أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد السلام انويكًة - بين المغرب وايران ذاكرة ومشترك تاريخي..















المزيد.....

بين المغرب وايران ذاكرة ومشترك تاريخي..


عبد السلام انويكًة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 8381 - 2025 / 6 / 22 - 21:41
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نافذة العلاقات المغربية مع بلاد المشرق عموما هي بنوع من النسيان في تقدير باحثين مؤرخين ودارسين مغاربة، لدرجة من سلف هؤلاء من نبه لِما كاد أن يصيب بهذه العلاقات من خجل ويعصف بها من اضمحلال، مقابل ما أحيطت به علاقات المغرب مع الأوربيين من درجة إقبال كتابة وعناية بحث وتوثيق، بل من تنافس لبناء صروح لها من الدعاية. علماً أن العلاقات المغربية المشرقية مثناً وسياقاً تتميز عن غيرها بتجاوزها لِما هو سياسي، من خلال حضور ما هو مجالي وبشري وثقافي ولغوي فضلا عما هو روحي ديني. وكان حقل تاريخ العلاقات المغربية الأجنبية قد استقطب باحثين مغاربة منذ فترة، وعليه، ما حصل من اهتمام ومن ثمة تراكم نصوصٍ بقدر عالٍ من الأهمية لفائدة خزانة البلاد العلمية. ولعل بقدر ما هناك من دراسات وابحاث توجهت بعنايتها لِما هو علائق وتفاعل ديبلوماسي يخص زمن المغرب المعاصر، بقدر ما هناك من جوانب كانت بحاجة لتنقيب وبحث وإبراز ومقاربة وتحليل ونقاش وإثارة وتنوير وتوثيق، دعماً وخدمة لقضايا البلاد الاستراتيجية من جهة وترتيباً لخيارات حاضرها ومستقبلها من جهة أخرى.
وغير خاف ما بات عليه تاريخ العلاقات الدولية من أهمية، مستفيداً من تطور سبل البحث وما بات رهن الاشارة من ذخائر ووثائق تحفظها دور الأرشيف هنا وهناك من العالم. وإذا كان البيني التاريخي المغربي الأجنبي قد حظي بتناول شمل علاقات البلاد مع أوروبا والمشرق وكذا إفريقيا وأمريكا الشمالية والجنوبية، فإن الكائن من الأبحاث والدراسات في هذا المجال بقدر ما يشكل حصيلة بقيمة مضافة هامة، بقدر ما يسجل معه من حاجة لإنخراط أوسع، في أفق رصد ومقاربة ما يخص وجهات ما زالت بحاجة لالتفات، كما بالنسبة للعلاقات المغربية الإيرانية (الفارسية)، رغم ما هناك من صعاب في هذا الباب تهم مسألة الأرشيف خاصة فضلا عن اللغة وغيرها. ولعل من شأن انفتاح الباحثين على جانب مغمور من العلاقات المغربية المشرقية كهذا، أن يسهم في إغناء وتنويع وجهات البحث التاريخي العلائقي وفرز معطيات جديدة ومن ثمة نقاشات.
ويحق القول أن ما هو كائن حول العلاقات المغربية الإيرانية يكاد يكون خجولاً جداً، علماً أن النبش في الموضوع يعود لخمسينات القرن الماضي من خلال اجتهادات محدودة اعتمدت ما هناك من شواهد تاريخية وأخرى ذات طبيعة ثقافية تعبيرية وغيرها. والواقع أن التاريخ لا يذكر أي شيء عن المد الفارسي صوب الشمال الإفريقي وخاصة ما يتعلق بامتداده من خلال هجرات وتفاعلات باتجاه قسمه الغربي، ربما لكون ما حصل فيه لم يكن سياسيا بل دينيا تبشيرياً (الزرادشتية) فقط، ومع ذلك ليس صدفة وجود أسماء أمكنة بالمنطقة نفسها التي توجد ببلاد إيران، ونفس الشيء ما يسجل ويخص جوانب تهم عادات عقائدية قديمة، ولعل في هذا الإطار روايات عدة هنا وهناك وإن كانت لا تشكل مصدر معلومة تاريخية لِما هي عليه من خيال.
