حازم القصوري
محام/ خبير الشؤون السياسية و الأمنية
(Hazem Ksouri)
الحوار المتمدن-العدد: 8525 - 2025 / 11 / 13 - 12:17
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
الاستعمار لا يموت، بل يتربص بالدول بصمت، يختبئ خلف الأقنعة ويتسلل عبر القنوات الاقتصادية والسياسية والثقافية. ليس مجرد احتلال مباشر، بل نفوذ خفي، تمويل مشبوه، جماعات مأجورة، وأفكار تُزرع لإرباك الشعوب وإضعاف مؤسساتها.
تونس، عبر تاريخها الطويل، أثبتت قدرة شعبها على الصمود أمام كل محاولات الاستعمار المباشر والخفي:
من مقاومة قرطاج للرومان، إلى صمود البايات في ظل الحكم العثماني،
مرورًا بالاحتلال الفرنسي ومحاولات السيطرة على إرادة الشعب، وصولًا إلى الاستقلال في 1956.
كل مرحلة من تاريخنا علّمتنا درسًا واحدًا: السيادة الحقيقية لا تُمنح، بل تُنتزع بالوعي والعزيمة والصمود الوطني.
اليوم، لا يختلف الأمر. الاستعمار الحديث قد لا يكون بالجنود، بل بالمال، الإعلام، والسياسات المموهة. الجماعات التي تخدم أجندات خارجية تحاول زعزعة الاستقرار، وتقويض الثقة بين الناس وبين الدولة. الشائعات والأخبار الملفقة ليست كلمات عابرة، بل أدوات لتفكيك المجتمع وإضعاف مؤسساته.
لكن الشعب التونسي، بتاريخ صموده، يظل واعيًا يقظًا. كل تدخل خارجي يُكشف بالوعي، وكل محاولة لإضعاف السيادة تُحطم بعزيمة الأحرار. الحرية ليست شعارًا، بل مسؤولية مستمرة، والسيادة ليست مجرد حق، بل واجب الدفاع عنها من كل محاولة استغلال أو ابتزاز.
تونس، أرض الأحرار، لا تنحني ولا تُقهر. تاريخها يشهد على صمود شعبها، وعلى أن أي مخطط مهما كان مستترًا لن يفلح في هدم إرادتها. من وادي الباي إلى اليوم، رسالة تونس واضحة: السيادة والحرية لا تُباعان، ولا تُسلَّم إلا لمن يثبتون أنهم جديرون بها.
#تحيا_تونس #سيادة #الاستعمار #وعي_وطني
#حازم_القصوري (هاشتاغ)
Hazem_Ksouri#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