|
الرياضة كفضاء للهيمنة والمقاومة: رياضة الملاكمة في شمال المغرب (1912–1956)
محمد عبد المومن
الحوار المتمدن-العدد: 8503 - 2025 / 10 / 22 - 04:48
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
- مقدمة: عرف شمال المغرب خلال فترة الحماية الإسبانية (1912–1956) تحولات عميقة على مستوى بنياته الاجتماعية والثقافية، نتيجة تداخل عوامل متعددة تمثلت في سياسات التمدين والتحديث التي انتهجتها سلطات الحماية من جهة، وفي دينامية التفاعل المحلي مع أنماط الحياة الأوروبية من جهة أخرى. هذه التحولات لم تقتصر على العمران أو التعليم، بل امتدت لتشمل المجال الرياضي، الذي أصبح أحد الرموز الملموسة للحداثة والتمدن في المدن المغربية الشمالية مثل تطوان، والعرائش، وأصيلة، والناظور. لقد كانت الرياضة في نظر الإدارة الاستعمارية أداة ترويض اجتماعي وتعبير سياسي في الوقت نفسه، فهي تظهر وجه الاستعمار " المتحضر" الذي يسعى إلى نشر المدنية، لكنها في العمق كانت تستخدم أيضا كوسيلة للهيمنة الرمزية، إذ فرضت على السكان ضمن نظام من الرقابة والانضباط المكاني والاجتماعي. ومع ذلك، فإن بعض هذه الفنون القتالية – وفي مقدمتها الملاكمة – سرعان ما تحولت إلى فضاء للمنافسة والتحدي، وإلى وسيلة للتعبير عن الذات الفردية والجماعية، خصوصا لدى فئات الشباب المغربي الذي وجد فيها مجالا جديدا للترقي الاجتماعي ولإثبات الكفاءة الجسدية في مواجهة المستعمر. ظهرت بوادر ممارسة الملاكمة في شمال المغرب في بداية ثلاثينيات القرن العشرين، في سياق كانت فيه مدن المنطقة تعيش انفتاحا ثقافيا متسارعا بفعل الوجود الأوروبي الكثيف. فإسبانيا التي أدخلت اللعبة إلى مستعمرتها كانت قد عرفت هذا الفن منذ القرن الثامن عشر، لكنها لم تسمح بإنشاء حلبات رسمية في المغرب إلا سنة 1931، بعد جدل طويل حول " مدى ملاءمة " هذه الرياضة للمجتمع المغربي. ومنذ تلك اللحظة، بدأت العروض الأولى تقام في فضاءات حضرية مغلقة كمسرح " إسبانيول " و" مسرح فيكتوريا " بتطوان، في إطار من الضبط الإداري الصارم الذي فرض شروطا دقيقة تتعلق بالجنس والوزن والانتماء الديني والثقافي للملاكمين، كما منعت المراهنة المالية، وحصرت الأرباح في الأغراض الخيرية. ورغم هذه القيود، انتشرت الملاكمة بسرعة في المدن الشمالية، مستفيدة من البنية التحتية الثقافية الإسبانية ومن الإقبال الشعبي المتزايد على عروضها. فمع مرور الوقت، أصبحت الحلبات فضاءات مختلطة يجتمع فيها الإسبان والمغاربة مسلمين ويهودا، تتقاطع فيها اللغات والثقافات والأهواء الرياضية. وشهدت الأربعينيات تأسيس الفيدرالية المغربية الإسبانية للملاكمة، التي نظمت النشاط الرياضي في المنطقة وجعلت من تطوان مركزا إقليميا تابعا لمدريد. ومن رحم هذا الوسط المتداخل ولد جيل جديد من الملاكمين الذين تجاوزوا الإطار المحلي نحو الاحتراف الدولي. ومن بين هؤلاء برز اسم عبد السلام بن بوكر، الذي جسد من خلال مساره الرياضي الممتد من تطوان إلى بلنسية ثم إلى لاهافانا وبوسطن صورة المغربي الذي عبر البحر ليخوض نزالاته في حلبات العالم. لقد مثل بن بوكر صوتا قادما من الهامش، كما جسد، في وعيه ومغامرته الاحترافية، العلاقة المعقدة بين الاستعمار والرياضة. إن دراسة تجربة الملاكمة في شمال المغرب خلال الحماية الإسبانية، من خلال تتبع سيرة عبد السلام بن بوكر، تكشف عن أبعاد اجتماعية وثقافية تتجاوز المجال الرياضي البحت؛ فهي تبرز كيف تحولت الملاكمة إلى لغة رمزية للحداثة والتمثيل الذاتي في زمن السيطرة الاستعمارية، وكيف أسهمت في بلورة وعي جديد بالبطولة والانتماء، سواء في مدن الشمال المغربي أو على الحلبات العالمية. أولا: بدايات متعثرة تحت المراقبة الإسبانية (1930–1935) رغم أن إسبانيا كانت من أوائل الدول