ونذكر من الأمكنة التي تؤثث لصلات قديمة مغربية إيرانية (فارسية) نجد منطقة سوس بالمغرب، علما أن ببلاد فارس هناك منطقة سوس بالأهواز وهناك أيضاً ما يخص البصرة (مدينة) التي كانت في الماضي بالمغرب، علما أن البصرة كلمة فارسية معربة عن “بس الراء”. وإلى جانب ما يحضر من عناية واهتمام بالتجارة في بلاد سوس بالمغرب وبلاد سوس بإيران (فارس)، نجد حِرف نقش على معادن وصناعة سجاد، بل من الشبه بين المنطقتين نجد ما هو ثقافي تعبيري فرجوي، وكذا آلات طرب معتمدة فضلاً عما هناك من لباس ومشترك يهم ألعاب بهلوانية وغيرها. وجدير بالإشارة في صلة بعلاقات المغرب بإيران، أن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الذي أقام أول كيان سياسي إسلامي لآل البيت في المغرب بعيداً عن جزيرة العرب، كان بانتماء لمذهب الشيعة الزيدية حريصاً على أصله حاملاً لأمانة آل البيت، ما لم يعلن عنه بعد ظهور أمره ورسوخ كيانه بالمغرب، بل لم يدع الناس للأخذ بمذهبه ولم يوضح أمر إمامته الشرعية. علماً أن الظروف الاجتماعية والثقافية بالمغرب آنذاك لم تكن في صالح ظهور مذهب شيعي زيدي إلا جزئياً، من خلال مظاهر منها مثلاً العملة التي تم العثور عليها في فاس والمؤرخة بسنة 185 و189ه، وقد كتِب عليها مكان ضربها بـ”العلية” (فاس) نسبة لعلي بن ابي طالب. ويسجل أن العملة الإدريسية بالمغرب بعد هذا التاريخ تكاد لا تخلو من اسم الإمام علي بن أبي طالب، وقد كتب في إحداها مثلاً “علي خير الناس بعد النبي كره من كره ورضي من رضي”، هذا فضلاً عن تسمية أحد أبناء ادريس ب”عليشاه” (علي شاه). وحول الأساس المذهبي للأدارسة بالمغرب، فالمصادر المتخصصة تجعلهم من العلويين الزيدية، وممن رتبهم في هذا المجال نجد أبي الحسن الأشعري ومن الباحثين من يرون أن ادريس الأول كان سنياً زيدي الاعتقاد السياسي.
وارتباطا بزمن دولة الأدارسة في مغرب العصر الوسيط، ورد أن المولى ادريس لمَّا كان يريد بناء مدينة فاس وردت عليه جماعة من بلاد فارس، ومن أبواب مدينة فاس هناك باب الفرس وقيل إن اسم فاس في الأصل هو فارس وما حصل هو أن العامة من الناس اختزلته في فاس وفق إشارات نصوص مصدرية مغربية. منها نص يقول: “وفد عليه في تلك الأيام جماعة من الناس من بلاد العراق، فأنزلهم بناحية عين علون ومنهم بنو ملولة.. ثم هبط بالسور إلى أول اغلان (مكان حومة بفاس) فصنع هنالك باباً وسماه باب الفرس”. وحول ما هناك من مشترك رمزي تعبيري في اللهجة المغربية وهو من أصل فارسي، نجد من الكلمات إبريق وخنجر وصنجة وساباط وعنبر وياسمين ومسك ومارستان وكوشة وطربوش وكمنجة وبهلوان وغيرها كثير، شأنها في ذلك شأن كثير من الكلمات ذات الأصل التركي أيضاً. وحول ما هو فكري روحي من علامات في العلاقة بين الوجهتين والطرفين، يسجل أن من بؤر التشيع لفكرة المهدي في مغرب العصر الوسيط خلال فترتي حكم دولة الموحدين والمرينيين، نجد بلاد سوس وغمارة والريف، مع أهمية الإشارة إلى أنه رغم انتشار الأفكار الشيعية بالغرب الإسلامي منذ عهد بعيد، لم تقم لها دولة بالمنطقة، ودولة الأدارسة التي قامت بالمغرب لا يمكن اعتبارها دولة شيعية لكونها أقرب إلى أهل السنة. وإذا كانت الأفكار الشيعية قد تعرضت لمواجهة مثلما حصل زمن المرابطين بالمغرب، فلم يتم اقتلاع جدورها من بلاد سوس مثلا والتي قال عنها ابن خلدون إن أهلها باقتناع راسخ بأن الفاطمي سيظهر برباط ماسة.
