أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - العلويّة الرواقيّة -علي السوري الجزء الرابع 18-















المزيد.....

العلويّة الرواقيّة -علي السوري الجزء الرابع 18-


لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)


الحوار المتمدن-العدد: 8505 - 2025 / 10 / 24 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


-أراقب مثلما راقبت في 2011، متثاقفين يُحمِّلون المظلوم مسؤولية الظلم ويقدمون التبريرات الجاهزة للبيعة.. الخوف وحش كبير.

-لو يرضى الفلول بالبقاء تحت سقف الوطن لانحلت كل المشاكل، لكنهم يريدون التقسيم.

-السقف الذي لا يستطيع حمايتك ليس سقف بيت، ولا حتى سقف سجن، بل سقف جهنم. ماذا تريدنا أن نفعل يا زياد؟
نقبل بسبي نسائنا، خطف أطفالنا، قتل أبريائنا؟ هل نريدنا أن نفوّض المستقبل للفصائل الجهادية؟

-لستُ مقتنعاً بأن هذا الخطف والسبي من فعل النظام الجديد، فسؤالك خطأ.

-تذكرني بما حدث في 2011، عندما حوصرت درعا، ورفض الناس التصديق، ثم سخروا ممن وقعوا ما يعرف ببيان الحليب/ بيان فك الحصار عن درعا..
هل تذكر ألمك عندها..
أنا أذكره وأذكر أيضاً كلام عليا عندها: “وقعتُ لأنني أفضّل أن أصدق وأكون مخطئة، على أن أُكذّب ما يحدث وأترك الأطفال والأبرياء لمصيرهم…”

وضع عمر كأس الشاي من يده، نظر إلى علي وزياد بحرقة، ثم قال:

-كل المجازر لم تجعلك تصدق الظلم الحاصل يا زياد؟ كل الفيديوهات الهمجية التي تصلح أن تُسقِط كل ملوك الأرض لم تقنعك؟ أنا سني أيضاً يا زياد، لكن هذا لا يعني أن أُعمى تماماً وأضع مخرز الطائفية في قلب بصيرتي!

-لست سني يا عمر، السني لا ينسى ما حدث.. هل نسيت الملايين الذين تهجروا وقتلوا في السنوات السابقة؟ أنت تحاول تحويل المظلومية السنية إلى علوية لأن زوجتك علوية.. وهذا نفاق.

-ومن قال لك أني نسيت، لقد تهجر العلويون معك يا خالد، وحاربوا مع السنة في الجيش العربي السوري، حاربوا داعش بمجازرها، استباحتها للأقليات وأكاذيبها..
هل ترى أكاذيب اليوم، اعكسها على الماضي يا رفيق، ولا تدع ألسنة السلاطين وأذرعة الدول الكبرى تتحكم بقرارتك.. ثم انتظر قليلاً: زوجتي علويّة أصبحت تهمة؟ على العكس هل سألت نفسك لماذا ودوناً عن كل ثقافات العالم يقبل العلويين بأصحاب الأخلاق أيّاً كانت طائفتهم للزواج ببناتهم؟ لأن العلويّة ثقافة رواقيّة يا زياد، والثقافة الرواقية في جوهرها دين سلام حقيقي..

-رواقية وفعلوا كل ما فعلوا؟ كيف لو لم يكونوا رواقيين؟

-السنة فعلوا الأفظع، لا تنسى أننا كسنة الأغلبية العددية في سوريا.. الفلسفة الرواقية تقوم على مبادئ أهمها القبول بما لا يمكن تغييره، والعيش وفق الحكمة، الاعتدال والفضيلة لتحقيق السعادة و التي في جوهرها راحة البال.. لذلك عبر التاريخ وصف العلويون بالطيبة والوطنية، لأنهم في جوهر ثقافتهم يفضلون الأمان والسكينة الداخلية على أي مكسب. نحن لا نتكلم عن أنذال من العلويين، كما لا نتكلم عن أنذال من السنة..

-لماذا لا تقول من يخطف ويقتل هو من أنذال السنة ولا علاقة لنا به إذاً...

