطا موضوع الحديث أعلاه ، كمدخل لإختلاف وتعدد مفسري وتفاسير القرآن ! .


الموضوع :
1 . من موقع / مركز الأبحاث العقائدية ، أنقل بإختصار التالي { حديث لأمير المؤمنين في كتاب " تفسير الرازي" يقول : نقل عن علي بن أبي طالب أنه قال لأبن عباس حين بعثه رسولا إلى الخوارج . " لا تحتج عليهم بالقرآن ، فإنه خصم ذو وجهين " هذا الكلام مشهور النسبة اليه وهو من وصيته لعبد الله بن عباس لما بعثه للاحتجاج الى الخوارج ، إذ قال : ( لا تخاصمهم بالقرآن فإن القرآن حمّال ذو وجوه ، تقول ويقولون ، ولكن حاججهم بالسنّة فإنهم لن يجدوا عنها محيصا ) انظر : نهج البلاغة قسم الرسائل رقم 77 .. واما بشأن معنى ما قاله الإمام علي ، فقد قال السيد الرضي في المجازات النبوية : ( القرآن حمال ذو وجوه ، أي يحتمل التصريف على التأويلات ، والحمل على الوجوه المختلفات ) .. وقال العلامة ابن ميثم البحراني : ( أي إنّ الآيات الَّتي يمكنه الاحتجاج بها غير ناصّة في المطلوب ، بل لها ظاهر وتأويلات محتملة يمكنهم أن يتعلَّقوا بها عند المجادلة ) .. وقال الميرزا حبيب الله الخوئي ( يتحمّل ألفاظه بسياقه الخاصّ أن تحمل على معان مختلفة ووجوه عديدة فإذا تمسّك أحد بمعنى وفسّرها بما يوافق مقصوده ، تمسّك الخصم بوجه آخر وتفسير يخالفه فلا يخصم ) } .
2 . ومن موقع / المكتبة الشيعية ، أنقل التالي بإختصار ، وبذات الصدد { ومن وصية الإمام علي بن أبي طالب لعبد الله بن العباس ، لما بعثه للاحتجاج على الخوارج : لا تخاصمهم بالقرآن فإن القرآن حمال ، ذو وجوه تقول ويقولون ، ولكن حاججهم بالسنة فإنهم لن يجدوا عنها محيصا .. } .
3 . أخيرا أورد ما أوضح به د . علي الوردي - بصدد الحديث أعلاه { يقول الإمام علي بن أبي طالب " القرآن حمال أوجه " ، أي أن القرآن يحمل تفاسير متنوعة ، وكل حزب يستطيع أن يجد له في القرآن ما يريد من دليل يسنده في عمله } .

