أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
الحوار المتمدن-العدد: 8528 - 2025 / 11 / 16 - 14:09
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
أطلقت الحكومة الجزائرية سراح الكاتب بوعلام صنصال، الذي اعتقل لمدة عام تقريبا، وأعادته إلى ألمانيا. وهو خيار يمكن تفسيره بالعلاقات التي حافظ عليها البلدان لفترة طويلة، كما يوضح جان لوب بونامي، كاتب المقالات المتخصص في القضايا الجيوسياسية.
عندما اقترح البعض على الجنرال ديغول في 1968 اعتقال جان بول سارتر، رد عليهم بقولهم: “نحن لا نسجن فولتير”. من الواضح أن النظام الجزائري يرى الأمور بشكل مختلف لأنه سجن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنضال لمدة سنة. ولحسن الحظ، غيرت الجزائر موقفها وأطلقت سراح رهينتها. كان بوعلام صنصال، المسن والمريض، المحتجز في ظروف صعبة، معرضاً لخطر الموت في السجون الجزائرية، الأمر الذي كان سيشكل مشكلة خطيرة في الصورة. ولذلك كان من المهم تخليص السجين من هذه المصيبة.
عاد لوران نونيز، يوم أمس السبت 15 نوفمبر، إلى إطلاق سراح الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، المحتجز في الجزائر منذ نوفمبر 2024 بسبب إدانته بالسجن لمدة خمس سنوات، والذي تم إطلاق سراحه يوم الأربعاء 12 نوفمبر.
أشار وزير الداخلية الفرنسي إلى أن إطلاق سراح هذا الكاتب الجزائري الفرنسي: “في المقام الأول بادرة إنسانية أفسرها أيضًا على أنها بادرة استرضاء يسعد بها الجميع”.
بعد الإفراج عنه، وصل الكاتب إلى برلين مساء الأربعاء لتلقي العلاج الطبي. ثم سيتم نقله إلى فرنسا. وكانت ألمانيا بمثابة قوة وساطة بين باريس والجزائر العاصمة. وأكد وزير في الحكومة الألمانية أنه “من الواضح أن ألمانيا، باعتبارها طرفا ثالثا موثوقا به، لعبت دورا حيويا”، لكن التطور الأخير للموقف الفرنسي والتزام رئيس الجمهورية خلال العام الماضي كان بلا شك حاسما.
لكن المثير للحنق حقا أن النظام الجزائري زج في السجون عددا كبيرا من الشباب، على رأسهم محمد بن عبد الله المحكوم بالإعدام ومحمد بن حليمة، ولا أحد يتكلم عنهم ويطالب بحقهم في الحرية، لأنهم، بكل صراحة وبكل بساطة، يحبون بلدهم ويسايرون موافقه القومية، خاصة ما منها يدعم فلسطين، على خلاف صلصال الذي يشك في تاريخ الجزائر الحديثة التي حاربت الاستعمار وتحدد ثمن استقلالها بشريا في فقدان اكثر من مليون مواطن جزائري، ناهيك عن تأييده لإسرائيل التي قامت بإبادة جماعية لفلسطينيي غزة.
ولن ينسى العالم تلك الحملة التشهيربة التي تزعمها الرئيس الجزائري تبون ضد صلصال والتي سبقت الحكم عليه بالسجن؛ الشيء الذي يسمح لنا بأن نستنتج أن تبون، بمساهمته في حملة التشهير تلك، أثر بشكل مباشر في مسار محاكمة صلصال فكان الحكم عليه بخمس سنوات.
وعندما قال تبون، وهو يشهر بالكاتب، إن أمه كانت تدير ماخورا في الجزائر، أبان عن جهله بثقافة وأخلاق الأوربيين الذين يعتبرون أقدم مهنة في التاريخ عنوان فخر، خاصة إذا بلغ من كانت أمه عاهرة شأوا عظيما وأصبح مشهورا في مجال الكتابة، كما حصل لصلصال.
#أحمد_رباص (هاشتاغ)
Ahmed_Rabass#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