وعن الأثر الروحي الثقافي بين الجانبين كان في المغرب ما عُرف بـ”البجلية”، ولعلها ظاهرة دينية شيعية كانت منتشرة في بلاد سوس. وإذا كان الجغرافي العربي ابن حوقل أول من أخبر بوجودها، فإن ابن حزم الأندلسي أحد مؤرخي الفرق الإسلامية الذي اهتم بهذه الجماعة خلال القرن الخامس الهجري، هو أول مؤرخ حدد ملامحها نشأةً وعقيدةً ومكانا. و”البجلية” في دلالتها اسم مأخوذ من اسم مؤسسها ابن ورنصد البجلي من بلاد إفريقية (تونس)، وهذا الذي انتقل إلى بلاد سوس بالمغرب في القرن الثالث الهجوي، كانت دعوته عقيدة شيعية تحصر الإمامة في ولد الحسن بن علي دون سائر أهل البيت وهنا سؤال العلاقة بأدارسة المغرب. علما أن هذه الظاهرة تأقلمت مع معتقدات منطقة سوس القديمة، مؤثرة فيها ومتأثرة مُحاوِلة جعل عمل التجارة أحد أسسها التنظيمية.
وبعيدا عن العصر الوسيط صوب زمن البلدين المعاصر، من المفيد الإشارة إلى أن أول سفير إيراني بالمغرب، كان ذلك الذي قدم أوراق اعتماده للسلطان محمد بن يوسف رحمه الله في نونبر ألف وتسعمائة وسبعة وخمسين، وهو نفسه تاريخ تعيين أول سفير مغربي بايران. وكانت علاقة البلدين خلال ستينات لبقرن الماضي قد طبعتها جملة اتفاقيات وزيارات هامة، فقد زار شاه إيران محمد رضا بهلوي المغرب صيف سنة ألف وتسعمائة وستة وستين، وزار الملك الحسن الثاني إيران ربيع ألف وتسعمائة وثمانية وستين. وعندما قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية حافظ المغرب على ما كان يربطه بإيران من قديم صلات، حيث تم تعيين أول سفير لهذه الفترة هو الأستاذ عبد الهادي التازي. وحول علاقة المغرب مع إيران وريثة إمبراطوريةٍ فارسية ظلت فاعلا مؤثرا على حدود العالم العربي الشرقية، يسجل أنه رغم ما هناك من مسافة بين البلدين وبين المحيط الأطلسي وضفتي بحر قزوين ومن اختلاف عقائدي بين السنة والشيعة، كان المغرب بعلاقات متميزة خاصة مع هذا البلد. يكفي أنه خلال زيارة رسمية للملك الحسن الثاني لطهران نهاية ستينات القرن الماضي، امتطى الشاه برفقته لأول مرة سيارة مكشوفة قائلا وفق ما جاء في مذكرات دبلوماسية: “هل تعلم أنني أدخل طهران لأول مرة وفي سيارة مكشوفة”، وأمام استغراب ملك المغرب سائلا عن السبب كان رد الشاه: “لأنني أوجد برفقتكم وبرفقتكم لن يحدث لي شيء.. أنا بجانب سليل على وفاطمة ابنة النبي (ص) وبجانب سليل الحسين.. أنا أوجد تحت حمايتكم”. وبقدر ما انبهر الحسن الثاني للأمر بقدر ما منذ أن انطلقت السيارة شرع الجمهور يردد: “يا علي يا حسين” على امتداد المسافة حتى بلوغ الإقامة.
ولعل تعيين عبد الهادي التازي سفيرا للمغرب لدى “الخميني” كان بقدر كبير من الدقة وحسن الخيار، لِما كانت له من علاقة جيدة مع آية الله عندما كان ممثلاً للمغرب بالعراق، فقد كان يزور بشكل منتظم النجف كمدينة مقدسة لدى الشيعة. وقد ثمن الخميني هذا التعيين بل أعطى تعليماته لدعوة سفير المغرب عند وصوله لطهران، لتناول وجبة افطار رمضان كل يوم عند أحد الوزراء. ورغم ما طبع الفترة من خلاف ظرفي ارتبط بقضية كتاب “آيات شيطانية” للهندي سلمان رشدي نهاية ثمانينات القرن الماضي، ما هو غير خاف عن الباحثين والمؤرخين، وبعد سنة عن وفاة الخميني عادت علاقات البلدين الدبلوماسية بفضل جهود “حجة الإسلام” الذي كان مديرا عاما للشؤون العربية والإسلامية، وهو الذي قال لمَّا قدم إلى الرباط بحسب وثيقة ذات صلة: “هل تعتقدون أن وضع البلدين سيستمر طويلاً، أتعرفون روابط الدم التي تجمع بلدي وبلدكم الذي يحكمه ملك من سلالة على”. وباستقبال هذا الأخير من قِبل الملك الحسن الثاني الذي أبلغ متمنياته لرئيس الجهورية الإسلامية، عادت علاقة البلدين فكانت زيارات دبلوماسيين ووفود انفتحت في اهتماماتها على قضايا بينية ثقافية وتجارية وغيرها.
