|
|
أدب -ذوي الهِمم-: مفهومه ومعالمه
صبري فوزي أبوحسين
الحوار المتمدن-العدد: 8505 - 2025 / 10 / 24 - 18:17
المحور:
الادب والفن
مَن (ذوو الهمم)؟ وكيف نخاطبهم بأدبنا؟ وكيف نستثمر طاقاتهم في مجال الأدب والإعلام؟ سؤالان مهمان أمام كل مثقف يُعنَى بشأن الفئات المهمشة. إن "ذوي الهمم" أو "ذوي الاحتياجات الخاصة" فئات اجتماعية لها الحق في المعرفة والأدب والاطلاع، بل لها الحق أن يتوجّه إليها أدبٌ خاص في موضوعاته وحتى مصطلحاته، لتأهيلهم وإدماجهم في المجتمع، ومنحهم الثقة والشعور بوزنهم الإنساني في بيئاتهم المجتمعية والتعليمية والثقافية.. والباحثون في التربية الخاصة يقررون في أدبياتهم أن احتياجات ذوي الهمم تتنوع بحسب نوع "الإعاقة"، وقد انطلقت موجات من الكتب الناطقة أو الصوتية التي تستجيب لاحتياجات مَن فقدوا نعمة البصر أو الذين لا يستطيع تقليب صفحات الكتاب مثلا، غير أن الكتب الناطقة يختارها "الأصحّاء" ولا تخضع لرغبات القراءة لدى ذوي الاحتياجات الخاصة.. وإن لذوي الهمم (الاحتياجات الخاصة) مكانة في الأدب والثقافة، وقد أَولى الكُتّاب والأدباء عناية بهذه الفئة. والدعوة ماسة إلى تخصيص أدب أطفال خاص بهذه الفئة يركّز على موضوعات معيّنة، وتستعمل مفردات وتعابير تحترم مشاعرهم، فمن الضروري الكتابة لهذه الفئة المحرومة وليس الكتابة عنها فقط، وإن مسؤولية الكُتّاب والأدباء في ذلك محتومة ولازمة شرعيًّا واجتماعيًّا وإنسانيًّا! وقد قلت في مقالتي(قَدَاسةُ حياةِ الإنسانِ في الإسلامِ): إن (الإنسان) في إسلامنا الحنيف أكرم المخلوقات؛ إذ خلقه الله -تعالى-بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وجعله خليفة له ونائبًا عنه في عِمارة الأرض، وسخَّر له ما في السموات والأرض جميعًا منه، والناس كلهم مخلوقون من أصل واحد، وكلهم إخوة في الآدمية والبشرية، قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾، وهذا المفهوم القرآني الكريم هو المقرر في قول الإمام علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: "الناس صنفان :إما أخ لك في الدين أو أخ لك في الخَلْق"، فما أعظم هذه الرؤية للإخوة الإنسانية، وأشملها وأكملها! وما أحوجنا إلى نشر مفهومها على مستوى الوطن كلِّه، بل في كل ربوع الأرض...! والناس جميعًا في ظلال الإسلام مُكرَّمون، قال الله تعالى:﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا﴾، ولا يتسنَّى للإنسان أن يحقق أهدافه، إلا إذا أخذ حقوقه المفروضة له كإنسان، مثل حقوق: الحياة، والحرية، والتملُّك، وحق صيانة المال والعرض، والمساواة. ...وإن المسلم-في ظلال السنة النبوية الشريفة والسيرة النبوية العطرة- ليس مطالبًا بعدم الاعتداء على النفس البشرية فقط، بل إنه مطالب بأن يقدم الرحمة لهذه النفس، وذلك انطلاقًا من قــــــــول الله تـعـــــــــالـى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾، ومن قوله تعالى: ﴿وَقُولُوا للنِّاسِ حُسْنًا﴾، ومن الحديث النبوي الشريف عن سيدنا أبي موسى الأشعري أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال:" لَنْ تُؤْمِنُوا حتى تراحمُوا. قالوا : يا رسولَ اللهِ ! كلُّنا رَحِيمٌ. قال: إنَّهُ ليس بِرَحْمَةِ أَحَدِكُمْ صاحبَهُ، ولَكِنَّها رَحْمَةُ العَامَّةِ". نعم إنها رحمة عامة شاملة للناس جميعًا: مسلمِهم وغير مسلمِهم، عَربيِّهم وعَجَميِّهم، أبيضِهم وأسودِهم، غنيِّهم وفقيرِهم، قويِّهم وضعيفِهم... والمسلم مطالب -كذلك- بتقديم السلامة لكل الناس بلا تمييز أو عنصرية، وهو كذلك مَنهيٌّ ومُحَذَّرٌ بألا يصدر عنه رعب أو عنف أو ترويع لأحد سواء أكان مسلمًا أو غير مسلم؛ ففي الحديث :"المسلم مَن سَلِم (الناسُ) من لسانه ويده"، وروي في خطبة حجة الوداع أن رسول الله -صلى الله عليه و سلم- قال: ألا أخبركم بالمؤمن؟ مَن أَمِنَه (الناسُ) على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم (الناس) من لسانه ويده ".كما قال -صلى الله عليه و سلم-: "أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس"؛ فالسلام والأمان والنفع متطلبات نبوية شريف من كل مسلم ومسلمة في كل زمان ومكان للناس، كل الناس جميعًا، بلا استثناء أو تمييز أو إقصاء! وهكذا أحاط الإسلام النفس البشرية بسياجات واسعة من الحفظ دون أي تمييز على أساس الدين, أو اللون, أو العرق , أو الجنس , أو اللغة , فكل الدماء مصانة ومحفوظة في شرع الله الحنيف. فليست الأخوة الإنسانية -في ظلال الإسلام- شعارًا خياليًّا أجوفَ، بل إنها تقوم على سلوكيات واقعية تتمثل في قِيَم التكريم والمساواة والاتحاد والتعاون والتعارف والتسامح والتواد والتراحم وقبول الآخرين... وهذا يدل على تميز الدين الإسلامي والتراث العربي بالتعامل الإنساني الحضاري مع ذوي الهمم؛ فنحن نحمل رسالة إنسانية حضارية رائدة من خلال خطابنا الإسلامي السمح وتراثنا العربي المجيد. وقد شاعت الرؤية الإسلامية السمحة المستنيرة المقدسة للحياة والأحياء جميعًا في نفوس المسلمين وعقولهم، عبر تاريخ أمتنا المجيد، وطبقها المسلمون بسلوكياتهم في جميع أرجاء الأرض قديمًا وحديثًا، فتأثر بها كثير من عقلاء الحضارات والثقافات والأديان وأدبائها ومفكريها... ومن أدلة ذلك تلك المقولة المأثورة عن الأديب الفرنسي الكلاسيكي “ميشيل دي مونتين[ت1562م]، ورائد فن المقالة الحديثة”: “كل إنسان يحمل في داخله الشكل الكامل للشرط الإنساني”، وتلك المقولة المأثورة عن الزعيم الهندي المهاتما غاندي(ت1948م): "يصبح الإنسان عظيمًا تمامًا بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية أخيه الإنسان"، وتلك المقولة المأثورة عن (“مارتن لوثر كينغ) –الناشط السياسي والإنساني المعروف المتوفي سنة 1964م-:" علينا أن نتعلم كيف أن نتعايش جميعا كبشر وكإخوة، وإلا فسوف نموت جميعًا كأعداء وكأغبياء"... وفي مطلع الألفية الثالثة بدأ اهتمام منظمة الأمم المتحدة بوذي الهمم فأنشأت اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (ذوي الهمم) في ١٣ ديسمبر ٢٠٠٦م، وتضمنت تعزيز وحماية وكفالة تمتع الأشخاص ذوي الإعاقة تمتعًا كاملاً على قدم المساواة مع الآخرين بجميع حقوق الإنسان، والحريات الأساسية، وتعزيز احترام كرامتهم المتأصلة. ويشمل مصطلح "الأشخاص ذوي الإعاقة" كل من يعانون من عاهات طويلة الأجل: بدنية، أو عقلية، أو ذهنية، أو حسية، قد تمنعهم لدى التعامل مع الحواجز من المشاركة بصورة كاملة وفعالة في المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين. خصائص الأدب المقدم إلى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة لا شك في أن للأدب وللأسلوب الأدبي الجيد أثرًا واضحًا في التوجيه وفي عکس مکنون النفس، وفي بناء الإنسان وإمتاعه وإقناعه وملء فراغه! ولكن الاهتمام الأكبر من قبل الأدباء كان موجهًا إلى الإنسان الطبيعي، بل إلى النخبة من البشر في المقام الأول، ومن ثم فإن التفكير في أدب ذوي الاحتياجات