صبري فوزي أبوحسين
الحوار المتمدن-العدد: 8333 - 2025 / 5 / 5 - 10:18
المحور:
الادب والفن
الحمد لله رب العالمين، الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتمهم أجمعين، أما بعد:
فبعد أن اجتمع أكثر من أربعين باحثًا وباحثة من داخل مصر، وحارجها، في المؤتمر العلمي الدولي الثاني لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بمدينة السادات بجامعة الأزهر، والمعنون بـ(البحث العلمي في الدراسات الإسلامية والعربية بين مشكلات الواقع وآفاق التطوير)، والذي انعقد في يومي 28، 29/ 4/ 2025م، خلص المجتمعون إلى إقرار التوصيات الآتية:
1- تعليم الطلاب والباحثين كيفية إنتاج العلم بدلا من استهلاكه فقط.
2- يجب أن تتضمن البرامج العلمية للجامعات ما يضمن إتقان الخريجين لمتابعة البحث العلمي في تخصصه، وتدريس مناهجه، وتوظيف معلوماته مهنيًّا.
3- تقسيم أصحاب الشهادات والدرجات العلمية إلى: (معلمين) و(باحثين).
4- الحرية في البحث العلمي لا تعني السطو على الثوابت الدينية والافتراء على الأدلة القطعية، فما هو قطعي الثبوت والدلالة، لا يصح فيه الاستفتاء، ولا يقبل الرأي والرأي الآخر. والأزهر الشريف هو المؤسسة الرسمية المسئولة عن الحفاظ على الهوية والعلوم الإسلامية والعربية، وبناء الاجتهاد الفقهي المعاصر، وفقًا للدستور المصري، ومن ثم يرفض المؤتمر كل شذوذ علمي أو إعلامي يسطو على الثوابت.
5- ضرورة دعم الباحثين لإنتاج البحوث العلمية التي تخدم المجتمع، وفتح الباب أمام الباحثين من خارج الجامعة ممن لديهم قدرة ويتسلحون بملكات تمكنهم من إنتاج بحث علمي يخدم قضايا المجتمع ومشكلاته.
6- ضرورة التواصل بين الهيئات الأكاديمية العلمية، ومؤسسات الدولة الرسمية المختلفة، للتعرف على القضايا التي تحتاج علاجًا أو تحسينًا، لعمل دراسات علمية حولها.
7- يرى المؤتمر أن للاجتهاد المتصل بعلوم الإسلام أصولا ينبغي أن تُراعَى، من أهمها أن الاجتهاد البحثي ينبغي أن يكون داخل المؤسسات العلمية للأزهر، بعيدًا عن الإعلام؛ حتى ينضج ويستوي علميًّا، فيخرج في شكل مفيد للبلاد والعباد.
8- يوصَى بوجوب التعاون بين الجامعات العربية والإسلامية؛ لتكوين رؤية موحدة للأولويات البحثية في المجالين: التقني والإنساني، والتخطيط لمشروعات علمية بشكل دوري، بما يخدم المجتمع العربي، ويُوحِّد الجهود في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
9- زيادة المخصص المالي لدعم المؤتمرات العلمية والنشر العلمي في تخصصات الدراسات الإسلامية والعربية والإنسانية.
10- ينبغي تطوير الخطة العلمية البحثية للجامعات، ومخاطبة الأقسام العلمية في الكليات لتقديم خطة عامة لمعالجة قضايا البحث العلمي ومشكلاته في تخصصات الدراسات الإسلامية والعربية والإنسانية، بما يتوافق مع خطط التنمية المستدامة ويُعَزِّزها.
11- يوصى بصياغة دستور لعملية البحث العلمي، مستمد من الضوابط الشرعية والسوابق البحثية والتجارب العقلية، ويكون بمثابة سياسة تعليمية مُراعًى فيها ثقافة المكان والزمان وأنواع البحوث المختلفة وأغراضها، ويُتَحاكَم إليه في وضع المعايير اللازمة والمناهج المناسبة لكل علم ولطبيعة كل بحث... وغير ذلك من عناصر العملية البحثية.
12- وضع معجم للمصطلحات المعرفية المتعلقة بالبحث العلمي.
13- الاهتمام بالتخطيط العلمي في مجال البحوث، ووضع هندسة تصميم المناهج، والخطوات المتدرجة للبحوث الجادة، وتوجيه الباحثين وتعليمهم كيفية القيام بمهماتهم على خير وجه .
14- ينبغي إيجاد وسائل تواصل بين الأساتذة الكبار والأجيال القادمة، في كل تخصص علمي.
15- تفعيل مبدأ الثواب والعقاب والتقييم العادل في مجال البحث العلمي، ومتابعة التقارير، وإعطاء كل ذي حق حقه دون مَيْل أو حَيْف؛ حذرًا من المجاملات في غير محلها، والعقوبة لغيرِ مُقَصِّر لأغراض شخصية، أو تساوقا مع عُرْف خاطئ.
16- ضرورة تدريس مناهج البحث العلمي تدريسًا نظريًّا وعمليًّا، في جميع الفرق الجامعية وما بعدها من مراحل علمية .
17- ضرورة تحديث المناهج الجامعية وتطويرها بصورة تكفل للطالب دراسة علومه التخصصية، وغير التخصصية؛ لتتسع دائرة معارفه، وتتكون لديه ذهنية علمية واسعة تشمل العلوم البينية والمستقلة، ولمواكبة مستجدات العصر، ومواجهة تحدياته التكنولوجية الخطيرة.
