أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فايق - هل الإسلام هو الحل ؟















المزيد.....

هل الإسلام هو الحل ؟


جورج فايق

الحوار المتمدن-العدد: 1795 - 2007 / 1 / 14 - 07:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كثيرا ما سمعت هذا الشعار ليس الآن فقط و لكن منذ زمن بعيد و أن أجد هذا الشعار معلقاً في لافتات الانتخابات و على ملصقات المرشحين في الشوارع
أتذكر و أنا طفل صغير أني رأيت هذا الشعار في الشارع بجانب صور لأشخاص قساة الشكل و قد أتخذ جميعهم في ذلك الوقت شعار المسدس و كان منظرهم مرعباً بلحيتهم الكثة و نظرات القسوة و الشدة في أعينهم و ما زاد المنظر قسوة و رعب هو المسدس شعارهم الانتخابي في ذلك الوقت بالإضافة للسيف مع القرآن شعار جماعتهم فاجتمعت أركان القسوة متمثلة :
1- كتاب كريم يحث على إقصاء وذل الأخر المخالف لكتاب الله و سنته
2 - أشخاص قساة يبدو من ملامحهم أنهم لا يعرفون الرحمة أو الشفقة لتنفيذ دستورهم السماوي العنصري
3 – أدوات إقصاء و تأديب المخالف متمثلة في السيف و المسدس
و كان منظر هؤلاء يثير في نفسي الخوف كطفل دون أن أعي لما و دون أن أفكر في الأركان أو غيرها فكل ما أراه شخص قاسي الملامح و بجانبه سيف و مسدس
وعندما مر الزمن رأيت حديثاً أشخاص آخرين منتمين لنفس التيار و يرفعون نفس الشعار الإسلام هو الحل و للحق لم يعد لديهم هذه النظرة القاسية و الوجوه المكفهرة بل رأيت وجوه باسمة و لحى مهذبة و بعضهم بدون لحى و ملابس مودرن أخر موضة و لغة ودودة تقطر سماحة وود للمخالفين لهم رغم بعض السقطات التي تكشف النيات مما جعلني أفكر هل نحن ظلمنا هؤلاء القوم ؟ أما أنهم يتخفون و راء قناع السماحة و الحرية و الديمقراطية
رأيت أيضاً أن المسدس لم يعد شعارهم و لكن بقى الكتاب و السيف و شعار الإسلام هو الحل و كلما قرأت تصريحات مرشدهم و نوابه و رأيت تصرفات هذه الجماعة اقتنعت أنهم كما هم لم يتغيروا و أنما الذي تغير إستراتجية غزو المجتمع لفتح مصر على حد تعبيرهم و أن الوجوه السمحة ما هي ألا قناع يخفون وراءه القسوة و الظلم و أن اختفاء المسدس أو السلاح ليس إلى ما لا نهاية و وسوف تأني مرحلة استخدامه لحسم وصلهم لما يريدون ثم تأتي مرحلة الجزمة لكل مخالف
و لكن دعونا نفكر في شعارهم الذين متمسكين به ألا وهو الإسلام هو الحل و يعتقدون أن الحل السحري لكل مشكلات مصر بل أنه الحل للكل مشكلات العالم أجمع
و رغم أن هذا الشعار مرفوض من جميع الغير المسلمين و بعض عقلاء المسلمين الذي لا ينطلي عليهم الشعارات الزائفة و اللعب على وتر الهوس الديني للشعوب فهم يعلمون أنهم يسخرون الدين لخدمة أهدافهم و يرون أن هذا الشعار يقطر عنصرية و رفض للآخرين و ينقص حقوق غير
و لكن بعيداً عن تعصبنا ضد هذا الشعار دعونا نفكر هل يملكوا فعلاً حل لكل مشكلتنا بدينهم ؟ و لما لا ؟ كل شيء جائز
هل نكره الخير لبلادنا لأننا متعصبون ضد الإسلام ؟ دعونا نطرح تعصبنا جانبا ونفكر في أن الإسلام هو الحل