الأوروبية التي احتضنت فنون الملاكمة الحديثة منذ القرن الثامن عشر، فإن نقل هذه الرياضة إلى مستعمرتها في شمال المغرب تم ببطء شديد وتحت شروط صارمة. فقد نظر المسؤولون الإسبان في البداية إلى الملاكمة باعتبارها نشاطا " عنيفا " وغير منسجم مع " الطابع الأهلي " الذي أرادوا فرضه على المجتمع المغربي الخاضع للحماية، كما خافوا من أن تتحول التجمعات الرياضية إلى فضاءات للتعبئة الشعبية أو التعبير الجماعي غير المراقب. لذلك رفضت السلطات في سنة 1930 أول طلب رسمي لإقامة حلبة ملاكمة في الناظور، تقدم به الإسباني خوسي أوربانو كريرو الذي اقترح إنشاءها داخل حديقة منزله. وقد بررت الإقامة العامة الإسبانية رفضها بأن " الملاكمة غير مناسبة للبيئة المحلية "، في إشارةٍ ضمنية إلى الطابع المحافظ للمجتمع المغربي وإلى الرغبة في تجنب أي احتكاك مباشر بين المستعمر والمستعمر خارج الأطر الإدارية التقليدية. لكن هذا الموقف تغير جزئيا بعد سنة واحدة فقط. فقد بدأت المدن المغربية الشمالية، وخصوصا تطوان، تعرف إقبالا متزايدا على العروض الترفيهية ذات الطابع الأوروبي، في سياق التحضر السريع وظهور طبقات وسطى جديدة من التجار والموظفين. وجاءت الملاكمة لتلبي هذا الفضول الجديد نحو الرياضة الحديثة. فبحلول 1931، سمحت الإقامة العامة بتنظيم عروض محدودة في قاعات المدينة ومسارحها، بشرط أن تخصص أرباحها للأعمال الخيرية، وأن تخضع كل العروض لرقابة السلطات المدنية والعسكرية. وقد جرى التأكيد على أن هذه الأمسيات الرياضية ليست " بطولات احترافية " وإنما عروض ذات طابع إنساني وتربوي، تبرز " روح الانضباط " و" القوة الأخلاقية " التي أرادت الدعاية الاستعمارية أن تنسبها للمجتمع الإسباني. في هذا الإطار، أصدر المندوب السامي الإسباني في فاتح أبريل 1931 قرارا تنظيميا شاملا يعد أول إطار قانوني لرياضة الملاكمة في المنطقة الخاضعة للحماية. وقد تضمن هذا القرار ثمانية بنود أساسية، يمكن النظر إليها كترجمة رياضية للمنظور الاستعماري نفسه: 1. اشتراط التدريب والخبرة: لا يسمح لأي ملاكم بالظهور أمام الجمهور ما لم يكن قد خضع لتدريب كافٍ وتقييم من قبل لجنة مختصة، في إشارة إلى الخوف من العشوائية ومن الحوادث التي قد تثير اضطرابا جماهيريا. 2. التقسيم الصارم للأوزان: تم تحديد الفئات بدقة ( من وزن الذبابة 50 كلغ إلى الوزن الثقيل 79 كلغ )، وفق المعايير الأوروبية، في محاولة لإضفاء طابع «علمي ومنضبط» على الرياضة الجديدة. 3. منع المواجهات بين الأعراق والجنسيات: لا يجوز – وفق القرار – أن يتبارى مغربي ضد إسباني، أو يهودي ضد مسلم، وذلك حفاظا على ما سمي آنذاك بـ " الانسجام الاجتماعي ". في الواقع، كان هذا المنع ترجمة لسياسة الفصل العرقي والمؤسسي التي حكمت كل مجالات الحياة في منطقة الحماية. 4. منع المراهنة والتربح: حظرت المراهنات نهائيا، كما منع " شراء النتائج "، وأجبر المنظمون على تحويل الأرباح إلى جمعيات خيرية، بما يجعل الملاكمة نشاطا «أخلاقيا» أكثر منه اقتصاديا. 5. إرساء نظام التحكيم والانضباط: أوجب القرار وجود حكم رئيسي ومساعدين اثنين في كل نزال، وأن يكون قرارهم نهائيا غير قابل للطعن، تعزيزا لهيبة السلطة داخل الحلبة وخارجها. هكذا ولدت الملاكمة في شمال المغرب تحت أعين السلطة الاستعمارية، محاطة بالقيود القانونية والرمزية التي حددت منذ البداية طبيعتها: فهي ليست رياضة حرة تمارسها الجماهير، بل مسرح منضبط يعكس سلطة النظام الاستعماري وانقساماته. ومع ذلك، مثلت تلك البداية المتعثرة الشرارة الأولى لدخول الثقافة الرياضية الحديثة إلى المجتمع المحلي، حيث بدأ الشغف الجماهيري يتجاوز الحدود التي رسمتها الإقامة العامة، متحولا خلال بضع سنوات إلى نشاط حضري رائج سيعرف ازدهاره في الأربعينيات.
