أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريبوار احمد - حكم الأخوان عجز عن البقاء عاماً واحدا و يوم ،وهذا يبعث رسالة قوية وصريحة للبشرية جمعاء















المزيد.....

حكم الأخوان عجز عن البقاء عاماً واحدا و يوم ،وهذا يبعث رسالة قوية وصريحة للبشرية جمعاء


ريبوار احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4179 - 2013 / 8 / 9 - 14:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أكتوبر: يجري الآن على نطاق واسع اعتبار ما يحدث في مصر ثورة أخرى والدليل على ذلك هو نزول الجماهير الغفيرة الى الشارع في الثلاثين من يونيو (حزيران). هل ما حدث في مصر هو ثورة ثانية أدث الى اسقاط مرسي؟
ريبوار أحمد: باعتقادي أن الثورة التي بدأت في مصر قبل عامين ونصف والتي أنهت في خطوتها الأولى سلطة حسني مبارك، تلك الثورة مازالت مستمرة. وقد كانت خلال السنتين ونصف السنة المنصرمة في صراع دائم مع جبهة الثورة المضادة. هذه الثورة وبالرغم من النقص الكبير في الجوانب السياسية والتنظيمية والقيادية وبالرغم من ثقل الآفاق البرجوازية الكبير عليها، إلا أنها كانت على قدر كبير من الرسوخ والجماهيرية بحيث عجزت كافة مساعي جبهة الثورة المضادة عن إطفاء شرارتها. ومنذ اليوم الذي استطاعت فيه جماعة الأخوان المسلمين الامساك بالسلطة بمساندة الجيش ومساعدة الدول الأقليمية والعالمية، جعلوا من العمل على إطفاء شرارة الثورة وقمعها وسلب مكاسبها وجر المجتمع المصري الى قلب مستنقع الرجعية والتخلف والقمع والحرمان من الحقوق عملاً رئيسياً لهم على وجه الخصوص. ولكنهم لم يفشلوا فقط في هذا المسعى، بل وقعت سلطتهم، في خاتمة المطاف، تحت ركلات الثورة وضرباتها أيضاً.
بلا شك أن في هذه اللحظة ليس هناك أي عامل لخلع محمد مرسي وإسقاط سلطة العصابات الإسلامية سوى تيار الثورة الجارف. جماهير غفيرة جعلت من شوارع هذا المجتمع ميادين وقوفها ونضالها وتضحياتها لإنهاء السلطة الإسلامية وإنهاء الفقر والقمع والتمييز، وبلا شك أن هذا هو العامل الوحيد في هذا الوقت الذي عمل على إنهاء سلطة مرسي ولا يمكن الشك في هذا الأمر. هذه كانت الخطوة الثانية للثورة المصرية. ولكن ينبغي التمييز هنا بشكل شامل وكلي بين الثورة والعمل الذي قام به الجيش خلال اللحظات الأخيرة حيث أنه وقبل أن تنفذ الثورة حكمها لإسقاط مرسي، دخل الجيش الى الساحة بوصفة أقوى وأكثر المؤسسات المناهضة للثورة رئيسية في هذا البلد بشكل منافق ليتدخل بشكل مباشر من أجل الوقوف بوجه تعمق الثورة أكثر فأكثر وللحفاظ على مجمل نظام السلطة البرجوازية من ضربات الثورة، وكان تدخله المرائي باسم نصرة الثورة ونصرة مطالب الجماهير فازاح مرسي من السلطة. لا ينبغي خلط خطوة الجيش هذه بالثورة، فهذا لم يكن من جزءاً من الثورة بل يمكن تسميته كانقلاب ومخطط خطير ومخرب ضد الثورة، بغرض أيقاف وتدمير تيار الثورة والسيطرة على إرادة الجماهير الثورية، حيث سيكون له الأثر الأكبر والمخرب على تيار الثورة ويضع ثقلاً كبيراً عليها وقد وضع ذلك الأمر المجتمع أمام خطر كبير.
أكتوبر: ولكن الجيش دخل على الخط كاستجابة لمطالب الجماهير وأعلن إنهاء سلطة مرسي، أ ليس هذا بحد ذاته محل تأييد ومساندة؟
ريبوار أحمد: منذ اليوم الذي أمسك فيه الأسلاميون بالسلطة، واجهوا احتجاحات جماهيرية غفيرة ضدهم ودخلت مساعي أسقاط سلطتهم الى جدول أعمال الثورة. ولكن طوال هذه المدة لم يتنصل الجيش عن الاستجابة لمطالب الجماهير فقط، بل وإنه وقف الى جانب سلطة الأخوان القمعية. لم تكن للجيش أية مشكلة في أن يحكم الأخوان مصر، وقد أطمأن قادة الجيش الى ضمان حفاظ مصالحهم الاقتصادية والسياسية في ظل سلطة الأخوان. إلا أن النزول المليوني الى الشارع خلال الفترات الأخيرة أوصل الى الجميع حقيقة أن المجتمع المصري ما عاد بوسعه تحمل سلطة الأخوان. وهنا كان على الجيش إما أن يفصل حسابه عن حساب الأخوان من أجل الحفاظ على مصالحه والحفاظ على نظام السلطة البرجوازية والقيام بشكل آخر بخطة للحفاظ على نظام السلطة من مخاطر الثورة، أو كان عليه أن ينتظر أن يتعرض مع الأخوان ومجمل نظام السلطة لضربات الثورة. في كلا الحالتين كان الجيش يتخذ دوره المضاد للثورة، إلا أن الجيش انتخب الخيار الأول وبهذا دمر مسار المواجهة والمناخ الثوري وكذلك ذر الرماد في عيون الجماهير وخلق توهماً بأن الجيش القمعي والمناهض للثورة إنما هو مع جماهير الثورة وجزء منها.