الإسلام هو الحل طالما فكرت في معنى هذا الشعار و كيف أنه الحل لكل المشكلات الاقتصادية و الاجتماعية و البيئية و السياسية و غيرها و قد أعناني التفكير و لم أجد حلاً إسلاميا لأي مشكلة فقلت لنفسي ربما لأني غير مسلم لا أفهم جيداً و ربما الحلول مخفية في أماكن لا يعلمها غير المسلمون حتى لا تقع هذه الحلول في يد المسيحيين أو اليهود و يستخدمونها و ينهلوا من فائدتها فقلت أسلم حل أن أرى ذلك عملياً في دول طبقت الشريعة الإسلامية و أرى حالها على كافة المستويات ربما فعلاً نهضت الشريعة الإسلامية بهذه الدول و جعلتها من الدول المتقدمة و لم يطل بحثي كثيراً فوجدت هذه الدول هي السودان و إيران و السعودية و أفغانستان
دعونا نرى مثل فعل تطبيق الإسلام و شريعته في هذه الدول ربما يعجبنا حالهم و نطبقه على أنفسنا بهم فوراً لنصبح مثلهم في مقدمة الأمم
و لم أجد ملخص لدحض خرافة شعار الإسلام هو الحل ألا رأي كاتب يدعى بني كرشان له مدونة عظيمة على الانترنت فيقول :

من الدول العظيمة التي قامت بتطبيق الشريعة الإسلامية الجمهورية الإسلامية التي أدى تطبيق ولاية الفقيه فيها إلي رفع المستوي المعيشي للشعب الإيراني بشكل لم يشهده التاريخ من قبل، حني إن الإيرانيون صاروا يستوردون العمالة من الخارج..حكومة طالبان التي قصف عمرها جورج بوش بسرعة للأسف ، حققت اعلي نسب للتعليم و محو للاميه خاصة بين النساء..و السعودية أصبحت مثالا للعدالة بين كافة الشعوب في المساواة المذهبية و الحريات الشخصية و حرية
المرآة و إلغاء القبلية ، والسودان انتهت حروبه الأهلية وأصبح من كبري الدول المصدرة للغذاء من بعد ما جاءهم الترابي بأتربة الفكر الإسلامي، إما جمهورية موريتانيا الإسلامية فحدث ولا حرج..فقد منعت الرق و العبودية.. و صارت عملتها الوطنية.. الاوقيه.. تهز الدولار و اليورو كلما ازداد الطلب عليها

وعندما قرأت هذا فكرت
ماذا فعل تطبيق الشريعة الإسلامية في السودان أو إيران أو أفغانستان أو السعودية ؟ أنها دول طبقت الشريعة الإسلامية بعضها كان سنة و الأخرى شيعة ماذا جنوا منها ؟ و إلى ماذا وصلوا ؟ هل أصبحت أحدهم عضو في مجموعة الدول الثماني الكبار أو من الدول المانحة و المقدمة معونات للشعوب الفقيرة أم هم أنفسهم يريدون مساعدات و إمدادات أن لم تكن مادية فعلمية و تقنية
هل هذا هو النموذج التي تريدوا أن تصبح مصر عليه ؟ هل تريدوا لمصر الفقر و القمع و القتل و الجهل و التخلف
؟ ألا يكفي ما نعنيه من مادة واحد و هي الإسلام هو المصدر الرئيسي للتشريع
و ما نجنيه من عنصرية هذه المادة التي تفرق بين الشعب الواحد على أساس ديني
و أن كان الإسلام أثبت نجاحه في وقت كان أو زمن لكنا رحبنا بحلكم و من هنا نجد أنه من الغباء أن ننادي بنموذج أثبت فشله على مر العصور و نعتقد أنه حل لكل مشكلاتنا بينما تطبيق النموذج الديمقراطي العلماني في الغرب جعل هوة المسافة بينهم و بيننا لا يمكن تقليصها و ليس اللاحق بهم لما تقدمت اليابان و الصين رغم عدم تطبيقهم شريعة الإسلام و لا أي شريعة أخرى
و كيف يكون الإسلام حل للمشكلات العلمية مثلاً :
هل أطلاق الأطباء اللحى و طبع علامة الصلاة على الجباه و تقصير الجلباب أو
البنطلون و ارتداء الطبيبات النقاب أو الحجاب سوف يقضي على السرطان و الإيدز و الفشل الكلوي و أمراض الكبد و يجد مصل للأنفلونزا الطيور

