|
ليس دفاعا عن الجبهه الشعبيه ، بل دفاعا عن الحقيقه
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 1835 - 2007 / 2 / 23 - 12:00
المحور:
القضية الفلسطينية
...... بداية لا بد من القول ، أنه من الهام جدا ، وضع النقاط على الحروف ، منعا للإلتباس أو التأويل ، بعد أن فقد البعض توازنه ، في سبيل تشبثه بوهم السلطة بأسنانه ، وبدأ يكيل التهم جزافا ، بل وخرج عن كل حدود الأدب واللياقه ، وهذا ليس بالمستغرب ، بعد أن أوغل في الدم الفلسطيني ، وأشبعنا مقولات عن أن الدم الفلسطيني خط أحمر ، لنكتشف أنه في سبيل مصالحه وإمتيازاته وفئويته ، لا يلتزم بخط أحمر أو أسمر ، والأنكى والأخطر من ذلك ، أنه كان دائما وليل نهار ، ينتقد الحلول الجزئيه والمؤقته والإتفاقيات السريه ، لنكتشف أنه يمارس نفس النهج ، بل وعلى نحو أسوء ، وهو يعرف كم هذه الحلول الجزئيه والإنتقاليه جرت على شعبنا الويلات والمآسي ، ولنا في أوسلو خير شاهد ودليل ، وعندما وقع الطرفان ( فتح وحماس ) ، إتفاق مكه ، إتفاق المحاصصه ، ورغم الكثير من الملاحظات المشروعة على ذلك ، إلا أن الجبهه الشعبه ، رحبت بهذا الإتفاق ، وقالت أنه إيجابي وجيد ، من زاوية حقن الدم الفلسطيني ، وإبعاد مخاطر شبح الحرب الأهلية عنه ، والتي إذا إندلعت ستدمر ، كل المنجزات والمكتسبات التي حققها شعبنا الفلسطيني ، وعمدها بدماء شهدائه وأنات جرحاه وعذابات أسراه وحصاره وجوعه ، ولم يدر بخلدنا أن هذا الطرف ، قد أصابه الغرور ، وأوغل في النرجسيه وحب الذات ، وأخذ يدعي ويتقول بأنه ، هو الوحيد المالك للحقيقه والمعرفه ، والحريص على مصالح الشعب الفلسطيني ، وأهدافه وحقوقه ، في الوقت الذي أثبت الواقع ، أنه في سبيل مصالحه ، مراكزه وإمتيازاته ، ووهم السلطة المزعزم ، مستعد لحرق الأخضر واليابس ، في الوقت الذي كانت فيه الجبهه الشعبيه ، وبشهادة القاصي والداني ، والعدو قبل الصديق ، وفي كل مراحل ومحطات النضال الفلسطيني ، وفيه لأهدافها ومبادئها وأخلاقها ، ولم تبع موقف لهذا النظام العربي أو ذاك ، ولم توغل في الدم الفلسطيني قط ، والتزمت قولا وفعلا ، بأن الدم الفلسطيني خط أحمر ، ومن المحرمات والكبائر ، وبقيت أمينه ومدافعه عن الموقف والقرار الوطني الفلسطيني وإستقلاليته ، ودفعت ثمن ذلك دم وحصار وملاحقه وإعتقال وطرد ، ولكنها ظلت قابضه على مبادئها ، كالقابضين على الجمر ، ولم تهن أو تضعف عزيمتها ، أو تتنكر لأهدافها ومبادئها ، كما أنها دعت دائما الى الإصلاح الشامل في هيئات وهياكل ومؤسسات م – ت – ف ، وأيضا دعت وما زالت تدعو الى وحده وطنيه حقيقيه ، وشراكه سياسيه في القياده والقرار ، على قاعدة شركاء في الدم والأسر ، شركاء في القيادة والقرار ، وغلبت المصالح الوطنيه العليا للشعب الفلسطيني على المصالح الفئويه ، وعندما أعلنت الجبهه الشعبيه رؤويتها وموقفها من إتفاق مكه ، إتفاق المحاصصه ، وقالت أنها تعتذر عن المشاركه في الحكومه الفلسطينيه ، لإسباب سياسيه ، تتعلق بشكل خاص ، في عدم موافقتها على البند الوارد في كتاب التكليف ، لتشكيل الحكومة والمتعلق بإحترام الإتفاقيات السياسيه والأمنيه والإقتصاديه الموقعه بين م- ت – ف واسرائيل ، والذي يعترف بحق إسرائيل بالوجود ، ونبذ ما يسمى " بالإرهاب " والذي يعني وقف المقاومه ضد الإحتلال ، وهو الأمر الذي أكدت رفضها له طيلة السنوات الماضيه ، كما رفضت أي نص يتضمن هبوطا عما ورد