الخاصة تفكير إيجابي وواع واستشرافي! والواقع أنه لم يهتم المشتغلون بأدب الأطفال في الوطن العربي بهذه الفئة كثيرًا، ولم يتم تسليط الضوء على قضيتهم بالقدر الكافي. و في الفترة الأخيرة نتجَ اهتمام بقصص تحدثت عن إعاقاتٍ مختلفة بشكل ذكيّ ومدروس. إن من حق الطفل ذي الهمة أن ندمجه في المجتمع ونحقق ٳنسانيته ووجوده في كل الآداب بدءا من (أدب الأطفال Children Literature)، فإن المعاقين لديهم احتياجات خاصة بهم، ولا يقلل ذلک من شأنهم، فمنهم أبطال ولهم ٳنجازات کبيرة في مجتمعهم. ومن الأبحاث الجيدة في هذا المجال بحث(توظيف أدب الطفل لدمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة) للباحث إسلام رضوان، المنشور في المجلة العلمية لكلية الآداب بجامعة المنوفية سنة 2019م. أدب ذوي الهمم مصطلحا: --------------------: إن تعبير "أدب ذوي الهمم أو ذوي الاحتياجات الخاصة" هيمن على الخطاب الثقافي والإعلامي والدعوي في زماننا هذا، وله مفهومات عديدة، ففي كتابات يراد به كيفية التعامل الاجتماعي معهم، حيث الاحترام والتقدير، والتواصل المباشر، والتلقائية وعدم التكلف، و مخاطبة الشخص مباشرة، والتواصل البصري والسمعي، وعدم المبالغة في الشفقة، والاستئذان للمساعدة، وهذا مفهوم تربوي أخلاقي. ذوو الهِمَم مضمونًا أدبيًّا: ----------------- كما يراد بـ"أدب ذوي الهمم أو الاحتياجات الخاصة": النص الأدبي الذي يهدف إلى دمجهم في الحياة والأحياء من خلال محتوى مناسب وتصميمات خاصة من خلال إنتاج أشعار وقصص ومسرحيات تخدمهم وتناسب حالة التعويق عند كل منهم، وتعتمد على مواد ملموسة و فنون سمعية وأن تكون كالكتب الرقمية، والكتب الميسرة، والكتب السمعية، والكتب المتعددة الحواس التي تعتمد على طريقة برايل والكتب الإلكترونية، لتوفير قراءات بديلة وسهلة الوصول إليها، والاعتماد في الإبداع على اللوحات الوبرية وألبومات الصور وغيرها من الوسائل التعليمية المبتكرة، واستخدام اللغة العادية التي لا تشعر ذا الاحتياج الخاص بحالته، يجب أن يأخذ مبدع أدب ذوي الاحتياجات الخاصة في الاعتبار احتياجات الأطفال ذوي الإعاقة عند كتابة القصص، وغيرها من فنون أدب الطفل. .. من أجل الوصول إلى تحقيق الغاية الإنسانية الكبرى، وهي الدمج (Mainstreaming) بإشراكهم في التعليم والمجتمع، وتحقيق مفهوم (الأدب الشامل Inclusion Literature) والوصول إلى أدب موحد، لا يفرق بين الطفل العادي وذي الاعاقة، ويعالج ويوجه عن طريق القراءة الأدبية الميسرة المعينة الواصلة إلى الجميع وصولاً مباشرًا سريعًا: منطقيًّا ولغويًّا وشعوريًّا. ومن القصص الموجهة لذوي الهمم على سبيل المثال قصة “يونس” للكاتبة أمل ناصر، وهي عن طفلٍ مصاب بمتلازمة داون، وقد جاءت الرسومات معززة للنص حيث أن ملامح البطل قريبة جدًا من ملامح أطفال متلازمة داون. أما قصة “انسج مربعًا” للإماراتية أسماء كلبان فهي عن طفلة مصابة بالتَّوحد، تنسج الصوف على شكل مربع في كل مكان وكل الأوقات. أما عن المكفوفين فكتب مهند العاقوص قصة جميلة بعنوان “مكعبات”، ورسمتها الفنانة سحر عبدالله. ذوو الهمم مبدعون: ----------------- كما أن أدب ذووي الهمم أو الاحتياجات الخاصة يقصد به النتاج الأدبي الصادر عن (الأدباء ذوي الهمم) الذين يمارسون الإبداع الأدبي بفنية عالية وتحليق مؤثر، فهم تخطوا الحواجز التي ابتلوا بها، فحلقوا في سماء الموهبة وأبدعوا فتميزوا، وأضاءت عقولهم نورًا فوصلت إلى فكرة عميقة، وامتدت أنظارهم