أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري فوزي أبوحسين - ثقافتنا بين القدامة والحداثة














المزيد.....

ثقافتنا بين القدامة والحداثة


صبري فوزي أبوحسين

الحوار المتمدن-العدد: 8056 - 2024 / 8 / 1 - 11:50
المحور: الادب والفن
    


هذا العنوان يدل على حالتنا الحضارية المضطربة، ويستدعي الوقوف بصدق أمام هذه الأسئلة:
من نحن؟
هل نحن أصلاء أو غرباء؟ قُدَماء أو حُدَثاء؟
هل نحن ذوو هوية وثوابت في هذا الزمان؟
أين نحن من الآخر؟
ما هويتنا؟
ما ثوابتنا؟
ما حدود تعاملنا مع الآخر؟
هل إنتاجنا الثقافي العربي بخير ويؤدي في رسالته الفكرية والثقافية على أحسن ما يُرام، أو أنه يعيش أزمة تتعدّى قضية الحديث عن جدواه وفعاليته إلى الحديث عن أصالته واغترابه عن جذوره وتراثه؟
وهل تحوّل الأخذ عن الغرب في المجال الفكري والثقافي، في سياق الحدود الطبيعية في التكامل بين الثقافات والحضارات الإنسانية، إلى حالة من "الهوس" الذي أحدث قطيعة مع الأصالة والتراث وحتى الواقع الراهن؟
وللإجابة عن هذه الأسئلة نقول: نحن عرب ومسلمون. أصالتنا في عروبتنا وإسلامنا، في التزامنا بسيما العروبة والإسلام في قلبنا وعقلنا ولساننا وقلمنا ومجريات حياتنا. فمن راعى ذلك كان من الأصلاء، ومن خالف ذلك وانحرف عنه كان من المتفرنجين المتغربين، ليس تعاملنا مع الآخر قائمًا على الانغلاق التام في الماضي وهو ما أسميه(القَدامة)، أو على الانسحاق التام في الغرب وهو ما يسمى(الحداثة) أو (التغريب). أما السؤال عن حالة إنتاجنا الثقافي فإجابته تستعصي على باحث واحد في مقالة موجزة كهذه، ولكن أستدعي في الإجابة عنها قول الدكتور زكي نجيب محمود: إن الحياة الثقافية عندنا عقيمة..وإننا ما زلنا نعيش فكريا على أصداء النهضة الأدبية التي كانت في العشرينيات، وما زلنا نسير في النقد الأدبي على ضوء العقاد وطه حسين، وعندما نذكر المدارس النقدية مثلا نجد في مقدمتها المدرسة النفسية التي أوجدها العقاد، والمدرسة الاجتماعية التي ـأوجدها طه حسين"، نعم لقد استوردنا الأفكار والمناهج وحتى تقنيات التعبير الغربية وكأننا "يتامى التاريخ"، واستغرقنا في إبداع عوالم أخرى لا تنتمي إلينا. وصرنا كما قال الشاعر:
إن شرَّقوا فالشرق أقدس قِبْلةٍ أو غرّبوا فالغرب نعم الموضعُ
يـجــري مع التـيار يعـرف طبْعَه وعلى لحــون العازفين يُوَقِّعُ
يمضي إِلى المأوى الحرام مُلَبِّيًا
و يَؤُمُّ حانات المساء ويكرَعُ
وهذا الأمر-لا ريب - من مظاهر التزوير في الفكر والأدب العربيينِ! لكن حساب درجته في وطننا العربي وأمتنا الإسلامية لا يمكن الوصول فيها إلى حكم نهائي مقبول عقلا ومنطقًا. إنه طرح فيه درجة من التّهويل، فما زال في الأمة الآن علماء أصلاء، محافظون على عروبتهم وأصالتهم، ويكاد يوجد في كل قطر عربي جامعة أو كلية أو معهد أو مجمع، يمثل الأصالة العربية والإسلامية.
وكوني أنتمي إلى جامعة الأزهر يجعلني أحافظ دائمًا على هويتنا العربية والإسلامية، وآخذ بهذه الهوية وهذه الثوابت في كل ما أكتبه من مقالات وأبحاث، وكل ما ألقيه من محاضرات وخطب، وفي متابعة الإبداعات الفكرية والأدبية والثقافية الماضية والآنية!
إننا في معضلة التعامل الفكري والأدبي مع التراث والثقافة لا يمكن أن نعتمد على (القَدامة) فقط، ولا على(الحداثة) فقط، ولكن على (الحداثة العربية الراشدة) أو كما يقرر العلامة سعد مصلوح على: (أصالة عربية معاصرة)! وقد قلت في بحثي(نقد النقد في كتاب خداع المرايا للدكتور عيد بلبع): إن ثنائية التراث والحداثة تكاد تكون حاضرة في كل عقل عربي منذ مطلع العصر الحديث، وهو حضور جدلي، مر النقد الأدبي الحديث في حضارتنا العربية بطورين اثنين: طور النقد الأدبي الكلاسيكي (التقليدي)، وطور النقد الأدبي الرومانتيكي (التجديدي)، وحدث بعدهما ما يعرف بمرحلة الحداثة(modernism) ثم ما بعدها! وهو في ذلك التطور متابع أو تابع لحركة النقد الأدبي العالمي! وقد تعددت المواقف من هذه الثنائية بين: (فريق أول يمثل القُدامى) محافظ على التراث، يعمل على إحيائه ويدعو إلى الحياة به، وينقم على الحداثة ويرفض كل وافد غاز! و(فريق ثان يمثل الجُدادى): داعية للحداثة، ناقل إياها، مقاطع للتراث، ويراها سبب ضعفنا ورجعيتنا!. و(فريق ثالث يمثل الوسطيين المغربلين): يمثل الرؤية الوسطية التوفيقية أو التلقيفية: تأخذ من التراث ما يناسب العصر ويفيده، وتأخذ من الحداثة ما يناسب هويتنا وأيدلوجيتنا!
لسنا في صراع مع أحد، ولا نريد الصراع مع أحد، ولكننا أمة الحوار، نحرص على هويتنا وثوابتنا وتراثنا، ننطلق من ذلك بعقل واع مبدع؛ لنحاور كل جديد وافد، ونعلن عن حضورنا وأثرنا الفاعل المنتج! نعم لأصالة عربية حديثة بانية مضيفة! ليست الحداثة شرًّا مطلقًا، وليست القدامة خيرًا مطلقًا، ولكن الوسطية في الفكر والقدرة على إعمال العقل وعلى الغربلة والانتخاب، هي الأساس وهي المرجع، وهي الوسيلة إلى طريق مستقيم، وإنجاز(الأصالة العربية المعاصرة) و(الحداثة العربية الراشدة)..



