تعلموا منا كيف تكون الحضارة أيها العلمانيون

جورج فايق

الحوار المتمدن-العدد: 1834 - 2007 / 2 / 22 - 03:27
المحور: كتابات ساخرة
    

لا أدري ماذا كان سيكون حال العالم بدون خير أمة ؟ بالتأكيد كان سيكون غارقاً في الظلام و الكفر لا يعرف طريق هدايته و تقدمه و رغم كل ما نقدمه لهم من مساعدات و إمدادات و بعثات تعليمية و تبشيرية مازالوا غارقين في وحل الخطيئة و الرذيلة فهم مازالوا يشربون الخمر و ينكحون النساء دون زواج و يعيشون مثل البهائم بلا ضابط أو رابط يكشفون عن أجسادهم الجميلة البيضاء كاللحم المكشوف مما يجعلون الذباب يتجمع عليهم و الذباب أي الرجال لا ذنب له لأنه رأى لحم مكشوف فنزل عليه .
من أي شيء خلق هؤلاء العالم الكافر ؟ كيف يستطيعون العيش في هذا الكفر و الانحطاط ؟ كيف يتحملون البعد عن نور الأيمان و سموه ؟
كيف يضيع هذا العالم المتحضر العلماني الكافر وقته جرياً وراء دراسات علمية جادة للرقي بالبشرية في جميع المجالات؟
كيف الزراعيين في هذه الدول االكافرة يعملون على تطوير و زيادة أنتاج المحاصيل الزراعية و العمل على سد فجوة الغذاء و استخدام أحدث أساليب الزراعة بالهندسة الوراثية و تهجين الأنواع القديمة و أيجاد أنواع جديدة لتوفير الغذاء لعالم يعاني من مشكلة الجوع و التصحر و يستخدموا عقلهم لاختراع ميكنة زراعية حديثة توفر الوقت و الجهد و يجرون أبحاث على التربة الزراعية و مدى ملائمة كل نوع تربة لمحصول معين و محاولة الترشيد في استخدام المياه و المبيدات و زيادة مقاومة النبات للأمراض عن طريق الجينات و استخلاص أنواع جديدة تكون أكثر أنتاجاً و أكثر مقاومة لآفات ؟

كيف الأطباء و الكيميائيين في بلاد الكفر يعملون لتطوير أدوية لمكافحة و علاج الأمراض و توفير الأمصال و اللقحات لمحاربة الأمراض و توفير العلاج للمرضى و أيجاد علاج للسرطان و الإيدز و المرض الجديد الملقب بأنفلونزا الطيور و غيرها من الأمراض ؟
و كيف أن علماء الفضاء و تكنولوجيا المعلومات وغيرهم من العلماء في بلاد الكفر في سباق مع الزمن لكي ما يحقق كل منهم نجاح يكتب له و يسجل أسمه في تاريخ البشرية أنه أضاف جديد للعلم و للعالم و أنه ترك بصمته في هذا العالم و أضاف للعلم و العالم جديد ؟
هل هذه هي الحياة ؟ ماذا يفعل هذا الغرب الكافر آكلين لحوم الخنازير و شاربين الخمر ؟ الناكحين النساء بدون زواج كم عدد البنات العذراوات في هذه المجتمعات الكافرة ؟ كم شخص يترك عمله لكي يصلي و يحفظ فروض الله ؟ كم فرد منهم يصوم و يترك عمله و يتفرغ للصوم و السجود و القيام ؟
فليحل غضب الله عليهم أنهم عبيد لنا يعملون و يكدحون و نحن نتفرغ للعبادة و الصلاة و الصوم و في الدنيا نأخذ ثمرة عملهم على الجاهز و في الآخرة هم خالدين في النار و نحن ننعم بجنة الحور و الغلمان
أين هم ؟ و أين نحن ؟ أن ما يشغلنا أسمى و أرقى من عقلهم العلمي العلماني الكافر ؟ أن ما يشغل خير أمة هو التفنن في تكفير الآخرين و استباحة قتلهم ل و إشعال الفتن بين أفراد الشعب الواحد عن طريق تقييم الناس بأديانهم و مذهبهم مما يهدد بتدمير بلادهم عن طريق تقسيمها و تشيعها
ما يشغللهم أيضاً الاهتمام بالجزء السفلي و النكاح و الفراش و تعريف العورة و ما يجب إظهاره و ما يجب إخفائه و هل يجوز ترقيع غشاء البكارة أم لا ؟ و هل التجرد من الملابس إثناء المعاشرة الزوجية يبطل عقد الزواج أم لا ؟

و تخرج هذه الفتاوى الرائعة من بلد كانت مصدر أعظم حضارة عرفها العالم و مازال العلماء كل يوم يكتشفون جديداً ً من أثارها العظيمة إلا و هي الحضارة الفرعونية هل رأيتم ما يشغلنا و محور اهتمامنا أيها العالم العلماني الكافر ؟
يا أحفاد القردة و الخنازير! ؟ تعلموا منا أصول الحضارة يا أهل الكفر و الجهل
نحن حولنا الحضارة الفرعونية إلى حضارة بدوية فرجية و حضارة بلاد الرافدين إلى حضارة ما بين النهدين هذه هي الحضارة و ليس الزراعة و الصناعة و الطب و الهندسة و غيرها من العلوم

هذه الفتاوي ستبدد الظلام و الفقر و الجهل و المرض و ترجع لمصر مجدها المفقود و ريادتها السابقة سوف ترتقي هذه الفتوى ليس بمصر فقط و لكن بالإنسانية كلها
متى يكتشف العالم العلماني الكافر أنه عالة علينا و أن الله أرسانا لهدايته و إيمانه و ماذا كان سيكون حالكم من غيرنا أيها الكفرة ؟ تعلموا منا الأيمان و التقوى و الرقي لعل الله يجعل بلادكم مثل بلدنا منارة لكل ضال شارد

#جورج_فايق (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل