أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - استثمار الرهينة














المزيد.....

استثمار الرهينة


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8495 - 2025 / 10 / 14 - 00:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جدَّد وزير الدفاع التركي يشار غولر، خلال تفقده تدريباتٍ للجيش التركي في أنقرة، يوم السبت الفائت، دعوة بلاده إلى ضرورة وقف حزب العمال الكردستاني وجميع التنظيمات التابعة له أنشطتها في إطار الدعوة التي وجهها مؤسس الحزب السجين في إمرالي عبد الله أوجلان لحل كياناته، وقال الوزير التركي إن "على جميع أذرع التنظيم التي تعمل تحت تسميات مختلفة وفي مناطق جغرافية مختلفة، وخاصة في سوريا، أن تسلم أسلحتها فوراً ودون قيد أو شرط". فتركيا التي تعتبر أوجلان أكبر إرهابي لديها، إلا أنها في الوقت ذاته تحاول قدر المستطاع استثمار تأثيره المعنوي على أنصاره والاستفادة من وجوده في قبضتها عبر الضغط عليه كي يعطي الأخير إرشاداته لحزبه بما يتناسب مع مصالح أنقرة.
ولتمرير مشاريعها الاستراتيجية المتعلقة بالداخل السوري وخاصةً في ما يخص الشأن الكردي، تعمل أنقرة منذ فترة ليست بقصيرة بآلية عمل البيطار، أي: "ضربة على الحافر وأخرى على المسمار". فمن أجل الوصول لمبتغاها مرةً تكون لهجتها قاسية جداً والحرب على لسانها، ومرةً أخرى تخفِّف من لغتها التهديدية وتريد من قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ضمنياً أن تستمر في الإنصات لتعليمات زعيم حزب العمال الكردستاني الأخيرة، ذلك الزعيم الذي يراه طيفٌ لا بأس به من المثقفين الكرد أنه بمثابة "الرهينة" في إمرالي، أي أنه شخص غير حر برأيه ومن احتجزه أو اختطفه يفرض عليه ما يريد، وأن الجهاز الأمني الذي خطفه في كينيا يُملي على المخطوف كامل شروطه، وذلك في إشارةٍ إلى مضامين رسائل أوجلان في الآونة الأخيرة التي يعزف فيها بشكلٍ واضح على الوتر الذي لا يُعجب غير أنقرة، وعلى وجه الخصوص سعيه لأن يتخلى أنصاره في سوريا عن سلاحهم، وكذلك الأمر من خلال محتوى رسائله التي تبغي إحداث الشرخِ أو فك الارتباط ما بين قوات سوريا الديمقراطية وواشنطن، بينما في الوقت ذاته فتتهم تركيا قوات (قسد) بارتباطها الوثيق بحزب العمال الكردستاني، وبناءً عليه تشن غاراتها السياسية حيناً والعسكرية أحياناً على تلك القوات في الداخل السوري.
فهي من جهة تحاول استثمار كارزمية أوجلان الذي تحوَّل عبر تعظيمه على مدارِ سنواتٍ طويلة من قِبل قيادة حزبه والمحيطين به إلى ما يشبه المعبود لدى حشدٍ كبيرٍ من عشاقه، وذلك عندما يقوم أوجلان بدس المطلوبِ منه بين السطور التي يبعثها تِباعاً من معتقله كرسائل موجّهة إلى أنصاره والمتعلقين به سواءً في جبال قنديل أم في سوريا.
ومن جهةٍ أخرى فإنَّ أنقرة تحث تلك القوات على الانضمام إلى الحكومة السورية الجديدة من أجل اندماجها فيها، وبالتالي التخلص بحنكة وذكاء من قدراتها العسكرية، وفقدان خصوصيتها، وانتزاع حكومة الشرع المناطق التي تسيطر عليها تلك القوات، وهو ما سيُفضي في الختام إلى تفكيك تلك القوات كلياً وانحلالها في الدولة، والخروج أخيراً من المولد بلا حمص، أي تخرج قوات سوريا الديمقراطية صفر اليدين بعد تقديم الآلاف من الضحايا في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