وحدث أثناء قمة إسلامية بطهران شتاء ألف وتسعمائة وسبعة وتسعين، استهدفت فيها إيران إقناع الدول الإسلامية أنها تتقاسم معهم نفس مبادئ الإسلام وقيم القرآن، أن استقْبَل الإمام خامينائي رؤساء وفود دول وفق ترتيب بروتوكولي وضع ولي عهد السعودية على رأس القائمة ثم المغرب من خلال وزير خارجيته في آخر اللائحة. وما هو مثير في الأمر ليس هذا بل كون جميع ديبلوماسيي الدول المشاركة في هذا الموعد، كانوا ملزمين بنزع أحذيتهم قبل دخولهم لقاعة كان ينتظرهم بها الإمام، فقط ممثل المغرب ومعه سفير البلاد لمَّا همَّا بنزع حذائهما دعاهما مسؤول البروتوكول للاحتفاظ به بناء على قرار الإمام، وهو ما كان مفاجئا. هكذا تم استقبال الديبلوماسيين المغربيين من قِبل خامينائي مخاطبا إياهم: “أرجوكم أن تبلغوا صاحب الجلالة كل متمنياتي بالسعادة والتوفيق له ولشعبكم، فإن ملككم سليل علي، شريف، وهذا ما يجعله لدينا بمكانة خاصة”. ولعل طبيعة العلاقة والشعور بين البلدين هي التي سمحت للمبعوثين الديبلوماسيين المغربيين أن يحتفظا بأحذيتهما، عند استقبالهما من قِبل الإمام.
في علاقة براهن العلاقات المغربية الإيرانية، يسجل أنه قبل قطع العلاقات بين البلدين ربيع سنة ألفين وتسعة، وقبل ما برز من أجواء توثر بين البلدين شتاء نفس السنة بسبب ملف دولة البحرين، قبل هذا وذاك يسجل أنه كانت هناك محادثات عدة بينهما سواء من خلال زيارات رسمية ديبلوماسية أو لقاءات على هامش أشغال دولية كما بالنسبة لدورات هيئة الأمم المتحدة مثلاً، وكان هناك حديث عن علاقات جيدة وعن أنشطة تخص لجنة اقتصادية مختلطة مغربية إيرانية قبل تشكيل لجنة سياسية مشتركة لتوسيع علاقات التعاون. وكان هناك حديث أيضاً عن كون علاقات البلدين تقوم على أواصر تاريخية وثقافية، بل ظل المغرب يستورد النفط من إيران رغم ما حصل من قطيعة سياسية. وضمن مستوى آخر في إطار العلاقة بين البلدين زار عدد من مشايخ الشيعة بإيران المغرب والتقوا فيه بعلماء وأساتذة مغاربة، وكان آخر من زار المغرب من هؤلاء “جعفر سبحاني” الذي استقبل في دار الحديث الحسنية وأكاديمية المملكة المغربية وجامعة محمد الخامس.
يذكر أيضا أنه قبل وقف العلاقات المغربية الإيرانية بسنة تقريبا، تم تنظيم أيام ثقافية ايرانية بالمغرب في إطار اتفاقية ثقافية بين البلدين، وتعزيرا لهذا الأفق توزعت أنشطة هذه الأيام على مدن فاس والرباط ومراكش، باعتبارها مكامن تراث وذاكرة وعمق ووعاء حضاري ثقافي مغربي أصيل، وكان هذا الاحتفاء الرمزي المغربي الإيراني قد تضمن معارض فنية وفكرية عدة وورشات إبداعية وغيرها. وحول ما كان بصدى وتناول وتداول هنا وهناك قبل عدة سنوات حول تشيع المغاربة، من المفيد الإشارة إلى أنه في استطلاع كانت قد أجرته جريدة هسبريس حول “لماذا يتشيع المغاربة”، تبين من أجوبة بلغت نسبتها ثمانية وسبعين بالمائة أن الأمر هو فقط “تعاطفا مع مقاومة حزب الله”.