إلى محاور بعيدة فكشفوا المستور، ولم تحدهم الإعاقة على المثابرة والعمل لهم، ولم ييأسوا لوجود نقص في بعض قدراتهم بل زادتهم إرادة وعزيمة ليكشفوا للأصحاء ما عجزوا عن اكتشافه في كل دروب العلم والفن والأدب. والشواهد من التاريخ العربي والعالمي كثيرة على ذلك الإبداع الأدبي الصادر من ذوي الهمم، قديمًا وحديثًا. ومن الكتب المُعلِنة عن أدب ذوي الاحتياجات الخاصة كتاب "معجم أعلام الجبابرة، الأدباء ذوي العاهات" لكارين صادر، ونصير الجوهري حيث ترجما لـ 400 أديب. ذوو الهمم في تراثنا العربي: ---------------- كان تراثنا العربي سباقًا في الاهتمام بذوي الهمم، والكتابة عنهم، ورصد أحوالهم ومعاناتهم، والتنويه عن فضائلهم وتميزهم في جوانب الحياة المختلفة، ووصول بعضهم إلى قمم المجد والشرف والسيادة، وقد أحصى مؤلفا (الكتابة عن ذوي الهمم في التراث العربي) الكتب الخاصة بذلك فذكروا أن "أبا عبد الرحمن الهيثم بن عدي بن عبد الرحمن الطائي الكوفي" (ت ۲۰۷ هـ) قد ألف كتابه "المثالب"، وتناول فيه مشاهير العرب وأشرافهم من العميان، والعور، والحولان والبرصان، والعرجان، وخصص أبو جعفر محمد بن حبيب الهاشمي البغدادي (ت ٢٤٥ هـ) فصلا في كتابه "المحبر" عن الأشراف من ذوي الهمم (العاهات)، وهذا الجاحظ(ت255هـ) يؤلف رسالته "البُرصان والعُميان والعُرجان والحُولان" وتحدث فيها عن أخبار وأدب وإنجازات ذوي الاحتياجات الخاصة، وتحدث أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (213- ٢٧٦هـ) عن ذوي الهمم (أصحاب العاهات) من البُرص، والعُرج، والصّم، والجُدع، والجَذمى، والحُول، والصّلع في فصل خاص من كتابه المشهور "المعارف"، وأشار المؤرخ أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (5۱䕥۹۷ هـ) إلى الأشراف من ذوي الهمم والعاهات المتنوعة في كتابه "تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التواريخ والسير"، وألف أبو الصفاء صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي (٦٩٦ ٧٦٤ هـ) كتابا عن ذوي العاهات البصرية الذين بلغوا مراتب الشرف والنباهة والسيادة: "نَكْت الهِمْيان في نُكت العُميان"، ثم كتابا عن العور بعنوان: "الشعور بالعُور"، وفي القرن العاشر الهجري ألف محب الدين محمد بن عبد العزيز الهاشمي المكي (ت ٩٥٤ هـ) كتابا بعنوان: "النكت الظِراف في الموعظة بذوي العاهات من الأشراف"، فهو يحتوي على قصص عن الأشخاص ذوي الهمم والعاهات الذين بلغوا مراتب الشرف والسيادة والنباهة. وقد قامت الكاتبة مها اليمني بذكر أبرز ذووي الهمم المبدعين في مقالتها(أدب ذوي الاحتياجات بين الواقع والأصالة)، ومنهم: • الكميت بن زيد الأسديّ ( 60 -126هــ): شاعر أموي كان عالمًا بآداب العرب ولغاتها وأخبارها وأنسابها. عرفُ بيقظه عقله وحدة ذكائه وسرعة بديهته وثقافته الواسعة المتنوعة. وكان أصم أسلخ لا يسمع شيئًا! لكنه برع في الشعر حتى عُدَّ من فحول الشعر الأموي. قال أبو عبيدة: «لو لم يكن لبني أسد منقبة غير الكميت لكفاهم»، قد ورد في خزانة الأدب: "في الكميت خصال لم تكن في شاعر، كان خطيب بني أسد وفقيه الشيعة، فارسًا شجاعا، سخيًا راميًا لم يكن في قومه أرمى منه"، وقد قتل الكميت في خلافة مروان بن محمد عام 126 هـ، وكان مبلغ شعره حين مات حوالي خمسة آلاف بيت. • الشاعر بشار بن برد (95- 167 هـ ) شاعر عباسي ومن فحول الشعر في الأدب العربي كان أعمى منذ ولادته مجدور الوجه جاحظ العينين قد تغشاهما لحم احمر. قال