أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريبوار احمد - نحن نريد أن نخوض ميدانًا آخر من الصراع مع الرأسمالية، لا المصالحة!















المزيد.....



نحن نريد أن نخوض ميدانًا آخر من الصراع مع الرأسمالية، لا المصالحة!


ريبوار احمد

الحوار المتمدن-العدد: 8531 - 2025 / 11 / 19 - 20:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حوار مع ريبوار أحمد حول سياسة الحزب بشأن الانتخابات
أكتوبر: نريد أن نبدأ بالسؤال: لماذا بعد سنوات طويلة من المقاطعة وعدم المشاركة في الانتخابات، سواء انتخابات برلمان كردستان أو انتخابات العراق، قررتم المشاركة في انتخابات البرلمان العراقي؟ ما الذي تغيّر؟ هل سياسة الحزب تجاه الانتخابات والبرلمان أو نظرتكم إلى البرلمان هي التي تغيّرت؟
ريبوار أحمد: إذا أردت أن أقدم جوابًا مختصرًا ومفيدًا على سؤالكم، فإن لا شيء تغيّر لا في الانتخابات ولا في أداء البرلمان ولا في نظرتنا تجاههما. الذي تغيّر هو سياسة الحزب، أو لأكون أدق، تكتيك الحزب فيما يتعلق بالانتخابات. لكن لتوضيح هذا التغيير، يجب أن أؤكد أولًا أننا لم نرفض المشاركة في الانتخابات من ناحية مبدئية في أي وقت. كنا نؤمن دائمًا بأن المشاركة أو عدم المشاركة مسألة تكتيكية بالنسبة لحزب شيوعي عمالي. ونرى أنه وفق الظروف السياسية ومسار كل انتخابات، وكذلك وفق موقع وقوة الحزب والحركة العمالية والجماهيرية، نقيّم كل هذه الجوانب ونحدد أيّهما أكثر فائدة لتقوية الحركة العمالية والجماهيرية وإبراز الحزب، فنختاره. بهذه البساطة.
موقفنا المبدئي من البرلمان، وبلا شك من انتخاباته في أبرز نماذجها، هو أنه بنية فوقية سياسية لنظام المُضطهِدين الرأسمالي. الادعاء بأنه نظام يشارك فيه الناس في الحكم هو كذبة مكشوفة. كل أربع سنوات يضجّون المجتمع باسم تمثيل الجماهير، ويُغرقون عقل الجماهير العاملة والكادحة بوعود مختلفة، وكأنهم يستطيعون من خلال المشاركة في الانتخابات أن يحققوا تغييرًا في حياتهم الصعبة المليئة بالمعاناة. وبعد كل دورة انتخابية يصبح بؤس وفقر الناس أشدّ. من وجهة نظرنا، البرلمان وانتخاباته ليست بأي شكل وسيلة لوصول الناس إلى السلطة، ولا توفر حتي أي مشاركة حقيقية للناس في السلطة. ولهذا السبب لا يشارك جزء كبير من الناس حتى في الدول الغربية التي تُعدّ نماذج للديمقراطية البرلمانية، وفي أغلب الانتخابات تُشكَّل الحكومات بأقلية الأصوات.
نحن نقول: إنهاء كل هذا البؤس الحالي، وإنهاء استعباد العمل المأجور واضطهاد النساء وكل أشكال القمع، وبناء نظام سياسي يحقق الحرية والمساواة والرفاه، لا يمكن أن يتم عبر النظام البرلماني، بل من خلال الثورة العمالية وإسقاط النظام الرأسمالي. الحزب الشيوعي العمالي يناضل من أجل الثورة الاشتراكية، وتحطيم النظام الرأسمالي، وبناء مجتمع اشتراكي. بديلنا لتحقيق المشاركة المباشرة للناس في الحكم هو النظام المجالسـي.
ورغم أننا لم نغيّر موقفنا من النظام البرلماني والانتخابات، إلا أننا نرى أن المجتمع في هذه العملية يصبح مستقطبًا حول هذه المسألة وبرامج الأحزاب ونقاشاتها، ومشاركتنا في هذا الاصطفاف المجتمعي وتمثيل العمال والجماهير داخله أمر ضروري جداً. إن المشاركة في العملية الانتخابية، والحصول لاحقًا على فرصة استخدام منبر البرلمان، هو فرصة للجدل ومجابهة الطبقة الحاكمة.
في الأشهر الماضية، وبعد نقاشات سياسية ساخنة ومعمقة على مستوى قيادة الحزب، وكذلك بالتشاور مع الحزب الشيوعي العمالي العراقي والحزب الحكمتي–الخط الرسمي، وبناءً على تجربتنا السابقة في تبني تكتيك المقاطعة، توصّلنا إلى أن تكتيك المشاركة أكثر فائدة وتأثيرًا، وقررنا أن نشارك. لكن خلال الفترة المحددة لذلك لم نتمكن من استكمال المتطلبات القانونية التي فرضتها المفوضية العليا للانتخابات للمشاركة، ولذلك للأسف ضاعت منا فرصة المشاركة.

