أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - السياسي والنكاية بالطهارة














المزيد.....

السياسي والنكاية بالطهارة


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8529 - 2025 / 11 / 17 - 21:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهت المعركة الانتخابية في العراق والتي تخللتها بعض الخروقات هنا وهناك، ففاز فيها من فاز، خسر من خسر، ولعله ندم من ندم على التسرع في إصدار المواقف، ومن ندم على محاولة شراء الذمم، وقد تحاول الفئة الأخيرة تعويض الخسائر على البهرجات المهدورة قدر المستطاع، وربما ستفكر باسترجاع الهبات التي منحتها لبعض المواطنين المعدمين ولكن دون جدوى، ومنهم من ندم على خطواته اللامدروسة إزاء التحالفات التكتيكية قبيل العملية الانتخابية، ومن شبه المؤكد أن النتائج الأولية التي أعلنتها مفوضية الانتخابات العراقية ستخضع لحسابات دقيقة من قبل الجهات الحزبية داخل كلّ مكون، وبين مكون وآخر، للبدء بتشكيل تحالفات قوية ممثلة بالكتلة الأكبر التي تؤول إليها مهمة تسمية رئيس الوزراء العراقي المقبل، والتي لاحت تباشيرها من خلال الزيارة المقررة لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى أربيل.
فبعد فترة من الصراع المؤقت على المقاعد النيابية في بغداد، وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل المهرجان الحماسي، من المتعارف عليه أخلاقياً أنه في خواتيم الفصول الحساسة أمام الجمهور، وفي التصفيات النهائية لبعض الأمور، غالباً لا يضر إلا نفسه ذلك الذي يلجأ للأساليب الملتوية ويختار في المنافسة مع الآخرين الوسائل اللاشرعية، وبهذا الخصوص فمن فداحة تصرفات البعض في الظروف الاستثنائية عندما يأخذ بلبهم هوس المبارزة، ممن يختارون الطرق التي عادة ما تطالهم عواقبها قبل الغير جاء في الأمثال السورية ما يناسب أوضاعهم تماماً، ويكاد يكون فحوى المثل مخصصاً لهم، حيث قيل في هذا الصدد: "نكاية في الطهارة شخ في لباسه".
إذ إنَّ السياسيين الذين نكاية بالحزب الديمقراطي الكوردستاني راحوا بلا أي احتشام يطالبون أنصارهم بالتصويت لقوائم معادية لحكومة إقليم كوردستان، ليس فقط لم يفلحوا في مسعاهم القائم على الكيد والتشفي، وإنما فوقها خسروا أيضاً كوادر قيادية من تنظيماتهم السياسية، ومنه على سبيل الذكر، فقد أعلنت رئيسة قائمة الاتحاد الوطني الكوردستاني في محافظة دهوك، إيمان عبد الرزاق، انسحابها من الاتحاد الوطني وانضمامها إلى صفوف الحزب الديمقراطي الكوردستاني، بعدما كشفت عن وجود تعليمات داخل الاتحاد الوطني للتصويت لمرشح الكوتا المسيحي المدعوم من ريان الكلداني، وهو ما رفضته بشكل واضح، كما أعلن بزار شيخ عبيد، النائب الأول لرئيس المقر الرابع للاتحاد الوطني الكوردستاني في دهوك، مغادرته للحزب بعد 36 عاماً من الخدمة، وانضمامه إلى الحزب الديمقراطي الكوردستاني، موضحاً أن سبب قراره هو: "أن كبار مسؤولي الحزب طلبوا منا التصويت لمرشح ريان كلداني في دهوك بدلاً من مرشحي الاتحاد الوطني الكوردستاني".
