أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريبوار احمد - شبح حرب اخرى في خضم حرب الموصل!















المزيد.....

شبح حرب اخرى في خضم حرب الموصل!


ريبوار احمد

الحوار المتمدن-العدد: 5368 - 2016 / 12 / 11 - 16:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتواصل بحمية الحرب من اجل السيطرة على الموصل والمناطق الاخرى التي تحت سيطرة داعش. وقبل ان تظهر علائم محددة لانتهاء هذه الحرب، يخمن مجمل المراقبون السياسيون ان هناك حروب اخرى ممكنة في خضم هذه الحرب. لقد بينت المعالم الاولية لاحد هذه الحروب عن نفسها قبل هذه التخمينات كثيرا. فاثناء المؤتمر الصحفي الذي جرى قبل شهر، ظهر مسعود البارزاني وحيدر العبادي بهيئة اناس موحدين امام الكاميرات ليزفوا للجميع بشرى بدء عمليات الموصل، وها هم يتخذون الخنادق ضد بعض.
ان حديث مسعود البارزاني في المؤتمر الصحفي الذي جرى يوم 16 من هذا الشهر (تشرين الثاني) في مدينة بعشيقة كان اعلان الاستعداد الواضح لهذه الحرب. اذ قال :" لا اعرف اي مصيبة كبيرة ستمسك بخناقنا بعد داعش"، ولكن ينبغي ان نتصدى لاي تهديد باستعداد تام. ولكن حين تضع هذا الحديث بجنب الطرح التهديدي بانفصال كردستان وتاسيس دولة مستقلة، عندها يتبين ان ماوراء كلمات من مثل "لا اعرف اي مصيبة كبيرة ستمسك بخناقنا بعد داعش" اخفى (البارزاني) تهديد معروف في الحقيقة، محدد، مبرمج ومدروس. يظهر البارزاني تهديده كنوع من التنبؤ البارزاني، ولكن حين تضع عبارته "لا اعرف" جنب حديث اخر بخصوص "ان مجمل اراضي كردستان تقريبا قد حررناها، واتفقنا مع امريكا حول عدم تراجع قوات البيشمركة عن المناطق التي حرروها، واعلان دولة مستقلة..."، عندها يجب عدم اخذ "لا اعرف" على محمل الجد ولا اعتبار اي حساب لتنبؤه فيما يخص توقعه لـ"وضع مابعد داعش". لقد حدد البارزاني المسالتين: موضوع وماهية تلك الحرب. يمكن القول انها حرب النزعة القومية الكردية والعربية حول تقسيم الاراضي والسلطة والمصادر الطبيعية. اذا نشبت تلك الحرب، فسيتم دون شك دفع الجماهير الناطقة بالكردية والعربية لذلك الميدان، والتي في التحليل الاخير، ستكون تلك حرباً رجعياً بين الاكراد والعرب، ولن تكون مصائبها باقل من مصائب ذلك السيناريو الذي يمسك بخناق مجتمع العراق منذ 2003.
وفي تحليل وتقييم لماهية حديث البارزاني، عرضت فضائية "روداو" في اليوم نفسه مقابلة مع شيخ جعفر مصطفي، مسؤول الفرع 15 للحزب الديمقراطي الكردستاني. تناول شيخ جعفر صراحة في هذه المقابلة، وبدون طرح "لا اعرف" وتنبؤ، هذا الموضوع وحيثياته بالجزئيات والتفاصيل، اذ تحدث عن ان حربنا اللاحقة ستكون دون شك مع الحكومة العراقية وتحديداً "الحشد الشعبي" حول تحديد مصير المناطق المتنازع عليها، المناطق التي بيد البيشمركة منذ مرحلة دخول داعش.
في العالم الواقعي، شرعت القومية الكردية، بعد هجوم داعش في 21 اكتوبر على مدينة كركوك، بهذه الحرب عبر الهجمة على النازحين العرب وتدمير بيوتهم. بهذا الخصوص، ادانت منظمة العفو الدولية هذا العمل وردت حكومة اقليم كردستان بصوت واحد على هذه المنظمة.