أكتوبر: إذا كنتم ترون أن شيئًا من موقفكم تجاه البرلمان والانتخابات لم يتغير، فكيف تفسرون هذه التغييرات المتعلقة بسياسة الحزب تجاه الانتخابات والبرلمان؟ هل كان موقفكم السابق خاطئًا، أم ماذا حصل لكي تتخذوا هذا الموقف؟ هل حدثت مراجعة في سياسة الحزب التكتيكية؟
ريبوار أحمد: في الحقيقة، سبق أن ناقشنا هذا الموضوع في قيادة الحزب، وحتى في الدورة السابقة لانتخابات كردستان سجّلنا أسماءنا للمشاركة، لكن بعد التصميم الأخير لنظام الانتخابات من قبل الحزب الديمقراطي (البارتي)، وصلنا إلى قناعة بأن نقاطع. في السابق أيضًا لم يكن موقفنا هذا قائمًا على مبدأ، بل كنا نتخذ المقاطعة كتكتيك. والسبب كان كل تلك العيوب والفضائح التي تلازم الانتخابات في العراق وكردستان. من الواضح أن هذه الانتخابات، حتى بالمعايير البرجوازية نفسها، شكلية إلى حد كبير. إذ تصممها الأحزاب الحاكمة على هواها وتقوم بالتلاعب بها. لكن هذه المرة جلسنا وناقشنا المسألة بشكل شامل وأعدنا تقييم تكتيك المقاطعة، وخلصنا إلى أنه غير مجدٍ ولا مؤثر ولا صحيح. ولذلك، رغم الشكلية التي تتسم بها الانتخابات، قررنا أن ندخل هذا الميدان ونواجه الأحزاب والبدائل البرجوازية ونستغل الفرصة لإيصال رسالة الشيوعية للناس، وكشف زيف البدائل البرجوازية ومنها البرلمانية نفسها.
وبخصوص كل تلك الانتقادات التي تُوجَّه خاصة للانتخابات في العراق وكردستان — أي شكلية العملية، وتوزيع معظم المقاعد مسبقًا لصالح القوى الخاصة (البشمرگە و الاسايش والشرطة-التابعة کلها لبارتي البارزاني و إتحاد للطالباني) وکذالك الموظفين (الذين تم توظيفهم وتعيينهم علي ملاك الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي)، والرشوة، وأنواع التزوير… إلخ، وهذه القائمة يمكن أن تطول — برأيي، هذا الفهم الذي يقود إلى المقاطعة على هذا الأساس فهم خاطئ. البرلمان ليس نموذجنا ولا بديلنا حتى نرفضه بناءً على قانونه ونظامه. مهما يكن، فان أصحابه هم أناس آخرين، وسنكون بالتأكيد ناقدين ونضغط لفتح مجالات أكبر أمام تدخل الناس وتدخلنا نحن. يركز ذلك الفهم الذي يبني المقاطعة على أساس التلاعب الانتخابي يرتبط او يقتصر کلياً على عملية التصويت ونتائج التصويت فقط، بينما بالنسبة لنا مسألة الحصول على مقعد ليست مسألة حاسمة أو جوهرية. ربما نتحدث أكثر عن هذا خلال الحوار. بالنسبة لنا، حملة الدعاية الانتخابية أهم من عملية التصويت نفسها، أي إن المسألة الأساسية هي مجال المشاركة وحرية التعبير والدعاية لجميع الأطراف والمرشحين. في النهاية، إذا كان للشيوعية مجالٌ للمشاركة، ورأينا أن هذه فرصة لطرح الحزب وسياساته وقيادته أمام المجتمع، فسنشارك فيها. وإذا لم يُمنح هذا المجال لنا، يجب أن نقاتل من أجل أن نشارك.
على أي حال، نعم، في هذا السياق ألقينا نظرة على تكتيك الحزب، وبالتأكيد وجهنا نقدًا لتكتيكنا السابق، وتوصلنا إلى أن الشيوعية يجب أن تكون مستعدة في كل ميدان، وأن تقاتل من أجل حقوق ومصالح الطبقة العاملة والجماهير الكادحة. إن ميدان الانتخابات البرلمانية ميدان سياسي مهم جدًا وساخن في الصراع السياسي. إذ تدخل جميع الأحزاب السياسية فيه وتوضح للجماهير برنامجها ورسالتها، وتعرّف المجتمع على شخصياتها، وتخاطب عقول الناس. المقاطعة تعني ترك الميدان لهم وإفراغه لهم. ومن المهم أن العملية الانتخابية ليست مجرد يوم التصويت؛ حتى ذلك اليوم بالنسبة لنا ليس أهم جزء في العملية. لكي نخلص الى القول :"لا تذهبوا للتصويت!"، "لا تصوّتوا!". إضافة إلى أن يوم التصويت نفسه لا يتضمن أي نشاط فعّال لدعوة الناس. لكن الانتخابات عملية أكبر وأطول بكثير من يوم التصويت، وعلى مدى ما يقارب شهرًا تخوض الأحزاب البرجوازية حملة دعائية واسعة. إن اختزال كل هذا الصراع في بيان للمقاطعة سياسة سلبية جدًا. وأيًا تكن نتيجة التصويت، فإن الأحزاب السياسية ستعرّف المجتمع بنفسها وبرامجها وشخصياتها، ولا يمكن للشيوعية أن تختزل كل عملها في رسالة قصيرة للمقاطعة. بهذا تقيد نفسها. فهل كل ما لدى الشيوعية قوله هو: "الأحزاب البرجوازية تكذب! لا تستمعوا لدعايتهم!؟ لكن بهذا لا يمكن إزالة تأثير الدعاية البرجوازية على الناس. يجب أن تطرح الشيوعية برنامجها ورسالتها وشخصياتها أمام المجتمع. وهذا لا يمكن تحقيقه بالمقاطعة. بلا شك، كلما أصبحت إمكانية الاستفادة من هذه العملية ضئيلة وفقدت فائدتها، يجب حينها أن تكون المقاطعة هي التكتيك الصحيح. خصوصًا في بلدان مثل كردستان والعراق، ليست الأحزاب البرجوازية حتى ملتزمة بانتخابات برلمانية ضمن إطار نظامها الرأسمالي نفسه. لذلك، طالما أن هناك فرصة، يجب استغلالها، وكلما أصبحت ضيقة وبلا فائدة، بلا شك ستصبح المقاطعة عندها هي التكتيك الصحيح.