فبهذه الخطوات اللامحسوبة والتي اتسمت بالمجازفة والخروج عن ثوابت الحزب نفسه، فإن بافل طالباني بدلاً من أن يسرق أصوات أهالي دهوك ويعطيها للكلداني في نينوى نكاية بالحزب الديمقراطي، قام بتفتيت هيكل حزبه في محافظة دهوك، في الوقت الذي لم يستطع فيه تعزيز موقف الكلداني أو إعمار بنائه الميليشاوي، وحيال ذلك فيظهر بأن بعض الساسة بناء على سلوكياتهم لا يجيدون الرقص على الحبال فحسب، وليس لهم القدرة على التلون بين ليلة وضحاها فقط، وإنما حتى العمل على طريقة الأطفال أو المراهقين أو المتخلفين والمتخلفات ليس بعيداً عنهم، وذلك من خلال تعويلهم التام على مذهب النكاية بالغير عوضاً عن اتخاذ المسلك السليم في العمل السياسي خلال الأيام العادية وبوجه خاص إبان السباق الانتخابي، أو التصرف بناء على برنامجهم وأحجامهم الحقيقية أو الإقرار لاحقاً بهزائمهم أو الاعتراف بعدم صوابية تصوراتهم.
وفي الجانب الآخر، فبالرغم من تعدد الجهات الداخلية والخارجية التي حاولت التآمر على الحزب الديمقراطي الكوردستاني إلا أنه مع كل الكيد والمداهنة من قبل هذا الفريق وذاك بقي الحزب المذكور الفائز الأكبر في شنكال والموصل إضافة إلى مراكز ثقله بمحافظات الإقليم، كما أنه بالرغم من معرفته بالذين يحيكون المؤامرات ضده، فلم يستخدم السلطة في تحقيق مآربه، ولا حارب خصومه من خلال القوة التي يمتلكها في أكثر من ميدان، كما لم يلجأ لأسلوب الخداع والتآمر، ولا عمل على شراء الذمم عبر آلية توزيع بعض المنتجات للمحتاجين قبيل العملية الانتخابية لكي يختاروا الجهة التي منحتهم تلك البضائع، إنما كان وما يزال يعول على برنامجه ومشروعه وعدم التردد في الذي يستطيع تقديمه للناس على أرض الواقع على مدار السنة، بل ومن باب ثقته بجمهوره لا يلجأ كبعض الساسة إلى تخديره بالشعارات الرنانة وإمطاره بالأوهام والوعود الكاذبة التي تتلاشى فور انتهاء العملية الانتخابية، إنما تراه متخذاً طريق الاستقامة في الأداء كعقلية سياسية، ومنهج عمل، واستراتيجية طويلة الأمد، أما فيما يتعلق بالتعامل مع أصحاب الحيل والدسائس تراه متمثلاً قول المصريين: "امشي عدل يحتار عدوك فيك" أي السير في درب الاستقامة والعدل في آن واحد، وهو ما يدفع المغرضين للتخبط ويجعل المناوئين في حيرة أمرهم.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقائع فردية لهدف جماعي
- عفرين وقوانينها الاستثنائية
- استثمار الرهينة
- مكافحة القوارض المسلحة
- كيف سيفي الرئيس بوعوده؟
- لِحيتك الشبكية لا تسلمها
- أَذِيَّة السراب المؤدلج
- تغيير وجهة المجتمعات
- إدريس سالِم يُخاطب الهيجاء في مراصد الروح
- حَملة سواطير السلطة
- كُنه المرصود
- في شُكر اللصوص
- ظمأ الاعتراض
- في الإشادة بكوردستان ماجيك
- الآسِن المسنود ماضياً وحاضراً
- في قبضة الذئاب
- كمشة مفارقاتٍ سورية
- هل يأخذ عبدي بكلام البارزاني؟
- حفنة من كشكول المجريات
- عفرين لدى الإدارة الجديدة


المزيد.....




- -قد تُلغى بأكملها-.. أول تعليق لهيئة الانتخابات في مصر بعد ب ...
- نواف سلام لوفد سعودي: لبنان لن يكون منصة تهدد أمن أشقائه الع ...
- العدد الجديد الستون المحكم من مجلة جامعة ابن رشد في هولندا
- الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في العثور على الكسور وعلاجها ...
- ردود فعل إسرائيلية وفلسطينية قبل التصويت على مشروع قرار في م ...
- مصر - هل تعاد المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب المصري؟ ...
- -الكتلة الأكبر- في العراق .. كابوس السوداني لتشكيل الحكومة
- بسبب الجوع.. ملايين اليمنيين يحلمون فقط بالبقاء على قيد الحي ...
- ترامب يعفو مجددا عن أحد مداني هجوم الكابيتول
- ما أهمية إصدار مجلس الأمن قرارا يدعم خطة ترامب بشأن غزة؟


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - السياسي والنكاية بالطهارة