ثانيا: ازدهار الحلبات وظهور أبطال الشمال (1936–1949) مع نهاية العقد الرابع من القرن العشرين، كانت ملامح المشهد الحضري في شمال المغرب قد تغيرت بوضوح. فقد تحولت مدن مثل تطوان والعرائش وأصيلة والناظور إلى مراكز حضرية نابضة بالحياة الأوروبية، تتجاور فيها المقاهي الحديثة والمسارح ودور السينما مع الأسواق التقليدية. وفي هذا السياق الجديد، أصبحت الملاكمة إحدى العلامات البارزة للتمدن الإسباني في المنطقة، إذ مثلت مزيجا من الترفيه الشعبي والانضباط الجسدي الذي كان ينظر إليه كدليل على الرقي والتحضر. - من المسارح إلى الحلبات: ولادة المشهد الرياضي الحديث خلال الثلاثينيات والأربعينيات، تحولت الفضاءات الثقافية في تطوان إلى ساحات حقيقية للملاكمة. فقد كانت سينما " إسبانيول " والمسرح الوطني والمسرح الصيفي من أهم الأماكن التي احتضنت عروضا أسبوعية للملاكمة، تقام عادة مساء يوم الأحد. وكان الإقبال الجماهيري عليها لافتا؛ إذ امتلأت القاعات بمتفرجين من مختلف الفئات الاجتماعية والعرقية: الإسبان المقيمون، واليهود المغاربة، والمغاربة المسلمون من الطبقات الوسطى والدنيا. وقد ساهمت هذه اللقاءات في خلق فضاء تفاعلي متعدد الهويات، يجتمع فيه المتفرجون حول متعة بدنية مشتركة، في وقتٍ كانت فيه العلاقات بين المجموعات الإثنية محكومة بسياسات الفصل والتراتبية الاستعمارية. فالملاكمة، على الرغم من كونها نشاطا منظما بإشراف إسباني صارم، فتحت نافذة صغيرة على الاندماج الاجتماعي داخل فضاء ترفيهي مشترك. - بين السياسة والرياضة: من الرقابة إلى التنظيم المؤسسي في أواخر الأربعينيات، ومع تصاعد شعبية هذه الرياضة، رأت الإدارة الإسبانية ضرورة إخضاعها لإطار مؤسسي أكثر انضباطا. وهكذا تم إنشاء الفيدرالية المغربية الإسبانية للملاكمة التي اتخذت من تطوان مقرا لها، برئاسة الإسباني أغوسطين ريبيرا وقد مثل هذا التأسيس خطوة مهمة في تاريخ الرياضة بالمنطقة، لأنه ربط رسميا النشاط المحلي بالهيئة الأم في مدريد، وجعل من شمال المغرب امتدادا رياضيا للفضاء الإسباني المتوسطي. وكان مقر الفيدرالية في شارع الجنرال فرانكو بتطوان، ما يعكس الطابع الرمزي للمؤسسة بوصفها تجسيدا لـ" الهيمنة المنظمة " في المجال الرياضي، إذ خضعت كل التظاهرات لمراقبة إدارية صارمة، سواء في ما يتعلق بالتصاريح أو باختيار المشاركين. ومع ذلك، وفرت الفيدرالية إطارا ساهم في صقل المواهب المحلية ومنحها فرصة التدريب والتألق، ما أتاح لبروز جيل جديد من الملاكمين المغاربة. - بروز الأبطال المحليين: من الهواية إلى الاحتراف في ظل هذا المناخ المنفتح، ظهرت مجموعة من الأسماء التي رسخت مكانة شمال المغرب على الساحة الرياضية الإسبانية والعالمية. • لويس روميرو بيريث، المولود بمدينة أصيلة سنة 1921، يعد من أبرز الملاكمين الإسبان الذين انطلقت مسيرتهم من المغرب. وقد حاز ألقابا عالمية في فئة الوزن الخفيف، واعتبرته الصحافة الإسبانية رمزا للتكوين الرياضي في "الإقليم