أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام انويكًة - في الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء بالمغرب ..















المزيد.....

في الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء بالمغرب ..


عبد السلام انويكًة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8526 - 2025 / 11 / 14 - 02:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بناء على ما واكبه من جدل وقراءات، لحظة مفصلية في تاريخ المنطقة المغاربية هو ما حصل مؤخرا، إثر تصويت مجلس الأمن الدولي على قرار داعم لمقترح المغرب حول الحكم الذاتي بالصحراء تحت السيادة المغربية. قرار بعيون دبلوماسية رسم بشكل واضح استشرافي ملامح مرحلة جديدة في مسار نزاع مفتعل منذ سبعينات القرن الماضي. ويسجل أنه رغم هذا التحول الأممي الإيجابي لصالح قضية المغاربة الوطنية الأولى، فإن المغرب لم يعتبره انتصارا ولم يستغله لتأجيج ما هناك من خلاف وصراع مع الجارة الجزائر، بل لا يزال بيد ممدودة كما كان دوما داعيا هذه الأخيرة لِما ينبغي من حوار وتجاوز للماضي خدمة لحاضر الشعبين الشقيقين ومستقبلهما. وبقدر ما ليس صدفة ما تقاطع مؤخرا من زخم أممي حول قضية الصحراء ومع المقترح والدعوة المغربية، بقدر ما يعكس هذا الزخم تحولا في ميزان المقاربات الدولية والإقليمية حول ما هناك من نزاع ترابي مفتعل، وأن ما حصل يفتح باب فرصة جديدة تاريخية لإعادة بناء الثقة بين المغرب والجزائر. انما بالمقابل تطرح جميع هذه التطورات الأخيرة حول القضية المغربية، جملة أسئلة حول موقع الجزائر من القرار الأممي بعد انسحابها من جلسة التصويت بمقر هيئة الأمم المتحدة، وحول درجة ومدى استعدادها لتقبل يد المغرب الممدودة والانخراط فيما هناك من وساطة تروم إحلال الأمن والسلام بالمنطقة.
ولعل قرار الأمم المتحدة حول ملف الصحراء المغربية ومشروع الحكم الذاتي، لم يكن أبدا أمرا غريبا بل متوقعا لكون المعطيات في شموليتها كانت توحي بذلك، وأن ما حصل من اجماع عليه والتصويت لفائدته كان نتيجة حتمية لصراع بين حق وباطل. فالمغرب على مدار نصف قرن وهو في الميدان يكافح على كل الجبهات وبكل السبل، لحل هذا الإشكال الذي زرع في الجسد والتراب المغربي عبر الاحتلال الاستعماري الاسباني، ثم بعد ذلك عبر ما حصل من تحول نحو الانفصال، من حركة تحرر في وجه هذا الاستعمار الاسباني الى حركة انفصالية، غدتها الجارة الجزائر سياسيا وماليا ومعها اطراف أخرى اقليمية، في اطار تصفية حسابات. وعليه، بعد هذا الماضي ونصف قرن من الزمن دفاعا عن وحدة البلاد الترابية على مستوى الأقاليم الصحراوية الجنوبية، فإن ما حصل في 31 أكتوبر الأخير بمقر الأمم المتحدة يعد لحظة تاريخية ليس فقط بالنسبة للمغرب والمغاربة بل بالنسبة للمنطقة ككل. وكان المغرب قد أخذ قضية الصحراء منذ نصف قرن ومنذ حدث المسيرة الخضراء في سبعينات القرن الماضي، ضمن عدة مستويات استراتيجية منها أولا ما توجه اليه منذ بداية القضية من تنمية وإنماء لأقاليمه الصحراوية الجنوبية، وهو ما جعلها بما هي عليه من خلال ما شهدته من مشاريع بناء وتعمير، فضلا عن أوراش كبرى اجتماعية وثقافية واقتصادية وكذا أمنية وعسكرية، بالتوازي مع الجهد الدبلوماسي الذي توج بالقرار الأممي الأخير 27/ 97 ، والذي جعل قضية الصحراء المغربية ضمن مسار جديد من المهم والمفيد الانصات اليه من قبل الجزائر. قرار يعد فرصة للمحتجزين بمخيمات تندوف للانعتاق والتحرر من قبضة الانفصالين، وفرصة تاريخية أيضا لحل نزاع مفتعل عمر نصف قرن من الزمن وقد أضر بعلاقات بلدين جارين شقيقين.
ويسجل أن من صدف التاريخ كون القرار الأممي حول قضية الأقاليم الصحراوية ومقترح الحكم الذاتي، تم التصويت عليه والجزائر عضو غير دائم بمجلس الأمن الدولي. وأن من صدف التاريخ أيضا في هذا القرار التاريخي المفصلي كونه صادف وتزامن مع احتفال الجزائر بذكرى اندلاع ثورة فاتح نونبر 1954، وأن المغرب كان بحكم الجوار من أبرز وأهم المشاركين والمدعمين لهذه الثورة، من خلال ما قدمه لها وللشعب الجزائري على عدة مستويات، ما يقر به النزهاء من الباحثين والمؤرخين والسياسيين بل حتى صناع الثورة الجزائرية أنفسهم. إن ما حصل بمقر الأمم المتحدة مؤخرا من قرار منصف للمغرب ولمقترحه، يعد منعطفا فاصلا لم يبق معه للمغرب سوى إغلاق الملف على مستوى الأمم المتحدة وكذا إغلاق ملف الاستفتاء ومعه ما يسمى بتقرير المصير، بحيث العالم من خلال مجلس الأمن الدولي أقر بالمقترح المغربي ومن ثمة بمغربية الصحراء والسيادة عليها. وهكذا على امتداد نصف قرن لم يتمكن أعداء وحدة البلاد الترابية من بلوغ ما كانوا يراهنون عليه، بل باتوا ضمن عزلة مكشوفة تدعو للشفقة على الصعيد الافريقي والعربي والدولي. وأن ما اختلقه هواري بومدين ذات يوم في عداءه للمغرب عبر دعم الانفصال، وما راهنت عليه الجزائر لاحقا حول الإبقاء على هذا النزاع مفتوحا لإستنزاف المغرب، أصبح في خبر كان بعد ما حصل من تثمين ودعم للقضية المغربية من قبل المجتمع الدولي، ومنه الدعم الفرنسي والاسباني والأمريكي ...
على وقع كل هذا من المتغيرات لفائدة قضية المغرب والمغاربة الأولى، تم الاحتفال مؤخرا بذكرى وملحمة المسيرة الخضراء التي ارتبطت باستكمال وحدة البلاد الترابية، عبر اتفاق مدريد في نونبر 1975 الذي أنهى الوجود الاستعماري الاسباني في أقاليم المغرب الصحراوية الجنوبية. ذلك الذي لم تتقبله الجزائر عبر دعمها للانفصاليين واحتضان جبهتهم، فخاضوا حربا ضد المغرب مطالبين بالانفصال محولين القضية لنزاع إقليمي سياسي. ورغم أن المغرب مارس صلاحياته الترابية السيادية على أرض الواقع منذ حدث المسيرة الخضراء، عندما توجه بعنايته لإقامة المؤسسات منخرطا في حاجياته المنطقة التنموية الكبرى. فإن الانفصاليين في "البولزاريو" أصروا بدعم جزائري على استمرار النزاع رافضين كل المقترحات المغربية لحله بشكل سلمي، فكان ما كان من مواجهات عسكرية قبل وقف إطلاق النار في تسعينات القرن الماضي برعاية الأمم المتحدة، وما تلاه من مبادرة مغربية ومقترح حول الحكم الذاتي كحل واقعي وعملي لطي هذا النزاع المفتعل نهائيا.
إن حدث المسيرة الخضراء في ذكراه الخمسين، والذي تزامن مع القرار الأخير الأممي التاريخي الفاصل، مناسبة بقدر ما يستحضر جهود المغرب الدبلوماسية التي انتهت بمكتسبات على عدة مستويات. بقدر ما المطلوب بعد 31 أكتوبر الأخير تعبئة الجميع كل من موقعه، لمواكبة ما حصل من تطورات رافعة لقضية الأقاليم الصحراوية الجنوبية، دفاعا عن وحدة البلاد الترابية مع أفق تدبيري ترابي جديد بالانتقال من ملكية الأرض الى ممارسة الحق في الانتفاع من مواردها وخيراتها. الأمر الذي يقتضي استكمال ما هناك من أوراش وطنية كبرى من قبيل الجهوية المتقدمة، مع ما يجب من يقضة لمواجهة ما هناك من تحديات داخلية وخارجية. على أساس مقترح الحكم الذاتي لأقاليم المغرب الصحراوية، والذي بات قاعدة وحلا نهائيا للقضية بقوة قرار ورؤية مجلس الأمن الدولي والمنتظم الأممي.
رئيس مركز ابن بري للدراسات والأبحاث ..