18- يؤكد المؤتمر على أهمية وضع رؤية بحثية واضحة المعالم لجميع المشتغلين بالبحث العلمي في الدراسات الإسلامية والعربية.
19- يُوصي المؤتمر بأن يتجه البحث الجامعي- سواء على المستوى العلمي أو التطبيقي- إلى معالجة المشكلات الاجتماعية والإنسانية المُلِحَّة.
20- فرز الرسائل العلمية الجامعية التي نوقشت، والكتب التي حققت، ومراجعتها وإصدارها إليكترونية وورقية - كاملة أو مختصرة - بدلا من حبسها على أرفف المكتبات بالكليات.
21- إنشاء مراكز بحثية وتخصصات علمية مستحدثة في الدراسات البينية.
22- عقد دورات تدريبية وورش عمل للتوعية بأخلاقيات البحث العلمي في ضوء تحديات تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
23- إصدار وثيقة أزهرية تفصيلية تحدد أخلاقيات الباحث في التعامل مع مسائل العلم، لا سيما المختلف فيها، وكذلك في التعامل مع الأفكار العلمية وأصحابها بصورة تكفل - تطبيقيا لا تنظيريا فقط - عدم التعصب أو التجريح، بل قبول الحق وعرضه بطريقة تليق بالعلم والحق؛ ليكون ذلك أدعى للقبول، مع صدور معاقبة قانونية لكل من يخالف هذه الأخلاقيات والقرارات.
24- التوصية بعقد ندوات دورية لمنسوبي الدراسات الإسلامية والعربية والإنسانية؛ لمناقشة قضايا البحث العلمي ومواكبة التطورات والمتغيرات. .
25- ضرورة تجديد مصادر البحث العلمي بإضافة مصادر غير تقليدية، مع ضرورة تنقية الأخبار والمرويات التاريخية، الواردة في كتب التراجم والطبقات بوصفها مصادر مهمة جدًّا لتطوير البحث العلمي التراثي.
26- ضرورة توثيق النصوص العلمية والاطمئنان إلى صحتها، قبل استنباط الأحكام منها، ولا سيما في العصور التي شاع فيها الوضع والنحل.
27- من المآخذ والسلبيات في الأبحاث العلمية المعاصرة: نشر بحوث ومقالات مكررة المنهج والنتائج، ونشر العديد من البحوث والمقالات المتعجلة والمتسرعة في إحصاءاتها واستنباطاتها، ووجود العديد من البحوث والمقالات التي اتسمت بالنقد الانطباعي، وكثرة الأبحاث المسروقة بطرق مختلفة في حجمها وطريقة سطوها!
28- تعود ظاهرة الغموض أو الإبهام في الخطاب الحداثي المعاصر لعوامل عديدة، أبرزها طغيان التفلسف اللغوي، وهيمنة التقعر الاصطلاحي، والتأثر بالكتابات النقدية الأجنبية، دون نقد علمي لشبهاتها، والتأثر السلبي بالترجمات المضطربة، وغياب العقل الشارح، والمفسر.
29- ينبغي استحداث ضوابط عملية في التوثيق العلمي من المصادر الرقمية، وذلك بسبب ما لوحظ من محدودية المنهج الوصفي التقليدي في استيعاب التطورات التقنية، لا سيما في مجال الفقه المقارن للقضايا الاقتصادية الإلكترونية المعاصرة؛ فالبحث العلمي في حقل الفقه المقارن اليوم على مفترق طرق: إما أن يظل حبيس النظريات التقليدية، وإما أن يتبنى جرأة منهجية تليق بتعقيدات العصر الرقمي.
30- من الخطايا المعرفية والعلمية الموجودة في باحثي هذا الزمان: تزوير المعرفة وتحريفها، ولبس الحق بالباطل، والإعراض عن الحق بعد تبيُّنه، وإنكار الحق بعد العلم به، والإعراض عن استعمال أدوات التحصيل الحقيقية...وغير ذلك!
31- ضرورة دعم المخرجات الطلابية للجامعات بشكل فعال ومستمر وقوي، وذلك من خلال تبني الكفاءات العلمية المتميزة من الطلبة والباحثين، وعقد دورات تنموية لهم، وتوظيفهم في مهمات تناسب كفاءاتهم في الداخل والخارج، وتوفير فرص عمل مناسبة تضمن استمرار عملهم البحثي والإفادة منه.
32- استثمار الطاقات البشرية العلمية في جامعة الأزهر في عقد دورات تدريبية بعد انتهاء الدراسة الأساسية للطلاب الوافدين الناطقين بغير اللغة العربية؛ وأن تكون هذه الدورات خاصة في مجال التواصل الشفهي والكتابي باللغة العربية، مع تحصينهم من الأفكار المغلوطة والشبهات المثارة.
33- ينبغي تمهيد المناهج العلمية المقدمة إلى الطلاب الوافدين من العرب وغيرهم، وتذليلها، ومراعاة الفروق النفسية والعقلية والاجتماعية لدى كل طائفة منهم: تأليفا وتدريسا، بما يكفل تحقيق أهداف كل مقرر علمي.
هذا والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل، وإليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه. وله وحده الحمد في الأولى والآخرة.
#صبري_فوزي_أبوحسين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