أكتوبر: رغم أن الأحزاب البرجوازية الحاكمة والمعارضة تطرح فقط خيار الانتخابات والبرلمان أمام المجتمع لإجراء أي تغيير سياسي أو اقتصادي…إلخ، لكن في الواقع لم يكن للبرلمان والانتخابات أي دور في إيصال الناس عمومًا إلى أيٍّ من حقوقهم، بل دائمًا كان الضغط الموجود خارج البرلمان هو الذي استطاع، إلى حدٍّ ما، إحداث شيء من التغيير لصالح الناس. لذلك، بشكل عام، أصبح الناس يائسين من الانتخابات، ونسبة المقاطعة تستمر في الارتفاع. كيف تتحدثون إذن عن المشاركة في الانتخابات في مثل هذا الوضع؟
ريبوار أحمد: الجماهير محقّة في أن تفقد الأمل بالبرلمان والانتخابات. لأنه حتى الآن جرت عدة دورات انتخابية، وكلها كانت مليئة بالخداع والدجل المنظّم. في كل مرة يغرِقون الناس بوابل من الأكاذيب والدعاية الفارغة، ثم يصدر أولئك الذين يزعمون أنهم يمثلون إرادة الجماهير القوانين لقمع الحقوق الأولية للناس، ويشكلون حكومة بعد أخرى من الفساد والقمع والتخلف، يصدرون القوانين لمصلحة الرأسمال على حساب المزيد من إفقار وتجريد جماهير العمال والكادحين من حقوقهم. إن الذين يزعمون أنهم يمثلون حقوق النساء، يصدرون قوانين لاستعباد النساء والاعتداء الجنسي على الفتيات القاصرات، والذين يزعمون تمثيل الشباب المفعمين بالأمل وخريجي الجامعات العاطلين عن العمل، بقراراتهم وقوانينهم دمّروا آمال الشباب وزجّوا المجتمع في التخلف والبطالة. لقد صنعوا لأنفسهم وللطبقة الرأسمالية حياة ملكية وفرعونية، ولجماهير الناس حياة الفقر والحرمان وانعدام الخدمات. وحين ينزل الناس للمطالبة بأبسط حقوقهم وخدماتهم يواجهونهم بالرصاص والدبابات. وبطبيعة الحال، كما قلت سابقًا، ليس العراق وكردستان فقط حيث فقد الناس ثقتهم بالبرلمانية، فهذا موجود أيضًا في أوروبا نفسها التي تُعد قطب الديمقراطية.
لكن أولًا/ إذا كان من حق الناس أن يفقدوا الأمل، فمن حقنا نحن أيضًا ألا نكون شعبويين وألا نبني سياستنا وتكتيكاتنا على مزاج الناس، خصوصًا عندما يكون هذا المزاج مجرد يأس وليس فعلًا طليعاً. لذلك لا ينبغي أن يكون مزاج الناس أساسًا. مادام اعتقادنا أن المشاركة في العملية الانتخابية يمكن أن تتحول إلى ميدان آخر من الصراع ضد البرجوازية، ومادام نعلم أن في تلك المرحلة جميع الأحزاب السياسية تخوض حملة انتخابية وتطرح برامجها وتعرّف الناس بشخصياتها، فعلى الشيوعية أيضًا أن تقوم بذلك. على الشيوعية أن تكون المبادرة في جذب الناس نحو بديل فعّال ومُغيّر، عبر مبادرتها الخاصة وتدخلها السياسي وطرح خط سياسي شيوعي حاد أمام الطبقة العاملة والجماهير الكادحة لقيادتهم خارج مسار البدائل البرجوازية المتخلفة. وبهذه الطريقة، يمكن تحويل يأس الناس وتراجعهم إلى إرادة طليعية ضد النظام الرأسمالي كله. ثانيًا/ من المؤكد أن دورنا ليس أبدًا متمثلًا في مصالحة أولئك الذين يكرهون الأحزاب البرجوازية ونظامها البرلماني. جانب مهم من هذا التكتيك هو توعية الطبقة العاملة وجماهير الناس بالمضمون الحقيقي للنظام البرلماني باعتباره مؤسسة للنظام الرأسمالي البرجوازي، ونريد ألا يتحول هذا الغضب الجماهيري إلى يأس، بل إلى نقد اشتراكي لهذا النظام. في هذا الاتجاه، وفي هذه الفرصة، نريد أن نطرح بديلًا آخر وبرنامجاً أخر أمام الناس وندعوهم للانضمام للشيوعية.