المحمي". • محمد بن ميمون الشفشاوني، أحد أبناء منطقة غمارة، كان من أوائل الملاكمين المغاربة الذين تنافسوا في الحلبات الإسبانية، وظل يمارس اللعبة حتى الخمسينيات قبل أن يعتزل بعد الاستقلال. وقد روى في حواراته الأخيرة أنه تقاضى في إحدى مباريات تطوان أربعة دراهم فقط، ما يعكس هشاشة الأوضاع المادية للملاكمين المحليين رغم شعبيتهم. • محمد حمادي من الناظور، الذي مثل جيلا من الشباب المغاربة الذين جذبهم بريق الرياضة الأوروبية، فتمرنوا في الأندية الإسبانية وشاركوا في عروض احترافية داخل وخارج المغرب. • وأخيرا عبد السلام بن بوكر، الملاكم الذي تجاوز الحدود الإقليمية والإسبانية ليصل إلى العالمية. فقد بدأ مسيرته الاحترافية في إسبانيا سنة 1945، ثم خاض نزالات في كوبا والولايات المتحدة أمام أبطال عالميين مثل كيد غافيلان. يمثل هؤلاء الرياضيون، مجتمعين، جيلا من الرواد الذين نقلوا الملاكمة من فضاء الترفيه إلى فضاء البطولة والاحتراف، وأسسوا لما يمكن اعتباره أول حضور مغربي في الرياضة العالمية الحديثة. - المفارقة الاستعمارية: بين الإشعاع والانقسام على الرغم من هذا التطور، ظلت الملاكمة في شمال المغرب محكومة بحدود سياسية وثقافية صارمة. فقد كانت البطولات الاحترافية ممنوعة داخل المنطقة الخاضعة للحماية، وكان يشترط أن توجه عائدات المباريات للأعمال الخيرية، ما جعل الرياضيين المحترفين يضطرون إلى الهجرة نحو إسبانيا أو كوبا أو فرنسا للبحث عن مصدر رزق حقيقي. لقد خلق هذا الوضع مفارقة عميقة: فمن جهة، مثلت الملاكمة إحدى صور الإشعاع الحضاري للمنطقة، حتى إن تطوان كانت تصنف أحيانا ضمن أبرز مراكز الملاكمة الإفريقية، لكنها من جهة أخرى كانت عاجزة عن تحويل هذا الإشعاع إلى صناعة رياضية محلية مستدامة. وكان ذلك انعكاسا لطبيعة النظام الاستعماري نفسه، الذي سعى إلى تطوير البنية الثقافية دون تمكين الفاعلين المحليين من السيطرة على مواردها أو تحويلها إلى مشروع وطني مستقل. ثالثا: عبد السلام بن بوكر، مسار ملاكم يعد عبد السلام بن بوكر واحدا من الأسماء التي تلخص بوضوح التداخل بين الرياضة والسياسة والثقافة خلال فترة الحماية الإسبانية على شمال المغرب. فقد نشأ هذا الملاكم في بيئة حضرية متأثرة بشدة بالحضور الإسباني في مدن مثل تطوان وطنجة، حيث كان التنافس الرياضي وسيلة لتجسيد قيم الحداثة والانضباط التي روجت لها سلطات الحماية. ورغم غياب توثيق دقيق لتاريخ ميلاده، فإن المصادر الإسبانية والمغربية تشير إلى أنه ولد في عشرينيات القرن الماضي، وبدأ مسيرته في ظل نظام رياضي استعماري يقوم على التمييز العرقي والديني والثقافي، إذ لم يكن مسموحا للمغاربة بالاحتراف إلا إذا حصلوا على الجنسية الإسبانية أو سجلوا رسميا ضمن الاتحاد الرياضي التابع لمدريد. بهذا الشكل، أصبح عبد السلام بن بوكر مغربيا في الأصل، إسبانيا في الهوية الرياضية، وهو ما يفسر تسجيله في المواقع الرياضية الإسبانية كملاكم " من جنسية إسبانية " دون ذكر لمكان ولادته. هذا المعطى يعكس طبيعة تلك المرحلة التي كانت فيها الهوية الرياضية أداة سياسية، تتيح للمستعمر أن يعيد تشكيل الانتماءات وفق منطق الاندماج والولاء الثقافي. - بدايات احترافية في الحلبات الإسبانية (1945–1947) بدأ بن بوكر مسيرته الاحترافية يوم 29 أبريل 1945 في مدينة أليكانتي، حين فاز في أول نزال له بالنقاط على خصمه فرانثيسكو غوادالوبي. وكان اختياره لإسبانيا نقطة انطلاق طبيعية بالنظر إلى ارتباط شمال المغرب إداريا وثقافيا بها خلال مرحلة الحماية، كما أن البطولات الاحترافية كانت ممنوعة داخل المنطقة الشمالية المغربية، ما اضطره إلى العبور نحو الحلبة الإسبانية بحثا عن الاعتراف والرزق. خلال السنوات الأولى من نشاطه، بين 1945 و1947، خاض ما يزيد عن ثلاثين نزالا، أغلبها في بلنسية، مدريد، وبرشلونة، حيث كانت حلبات مصارعة الثيران تتحول إلى فضاءات لمباريات الملاكمة الاحترافية. وقد حقق خلالها نتائج لافتة: انتصر على ليفيو مينيلي وتوماس ألباران وأنطونيو مارتين، وفاز بلقب بطولة إسبانيا للوزن المتوسط بعد سلسلة من المواجهات المتتالية التي امتدت من مارس إلى غشت 1947. كانت تلك المرحلة بمثابة تتويج لملاكم من أصول مغربية في قلب المنظومة الإسبانية، وهو ما جعل الصحافة الرياضية في تطوان ومدريد تذكره إلى جانب أبطال إسبان معروفين مثل لويس روميرو بيريث من أصيلة، الذي أصبح لاحقا بطلا عالميا. - من بلنسية إلى هافانا: رحلة العبور نحو العالمية (1948–1949) في منتصف سنة 1948، قرر بن بوكر خوض مغامرة جديدة خارج إسبانيا، فانتقل إلى كوبا، التي كانت آنذاك واحدة من أهم مراكز الملاكمة العالمية. هناك، واجه سلسلة من الملاكمين الكوبيين والأمريكيين في قاعات شهيرة مثل بلاسيو دي ديبورتيس في لاهافانا. خلال هذه الفترة، بلغ ذروة مسيرته الاحترافية من حيث الشهرة والاحتكاك الدولي. وقد خاض في كوبا وحدها أكثر من عشرة نزالات كبرى، تعادل في بعضها وفاز في أخرى، ومن أبرزها: • فوزه على دوغ راتفورد بالنقاط، • تعادله مع جين بورتون وفيل بورتون، • فوزه على بيبي كوليمبر، • ثم خسارته التاريخية بالنقاط أمام الأسطورة الكوبية كيد غافيلان في 11 دجنبر 1948. كانت مواجهة غافيلان – الذي كان من أبرز أبطال العالم في وزن الوسط – لحظة فارقة في مسار عبد السلام بن بوكر، إذ لم يكن مجرد نزال عادي، بل لقاء بين عالمين: ملاكم من شمال إفريقيا، حمل راية إسبانيا الاستعمارية، يواجه رمزا من رموز الملاكمة الأمريكية اللاتينية في قاعة تغص بالمتفرجين. ورغم الهزيمة بالنقاط، اعتبر أداؤه " شجاعا ومشرفا "، وكتبت الصحف الكوبية آنذاك عن "المقاتل المغربي الأصل الذي أدهش الجمهور بصلابته الفنية". لاحقا، في ربيع 1949، انتقل إلى الولايات المتحدة وخاض نزالات في بوسطن وفال ريفر ضد ملاكمين أمريكيين مثل هوراس بيلي وفريدي فلوريس، حيث فاز عليهما بالضربة القاضية، قبل أن يعود إلى أوروبا محملا بخبرة وتجربة عالمية نادرة لملاكم