يبقى أنه إذا كانت الخزانة التاريخية المغربية قد اغتنت بأعمال باحثين ومؤرخين، ومن ثمة بمؤلفات على قدر عالٍ من الأهمية توجهت بعنايتها لِما هو علائقي تاريخي مغربي أجنبي، برصدها لتطورات وتتبعها لوقائع وأزمنة تفاعلات في هذا المجال. فإن هذه الإسهامات العلمية بقدر ما أبرزته من جوانب كانت مغمورة تخص قيمة ذاكرة رمزية مغربية مشتركة مع عدد من جهات ودول العالم، بقدر ما أبانت عن أهمية توسيع ورش البحث والدراسة والتنقيب، بالانفتاح على ما لا يزال من مساحات ذات صلة في هذا الرهان كما بالنسبة العلاقات المغربية الايرانية في بعدها المشرقي الآسيوي، وعيا بما يمكن أن تُسهم به هذه الأعمال العلمية ومعها التاريخ والمشترك التاريخي من تنوير ومن ثمة تعاون لفائدة حاضر البلاد ومستقبلها. إن توثيق العلاقات المغربية الأجنبية ومنها المغربية الإيرانية ضمن سياق استراتيجي ثقافي تاريخي، هو إبراز وتنوير للمهتمين بما هو مغمور في هذا المجال، بل هو حفظ وصيانة أيضا لتراث رمزي متقاسم وكذا تثمين لِما هو مشترك من ذاكرة، في أفق استثمار وتوظيف كل هذا وذاك فيما ينفع البلاد والعباد وما يخدم قضايا الوطن إقليمياً قارياً ودولياً. ولا شك أن إنعاش كل مشترك رمزي تاريخي يعد وعاءً أمثل لبناء علاقات بينية سياسية رافعة، إلى جانب ما هو اقتصادي اجتماعي ثقافي إنمائي بين الأمم والدول والشعوب. ما من شأنه تحقيق تقارب وتعاون وتضامن وتفاعلٍ في زمن بإيقاع تطور سريع وعالم لا مجال فيه للإنغلاق، فضلاً عن بلوغ قيم إنسانية كونية أوسع مع ما هو نبيل من روح تسامحٍ وحوار وقبولٍ باختلاف.
مركز ابن بري للدراسات والأبحاث وحماية التراث



#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول المنتدى التربوي السنوي بصفرو في دورته 12 ..
- موسم الزهر في ربيع تازة البهي ..
- أرشيف المغرب بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط ..
- تازة : حول موسم الزهر والربيع وشجرة النارنج ..
- حول التمثيل الدبلوماسي الأمريكي بالمغرب ..
- حول ماضي تازة المستمر ومقدسها الشعبي ..
- في حضرة سماع تازة ومديحها ..
- حول أبواب تازة .. بعض من القول عنها ..
- حول المسجد الكبير بتازة أو الجامع السلطاني ..
- فن الهيت البرنوسي البدوي بشمال المغرب ..
- تازة .. حول عمارة وتعمير مدينة امتناع وكشف قناع ..
- الحرف والحرفيين بفاس زمن الحماية بالمغرب ..
- حول مقولة - صابون تازة - بالمغرب ..
- المسجد الكبير / جامع تازة .. المغرب
- حول المغرب الأركيولوجي أعلام وتجارب ..
- حول أفق مهرجان تازة الدولي للسينما ..
- حول اتفاق مدريد وصحراء المغرب قبل نصف قرن ..
- رقصة التبوريدة بقبيلة غياتة / تازة / المغرب
- حول تاريخ تازة بعيون النقيب - فوانو -..
- حول جمعية تازة الكبرى للتنمية ..


المزيد.....




- السعودية.. فيديو ضرب ورفع سكين على رجل مُسن أمام باب مسجد يش ...
- هل دمر القصف الأمريكي منشأة فوردو بشكل كامل؟ رئيس استخبارات ...
- CIA تكشف امتلاكها أدلة وسط ضجة مدى فداحة الأضرار بمنشآت إيرا ...
- قائد الجيش الإسرائيلي يكشف عن -تحرك بري في عمق إيران-، وطهرا ...
- فوضى استخباراتية أميركية.. هل يتكرر سيناريو -العراق 2003- ؟ ...
- قبل شن ضربة قطر.. ترامب يشعل تفاعلا بكشف اتصال إيراني وما قا ...
- ترامب يشيد بالضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية ...
- ترامب ينتقد محاكمة نتانياهو ويصفها بـ-الاضطهاد- ويشيد بدوره ...
- تقرير: إسرائيل توقف إدخال المساعدات لغزة انتظارا لخطة الجيش ...
- البيت الأبيض: يورانيوم إيران المخصب -تحت الأنقاض-


المزيد.....

- السيرة النبوية لابن كثير (دراسة نقدية) / رحيم فرحان صدام
- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد السلام انويكًة - بين المغرب وايران ذاكرة ومشترك تاريخي..