-لأن أشراف السنة بغالبيتهم صامتون يا زياد، من مثلك صامت أو مبرّر، والمستقبل أسود…

-كما صمتوا هم في الأمس…

-لا الموضوع مختلف: لقد صمتوا وصمتنا تحت وطأة الديكتاتورية، بعد أن ادعينا نجاح ثورة، كيف نصمت؟

أمسك علي الإبريق، صب الشاي المكرر ست مرات لرفيقي الغرفة، وقال:

-خالد نحن لسنا ضدك، أنا كشخص رواقي لست ضد أي رأي.. لكن اسأل نفسك ما الذي دفع المتطرفين من الشيشان والأوزبك والفرنسيين وغيرهم إلى الانضمام تحت لواء واحد؟ ولماذا؟ وكيف؟إجابتك على هذي الأسئلة تقول لك ببساطة ماذا حدث ويحدث في سوريا.

-إجابتي هي كالتالي: ما الذي؟ الظلم والاستبداد، لماذا؟ ليحرروا سوريا، كيف؟ عن طريق الاتحاد الديني.

-أما عني فإجابتي:
ما الذي؟ كون الحكم في سوريا علوي علماني.
لماذا؟ ليدخلوا للجنة
كيف؟ الدول الكبرى فعلت ذلك عن طريق اللعب على الوتر الطائفي.

-جدلنا لا ينتهي، ولسنا على إتفاق أبداً.. لذلك يجب أن يبحث أحدنا عن غرفة جديدة.

وقف عمر، ثم أشار إلى زياد:

-اسمع زياد أنا أول شخص في الغرفة، وإن أردت المغادرة، فأنت حر.

-قلت لك: لست سني.

-بل سني أعرف الله، أما أنت فتدعي الدين كغيرك.

**************

-لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط يجب أولاً: الإقرار بالسبي الآشوري والبابلي، ثم مجازر الرومان في حق اليهود.. عندما دمر الرومان الهيكل الثاني عام 70 ميلادي بعد الثورة اليهودية الكبرى وهُدمت القدس، عندها قُتل أو استُعبد العديد من اليهود، وشُرد مئات الآلاف..
بعد ذلك ثورة بار كوخبا (132-136م) انتفاضة يهودية كبرى أخرى سحقتها روما، مما أدى إلى المزيد من المجازر والعبودية والنفي القسري ونفي اليهود من القدس ومحيطها مما أدى إلى شتات يهودي منتشر في الأرض…
وبعدها كل ديكتاتوريات العالم التي نفتهم أو قتّلتهم كأقليات.. والمحرقة اليهودية التي تدمي أي ضمير حيّ.

- طبعاً آدم، لكن كي تكون حقانياً كما تقول، يجب أيضاً يجب الإقرار بنكبة الفلسطينين في عام 1948 عندما تم تهجيرهم بعد إعلان دولة إسرائيل، يا رجل، تم اقتلاعهم من مدن وقُرًى كبيرة مثل اللد، الرملة، يافا، وحيفا، مع عمليات تطهير عرقي وتدمير حوالي 400 قرية فلسطينية في القرن العشرين وعلى مرأى ومسمع جمعيات ومنظومات حقوق الإنسان العتيّة (غير المنحازة).. ثم التهجير المكثف الثاني لأعوام 1949 إلى 1956: حيث تم تهجير وتشريد سكان مدينة المجدل، وغيرها...
ثم التهجير المستمر بعدها، مصادرة الأراضي وانتشار الفلسطينين حول العالم كشتات، يتعرض لمحرقة باردة يومياً، ويتهمون بكل أنواع معاداة السامية إن فكروا في السؤال عن مكان لهم في هذا الكوكب…
أن أتفهم ماحدث يا آدم لا يعني ألا أرى ما يحدث.

أحسست بأن النزاع سيشتد وسينتهي بحقد وكراهية كما في الفضاء الافتراضي، سنصل إلى اللاشيء، ولن نغير في الواقع إلا زيادة الألم والكره، فقلت:
-كلاكما محق من ناحية ما، لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط يجب إيجاد دستور تعايش مشترك لكل تلك البلدان باختلاف ثقافاتها، أديانها، طوائفها، قومياتها ولغاتها، يجب الإقرار بالتاريخ العريق والمشترك للأرض…
والأهم من هذا وذاك، علينا الإقرار بمعاناة الماضي لدى كل طرف، فالمعاناة والرض النفسي المنتقل عبر الأجيال هو سبب أساس لتطرف البعض ومساهمتهم الدائمة في إشعال الحروب وتأجيج لغة الثأر، مما يسبب دمار الجميع حتمياً.
لهذا أي حل بعيد عن الطب النفسي السياسي ليس حلاً، بل مجرد ضماد ضاغط على جرح مملوء بالقيح سينتشر لجسد العالم كله و سنعاني جميعاً وأولادنا تبعاته.
عنتريات كل متطرف لن تغير في المستقبل قيد أنملة، نحن نحتاج الكلام الجامع، لغة الحب لتطغى على حب الشهرة ومجاراة القطعان على حساب دماء ومستقبل الأطفال في ذلك الشرق العتيد.