بعد حديث البارزاني بيوم واحد، وكرد فعل على حديث البارزاني، اعلن مكتب العبادي انه "لم يطرأ اي تغيير على اتفاق بغداد واربيل، وطبقاً لبنود هذا الاتفاق فان قوى البيشمركة ستحارب جنب الى جنب القوات العراقية من اجل تحرير الموصل، وبعد ذلك وطبقا للبنود الواضحة لذلك الاتفاق ستعود قوى البيشمركة الى المناطق التي كانت تستقر فيها ماقبل بدء هذه العمليات، وان هذا تم تنفيذه في عدد من المناطق لحد الان". ليس هذا وحسب، بل تحدث اعلان مكتب العبادي عن" ان تلك المناطق التي هي تحت سلطة البيشمركة في مرحلة الحكومات السابقة، سيتحدد مصيرها استنادا الى دستور العراق"، ويبين هذا الاعلان بوضوح ان من زاوية رؤية العبادي والحكومة العراقية، فان على قوات البيشمركة ليس الانسحاب من تلك المناطق التي تحررت نتيجة عمليات الموصل فحسب، بل عليها ان تتراجع من تلك المناطق الى سيطرت عليها من 2014، والتي اعلن فيها البارزاني ابان هجوم وتقدم داعش انها "فرصة للسيطرة مرة اخرى على المناطق المستقطعة من كردستان"، وقد سيطروا عليها فعلا. ناهيك عن هذا ينبغي ان يحسم امر المناطق التي هي خارج الاقليم والتي سيطرت عليها البيشمركة منذ 2003 والى الان ابان الحكومات المختلفة للعراق، عبر الدستور.
وفي مذكرة التفاهم بين وزارة الدفاع الامريكية ووزارة بيشمركة اقليم كردستان، وبوصفه شرط تقديم امريكا لدعم بـ 415 مليون دولار خصصت لرواتب البيشمركة، ورد في الفقرة السادسة " من تاريخ تفعیل هذه المذكرة، تنسحب قوات البيشمركة والقوات الاخرى للاقليم من تلك المناطق التي تحررت عبر عملية الموصل، طبقاً لجدول زمني تقرره الحكومة العراقية". ولكن مما لاشك فيه ان كان الامر بيد هذه القوى المليشياتية القومية والطائفية، لاتلتزم بدستور او قانون او اي اتفاق، وبالتالي هناك مخاطر كبيرة في ان تحسم الخلافات والصراعات عبر الحرب والقتل.
ولهذا، ومن الان، يمكن رؤية قسم من اطراف واسباب ومضامين تلك الحرب التي من الممكن ان تمسك بخناق الجماهير مابعد داعش، وليس هناك اي ضمانة ان تتاخر حرب مدمرة اخرى الى مابعد طرد داعش، و لم تجري بموازاة حرب الموصل. وقد كان معلوماً من البدء انه حين تتخذ الحرب على داعش قالب قومية وطائفية، و اضافة الى جانبها واسلوبها الارهابي والمعادي للانسان عبر القصف الوحشي لمدينة من مليون ونصف المليون انسان اسرى هذا الوضع، فان هدف مشارکة القوميون الكرد من هذه الحرب هو "تحرير المناطق الكردية المستقطعة"، وبالنسبة للقوى المليشياتية الشيعية الموالية للجمهورية الاسلامية هو، بالاضافة الى الانتقام من الطائفة السنية، تغيير توازن القوى في الصراعات الاقليمية لصالحها مع خصومها الاقليميين. انها تجلب العواقب ذاتها التي دعت لها قادة وساسة هذه الاطراف. ان هذا فقط جانب من ذلك السيناريو الكارثي واحد الحروب الرجعية التي تهدد مستقبل جماهير هذا المجتمع.
ينبغي اخذ هذا التهديد على محمل الجد بصورة كبيرة من قبل الجماهير التحررية الناطقة بالعربية والكردية وكذلك جميع القوى التي تعتبر نفسها مسؤولة عن امان حياة الجماهير وصائنة لمدنية المجتمع. ينبغي اتخاذ موقف صريح وحازم ضد هذا التهديد وبهدف احباط هذه الخطة والمخاطر. وبهذا الصدد، ازاحة الستار عن المحتوى الرجعي والمعادي للانسان للنزعة القومية والوطنية للكرد والعرب، وتوعية الجماهير بمخاطر هذه الحرب وعواقبها الكارثية، ينبغي ابراز المصير المشترك لهذه الجماهير وتقديمها على اي انتماءات قومية وطائفية مصطنعة، وبالتالي، جر قوى الجماهير التحررية للميدان ضد هذه المخاطر، انها مهمة ومسؤولية كبيرة لاتقبل التاخير لمجمل تلك القوى والاطراف التي تعتبر مهمتها صيانة مدنية المجتمع والحيلولة دون سوق الجماهير صوب كارثة الحرب والصراع القومي. ان القيادة والمبادرة في هذا الميدان هما مهمة کبیرة للشيوعية.
19-11-2016