#صبري_فوزي_أبوحسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحياء الكتب مفهوما ودافعا
- إحياء الكتب مفهوما ودوافع
- محمود مفلح: الشاعر المقاوم المخضرم
- بواعث السرد في حياة نشأت المصري وشخصيته
- المشهد الروائي المعاصر في مصر
- رائية الدكتور حسن جاد في الأزهر : دراسة أسلوبية إحصائية
- منهج الكاتب نشأت المصري في تاريخياته السردية
- الأنساق الثقافية في أقصوصة شيخ الخفر للقاص محمود تيمور
- الدكتور عبده زايد إنسانا وباحثا
- استشرافُ المستقبلِ في مُذَكِّراتِ الدكتور جمال حمدان(1928-19 ...
- ثنائية الوعظ والنقد في ديوان إرثي إليكم دره للشاعر وحيد الده ...
- تحليل عنوان كتاب الديوان للعقاد والمازني
- كتاب الديوان للعقاد والمازني: قراءة في نقد النقد
- عصمت رضوان إنسانا ومبدعا أزهريا
- مقاربة أيكولوجية في خريدة (الرجل البدائي) الجيمية للشاعر عبد ...
- كيف تحلل نصا أدبيا؟
- كيف تعد خطة موضوع لنيل درجة الماجستير؟
- عمدة التحقيق الأزهري للتراث الأدبي: العلامة النبوي شعلا
- ريادة طه حسين في فن السيرة
- كتاب الغربال لميخائيل نعيمة شكلا ورؤية -- إعداد الطالبة إيثا ...


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري فوزي أبوحسين - ثقافتنا بين القدامة والحداثة