*************

من أبشع مايحدث اليوم هو تغير مفهوم القدوة ومفهوم صراع الخير والشر..
لقد دخلت سلطة المال والولاء إلى الميزان، ومع الإعلان الممنهج أصبح الزمن للمادة والحضارة الاستهلاكية والسطحية البعيدة كل البعد عن تنوع الثقافات الجميل وعمق حضارة العلم، الأدب والفن.
نحن في زمن السيبروسلافية: تزاوج الفضاء الرقمي مع زمن الجاهلية، وليس لنا من مخرج إلا حرية وقوة الكلمة.
غداً سيعود الناس لرشدهم، ويعتذرون.. منهم من سيركب الموجة الجديدة أيضاً..
سنبقى نحن بصدقنا وضمائرنا شهود عين على اعتذارات الموهومين والمستفيدين.
نحن نثق بقوة الفكرة، قوة الصدق، وقوة روح الله فينا، ولهذا لا نُخذَل ولسنا مضطرين يوماً للاعتذار.


يتبع…



#لمى_محمد (هاشتاغ)       Lama_Muhammad#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد استخدمونا -علي السوري الجزء الرابع 17-
- السيبروسلافية -علي السوري الجزء الرابع 16-
- بين أدونيس والجريمة رقم واحد: عيدٌ للرحمة -الطب النفسي السيا ...
- الحلّ السوريّ - علي السوري الجزء الرابع 15-
- نستورد الأحلام -علي السوري الجزء الرابع 14-
- تجارة الألم -علي السوري الجزء الرابع 13-
- الملكية العضوضة والشعب الأعزل فكرياً - علي السوري الجزء الرا ...
- و نرش الزعتر - علي السوري11
- و نرش الزعتر - علي السوري الجزء الرابع 11-
- سويداء القلب - علي السوري 10-
- استباحة الأقليات - علي السوري الجزء الرابع 9-
- وردة السانت جون -علي السوري الجزء الرابع 8-
- حلف الأقليّات -علي السوري الجزء الرابع 7-
- قلْ لي ما طائفتك، أخبركَ عن رأيك - علي السوريّ الجزء الرابع ...
- اتصالٌ من الرئيس السابق - علي السوري الجزء الرابع 5-
- آذار الأسود- أنا لا أزال هنا - علي السوري الجزء الرابع 3-
- عمر وعلي - علي السوري الجزء الرابع 2-
- أجاكس سوريا - علي السوري -الجزء الرابع 1-
- علمنا للأبد -يا للعار 10-
- القيامة دفعات تأتي - يا للعار 9-


المزيد.....




- فيلم -ضع يدك على روحك وامشِ- يفوز بجائزة في ختام الدورة الـ8 ...
- هل انتهت أزمة الفيلم المصري؟ مشاركة لافتة للسينما المصرية في ...
- صدر حديثا ؛ من سرق الكتب ؟ قصة للأطفال للأديبة ماجدة دراوشه
- صدر حديثا ؛ أنا قوي أنا واثق أنا جريء للأديبة الدكتورة ميساء ...
- صدر حديثا ؛ شظايا الذات - تأملات إنسانية للكاتبة تسنيم عواود ...
- صدر حديثا : رواية اكسير الأسرار للأديبة سيما صير ...
- -أتذوق، أسمع، أرى- لـ عبد الصمد الكبّاص...
- مصطفى محمد غريب: خرافات صنع الوهم
- مخرج إيراني يفوز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان باكو السينمائي
- لسهرة عائلية ممتعة.. 4 أفلام تعيد تعريف الإلهام للأطفال


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - لمى محمد - العلويّة الرواقيّة -علي السوري الجزء الرابع 18-