لذا، فإن استمع الحزبُ إلى خطابِ أوجلان بخصوص العلاقة مع واشنطن، ونفّذت قيادة الحزبِ نداءه المتعلق بإبعاد قوات سوريا الديمقراطية عن واشنطن، ستكون تركيا قد وصلت لمرادها الأهم، وبالتالي تكون طبختها استوت وحان وقت أكلها، بما أن حجة محاربة حزب العمال الكردستاني بالأصل جاهزة لديها على الدوام، وتكون حينئذٍ ذريعة للتدخل العسكري والهجوم على تلك القوات وجعل منطقة الجزيرة السورية كمناطق عفرين ورأس العين وتل أبيض، وإن لم تنجح تلك الخطة فتكون قد فلحت في المسار الآخر، أي تكون قد تخلصت من هم القضية الكردية الذي شغل ويشغل بالها منذ بداية الحراك الجماهيري في سوريا، وذلك عبر ذوبان قوات سوريا الديمقراطية بجسم الحكومة الجديدة وإنهاء منطقة نفوذ الإدارة الذاتية ومن ثم اضمحلال الخصوصية الكردية؛ وهي إلى جانب كل السيناريوهات الجانبية ما تزال حتى اللحظة ترمي لإنجاح إحدى الخطتين الرئيسيتين بناءً على معرفتها السابقة والعميقة بتركيبة قيادة حزب العمال الكردستاني، إضافةً إلى قدرتها على استثمار "القائد الرهينة" لديها، وذلك من خلال تحريك المرتبطين به أو تغيير مسارهم كما ترغب حتى آخر رمق؛ ويظهر أنه من فرط ثقة أنقرة بنفسها وبأذرعها داخل ذلك الحزب المحظور ربما لا يخطر على بالها قط الاحتمال الثالث، أي أن المُعتَقَل لديها صحيحٌ بأنه ما يزال يُعامل كرمز كبير ومهم لدى جمهوره، وكذلك الأمر ما يزال محلَ التبجيلِ في مناهج الإدارة الذاتية التابعة لقسد، إلاًّ أن كلامه في الحقيقة لم يعد مسموعاً لديهم، ولا إملاءاته باتت تُنفّذ من قِبلهم، هذا بالرغم من عدم إعلانهم ذلك.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكافحة القوارض المسلحة
- كيف سيفي الرئيس بوعوده؟
- لِحيتك الشبكية لا تسلمها
- أَذِيَّة السراب المؤدلج
- تغيير وجهة المجتمعات
- إدريس سالِم يُخاطب الهيجاء في مراصد الروح
- حَملة سواطير السلطة
- كُنه المرصود
- في شُكر اللصوص
- ظمأ الاعتراض
- في الإشادة بكوردستان ماجيك
- الآسِن المسنود ماضياً وحاضراً
- في قبضة الذئاب
- كمشة مفارقاتٍ سورية
- هل يأخذ عبدي بكلام البارزاني؟
- حفنة من كشكول المجريات
- عفرين لدى الإدارة الجديدة
- أيكون الشرع مانديلا سوريا؟
- الإرهاب المحبَّب والمكروه
- ما تبقى من سورية


المزيد.....




- عرض مبهر لـ -Anyma- في مصر وانطلاق موسم الرياض.. الأبرز في أ ...
- مصر تتحرك لتعويض فجوة الطاقة.. والسيسي يلتقي ممثلي -أباتشي- ...
- بعد إدانته في قضية التمويل الليبي.. ساركوزي إلى السجن في 21 ...
- العاهل الأردني لبي بي سي: -الشرق الأوسط سيُواجه مصيراً مظلما ...
- قمة شرم الشيخ: الوسطاء يوقّعون اتفاق دونالد ترامب لوقف إطلاق ...
- قمة شرم الشيخ.. قادة الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا يوقعو ...
- بين الدفاع الجوي وصواريخ -توماهوك-.. زيلينسكي يزور واشنطن هذ ...
- نهاية -كابوس طويل ومؤلم-.. توقيع وثيقة وقف الحرب في قطاع غزة ...
- قمة شرم الشيخ: اتفاق تاريخي حول مستقبل غزة
- فرنسا: ساركوزي يودع السجن في 21 أكتوبر تنفيذا لحكم في قضية ا ...


المزيد.....

- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - استثمار الرهينة