#ريبوار_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حميد تقوائي في تمجيد عملية -تحرير الموصل-!
- -تحرير الموصل- أم حرب الأقطاب الرجعية؟!
- كانتون الجزيرة، خطوة كبيرة صوب حرية المراة
- كوباني انتصرت حتى لو سقطت الآن!
- حكم الأخوان عجز عن البقاء عاماً واحدا و يوم ،وهذا يبعث رسالة ...
- عمال نفط البصرة ومعركة طبقية عظيمة
- على الشيوعية ان تعلن عن نفسها كبديل شامل راديكالي
- أسطورة الثورة بلا عنف
- انتفاضة وثلاثة تاكتيكات!
- مستلزمات انتفاضة وثورة ناجحة لا ينبغي التلاعب بالإنتفاضة!
- أي تغيير يتطلع إليه المجتمع الكردستاني؟!
- مشاركة الأنتربول في مؤامرات الجمهورية الإسلامية مصدر للعار و ...
- بلاغ ريبوار احمد الى: الرفاق والاصدقاء الاعزاء الذين سألوا ع ...
- حوار مع ريبوار أحمد، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي ال ...
- الدفاع الحقيقي عن اتحاد المجالس هو الدفاع عن وحدة صفوفه - رد ...
- لقد اغتالوا أبا أمير لأنه كان رمزاً للأمان!
- رسالة مفتوحة الى قادة وناشطي إتحاد المجالس والنقابات العمالي ...
- حدث بشع شوّه الحقيقة! - حول إعدام صدام
- محاكمة صدام أم طمس الحقائق؟!
- المحاكمة والعقاب كانا ضروريين، ولكن الإعدام ليس سبيلاً للحل- ...


المزيد.....




- ميغان ماركل تنشر فيديو -نادرا- لطفليها بمناسبة عيد الأب
- مصدر لـCNN: إيران تبلغ الوسطاء أنها لن تتفاوض مع أمريكا لحين ...
- منصة مصرية لإدارة الأمراض المزمنة والسمنة
- لماذا يستخدم الكثير من الأطفال السجائر الإلكترونية، وما مدى ...
- إسرائيل تستشيط غضبًا بعد إغلاق أربعة أجنحة تابعة لها في معرض ...
- إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة الأسلحة النووية وسط التصعيد م ...
- مفوض أممي يحث على إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة
- اكتشاف دور للسكر في حماية الدماغ من الشيخوخة
- طبيب يفند خرافات شائعة عن ورم البروستاتا الحميد
- ما الذي يسبب العدوانية غير المنضبطة؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريبوار احمد - شبح حرب اخرى في خضم حرب الموصل!