من شمال إفريقيا في تلك الفترة. - سنوات النضج والتراجع (1950–1951) بعد تجربته في كوبا وأمريكا، عاد بن بوكر إلى إسبانيا ليواصل مشواره في قاعات برشلونة ومدريد. شارك في نزالات متقاربة زمنيا، مما يدل على كثافة نشاطه الرياضي، ففي سنة واحدة (1950–1951) خاض أكثر من عشر مباريات، فاز في عدد منها على خصوم مثل خوسيه بوروندو وأنطونيو سولديفيا وشفيق جبريال، وخسر أخرى أمام هانس ستريتز ورامون مارتينيث. وعند نهاية سنة 1951، بلغ مجموع نزالاته 58 نزالا رسميا، فاز في 38 منها، وتعادل في 10، وخسر 10 فقط، وهو رقم يعكس نسبة فوز تتجاوز 65%، ما يؤكد استقراره الفني وقوته البدنية العالية. كانت هذه المرحلة أيضا بداية تراجع الملاكمين المغاربة في المشهد الإسباني، بفعل التغيرات السياسية والاقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية، وتراجع الدعم المؤسسي للرياضة الاستعمارية. وهكذا، اعتزل عبد السلام بن بوكر الحلبة سنة 1951، بعد مسار استثنائي امتد سبع سنوات، توفي بعدها في سنة 1968 دون أن توثق تفاصيل حياته الأخيرة. - من الرياضي إلى الاستعماري يجسد مسار عبد السلام بن بوكر نموذجا فريدا لـ" الرياضي المستعمر " الذي تحول إلى أداة مزدوجة: فهو من جهة رمز للنجاح الفردي والانفتاح العالمي، ومن جهة أخرى نتاج للسياسات الرياضية الاستعمارية التي منحت الأبطال المحليين الاعتراف بشرط أن يحملوا هوية إسبانية. لقد خاض نزالاته في فضاءات استعمارية ومهاجرة على السواء: من تطوان وبلنسية إلى لاهافانا وبوسطن، مجسدا عبر جسده المقاتل رحلة عبور ثقافي من الضفة الجنوبية إلى الضفة الشمالية للأطلسي. وكان في ذلك سابقا لعصره؛ فقبل عقود من ظهور الهجرة الرياضية المنظمة، عبر بن بوكر عن حلم الانعتاق من الهامش بواسطة الرياضة. من خلاله يمكن قراءة تاريخ الملاكمة في شمال المغرب كمرآة للواقع الاجتماعي والسياسي في زمن الحماية: رياضة خاضعة للرقابة، لكنها في الآن ذاته منفذ للتحدي والاعتراف، وهو ما يجعل عبد السلام بن بوكر أحد أبرز وجوه " الحداثة الرياضية المجهولة " في تاريخ المغرب الحديث. رابعا: بين الرياضة والسياسة: قراءة في السياق الاستعماري لا يمكن فهم تجربة الملاكمة في شمال المغرب، ولا مسار الملاكم عبد السلام بن بوكر، خارج الإطار الأوسع لسياسات الهيمنة الثقافية والرمزية التي مارستها سلطات الحماية الإسبانية بين 1912 و1956. فقد كانت الرياضة – مثلها مثل التعليم والفنون – أداة مركزية في مشروع " التمدين " الاستعماري، الذي سعى إلى إعادة تشكيل الحياة اليومية في المدن المغربية الشمالية على النمط الأوروبي، دون السماح بتجاوز الحدود السياسية والاجتماعية المفروضة. فمنذ أن رخص لأول عرض للملاكمة في تطوان سنة 1931، كانت السلطة الإسبانية تنظر إلى هذه الرياضة باعتبارها وسيلة مزدوجة الوظيفة: • من جهة، وسيلة لـ إبراز الوجه الحضاري لإسبانيا في محميتها الإفريقية، من خلال تنظيم عروض رياضية "حديثة ومنضبطة" تحت