أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - كيف سيفي الرئيس بوعوده؟














المزيد.....

كيف سيفي الرئيس بوعوده؟


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8477 - 2025 / 9 / 26 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"المؤمن إذا وعد وفى.. وهو لا يعد بما لا يقدر على الوفاء به"
ألقى الرئيس السوري أحمد الشرع أول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ80 التي انعقدت في 24 أيلول (سبتمبر) 2025 بنيويورك، وفي سياق كلمته تعهد أمام المجتمع الدولي بالعمل على محاكمة من تلطخت يداه بدماء الأبرياء في سورية؛ وهي فقرة مهمة من ضمن الخطاب لإقناع المجتمع الدولي بأنه قادر على جعل سورية دولة القانون وليست ساحة تعج بالفصائل الفوضوية التي لم يسلم المواطن السوري من انتهاكات عناصرها إلى الآن بالرغم من توحيد الجيش والأمن.
ويظهر أنَّ جوهر الخطاب عوَّل على تأثير الكلام في المستمعين لحظتها وقدرته على النفاذ إلى أفئدة الحضور، وربما لم يكن الوقت متاحاً للتأمّل في تبعات تلك الجمل وما ينبغي أن يقابله من أفعال حقيقية على أرض الواقع فيما بعد، فالخطاب كان سبكه جيداً بالنسبة للمهتمين باللغة والأسلوب، وكان ممتازاً بالنسبة لمؤيدي الرئيس الشرع، ولكن لا نعرف مدى اقتناع الغربيين بفحواه، فالكلمة من جهة ألهبت مشاعر محبي الشرع ولكن في نفس الوقت فمضمونها كبّل الرئيس بالوعود التي ليس من السهولة بمكان تنفيذها على الأرض وفق المعطيات الراهنة.
وعلى سبيل المثال، كانت منظمة العفو الدولية قد كشفت في 2 أيلول (سبتمبر) من هذا العام أدلة على تنفيذ القوات الحكومية والقوات التابعة لها عمليات إعدام خارج نطاق القضاء بحق عشرات الدروز في السويداء، وقالت المنظمة إنَّ عمليات الإعدام نفذها أفراد من القوات الحكومية والقوات التابعة لها ببذلات عسكرية وأمنية تحمل بعضها شارات رسمية، وجرت عمليات الإعدام في ساحة عامة، ومنازل سكنية، ومدرسة، ومستشفى، ودعت المنظمة الدولية الحكومة السورية إلى محاسبة أفراد قوات الأمن والقوات العسكرية الحكومية وأفراد القوات التابعة لها؛ بينما إلى الآن لم ينل أحد من القتلة جزاءه العادل لا في السويداء ولا حتى عن الجرائم المرتكبة في الساحل السوري. فكيف سيفي الشرع بوعوده إذن؟ أم أن مَن يقصدهم الرئيس الشرع في الخطاب هم قتلة النظام السابق وليس مجرمو النظام الحالي؟
وبخصوص العدالة المنشودة، وبسبب تداخل وتضارب المصالح، فلم يستطع في السابق تحقيق ولو جزء بسيط من العدالة في إدلب فكيف بمقدوره تحقيقها في عموم سوريا، علماً أن إدلب كانت في قبضته وكان بمقدوره آنذاك معرفة كل شاردة وواردة فيها وكان متحكماً بها، حيث إنه لم يستطع محاسبة القتلة الذين ارتكبوا جريمة وقعت مساء 20 آذار (مارس) 2023، أي ليلة عيد النوروز في ناحية جنديريس، حين أطلق ثلاثة عناصر من فصيل "جيش الشرقية" التابع للجيش الوطني السوري النار على أفراد عائلة كردية، لإشعال النار في حي صلاح الدين ببلدة جنديريس بريف منطقة عفرين احتفالاً برأس السنة الكردية (نوروز)، وقتلت نيران العناصر أربعة أفراد، وأصيب الخامس بجروح خطرة. ووقعت الجريمة النكراء على مرأى ومسمع المارة