ولتوضيح الاجابة أكثر على هذا السؤال أن كان ما قام به الجيش موضع تأييد ومساندة أو لا؟ من الضروري أن نقوم بتقييم الأوضاع بدقة، وليس من الكافي جعل السؤال إن كان ما قام به الجيش إنقلاباً أو لا أساس حكم تقليدي ومبدئي بهذا الخصوص. من الأصح أن نقوم بتقييم الظروف الواقعية لنعرف ماهي النتائج والآثار التي نجمت وتنجم عن خطوة الجيش هذه. أولاً، إنني أعتقد أن الأيام الأخيرة من شهر حزيران، أي حينما كان الجيش والأخوان مازالا يداً بيد، حسمت الثورة قرارها بإزاحة مرسي، ولو لم يتدخل الجيش بهذا الشكل، لوصلت الثورة لمستوى إزاحة مرسي وسلطة الأخوان بشكل أكثر فاعلية ولوجهت ضربة أكثر تأثيراً لكل القدرات السياسية والاجتماعية للإسلام السياسي في مصر والمنطقة والمضي قدماً بخطوة أكبر في مسار التغيير الثوري. إلا أن ما قام به الجيش شوه حقيقة أن الثورة أزاحت سلطة الأخوان. وهذا سيقلل حتى من تأثير ضربة الثورة على الأخوان أيضاً. في نفس الوقت فإن هذه الخطوة تصدت على الأقل في هذه اللحظة لتقدم الثورة من خلال إحضار بديل ثوري، ومنعت تعمق الثورة وإزاحة كل البيروقراطية البرجوازية واتخاذ خطوات أكبر وأكثر فاعلية في مسار تحقيق أهدافها. في نفس الوقت بوسعنا الآن رؤية الأثار السلبية لهذه الخطوة على المناخ السياسي والاجتماعي في مصر، سواء من ناحية إثارتها لغطاً سياسياً أكبر و لأنها وفرت ساحة أخرى لحرب الإخوان وإرهابهم وإجرامهم. وبهذا الخصوص فإن إزاحة الجيش لمرسي يطلق يد الإسلاميين اکثر فأکثر في هذا الميدان مقارنة بما لو طبقت الثورة حكمها بشكل ثوري وبنضال سياسي وجماهيري. والآن علينا أن نكون قلقين من مخاطر الحرب ومخاطر نوع آخر من السيناريوهات السورية والليبية التي تهدد ثورة مصر ومجتمعها. إذ ينبغي على جبهة الثورة أن تدقق وتنشط أكثر لتجاوز هذا الخطر وإبعاده عنها. تدخل الجيش وتحول المواجهة من مواجهة بين الجماهير والأخوان الى مواجهة بين الجيش والاخوان الى حد ما، بوسعه أن يتخذ دوراً مؤثراً في إخراج الجماهير من الساحة وإجهاض الثورة. ستبقى الثورة المصرية غير ناجزة إذا لم تغلق حساب الجيش ولم تقم بإحباط هذه القوة الأقوى والأكثر رئيسية في معاداة الثورة. ولكن تدخل الجيش في هذا المجال زاد أكثر من صعوبة مهمة الثورة هذە-;- ايضا...كل هذا تشكل ثقلاً كبيراً على الثورة ومخاطر تهددها وهي ناجمة عن تدخل الجيش.
أكتوبر: ما هو باعتقادكم تأثير سقوط الأخوان المسلمين والإسلام السياسي وتأثير المناخ الثوري على المنطقة والعراق وكردستان؟
ريبوار أحمد: لا شك أن كان وسيكون لها تأثير كبير، ولكن درجة وكيفية هذا التأثير تعتمد بالنتيجة على مسار الأحداث واتجاهها ونتائجها. إذا تمكنت الثورة المصرية من تجاوز الصعوبات الحالية وخرجت بنجاح من هذه المرحلة الحساسة والشاقة والجديدة من المواجهة مع الأخوان والتي أزدادت صعوبتها وخطورتها بسبب تدخل الجيش، حينها ستسجل درساً وتحقق مكسباً تاريخياً وترسخه ضد سرطان الإسلام السياسي وتحقق للمناخ الثوري في المنطقة دفعة كبيرة الى الأمام. تخيلوا سلطة تيار يحارب لعشرات السنين من أجل السلطة وكان لدى المجتمع الكثير من الوهم بخصوصه، سلطة تيار إسلامي يمكننا أن نصفه ملهماً للإسلام السياسي على الصعيد العالمي، ومع تمتعه بدعم الدول الرجعية في المنطقة والعالم وبدعم الجيش المصري، إلا أنه عجز من أن يستمر ويبقى عاماً واحداً ويوم وتم اسقاطه بالحضور الميداني لعشرات الملايين من الناس بحيث اعتبر أوسع حضور للميدان في التاريخ. إن هذه يقدم رسالة على صعيد كبير من القوة والوضوح للبشرية. مفاد هذه الرسالة هو أن هذا الطاقم الرجعي والمتخلف والمجرم ليس فقط بغير مناسب لإدارة المجتمع المعاصر فحسب، بل وأنه بلاء وخطر كبير ويجب إخراجه تماماً من الميدان.
إذا ما ترسخ هذا المكسب، فإن بوسعنا أن نتوقع بسرعة تراجع الإسلام السياسي في المنطقة كلها ويتعرض لضربات متلاحقة. ومن المتوقع الآن أن تتعرض السلطة الإسلامية في تونس لركلات الثورة. فإذا حدث هذا الأمر، سيتسرع هذا التيار في المنطقة كلها. وقد وقع العراق وكردستان منذ البداية تحت تأثير الثورة المصرية، ويمكن لهذا أن يؤثر أكثر.
ولكن من الضروري أن يبقى ماثلاً أمام أنظارنا أن هذا ليس احتمالاً فقط، فمن المؤسف هناك احتمالات اخري و خطيرة، خصوصاً بدور الجيش وتدخله وسياسة أمريكا والغرب وانفتاح الساحة أمام الإرهاب الإسلامي، كذلك في ظل غياب الصف السياسي المستقل للطبقة العاملة والشيوعية، يتم جر المجتمع الى قلب سيناريو من هذا القبيل بحيث لا تبقى لإزاحة الإخوان من السلطة أية أهمية تذكر. وحتى أنه يجب الأخذ بالحسبان خطرتغير مسار الأوضاع بحيث تقوم الجماعات والعصابات المسلحة والإرهابية الإسلامية في ظل مناخ من هذا القبيل بخلق سيناريو كارثي للتعويض عن هزيمتها. إن التصدي لهذه المخاطر وتقدم الثورة نحو تحقيق أهدافها مرهون بالدور الطليعي للطبقة العاملة والضرورة الحياتية لدخول الصف العمالي والشيوعي المستقل والقوي الى الميدان.