كيف سيحل الإسلام مشكلة البطالة في مصر هل سيجعل خريجين الجماعات يبيعون كنافة و بسبوسة أو سواك و مسك على أبواب الجوامع
كيف سيحل الإسلام مشاكل الإسكان في مصر سيرجع بنا لعهد الخيمة و السقيفة
كيف سيحل الإسلام مشاكل الزحام و اختناق المرور و تلوث الهواء هل سوف يعودوا بنا إلى عصر الدابة و الجمل
وغيرها من المشكلات لم أجد لها حل لا في الإسلام أو دين أخر
لأن الدين هو مجرد علاقة بين الإنسان و ربه و ليس حل لمشكلتنا فالدين يرتقي بأخلاق و سلوك الأفراد و ليس بعقلهم و علمهم و مثال بسيط على ذلك أن ترك التلميذ دروسه و أهملها و جلس يصلي ليل و نهار لن ينجح لأنه كان ببصلي و كذلك العالم أن ترك معمله و جلس يسبح لأي أله كان لن تنجح تجاربه فهو لابد أن يعمل لكي يصل للنجاح
و لذلك أن الإسلام ليس هو الحل لأي مشكلة مما تعانيه أي دولة و ألا كنا أول المطالبين بتطبيقية من منا يكره أن يكون لديه حل سحري يجعل من مصر دولة متقدمة راقية غنية مثل الولايات المتحدة أو دول الاتحاد الأوربي أو اليابان ؟ من منا يكره أن تكون دولتنا في مصاف هذه الدول ؟ بالطبع أي عاقل مهما كانت ديانته أو انتماءه الفكري لا يكره التقدم و الرفعة لبلاده
هل الإسلام قادر على جعل مصر مثل هذه الدول ؟



#جورج_فايق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الأقباط خائفون من الإخوان المسلمين؟
- مسودة لائحة الجرائم العظمى لصدام حسين
- هل أقباط مصر متعصبون ضد جماعة الأخوان المسلمون ؟
- عفواً سانتا كلوز
- المرأة شر كلها و شر ما فيها أنه لابد منها
- أسئلة حول وضع المرآة في الكنيسة القبطية
- فاروق حسني و الحجاب و الكنيسة القبطية و مؤتمر العلمانيين
- انتفاضة صيادلة مصر القادمة هل من أجل مصر ؟
- لن يفرط الأقباط في أي جزء من أرض مصر
- هل عزل الأقباط نفسهم عن المجتمع المصري أم تم عزلهم ؟
- ازدواجية الأقباط بين الواقع و الخيال
- حبك لم يكن في الحسبان
- متى تتوقف قناة الجزيرة عن إثارة الفتن و التحريض ؟
- هل تتحول لندن قريباً إلى لندنستان ؟!
- ما أقصى و أحق منطق الأطفال ؟
- بعيداً عن أوهام جوليا بطرس و من أشاد بحديثها لقناة الجزيرة
- رسالة إلى منى يعقوب الفتاة القبطية المختطفة في مصر
- لا يجوز التنازل عن حق المجتمع في القضايا الشخصية
- هل الأخوان المسلمين لديهم جيش مقاتل ؟
- جماعة الأخوان المسلمين منظمة إرهابية


المزيد.....




- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جورج فايق - هل الإسلام هو الحل ؟