إشراف مدني وعسكري؛ • ومن جهة أخرى، أداة لـ ضبط المجال العام ومنع أي تفاعل حر بين مكونات المجتمع المحلي. وقد تجلى ذلك في القرار الصادر يوم فاتح أبريل 1931، الذي نص على فصل المتبارين حسب الجنس والعرق ( إسباني – مسلم – يهودي )، ومنع أي مواجهة مختلطة بينهم. هذا القرار، الذي استنسخ عن لوائح مدريد، مثل تجسيدا واضحا لمبدأ الفصل العرقي في الفضاء الرياضي، وهو أحد الأعمدة الرمزية للنظام الاستعماري الإسباني في شمال المغرب. لكن المفارقة التاريخية تكمن في أن هذه السياسة التي أرادت أن تكرس التفوق الإسباني، أسهمت دون قصد في خلق جيل من الرياضيين المغاربة المؤهلين، الذين اكتسبوا تقنيات التدريب والانضباط من الأندية الإسبانية، ثم استخدموها لاحقا للانفتاح على فضاءات جديدة. فقد تم تأسيس الفيدرالية المغربية الإسبانية للملاكمة في أواخر الأربعينيات لتكون فرعا تابعا للجامعة الإسبانية الأم، وكان مقرها بشارع الجنرال فرانكو بتطوان. هذا الإطار التنظيمي فتح الباب أمام شباب مغاربة – مثل عبد السلام بن بوكر ومحمد بن ميمون الشفشاوني ومحمد حمادي الناظوري – للانخراط في برامج التدريب الاحترافية، وإن ظلوا خاضعين إداريا للجنسية الإسبانية. لقد كان بن بوكر من أبرز هؤلاء الرياضيين الذين تجاوزوا الإطار المحلي لتمثيل إسبانيا نفسها في المحافل الدولية. كان حضوره في الحلبات الأوروبية والأمريكية ترجمة رمزية لفكرة "الاستعمار الممثل: " الملاكم المغربي الذي يلاكم تحت العلم الإسباني، يجسد الانضباط الذي أراد المستعمر تصديره، لكنه في الآن نفسه يعيد تعريف القوة والكرامة من منظور آخر. فحين واجه بن بوكر الأسطورة الكوبية كيد غافيلان في بلاسيو دي ديبورتيس بلاهافانا سنة 1948، لم يكن مجرد ملاكم في مواجهة بطل عالمي، بل كان أيضا صوتا قادما من الضفة الإفريقية المستعمرة، يفرض حضوره في الفضاء الإمبراطوري للرياضة العالمية. إن العلاقة بين الرياضة والسياسة في شمال المغرب كانت بالتالي علاقة هيمنة وتوظيف رمزي، فالملاكمة لم تكن رياضة محايدة، بل شكلت ميدانا مصغرا للصراع بين القوة الاستعمارية والذات المحلية، بين الجسد المراقب والجسد المتمرد. فمن ناحية، حاولت الإدارة الإسبانية تحويلها إلى أداة دعاية لإسبانيا الحديثة التي " تمدن " المغرب وتؤهله للانضمام إلى الحضارة الأوروبية. ومن ناحية أخرى، مثلت الملاكمة بالنسبة للمغاربة، ولا سيما لأمثال عبد السلام بن بوكر، منبرا لإثبات الذات ووسيلة رمزية للعبور من الهامش إلى المركز. وهكذا يمكن القول إن مسيرة بن بوكر تجسد التوتر البنيوي بين السيطرة والمقاومة في المجال الرياضي الاستعماري: فهو من جهة، نتاج لمؤسسات الحماية الإسبانية ولشبكاتها التدريبية والاحترافية، لكنه من جهة أخرى خرق الحدود المرسومة له، عندما خرج من الإطار الجغرافي والسياسي المفروض، وحمل مهارته إلى حلبات مدريد وهافانا وبوسطن، ممثلا – بوعي أو بدونه – مغربا آخر، صامتا لكنه حاضر بقوة الجسد والمهارة.