أما بالنسبة لتأثير الضغوط خارج البرلمان ودور النضال الجماهيري، فهذا صحيح جدًا، ونحن دائمًا وبوضوح أكدنا أنه لا يمكن تحقيق أي تغيير جذري، ولا حتى تغيير واضح، عبر النضال البرلماني بل عبر النضال السياسي والجماهيري. وأعرف أننا إذا لم نبالغ، فلم نقصّر في هذا الجانب. سواء كانت هناك انتخابات برلمانية أم لا، فالميدان الرئيسي لنضال الشيوعية هو بناء وقيادة هذا النوع من النضال — من الضغط السياسي وصولًا إلى الثورة العمالية. المشاركة في النضال البرلماني والانتخابات ليست من أجل التراجع عن النضال السياسي والجماهيري والثوري، بل حتى لتوفير أرضية أفضل لذلك النضال. نقول إنه إلى جانب التشديد القوي على النضال والثورة، يجب استخدام حملة الانتخابات وحتى قاعة البرلمان نفسها لفرض مطلب أو تحقيق تغيير ولو صغير. نعتقد أن وجود كتلة شيوعية داخل البرلمان يمكن أن يغيّر الجوّ والوضع ولو قليلًا. كما أن الشيوعية، وكما خاضت النضال في كل الميادين من أجل حقوق وأهداف العمال والكادحين والنساء والشباب، فإن وجود كتلة شيوعية داخل البرلمان يمكن أن يحول قاعة البرلمان نفسها إلى ميدان صراع من أجل حقوق الجماهير. يمكنها أن تبني سدًّا ومقاومة ضد تمرير القوانين الرجعية وألا تترك الساحة فارغة أمام الأحزاب البرجوازية لتقديم تقاريرها الكالحة بسهولة. وحتى إذا نظرنا للمسألة من زاوية كشف طبيعة البرلمان نفسه، فإن وجود كتلة هناك تدفع مشروع قانون لصالح الطبقة العاملة والجماهير، وتضع الكتل البرجوازية أمام الواقع، يمكن أن يساعد الجماهير على رؤية أوضح. لذلك، عمومًا، فإن المشاركة والتدخل في هذا الميدان يجب أن يساهم في تسخين النضال السياسي والجماهيري في ميادين العمل والحياة والدراسة والشارع، لا في التخلي عنها. في هذا الشأن، قال لينين في كتابه الشيوعية ومرض اليسارية الطفولي حول سؤال “هل يجب أن نشارك في البرلمانات البرجوازية؟” كلامًا مهمًّا:
"نحن البلاشفة شاركنا في أكثر البرلمانات رجعية، وقد أثبتت التجربة أن هذه المشاركة لم تكن فقط مفيدة، بل ضرورية لحزب البروليتاريا الثوري، بعد الثورة البرجوازية الأولى في روسيا (1905)، وللتحضير للثورة البرجوازية الثانية (فبراير 1917)، ولاحقًا للتحضير للثورة الاشتراكية (أكتوبر 1917)". أقصد أن أوضح أننا لا نشارك في الانتخابات لنضعف النضال السياسي والجماهيري، بل لنعززه.
إن جزء من تلك العناصر التي يضعها هذا التكتيك في حساباتنا هو توضيح أن المقاطعة بناءً على اليأس ليست حلاً. وكما حدث في الدورات السابقة، وصلت نسبة المقاطعة إلى 80٪، ولو كنا قد عملنا أكثر لربما وصلت إلى 85٪. ثم ماذا يحدث بعد ذلك؟ السلطة لا تتزحزح ولا تضعف. إذًا ما نفعها؟! أي تكتيك يُتخذ يجب أن يكون واضحًا إلى أين يصل وأي تغيير يحدثه. الأحزاب الحاكمة وميليشياتها، بالقوة والتهديد والضغط وابتزاز معيشة الناس وبالتزوير، ضمنوا مسبقًا نسبة أصوات تقارب 20٪ من الناس. وبهذه النسبة، يديرون عمليتهم. المقاطعة ما لم تكن مترافقة مع بديل عملي وواقعي وتكتيك أكثر فاعلية، لن يكون لها أي أثر. ليس فقط في كردستان وبسبب التزوير وحده يقاطع كثير من الناس الانتخابات. حتى في أوروبا، معقل الديمقراطية، وحتى في الحالات التي يمكن القول فيها إن الانتخابات البرلمانية تُجرى بشكل نموذجي في الإطار البرجوازي، يقاطع كثير من الناس الانتخابات، وأحيانًا أكثر من نصف من يملكون حق التصويت. ولكن دون التوجه نحو بديل تقدمي آخر، فإن هذا لا يمكن أن يكون سوى دليل على اليأس والاستسلام لمصير الرأسمالية. بالطبع، إن يأس الناس من الانتخابات والبرلمان مبرّر ومحقّ، لكن جزءًا كبيرًا من هذا يعود إلى أن الناس لا يرون أي بديل أو طرف يمثّل أهدافهم ومصالحهم في هذه العملية، فيقاطعون العملية كلها وينسونها. لقد جرّبوا كل البدائل البرجوازية مرارًا وسقطت في الاختبار، ولذلك هم محقون في فقدان الأمل بها. نحن نريد أن نجمع هؤلاء الناس حول برنامج شيوعي وتقدّمي ونصبح ممثلاً لمصالحهم لنستفيد من هذه الفرصة حتى لو كانت ضئيلة. وبهذه الطريقة ندفعهم نحو خطوة فعّالة ومؤثرة ضد البرجوازية وأحزابها. ظهورنا برسالة وبرنامج مختلف سيكون له تأثير في تحويل يأس الناس إلى إرادة تقدمية.