الجاحظ: «كان شاعرًا راجزًا وسجّاعًا خطيبًا وصاحب منثور ومزدوج وله رسائل معروفة» وكان شديد الذكاء، تعلم الشعر والأدب ونبغ فيهما، وله مدرسة شعرية خاصة، وكان إمام الشعراء في زمانه، له ديوان كبير. يقول في عماه: عميتُ جنينًا والذكاء من العمى فجئت عجيب الظنّ للعلم موئلا وغاض ضياء العين للقلب فافتدى بقلب إذا ما ضيّع الناس حصّلا • الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعري (363- 449 هـ) خاتمة شعراء العصر العباسي الثاني كما كان متنبي فاتحته. أديب عباسي شائع الذكر ووافر العلم اعتل بالجدري في السنة الرابعة من عمره، فعمى منه. وقال الشاعر هو ابن إحدى عشرة سنة كان يقول: «أنا أحمد الله على العمى كما يحمده غيري على البصر». أما شعره هو ديوان حكمة وفلسفة فثلاثة أقسام هي: اللزوميات، سقط الزند، ضوء السقط. وقد ترجم شعره الى كثير من اللغات. وأهم تصانيفه: الأيك والغصون (في الأدب) وتاج الحرة (في النساء)، و رسالة الغفران (أشهر كتبه). ولا يخفى على مثقف مدى التأثير الكبير الذي أحدثه أبو علاء المعري في تطوير الحركة الشعرية الأدبية. • مصطفى صادق الرافعي (ت١٩٣٧م) أحد الكتاب والأدباء العرب المجيدين في القرن العشرين، كان مرض التيفوئيد سببا في حبسة في صوته وصمما في أذنيه. وكان هذا سببا يباعد بينه وبين الناس من ناحية، ويدفعه إلى البحث والمطالعة من ناحية أخرى. ومن آثاره الأدبية: ( تاريخ آداب العرب، تحت راية القرآن، رسائل الأحزان، وحي القلم، المعركة، السحاب الأحمر…إلخ • عميد الأدب العربي طه حسين (ت1٩٧٣م) ناقد مصري كبير. أصيب بالجدري في الثالثة من عمره فكف بصره. أسس جامعتي الإسكندرية وعين شمس، وشغل منصب وزير المعارف.من مؤلفاته: في الأدب الجاهلي، قادة الفكر، حديث الأربعاء، الأيام، مع أبي العلاء في سجنه، دعاء الكروان، مع المتبني، الحب الضائع، وغيرها كثير. أما المترجمات فمنها نظام الأثينيين لأرسطو ـ آلهة اليونان، وصحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان... ... وغيرهم. ... وأكاد أجزم أنه لا تخلو حضارة أو دولة من ذوي همم وذوات همم لهم ولهن آثار أدبية وعلمية فريدة وفائقة.. وبحمد الله تعالى نجد في مصرنا اهتمامًا كبيرًا بالمكفوفين، في جميع مراحل التعليم: الأساسية والجامعية والعُليا، كما تكفل لهم الدولة المصرية الحياة الكريمة المستقرة عن طريق سَنِّ تشريعات تحفظهم وتعينهم على الحياة ومتطلباتها روحيًّا وعقليًّا وجسديًّا وتربويًّا ومجتمعيًّا.. كما توجد جمعيات رسمية وخاصة كثيرة تُعنَى بهؤلاء المكفوفين، تسمى (مؤسسات رعاية وتاهيل المكفوفين) ترعاهم وتعمل على إدماجهم في الحياة، وعلى استثمار طاقاتهم ومواهبهم، وتكرم المتوفقين منهم علميًّا ورياضيًّا وفنيًّا، بل لقد أنشئت مجلة تسمى "الأخبار برايل"، وهي أول مجلة تصدر للمكفوفين في مصر والشرق الأوسط...وهذا بلا ريب دليل - كبير وعَمَلي وعالمي- على البعد الإنساني النبيل والراقي في وطننا، هذا فضلا عن تكريم المتفوقين من المكفوفين في الشهادات المتنوعة من ابتدائية وإعدادية وثانوية تكريمًا رسميًّا ومجتمعيًّا، ويعلن عن هذا التكريم ويعرف به في أجهزة الإعلام المختلفة... نسأل الله أن يمتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحيانا وأن يجعله الوارث منا. وأن يلهم المبتلين بفقد البصر أو السمع أو أي عضو من الأعضاء الصبر والسلوان، وأن يعينهم على الحياة وأن يبارك في بقية حواسهم، وأن يعوضهم خيرا.