#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب الجامعي وأساسيات الجغرافيا البشرية ..
- أكنول : الاحتفاء بشجرة اللوز تثمين لتراث المنطقة اللامادي ..
- حول عناصر القانون الدستوري المغربي ..
- جماعة بوحلو وورش الذكاء الترابي الطبيعي ..
- الدين بين دوغمائية الأولين وتحريفات التابعين ..
- بين المغرب وايران ذاكرة ومشترك تاريخي..
- حول المنتدى التربوي السنوي بصفرو في دورته 12 ..
- موسم الزهر في ربيع تازة البهي ..
- أرشيف المغرب بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط ..
- تازة : حول موسم الزهر والربيع وشجرة النارنج ..
- حول التمثيل الدبلوماسي الأمريكي بالمغرب ..
- حول ماضي تازة المستمر ومقدسها الشعبي ..
- في حضرة سماع تازة ومديحها ..
- حول أبواب تازة .. بعض من القول عنها ..
- حول المسجد الكبير بتازة أو الجامع السلطاني ..
- فن الهيت البرنوسي البدوي بشمال المغرب ..
- تازة .. حول عمارة وتعمير مدينة امتناع وكشف قناع ..
- الحرف والحرفيين بفاس زمن الحماية بالمغرب ..
- حول مقولة - صابون تازة - بالمغرب ..
- المسجد الكبير / جامع تازة .. المغرب


المزيد.....




- لحظة اندلاع حريق هائل في معبد صيني.. فيديو يظهر ما حدث للمبن ...
- لحظة سقوط صواريخ روسية ضخمة على كييف في أكبر هجوم منذ أسابيع ...
- شاهد.. عائلات في غزة تعاني جراء غرق خيامها بسبب الأمطار الغز ...
- أضواء الشفق القطبي النادرة تضيء السماء في شمال الصين
- معاناة مرضى السكري في مصر
- ماذا يقول النازحون من الفاشر عن الفظائع التي شهدتها المدينة؟ ...
- -تركيا لا تتجه غرباً، بل الغرب من يتّجه نحو تركيا-- في جولة ...
- تحذيرات أممية: السودان يعيش حربًا بالوكالة وسط نزوح جماعي وم ...
- باكستان تعلن توقيف خلية إرهابية مرتبطة بـ-طالبان باكستان- بع ...
- أوكرانيا: هجوم روسي -ضخم- بصواريخ ومسيرات على العاصمة كييف


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد السلام انويكًة - في الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء بالمغرب ..