أكتوبر: قوبل موقف الحزب بشأن الانتخابات من قبل البعض بالترحيب وعدّوه تعبيرًا عن نضج سياسي، ومن قبل آخرين اعتُبر تنصّلًا عن السياسات الشيوعية الراديكالية وميلاً نحو التماشي والتكيّف مع السياسة البرجوازية. ماذا تقولون بهذا الخصوص؟ هل تخلّى الحزب عن الثورة والثورية الشيوعية واتجه بسياسته نحو البرلمانية؟ وإن لم يطلقوا عليها بهذه الحدة، فعلى الأقل يعدّونها سياسة خاطئة وقع فيها الحزب.
ريبوار أحمد: هذا النوع من المواقف تجاه هذا التكتيك هو موقف مألوف لدى اليسار. بالنسبة لهم، لا التكتيك ولا الصراع السياسي مع البرجوازية له معنى أو مكانة. إن هذه رؤية غير سياسية. فاليسار يتعامل مع كل مسألة تعاملاً أيديولوجيًا، وكل همه قائم على ما يظنه "نقاءً وخلوًا من الشوائب" لنظريته. يختزل الراديكالية في الشعار وفي ذهنه، بينما بالنسبة للشيوعية، الراديكالية تعني التقدم بخط واتجاه راديكالي داخل المجتمع، وليس داخل أذهاننا. لكي لا يضطر لمراجعة نفسه، يفضّل اليسار ألا يتدخل في أي عمل، ومن الأساس لا يرى للمجتمع أو للصراع السياسي أي مكان عملي في رؤيته. من أين جاءوا بالكلام عن المساومة وتمشية الأمور والتكيّف مع السياسة البرجوازية؟ نحن قررنا أن نفتح ساحة أخرى للصراع ضد البرجوازية ونظامها الرأسمالي، وليس للصلح! عن أي مساومة يتحدثون؟ فلسفة الشيوعية والحزب الشيوعي العمالي هي بناء وقيادة الثورة العمالية وإقامة مجتمع اشتراكي. إن هذا الأفق يحكم كل خطوة وسياسة وتكتيك نقوم به. نحن من جهة نقاتل من أجل حقوق الجماهير، ومن جهة نوضح ونعزز الإيمان بأن الثورة العمالية (وليس أي ثورة) هي الطريق الوحيد للحرية والمساواة والرفاه. مشاركتنا في الانتخابات تأتي ضمن هذا المسار. وكما قلت، هذا طريق أكثر فاعلية للتوضيح الجماهيري حتى لأولئك الذين آمنوا بالبرلمانية. كيف يمكن عدّ هذا تخليًا عن الثورة العمالية؟! فإضافة إلى الثورة، فإن النضال من أجل أي تغيير صغير في حياة ومعيشة العمال والكادحين، وزيادة كسرة خبز على موائدهم، هو أيضًا جزء مهم وأساسي من نضال الشيوعية. ومن أجل هذه الغاية يجب أن نقاتل في كل ساحة.
إن أساس هذا الفهم اليساري قائم على تصور خاطئ جدًا حول الثورة؛ المشاركة في الانتخابات ليست بديلًا للثورة ولا يمكن أن تكون. الثورة والحالة الثورية لا تحدث كل يوم ولا بإرادتنا أو إرادة أي حزب، لکي نطرحها كبديل للانتخابات في کل دورة انتخابية. الثورة، مثل الزلزال، تندلع من تناقضات المجتمع العميقة. إن دور الأحزاب السياسية يبدأ من هناك: تعميق الحالة الثورية، قيادة مسار الثورة وجعل أفق الاشتراكية هو المسيطر والسائد ويدفع المسار نحو وجهة صحيحة. إن الموقف الصحيح والشيوعي في هذا السياق هو أنه في الحالة الثورية، أي حين يدخل المجتمع في طور التغيير الثوري، وحين يصبح الوضع بحيث لا تستطيع الطبقة الحاكمة أن تحكم كما كانت ولا الطبقات المحكومة أن تقبل بذلك، قد يكون في تلك الحالة للمشاركة في الانتخابات البرلمانية أثر في التخفيف من حدة الحالة الثورية. لذلك، عندما تصبح الثورة أمرًا يوميًا، قد لا يكون تكتيك المشاركة في الانتخابات مناسبًا ولا ذا موضوعية او صلة بالواقع. حينها، يجب ألا يكون نداءك للجماهير أن تجلس في بيوتها وتقاطع فحسب، بل يجب أن يكون النداء هولملمة وكنس الانتخابات وتحطيم صناديق الاقتراع وكل شيء والدفع بمسار الثورة.