القراءة :
* أعتقد أن هذا الحديث ، هو من أبلغ وأعمق ما قاله الإمام علي ، وذلك لأن علي هو الأعرف بالقرآن - وهو أبن عم محمد وصهره ، وهو الذي رافقه ، من بداية دعوته الى وفاته ، وكان من كتبة الوحي ، المطلع على النصوص / متى الآيات نزلت وما هو تأويلها - أسباب النزول . وحديث علي ، من جانب أخر ، يعطي تصورا عقائديا ، للقرآن كتفاسير ومضامين وتأويلات . وأرى أن هذا الحديث يعتبر مدخلا لم أن القرآن له عدة تفاسير ، بل يحتمل عدة معاني وتأويلات لاحصر لها .
* ولأجله لا بد لنا أن نلقي ولو إضاءة مقتضبة على معنى كلمة " تفسير" ، فقد جاء في موقع / المعرفة ، بهذا الصدد التالي { التفسير هو التوضيح والتبيين والكشف عن المعنى ، والمقصود بعلم تفسير القرآن : هو علم يبحث فيه علماء المسلمين عن طريقة نطق ألفاظ القرآن الكريم ، ومدلولاتها ، وأحكامها (مفردة ومركبة) ، ومعانيها المقصودة في القرآن ، وغير ذلك من أسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ ، والمكي والمدني ، والمحكم والمتشابه ، والخاص والعام ، والحلال والحرام ، والأمر والنهي ، والوعد والوعيد ، والمطلق والمقيد ، والمجمل والمفسر .. وذلك بغرض فهم مراد الله تعالى بقدر ما تستطيعه طاقة البشر اعتمادا على علم اللغة والنحو والتصريف وأصول الفقه والقراءات والبيان وغيرها من العلوم التي تخدم التفسير القرآني } . هذا الأمر جعل من المفسرين أن يجنحوا الى ما يعتقدون ، طبقا لما ورد في التعريف الوارد في أعلاه . أي أصبح كل فرد منهم يفسر ويؤول ويسبب ، ما يعتقد وما يفهم من النص القرآني .
* وهنا لا بد لنا أن نورد وباختصار إضاءة على عدد مفسري القرآن ، أوائل المفسرون ، كانوا من الصحابة ، ومنهم : ( عبدالله بن عباس ، عبدالله بن مسعود وعمر بن الخطاب ، وصاحب الحديث / موضوع المقال ، علي بن أبي طالب .. ) . ولكن أمر التفسير ، إنجر وتفرق وتمذهب ، بعد أن برزت شيعة علي ، فأصبح لنا تفاسير سنية للقرآن وأخرى شيعية : (أ) من تفاسير أهل السنة والجماعة " تفسير أبن كثير والطبري والزمخشري والقرطبي والسيوطي وأبن عطية الأندلسي .. " . ووفق موقع / المعرفة ، يبين أنه هناك أكثر من 100 مفسر للقرآن . (ب) أما من مفسري المذهب الجعفري : " تفسير القمي وشبر والميزان ومنهج الصادقين والثمالي .. ووفق الموسوعة الحرة أنه هناك 30 صفحة من أسماء المفسرين " . * مثال : ورغم وجود نصوص تحكيمية ، مثلا ( فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ / سورة الأنفال 1 ) ، ولكن الرسول ، يسن " سنة نبوية " ، من أجل " الصلح " ، و" أرى" أنه إتبع المتن الأخير للآية ب ( وَأَطِيعُوا..وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) وأعتقد أن محمدا بكونه هو الرسول المقصود ، فسر الآية بوجوب طاعته ، فيشرع : " للكذب " إذا كان ذلك يساعد في تحقيق الصلح بين الأطراف ، كما ورد في الحديث التالي " عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أنها سمعت رسول الله ، وهو يقول : ( لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا أَوْ يَقُولُ خَيْرًا / رواه البخاري ) وهنا يتبع الرسول المبدأ الميكافيلي " الغاية تبرر الوسيلة " ما دام أن الأمر ، يفضي الى الصلح بين الأطراف .. ولأجله ( قد أجاز الشرع المطهر " الكذب " من أجل هذا الأمر العظيم ، فيجوز لكِ أن تنقل لكلا الطرفين المتخاصمين مدح الطرف الآخر وثناءه عليه ، رغبةً في الإصلاح ، وليس هذا من الكذب المحرم / نقل من موقع الإسلام سؤال وجواب ) . * رجوعا للإمام علي ، في وصيته لعبد الله بن عباس ، لما بعثه للإحتجاج على الخوارج ، إذ قال : ( لا تخاصمهم بالقرآن فإن القرآن حمّال ذو وجوه ، تقول ويقولون ، ولكن حاججهم بالسنّة فإنهم لن يجدوا عنها محيصا ) . فعلي يفهم جيدا أن كل آية قد تقابلها آية أخرى تنفيها أو تقاطعها ، حتى ولو كان النفي غير باتا أو غير جليا ، ولكن تأويل المفسرون يرقعون الأمر بنصوص تفيد ذلك ، فعلي هو الأبلغ بهذا الأمر ، و يعرف بأن القرآن حمال أوجه - ذو أوجه متعددة ، ويحتمل معاني كثيرة ! لذا فعلي يحجم عن النص القرآني في التحكيم ، ويؤكد على"المحاججة بالسنن" لذا أكد بذلك بوصيته لأبن عباس .
* ولكن الذي غاب عن الإمام علي ، والذي لم يستطيع أن يفسره ، أن هذه الأوجه أو المعاني .. المختلفة التي يتحملها النص القرآني ، سببها تعدد كتبة القرآن ، ولو كان الكاتب أو المصدر واحدا ، لكان النص القرآني ذا وجه أو معنى واحد .