في وثيقة الوفاق الوطني ، وإستنادا لهذه الرؤبا والموقف ، خرج علينا البعض ، ليقول أن الجبهه الشعبيه ، ترهن مشاركتها في الحكومه ، بزيادة حصتها من الوزرات ، والأمور لم تقف عند هذا الحد ، بل أن هذا الجهذب ، فلتة عصره وزمانه ، وصل به الأمر ليقول ، بأن هذا موقف ليس ديمقراطي ، وهو موقف للمزايده ، ووصف المنطق الذي تتحدث به الجبهه حول إشتراط المشاركه في الحكومه ، بأنه منطق يتساوي مع الطرح الأمريكي ، تجريد حماس من كل الوزارات .... الخ ، وكأن هذا المتحدث ، كان يفترض بالجبهة الشعبيه ، بكل تاريخها ونضالاتها وتضحياتها وتراثها ، أن تتحول الى " كومبارس " ، تصفق له ولما يمثله ، لأنه مالك الحقيقه الأوحد ، وممثل الله على الأرض ، وهو لا ينطق عن الهوى ، وهو لا يعرف ومعذور ، بأن الجبهه وفي أحلك الظروف وأصعبها ، لم تساوم على الحقوق والمباديء ، وهي ليس لديها عقدة الإستوزار ، أو تجريد أحد منها ، هذه الوزارات الوهميه ، التي جعلت البعض في سبيلها ، يغرق الساحه الفلسطينيه والشعب الفلسطيني في معرك مدمره ، تركت آثار عميقه ، من الصعب شفائها بسهوله ، وليكشف بشكل جلي ، بأن صراعه وخلافه مع فتح ، ليس على الرؤيا والبرنامج والحقوق ، بل على وهم السلطة والكراسي والمصالح والإمتيازات ، وهو يقول ذلك بعظمة لسانه ، حينما يتحدث عن إشتراطات الجبهه الشعبيه والفصائل الأخرى للمشاركه في الحكومه ، بأن هذه الإشتراطات ، هي منطق يتساوى مع الطرح الأمريكي الهادف الى تجريد حماس من كل الوزارات ، في الوقت الذي أبدت فيه حماس مرونة عاليه وكبرى ، وأعطت القوى الأخرى ست حقائب وزاريه ، في الوقت الذي لا يحق لها الحصول على حقيبتين حسب القانون الأساسي ، والجبهه لا تتحدث بلغتين وخطابين وبرنامجين ، بل منسجمه في رؤيتها وبرنامجها وموقفها ، وكانت دائما وأبدا صمام الأمان لوحدة هذا الشعب ، بل وضميره الحي ، وهي لم تخون ، أو تصف علان أو فلان ، بأنه قائد التيار الإنقلابي ، أو " إللي بده يلعب حماس خمسه بلدي" ، وتعود لعقد إتفاق المحاصصه معه وبإشرافه وبصماته ، ولتقول لشعبنا ، وتمضي في خداعه وتضليله ، بأنها تنازلت ، ليس من أجل أمريكيا وإسرائيل ، بل من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني ، ولهذا فإنه لا يجوز للبعض ، أن يقامر بمصير الشعب الفلسطيني ومصالحه وحقوقه ، في سبيل فئويته وأجندته ووهم السلطه وكراسيها ، ومن ثم يصدر أزماته وتخبطاته الى غيره ، ولذلك فإن الجبهه الشعبيه ، وضحت بشكل واضح لا يقبل التأويل ، أن بناء نظام سياسي فلسطيني ، على أسس راسخه وسليمه ، لا يمكن أن يقوم إلا على أساس مبدأ الشراكه الوطنيه والديمقراطيه الحقيقيه ، المستنده الى ترسيخ نهج التعدديه السياسيه ، وبناء المؤسسات الفلسطينيه الجماعيه التي تحمي الوطن والمواطنين . ومن هنا فإن الجبهه الشعبيه ، مطالبه الآن ، أن تجلس في خلوه عميقه مع ذاتها ، خلوه هادئه ومسؤوله وقاسيه وبروح " ستالينيه " ودون ستالين بالضروره ، وأن تنفذ الصدأ عن كل الأدوات والآليات والشخوص ، وأن تغير من طرائق وأساليب عملها ، وبما يمكن من إعاده الهيبه والإعتبار لها ولحضورها بين الجماهير ، من خلال ايلاء العمل المجتمعي والمؤسساتي والخدماتي الأهمية الكافيه ، وهذا لن يتحقق دون الأعتراف الجماعي ، وفي كل مستويات المسؤوليه ( كل حسب درجته وموقفه عما حصل ) ، من تراجعات في أوضاع الجبهه الشعبيه وثقة الجماهير بها .
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءه في خطاب الشيخ حسن نصرالله في ذكرى إستشهاد الموسوي وحرب
-
جارنا المستوطن وبلدية القدس الإسرائيليه
-
محاصصة مكه بين فتح وحماس ، هل من يقود الإقتتال الداخلي ، مؤه
...
-
نداء للعالمين العربي والإسلامي
-
كلام معسول ، كلام مش معقول وفعل خارج المنطق والمعقول
-
باسم الديمقراطيه الوطن العربي والإسلامي ساحة للذبح والقتل
-
مرة أخرى أعتذر منكم ولكم أسرى شعبنا الفلسطيني
-
لا بد من مواجهة، سياسة هدم المنازل في القدس
-
جماعة أو - زلم - الملاقط
-
القدس تعزيز الاستيطان
-
قراءة أولية في محاكمة الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات
-
المطلوب من القوى الديمقراطية الفلسطينية تحمل مسؤولياتها في ه
...
-
أما آن الأوان لأهل القدس ..أن ينظموا أنفسهم ويتوحدوا
-
قراءة أولية في لقاء عباس - أولمرت
-
فلتان أمني ، تهدئه، لجان تحقيق والنتيجة صفر
-
علينا أن لا نضيع البوصلة إسرائيل وأمريكا الخطر وليس إيران
-
الوجه الآخر للقدس
-
التهدئة تبدأ في بغداد وتنتهي في القدس
-
حماس فتح ملتحية في الصراع على السلطة
-
لبنان على حافة الاستنقاع والحرب الأهلية
المزيد.....
-
ترامب وبوتين يتحدثان عن سلام -قد يكلف أوكرانيا أراضيها-.. شا
...
-
كم من الأرواح كان يمكن إنقاذها في غزة لو تحركت برلين وبروكس
...
-
توغل إسرائيلي واسع في جنوب سوريا وإقامة حواجز عسكرية قرب خط
...
-
فتى يطلق النار قرب -تايمز سكوير- في نيويورك ويصيب ثلاثة أشخا
...
-
إيران تعلن القبض على أشخاص بشبهة عمالتهم للموساد الإسرائيلي
...
-
انفجار في صور يسفر عن مقتل عدة جنود من الجيش اللبناني
-
الولايات المتحدة: فتى يصيب ثلاثة أشخاص في إطلاق نار قرب تايم
...
-
مسؤول محلي للجزيرة نت: الاحتلال حوّل بيت لاهيا لمدينة منكوبة
...
-
عاجل | الجيش اللبناني: مقتل 6 عسكريين وإصابة آخرين أثناء عمل
...
-
ستتألق مدخنتا هذه السفينة الأمريكية الأيقونية في متحف جديد ي
...
المزيد.....
-
رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني
/ سعيد مضيه
-
تمزيق الأقنعة التنكرية -3
/ سعيد مضيه
-
لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي
/ سعيد مضيه
-
ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ
...
/ غازي الصوراني
-
1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت
...
/ كمال احمد هماش
-
في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها
/ محمود خلف
-
الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها
/ فتحي الكليب
-
سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية
...
/ سمير أبو مدللة
-
تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل
/ غازي الصوراني
المزيد.....
|