برأيي، باستثناء الظروف الثورية أو تلك الحالات التي يكون فيها النضال السياسي والجماهيري قد بلغ ذروته، والجماهير العمالية والكادحة على نطاق واسع تواجه السلطة في الميدان، أو باستثناء الحالات ذات الأسباب الخاصة المحددة، كمثال السبب الذي جعلنا هذه المرة غير قادرين على المشاركة، عدا ذلك فالتكتيك الصحيح من وجهة نظر الشيوعية هو المشاركة وليس المقاطعة. أعلم أنّ موقف المقاطعة يستند لدى البعض إلى العيوب والفضائح اللامتناهية وشكلية وجود الانتخابات في العراق وكردستان. ولكن مع ذلك، إذا قارنتَ الأمر، فإنّ النظام البرلماني والانتخابات، حتى بصيغتهما الموجودة هنا، مع كل محتوياتهما الرجعية والبرجوازية، يظلّان ضررهما أقل مقارنةً بالدكتاتورية الفردية أو العسكرية. حتى لو لم يكن ذلك البرلمان صاحب سلطة حقيقية، وحتى لو كان دوره استشاريًا.
في روسيا، عندما شارك البلاشفة بقيادة لينين في انتخابات الدوما، كان للدوما فقط دور استشاري، ويمكن للقيصر أن يحلّه متى يشاء، وقد حلّ الدوما الثاني أيضًا. كما لم تكن الانتخابات عادلة أو متكافئة بأي شكل. فمقابل عشرات آلاف العمال والفلاحين — بل أكثر من مئة ألف شخص — كان لهم نائب واحد، في المقابل كان لبضع مئات من المالكين نائب، بل إن كبار المالكين كانوا يصبحون أعضاء الدوما دون انتخابات. كان على البلاشفة ملء استمارة الولاء للقيصر، وفعلوا ذلك لكي يُسمح لهم بالمشاركة. لقد قاتلوا و تنازلوا في الوقت نفسه ليضمنوا مشاركتهم. ومعروف أنهم لم يكونوا مؤمنين بالدوما، بل استغلوا انتخابات الدوما للدعاية لبرامجهم وسياساتهم، وللاستفادة من الفرص القانونية للعمل. من هذا المنظور، يجب على الشيوعية أن تستفيد من هذه الفرص لدفع برنامج عملها للأمام. برأيي، يجب أن يكون نضال الشيوعية لأجل انتزاع حق المشاركة، لا أن يفتحوا الأبواب أمامها وهي نفسها تقاطع! أستغرب لو أنه في هذا البلد لم تُجرَ انتخابات لمدة 7–8 سنوات، وانتقلت كل السلطات مباشرة إلى يدي طالباني وبرزاني، بمعنى أن لا يبقى البرلمان دور حتي بحالته السطحية، لا يبدر من اليسار صوتاً، بينما عندما يقولون "انتخابات البرلمان"، ترتفع أصواتهم ضدها أو يقفوا بوجهها!
برأيي، المشاركة في الانتخابات البرلمانية طريق أكثر فاعلية حتى لنزع ذلك الوهم المفرط الموجود عالميًا اليوم تجاه النظام البرلماني. يقول لينين في خطاب له في المؤتمر الثاني للأممية بعنوان "حول البرلمانية":..."يجب أن يُستخدم نفس السلاح الذي تستخدمه البرجوازية في الصراع، من قبل البروليتاريا أيضًا، ولكن بلا شك لغاية مختلفة تمامًا… إنّ كل تلك الفئات التي تتصور أنه يجب ان يتم تمثيل مصالحها عبر البرلمان، فيجب عبر العمل البرلماني وكشف الحقائق، مواجهة تلك الفكرة، وكي نتمكن من كشف الحقيقة أمام الجماهير. النظرية لا تأثير لها على الجماهير… فالاخيرة بحاجة إلى التجربة العملية".
والحقيقة هي أنه في هذه الاجواء البرلمانية، إذا دخل المرشحون الشيوعيون البرلمان، فمن المحتمل بعد بضعة اجتماعات وتمرير مشاريع القوانين الرجعية، وبعد عدة مواجهات معهم، أن تتمكن الكتلة الشيوعية من توضيح الحقائق داخل قاعة البرلمان للجماهير وتوضيح كيف يعمل البرلمان ضد مصالح الجماهير و بعدها يتم اعلان انسحابهم من البرلمان. إن هذا العمل والموقف سيكونان بمستوى دعاية مؤثرة کثيراً في توضيح رؤية الناس ودفعهم لفقدان الثقة بالنظام البرلماني. لا أعرف كيف يمكن مقارنة كل هذا الصراع وتحدي البرجوازية/ مقارنة مع المقاطعة، وعدّه "مساومة"؟! فماذا أسهل من ترك كل هذا العمل والمواجهة، وأن تعلن المقاطعة بكلمة واحدة، وتنسحب من الساحة وتجلس في البيت، وتترك الميدان فارغًا للبرجوازيين، ثم تتصوّر أن هذا عمل مهم وموقف راديكالي؟! إنهم يحولون آمالهم ورغباتهم ومواقفهم الأيديولوجية إلى واقع موضوعي، لكن هذا لا مكان له في الواقع الاجتماعي الحقيقي ولا تأثير.
أكتوبر: هناك من يقول إنه لو كان للحزب نفوذ داخل الجماهير، عندها يمكن المشاركة في الانتخابات والحصول على أصوات جيدة وإرسال نواب إلى البرلمان، وبوجود الإمكانيات يمكنهم العمل داخل البرلمان لمصلحة الجماهير والطبقة العاملة، ولكن هذا غير ممكن في الوضع الراهن للانتخابات، ما لم يكن حلمًا! سيطرت الأحزاب الميليشياتية على كل شيء، يمكنها تخويف الناس، التزوير، شراء الأصوات، لديها إعلام قوي، وحتى دعم دولي. فكيف يمكن لحزب شيوعي راديكالي أن يحصل على أصوات ويدخل البرلمان في هذه الأجواء؟
ريبوار أحمد: جواب هذا السؤال برأيي هو أهم جزء من هذا التكتيك. إن الحصول على مقعد والقيام بعمل ما داخل البرلمان لمصلحة الطبقة العاملة والجماهير هو آخر ما يجب التفكير فيه، فمسألتنا الأساسية ليست الحصول على مقعد برلماني. ولكن كما جاء في بيان الحزبين، فإن تبنّي هذا التكتيك يضعنا في مواجهة مهمة صعبة وتحدٍ غير متكافئ مع الأحزاب والقوى البرجوازية. نحن نعلم جيدًا أن كل موارد المجتمع في أيديهم، فهم الذين يديرون دعاية الانتخابات ويوزعون الرشاوى. من الواضح أنهم يقومون بأنواع مختلفة من التزوير، ولديهم أصوات الميليشيات والقوات الخاصة وموظفي الدولة الذين تعينوا على ملاكاتهم، وبهذه الطريقة قد ضمنوا مسبقًا نسبة كبيرة من المقاعد، ونعلم أنهم يقومون بتزويرات أخرى أيضًا. نعلم كذلك أنه كما حدث في انتخابات بلدية السليمانية عام 1999 سرقوا حتى أصواتنا الحقيقية. لذلك نعلم أن هذا واجب صعب وتحدٍّ كبير، ولكن رغم كل ذلك، لو أتيحت لنا فرصة المشاركة، لكنا أردنا الوقوف في هذا المتراس أيضًا ضدهم. بلا شك كنا سنبذل كل جهد لإقناع الناس الناقمين، أولئك الذين كانوا يقاطعون حتى الآن، بأن يخرجوا للتصويت وأن يصوّتوا لحزب شيوعي عمالي.
بالنسبة للحصول على مقعد والعمل داخل قاعة البرلمان، كما قلت، ليست هذه هي المسألة الأساسية. سواء حصلنا على أصوات أو لم نحصل، نريد أن نشارك في العملية وحملة الانتخابات، من أجل إيصال رسالتنا برنامجنا وتعريف قادتنا وشخصياتنا للجماهير، وكذلك من أجل كشف البدائل البرجوازية. نريد في هذا العصر الذي جعلت فيه دعاية البرجوازية المجتمع أصمًّا وشتّتت انتباه الناس بين بدائل مختلفة، أن يكون البديل العمالي والشيوعي حاضرًا وملموساً. وكما ذكرت سابقًا، التصويت جزء صغير جدًا من هذا المسار. بالنسبة لأي شخص فإنه عمل دقيقة أو دقيقتين ضمن عملية الطويلة مليئة بالتحديات. لم نتمكن هذه المرة، ولكن لو فعلاً شاركنا في دورة انتخابية، فبرأيي إن حملة الانتخابات هي الجانب الأساسي والجوهري في هذا التكتيك. أنا من هذا المنظور أؤيد هذا التكتيك، وإن لم يُنفّذ بهذا الشكل فمن الأفضل عدم القيام به منذ البداية. إن هذا ليس عملًا روتينيًا أبدًا. يجب قبل كل شيء أن يشارك أقوى مرشحينا، ثم نخصص شهرًا كاملًا لتلك الحملة. يجب على كل رفاق الحزب من الأعضاء إلى السكرتير ورئيس المكتب السياسي أن يكونوا خلال ذلك الشهر حاضرين بقوة في كل كردستان ومستعدين. من يكتب يجب أن يكتب، من يلقي خطابًا يلقيه، من ينظم ندوة ينظمها، من هو فنان يقدّم فنه، من يعمل اجتماعيًا يزور الناس. لا أحد يجلس بلا عمل. يجب تنظيم تجمعات يوميًا في عدة أماكن وعدة مدن وأحياء ومراكز تنظيم. لن يستطيعوا بسهولة منعنا أو خلق مشاكل لنا، وبأي شكل كان، ثمة مساحة للعمل. يجب أن نستغل هذه الفرصة التي يتحدث فيها الجميع عن الانتخابات والبدائل المختلفة، لنجمع العمال الواعين والمتقدمين في المراكز العمالية حول برنامج راديكالي وعمالي للحزب، وننظّم عملية نقاش وحوار ساخن حول ما يريده العمال. إنها عملية تساعد على رفع الوعي وتعزيز وحدة العمال حول راية سياسية