أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - في عالم يغزوه اليمين.. يساريةٌ رئيسةً لجمهورية إيرلندا














المزيد.....

في عالم يغزوه اليمين.. يساريةٌ رئيسةً لجمهورية إيرلندا


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 8510 - 2025 / 10 / 29 - 22:13
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في الخامس والعشرين من تشرين الأول 2025، فازت المرشحة اليسارية المستقلة كاثرين كونولي في الانتخابات الرئاسية في جمهورية إيرلندا. لقد اثبتت نتيجة الانتخابات قدرة اليسار على الانتصار في سنوات يغزو فيها اليمين العالم. وكان انتصار المرشحة اليسارية، البالغة من العمر 68 عاما رائعا، وهو الأفضل في تاريخ انتخابات رئاسة الجمهورية. لقد حصلت على 63 في المائة من أصوات المشاركين في التصويت، متفوقةً بشكل كبير على منافستها ومرشحة حزب فاين غايل هيذر همفريز، التي حصلت على 29,5 في المائة.
في خطاب النصر قالت كونولي: "سيكون شرفًا عظيمًا لي أن أخدمكم. أقول لكم، لمن لم يصوتوا لي ولمن أبطلوا بطاقات اقتراعهم، سأكون رئيسة الجميع وسأصغي إليكم ".

من عوامل الانتصار
ضمن عوامل أخرى، يمكن الإشارة إلى عاملين مهمين لانتصار كونولي: الأول أن مواصفاتها الشخصية الأكثر قربا إلى ما يؤثر بأكثرية الناخبين، فهي تتحدث الأيرلندية، أي لغة الناخبين الوطنية. ودرست علم النفس في ليدز، إنكلترا، ثم درست القانون، ومارست المحاماة في المحاكم. وبعد خلاف مع حزب العمال المحلي، دخلت مجلس النواب لأول مرة كمرشحة مستقلة عام ٢٠١٦. وتنحدر كونولي من عائلة كاثوليكية كبيرة (13 شقيقا) من الطبقة العاملة، وهي متزوجة ولها ولدان بالغان، وانخرطت في النضال الاجتماعي بسن مبكرة جدا. وهذا يماثل الأرضية التي استندت اليها نجاحات حزب شين فين اليساري الانتخابية. في الانتخابات البرلمانية في عام 2024، جاء الحزب ثانيا، مستندا إلى هويته اليسارية المتجذرة محليا، والتي يمكن وصفها بيسار التحرر الوطني والانعتاق القومي، وبلا مشاعر معادية للأجانب، بعيدا عن الصورة النمطية لذكورية لرجل الفئات الوسطى الأبيض.
إن اليسار الأيرلندي هو يسار اجتماعي ونسوي أصيل، ويركز على مصالح الفئات الأكثر فقرا. ويبقى هدفه الأهم هو الوحدة الأيرلندية، على أساس تقاطع واضح مع السياسات السائدة في بريطانيا العظمى. أضف إلى ذلك تضامن كاثرين كونولي مع الشعب الفلسطيني، وانتقادها لتصدير الأسلحة عموما، وإلى إسرائيل بشكل خاص. وتأتي مناهضتها للاتحاد الأوربي، كنقيض لمحاولات حزب العمال البريطاني لتعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.
سبب النجاح الثاني يتعلق بالتحول الجذري في المشهد السياسي في البلاد. فالحزبان المحافظان، فاين غايل وفيانا فايل، اللذان يتماثلان تقريبا، فشلا في الاستمرار في لعبة تبادل الأدوار في قيادة البلاد، التي استمرت لعقود. أما حزب شين فين، فقد حقق نجاحات لافتة في السنوات الأخيرة، وتمكن من التخلص من كونه من مخلفات الجيش الجمهوري الأيرلندي. بالإضافة إلى ذلك نجحت مرشحة اليسار من توحيد أحزاب المعسكر التقدمي خلفها: حزب العمال الأيرلندي، وحزب "الشعب قبل الربح"، الذي ظهر في سياق أزمة التقشف، وحزب الخضر. وسهل الفوز على مرشحة حزب فاين غليل همفريز، عدم قدرتها على تحدث اللغة الأيرلندية، خصوصا في ظل تصاعد مشاعر العداء للمهاجرين، وكذلك ارتباطا بأزمة السكن.
وفي السنوات الأخيرة، بدا توحيد إيرلندا أمرا ممكنًا. لقد فاز حزب شين فين بالفعل بأغلبية في إيرلندا الشمالية عام ٢٠٢٢. ولو استطاع ان يكون القوة الأولى في جنوب إيرلندا أيضا، لمارس ضغطا قويا على الاتحاد الأوروبي والحكومة البريطانية لتحقيق وحدة إيرلندا. وعلى غرار حكومات حزب المحافظين البريطاني، لا يتعامل كير ستارمر بجد مع حل العديد من الملفات المتعلقة بإيرلندا الشمالية، مثل مرونة الضوابط الكمركية، وبقي الانتعاش الاقتصادي بعيدا، وما زالت أغلبية سكان شمال إيرلندا تعاني من الفقر. وما تزال التوترات العرقية في شمال البلاد عصية على الحل الشامل.