#ريبوار_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمال نفط البصرة ومعركة طبقية عظيمة
- على الشيوعية ان تعلن عن نفسها كبديل شامل راديكالي
- أسطورة الثورة بلا عنف
- انتفاضة وثلاثة تاكتيكات!
- مستلزمات انتفاضة وثورة ناجحة لا ينبغي التلاعب بالإنتفاضة!
- أي تغيير يتطلع إليه المجتمع الكردستاني؟!
- مشاركة الأنتربول في مؤامرات الجمهورية الإسلامية مصدر للعار و ...
- بلاغ ريبوار احمد الى: الرفاق والاصدقاء الاعزاء الذين سألوا ع ...
- حوار مع ريبوار أحمد، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ال ...
- الدفاع الحقيقي عن اتحاد المجالس هو الدفاع عن وحدة صفوفه - رد ...
- لقد اغتالوا أبا أمير لأنه كان رمزاً للأمان!
- رسالة مفتوحة الى قادة وناشطي إتحاد المجالس والنقابات العمالي ...
- حدث بشع شوّه الحقيقة! - حول إعدام صدام
- محاكمة صدام أم طمس الحقائق؟!
- المحاكمة والعقاب كانا ضروريين، ولكن الإعدام ليس سبيلاً للحل- ...
- الحروب التي تكمن خلف هذه المعركة على العلم
- إطلاق النار على إضراب طاسلوجة، إنذار للطبقة العاملة
- يدمرون مجتمعاً بحجة تحرير أسيرين! حول الهجمات الإسرائيلية عل ...
- لنقل في الخامس عشر من كانون الأول (لا) أكبر من (لا) الخامس ع ...
- من هم شركاء عصابة -الشيخ زانا- في الجريمة وكيف يتم اجتثاث هذ ...


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريبوار احمد - حكم الأخوان عجز عن البقاء عاماً واحدا و يوم ،وهذا يبعث رسالة قوية وصريحة للبشرية جمعاء