#صبري_فوزي_أبوحسين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سمو التراث العربي في التعامل مع الجنون والمجانين
-
سمو تعامل التراث العربي مع الجنون والمجانين
-
تناغم الأبوة والطفولة في أقصوصة(كاميرا أبي) للقاصة حنان إسما
...
-
أبحاث الأستاذ الدكتور صبري فوزي أبوحسين حتى عام٢٠
...
-
تقنيات أسلوبية في تجربة(عبده الوزير ..إزازة سابقًا) للدكتور
...
-
توصيات المؤتمر العلمي الثاني لكلية الدراسات الإسلامية والعرب
...
-
رمضان شهر الإنجاز الروحي والثقافي
-
صداقاتي في مسيرتي الخمسينية
-
أدب النكبات مفهوما ومسيرة
-
الموسيقى في آداب اللغة العربية
-
غانم السعيد البشير القاص
-
تعليم اللغة العربية ضرورة دينية ووطنية
-
البيئة الغربية والنقد الأدبي العربي الحديث
-
محاضرة في أوزان الشعر وموسيقاه
-
الجمال في فَضاءي الريف والمدينة لُغَوِيًّا وأدَبِيًّا
-
العلامة الدكتور محمد رجب البيومي مبدعا أزهريا ومثقفا مصريا
-
تصدير الأستاذ الدكتور خالد فهمي لكتاب أعمال المؤتمر الدولي ا
...
-
تصدير الناقد الأديب الأستاذ الدكتور علاوة كوسةالأستاذ بالمرك
...
-
تزوير فكري مُشَوِّه لقضية عروبة القدس
-
ثقافتنا بين القدامة والحداثة
المزيد.....
-
مخرج إيراني يفوز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان باكو السينمائي
-
لسهرة عائلية ممتعة.. 4 أفلام تعيد تعريف الإلهام للأطفال
-
محمود الريماوي.. قاصّ يمشي بين أريحا وعمّان
-
مهرجان الناظور لسينما الذاكرة المشتركة في دورة جديدة تحت شعا
...
-
جولات في الأنفاق المحيطة بالأقصى لدعم الرواية التوراتية
-
الثقافة والتراث غير المادي ذاكرة مقاومة في زمن العولمة
-
الروائي الفلسطيني صبحي فحماوي يحكى مأساة النكبة ويمزج الأسطو
...
-
بعد تشوّهه الجسدي الكبير.. وحش -فرانكشتاين- يعود جذّابا في ا
...
-
التشكيلي سلمان الأمير: كيف تتجلى العمارة في لوحات نابضة بالف
...
-
سرديات العنف والذاكرة في التاريخ المفروض
المزيد.....
-
المرجان في سلة خوص كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
بيبي أمّ الجواريب الطويلة
/ استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
-
قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي
/ كارين بوي
-
ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا
/ د. خالد زغريت
-
الممالك السبع
/ محمد عبد المرضي منصور
-
الذين لا يحتفلون كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
شهريار
/ كمال التاغوتي
-
مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
شهريار
/ كمال التاغوتي
-
فرس تتعثر بظلال الغيوم
/ د. خالد زغريت
المزيد.....
|