تصريحات أولية
قال بول مورفي، عضو البرلمان عن حزب "الناس قبل الربح"، إن النتيجة كانت دعوةً "للدفاع عن الحياد، والكفاح ضد حرب والإبادة الجماعية، وإنهاء التشرد وعدم المساواة". وأعربت هولي كيرنز، زعيمة الحزب الديمقراطي الاجتماعي، عن اتفاقها معه قائلةً: "علينا الآن مواصلة العمل لضمان تشكيل اليسار الحكومة المقبلة". ووصفت ماري لو ماكدونالد، رئيسة حزب شين فين، انتخاب كونولي بأنه "نصرٌ مدوٍّ للإيمان بإيرلندا العادلة والمتساوية والموحدة، وهزيمةٌ ساحقة لسياسات الحكومة الفاشلة".
ومن الضروري الإشارة إلى أن فترة الرئاسة في جمهورية إيرلندا تمتد لسبع سنوات، يمارس الرئيس فيها دور محدودا، وحصة الأسد في السلطة التنفيذية تعود لرئيس الحكومة. ولكن رئاسة الجمهورية هو المنصب الوطني الوحيد الذي يُنتخب مباشرةً من قِبَل الشعب. ولذلك، يتمتع الرئيس بتفويض ديمقراطيّ مباشر.
ورغم ذلك تبقى مهمة الرئيسة كونولي، التي تقول إنها تريد الآن الاستماع قبل كل شيء، ليست سهلة في الحصول على حلفاء بريطانيين وأوربيين لمنح ملف الوحدة الأيرلندية والمنظور النقدي للسياسة الخارجية ثقلا أكبر.



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر الشيوعي النمساوي الـ 39: مواجهة التضخم والنضال من أجل ...
- أفريقيا في القرن الحادي والعشرين: سلاسل جديدة، جراح قديمة
- الملايين يحتجون ضد ترامب في جميع الولايات الأمريكية
- تزايد انتشار القواعد العسكرية الامريكية في العالم
- منح ماريا كورينا ماتشادو جائزة نوبل للسلام أفقد مفردة {السلا ...
- بيرو.. إقالة رئيسة الانقلاب والرئيس الجديد يحاول احتواء الحر ...
- تأملات: هل يستطيع الماركسيون إنجاز مهمة تغيير العالم؟
- في الزمن الفلسطيني.. أحرار العالم ينهضون من أجل غزة
- الرئيس الفرنسي يقترب من نهايته.. أنصاره يطالبون بانتخابات مب ...
- في الجمعية العامة.. أمريكا اللاتينية تدعو إلى السلام وتدين ا ...
- اكثر من مئة ألف في شوارع برلين يطالبون بإيقاف حرب إبادة الشع ...
- استمرار تساقط رموز اليمين.. الحكم على الرئيس الفرنسي الأسبق ...
- ترامب وحكومات الفاشيين الجدد الأوربية يوصمون مناهضة الفاشية ...
- بتُهم دعم الإبادة الجماعية.. محامون يقاضون الحكومتين الألمان ...
- اسطورة التقشف اختراع أيديولوجي ضد الطبقة العاملة
- القضية الفلسطينية والأزمة الفرنسية تُهيمنان على أجواء مهرجان ...
- أمميةٌ فاشية تتشكّل ومركزُها نظام ترامب
- الرئيس الكولومبي يُعرّي فاشية نتنياهو
- مع القائد العمالي المخضرم جريمي كوربين حوار ضافٍ عن حزب اليس ...
- مهرجان جريدة الشيوعي النمساوي.. مشاركة واسعة ورؤية مشتركة لل ...


المزيد.....




- من هو أنور إبراهيم، الزعيم الماليزي الذي ساعد ترامب في إنجاز ...
- ما أبرز الخلافات بين الصين والولايات المتحدة قبيل قمة شي جين ...
- أكبر ميزانية في تاريخ التعويضات.. ألمانيا ترصد مليار دولار ل ...
- ضربة روسية على مستشفى أطفال في خيرسون.. وكييف تتهم موسكو بار ...
- السلطات التشيكية ترحّل جنديا إسرائيليا شارك في حربي غزة ولبن ...
- العثور على رسائل لجنود من الحرب العالمية الأولى بزجاجة بشاطئ ...
- ماسك يواجه ويكيبيديا بموسوعة جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناع ...
- الاحتلال ينتهك مجددا وقف إطلاق النار بغزة بسلسلة غارات
- إعصار ميليسا يخلف عشرات القتلى ودمارا غير مسبوق في الكاريبي ...
- وداعا للمتبرعين.. القلب القادم من صنع البشر


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - في عالم يغزوه اليمين.. يساريةٌ رئيسةً لجمهورية إيرلندا