خاتمة :
مما ورد في أعلاه ، ومن مجموع تفاسير النص القرآني - التي لاحصر لها ، فأن الآية الواحدة لها أكثر من 100 تفسير أو تأويل أو معنى أو وجه .. وهذه التفاسير في إزدياد - بإزدياد عدد المفسرين ، ككرة الثلج ، فإذا كان الصحابة هم الذين كانوا يفسرون النص القرآني في بادئ الأمر / وهم يعدون على أصابع اليد ، ولكن الأن أصبح هناك العشرات من التفاسير والمفسرين ، وهذا يعني أن قرآن عثمان / لو فرضنا جدلا إنه قرآن محمد الأساس ، فهذا القرآن تمخض عنه : القرآن وفق تفسير القرطبي ، القرآن وفق تفسير القمي ، القرآن وفق تفسير أبن كثير والقرآن وفق تفسير الطبري .. وهلم جرا .



#يوسف_تيلجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجهل المقدس - طوفان الرسول على نسائه - كواقعة
- مؤشرات بداية التشيع لعلي .. وجهة نظر مغايرة
- الإسلام .. والهروب عن الحاضر
- الموروث الإسلامي و تزوير التاريخ
- قراءة في - تحديد عدد الصلوات في الأسلام -
- طعن الكلمة الحرة / سلمان رشدي
- أضاءة نقدية لحديث .. السلام على غير المسلمين
- أضاءة في الموروث الأسلامي
- بلا السيد المسيح .. بلا السيد المريخ
- في الشخصية المحمدية – الجزء 4 / الأخير ( محمد .. الشخصية الل ...
- في الشخصية المحمدية (3) / من الرعي الى الحكم
- في الشخصية المحمدية (2)
- في الشخصية المحمدية (1)
- الجهاد بين الأرهاب وبين القتل المشرعن
- نبوة محمد قبل البعث بين الواقع والوهم
- كيف يجب أن نكون في خضم الأفكار الظلامية
- قراءة .. في سورة الأنفال / آية 17
- دور رجال الدين والمذهب في خراب و دمار العراق
- أضاءة .. حول توظيف الرواية الجنسية في التراث الأسلامي
- الفتوحات الأسلامية بين مفهومي الغزو و نشر الأسلام


المزيد.....




- مصرع مواطنين بحادث سير في سلفيت
- يهود أميركيون زاروا سوريا.. وهذا ما خرجوا به
- صحف عالمية: الوضع في غزة كارثي والضفة تشهد إرهابا يهوديا
- صحف عالمية: الوضع في غزة كارثي والضفة تشهد إرهابا يهوديا
- الاحتلال يقتحم قرية سرطة غرب سلفيت ويداهم المجلس القروي
- بعد تكساس.. هل يمتد -حظر الإخوان- لباقي الولايات الأميركية؟ ...
- كايروس الثانية: حين تواجه الكنيسة العالم بضميره المفقود
- تكساس تصنّف الإخوان و-كير- إرهابيتين..خطوة لحظرهما فيدراليا؟ ...
- تكساس تصنف الإخوان و-كير- إرهابيتين.. فهل يتوسع -التصنيف-؟
- حملة تضليل تستهدف مسلمي تكساس وتروج لادعاءات -محاكم الشريعة- ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - يوسف تيلجي - إضاءة حول تفسير حديث الإمام علي - القرآن حمال أوجه -