شيوعية. نوضح للجماهير برنامج الحزب وسياساته وأهدافه، ونوضح رؤيتنا حول البرلمان والبرلمانية، ونوضح لماذا نريد دخول البرلمان، وننتقد البرلمان والقوى الأخرى ونبين ما هو موقفنا من المجتمع الرأسمالي، ونشرح رؤيتنا حول النضال الطبقي وحرية النساء ورفاه الجماهير، وآمال الشباب وإلخ. برأيي، يجب أن نعقد مئات الاجتماعات والتجمعات والحوارات مع الناس في شتي الأماکن. إذا قمنا بهذا العمل، فإن الحصول على مقعد سيكون نتيجة غير أساسية لهذه العملية. عمل كهذا يوازي عدة سنوات من العمل الروتيني الحزبي. وليس لدي ادنى شك في صحة وشيوعية هذا التكتيك. لكن لا شك أن لديّ قلقًا من أن تكون حملتنا عبارة فقط عن إصدار جريدة وبيان وملصق وتجمعات شكلية… وإلخ. فهذا نموذج فاشل ولا علاقة له بهذا الفهم وهذا التكتيك. أما في ما يتعلق بمسألة المقعد والدخول إلى البرلمان، إذا لم نكن متأكدين تمامًا من أننا لن نحصل على أي مقعد، فلا يجوز أن يساورنا أي تردد حول المشاركة. بلا شك، إذا قمنا بهذه الأعمال بشكل جيد، سيلعب ذلك دورًا مهمًا في الحصول على مقعد. ولكن أكرر مرة أخرى: إن هذا العمل بحد ذاته هو المهم، وإن لم يكن هدفه ضرورة الحصول على مقعد. وهنا يكمن الفرق مع المقاطعة. أريد أن أختم كلامي بعبارة للينين حول النضال ضد الوهم بالبرلمانية. يقول لينين في الخطاب نفسه في المؤتمر الثاني للأممية: "نحن مضطرون إلى خوض نضال ضمن إطار البرلمان، لكي نتمكن من إزالة البرلمان من الوجود".



#ريبوار_احمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية المرأة من زاوية التقاليد المختلفة
- الهبّة الجماهيرية لمدن ايران المناهضة للجمهورية الاسلامية!
- بصدد حملة روسيا العسكرية على اوكرانيا
- رد على رفيق (حول خصائص الشيوعية العمالية)
- الاستفتاء هو حق الجماهير، لكن البارزاني والنزعة القومية الكر ...
- شبح حرب اخرى في خضم حرب الموصل!
- حميد تقوائي في تمجيد عملية -تحرير الموصل-!
- -تحرير الموصل- أم حرب الأقطاب الرجعية؟!
- كانتون الجزيرة، خطوة كبيرة صوب حرية المراة
- كوباني انتصرت حتى لو سقطت الآن!
- حكم الأخوان عجز عن البقاء عاماً واحدا و يوم ،وهذا يبعث رسالة ...
- عمال نفط البصرة ومعركة طبقية عظيمة
- على الشيوعية ان تعلن عن نفسها كبديل شامل راديكالي
- أسطورة الثورة بلا عنف
- انتفاضة وثلاثة تاكتيكات!
- مستلزمات انتفاضة وثورة ناجحة لا ينبغي التلاعب بالإنتفاضة!
- أي تغيير يتطلع إليه المجتمع الكردستاني؟!
- مشاركة الأنتربول في مؤامرات الجمهورية الإسلامية مصدر للعار و ...
- بلاغ ريبوار احمد الى: الرفاق والاصدقاء الاعزاء الذين سألوا ع ...
- حوار مع ريبوار أحمد، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ال ...


المزيد.....




- لحظة وصول ترامب والأمير محمد بن سلمان لحضور منتدى الاستثمار ...
- ولي العهد السعودي يلتقي قادة وأعضاء في مجلس النواب الأمريكي ...
- غارات إسرائيلية جديدة على مواقع تابعة لحزب الله جنوب لبنان ب ...
- بعد موجة انتقادات واسعة.. الجزائر توضح خلفية تصويتها لصالح ا ...
- عرض في الشارع يحيي ذكرى نشطاء الديمقراطية في إسبانيا بعد 50 ...
- نتنياهو وكاتس في جنوب سوريا.. ما هي رسائل إسرائيل من هذه الز ...
- الحكم الذاتي… رؤية مغربية لحل دائم ومستدام
- ترامب مدافعا عن بن سلمان: لم يكن يعلم شيئا عن مقتل خاشقجي
- مصادر فلسطينية تؤكد إلغاء الاجتماع بين ستيف ويتكوف وخليل الح ...
- إغلاق إذاعة الجيش الإسرائيلي.. إجراء إداري أم قرار سياسي؟


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريبوار احمد - نحن نريد أن نخوض ميدانًا آخر من الصراع مع الرأسمالية، لا المصالحة!