والشهود، وكان القتلة معروفين، علماً أن أهالي الضحايا قصدوا إدلب وقتها وطالبوا النجدة من الشرع الذي كان الجولاني حينها ووعدهم آنذاك بأن ينال القتلة جزاءهم العادل، ولكنه كما يفعل الآن في الأمم المتحدة، وعدهم ولكنه لم يستطع الإيفاء بما وعد، فلا استطاع محاسبة المجرمين ولا أنصف الضحايا، والغريب أنه كان آنذاك على تواصل مباشر مع أزنخ فصائل الجيش الوطني في الشمال السوري، إذ أن أكثر الفصائل إجراماً وأكثرها فساداً ولصوصية، ولديها ملفات كبيرة متعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان، كانت على علاقة جيدة مع قيادة هيئة تحرير الشام.
وإذا ما كان الرئيس في خطابه بالأمم المتحدة يقصد بمن تلطخت يداه بدماء السوريين الكل – أي قتلة النظام السابق مع مجاميع القتلة في عهده – فمن الممكن جداً أن يفلح مع مجرمي النظام السابق، وربما بمقدور سلطته محاسبة الكثير من العلويين والدروز والكرد وفق الهوى ومزاج أتباع السلطة الراهنة، ولكن كيف وبأي طريقة سيقدّم القتلة الحاليين الذين تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء إلى العدالة؟ وكيف سيحاكمهم بينما الذين لهم ملفات إجرامية فاقعة منذ سنوات صاروا جزءاً من حكومته؟ هذا عدا عن أنهم مسندون من دولة لها اليد الطولى في سوريا، إضافة إلى أن أدوات وأذرع تلك الدولة منتشرة في الشمال والعمق السوري، وليس بمقدور رأس السلطة المساس بهم، بما أن أدوات الأمير بمقام الأمير، فإن مس ذراعاً منهم فهو يمس صاحب الأذرع، ويمس مَن كان وراءها ويُلوح بها، مَن حث السلطة الحالية على ترقيتهم ووضعهم في مواقع المسؤولية في الحكومة الجديدة.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لِحيتك الشبكية لا تسلمها
- أَذِيَّة السراب المؤدلج
- تغيير وجهة المجتمعات
- إدريس سالِم يُخاطب الهيجاء في مراصد الروح
- حَملة سواطير السلطة
- كُنه المرصود
- في شُكر اللصوص
- ظمأ الاعتراض
- في الإشادة بكوردستان ماجيك
- الآسِن المسنود ماضياً وحاضراً
- في قبضة الذئاب
- كمشة مفارقاتٍ سورية
- هل يأخذ عبدي بكلام البارزاني؟
- حفنة من كشكول المجريات
- عفرين لدى الإدارة الجديدة
- أيكون الشرع مانديلا سوريا؟
- الإرهاب المحبَّب والمكروه
- ما تبقى من سورية
- حذاقة الهيئة واستهتار الحُماة
- لو كان الداعي صادقاً


المزيد.....




- كير ستارمر يكشف عن خطط لفرض هوية رقمية إلزامية كشرط للعمل في ...
- قبل لقائه المرتقب مع نتنياهو الاثنين.. ترامب يؤكد اقتراب الت ...
- المحادثات بين إسرائيل وسوريا تتعثر بسبب إصرار تل أبيب على فت ...
- هذه تفاصيل مشروع حكم غزة بإدارة توني بلير
- جينيفر لورانس: تجاهل ما يحدث في غزة اليوم سيصل تأثيره للعالم ...
- القسام تبث مشاهد تدمير دبابة إسرائيلية وعمليات نوعية للمقاوم ...
- لارا ديوار للجزيرة نت: الدوحة المكان الأمثل لاحتضان مؤتمر ال ...
- المقاومة ترد على خطاب نتنياهو وغزة تفند 8 أكاذيب
- اجتماعات نيويورك تعيد تسليط الأضواء على الأزمة الإنسانية الس ...
- الفلاحي: عمليات المقاومة تتدرج في الظهور بغزة رغم القوة النا ...


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد ع محمد - كيف سيفي الرئيس بوعوده؟