- الخاتمة: تبرز دراسة تاريخ الملاكمة في شمال المغرب خلال فترة الحماية الإسبانية (1912–1956) أن هذه الرياضة لم تكن مجرد نشاط بدني أو ترفيهي، بل كانت فضاء معقدا لتفاعل القوى الاستعمارية والمحلية، ومختبرا لتمثلات الحداثة والانضباط والهوية. فالملاكمة، بما تنطوي عليه من رمزية الجسد المنضبط والمواجهة الفردية، مثلت أحد أهم المشاهد التي تداخل فيها الخطاب الرياضي بالخطاب السياسي والثقافي. إن إدخال هذه الرياضة إلى المنطقة الخاضعة للحماية لم يكن عفويا، بل جاء ضمن استراتيجية استعمارية مدروسة هدفت إلى: 1. تحديث المظاهر الحضرية في مدن مثل تطوان وطنجة والعرائش، عبر إدخال أنشطة " عصرية " تواكب النموذج الأوروبي، 2. تأطير الشباب المحلي داخل فضاءات منضبطة تحت إشراف الدولة الاستعمارية، لتقليص فرص الاحتجاج أو التنظيم الحر، 3. إعادة تشكيل الجسد المغربي في صورة منضبطة ومروضة، تابعة لمنطق " الحضارة " الإسبانية. غير أن النتائج لم تكن تماما كما أرادت سلطات الحماية. فالمغاربة الذين ولجوا إلى هذه الرياضة – رغم القيود القانونية والإدارية – حولوها تدريجيا إلى مجال لإعادة التملك الرمزي فالملاكمون المحليون لم يكتفوا بتقليد النموذج الإسباني، بل طوعوه ليصبح أداة للتعبير عن الفخر والقدرة والمساواة. وفي هذا السياق، يمثل عبد السلام بن بوكر أكثر النماذج دلالة على التحول الاجتماعي والثقافي الذي عرفه شمال المغرب في النصف الأول من القرن العشرين. فقد بدأ مساره في سياق استعماري مغلق، لكنه انتهى على حلبات لاهافانا وبوسطن، أي في فضاءات كونية لم يكن من المألوف أن يبلغها رياضي من أصول مغربية في تلك الفترة. من خلال تتبع مسيرته، يمكن قراءة الملاكمة كـ ذاكرة استعمارية متحركة: • ذاكرة جسدية تتجلى في الصراعات التي خاضها الملاكم داخل حلبة تمثل نظاما استعماريا، • وذاكرة رمزية تعكس رغبة الأفراد في تجاوز الحدود السياسية والعرقية التي فرضت عليهم. فكل نزال خاضه بن بوكر، سواء في بلاثا دي طوروس ببلنسية أو في بلاسيو دي ديبورتيس في لاهافانا، كان يحمل في طياته تجسيدا مصغرا للعلاقة بين المركز والهامش، بين السيد والمستعمر، بين الانضباط والمقاومة. تظهر مقارنة مساره مع معاصريه ( مثل محمد بن ميمون الشفشاوني ومحمد حمادي الناظوري) أن الملاكمة كانت أداة للحراك الاجتماعي والاعتراف الرمزي، لكنها بقيت حبيسة منظومة لا تسمح بالتحرر الكامل. إن ما يجعل تجربة الملاكمة في شمال المغرب ذات أهمية تاريخية اليوم، هو كونها تكشف عن الوجه الجسدي للاستعمار: كيف حاولت القوة المحتلة أن تعيد تشكيل الإنسان من الداخل، عبر السيطرة على حركته، ونبضه، وتعبيره، وكيف استطاع هذا الإنسان أن يقاوم من خلال الجسد نفسه، لا بالسياسة أو السلاح، بل عبر الحركة والعرق والمهارة. وبذلك، يمكن اعتبار تجربة عبد السلام بن بوكر ومجايليه جزءا من التاريخ الثقافي والاجتماعي للمغرب الاستعماري، بل ومن التاريخ الرياضي للمغرب المعاصر أيضا، لأنهم كانوا الرواد الأوائل الذين عبروا الحلبة ليدخلوا المغرب إلى المشهد الرياضي الدولي. لقد جسدوا بأجسادهم مفهوم "العبور" بمعناه الواسع: عبور الجغرافيا واللغة والهوية، وعبور الحدود بين التبعية والاعتراف. تختزل دلالة مسيرة بن بوكر في تلك المفارقة الدقيقة التي تلخصها سيرته: مغربي الأصل، إسباني الهوية القانونية، عالمي الحضور، مجهول في الذاكرة الوطنية. ولهذا، فإن إعادة دراسة هذه المرحلة لا تندرج فقط ضمن تاريخ الرياضة بالمغرب، بل أيضا ضمن تاريخ التحديث الثقافي والسياسي لشمال المغرب، حيث شكلت الرياضة – والملاكمة خصوصا – مجالا للتماس بين الهيمنة والمقاومة، بين المشروع الاستعماري والحلم الوطني. إن استعادة اسم عبد السلام بن بوكر اليوم ليست مجرد إحياءٍ لذكرى رياضي منسي، بل هي استعادة لجزء من الذاكرة الجسدية لشمال المغرب، تلك الذاكرة التي تذكرنا بأن الرياضة كانت دوما أكثر من مجرد منافسة... كانت لغة خفية للكرامة والاعتراف. ملاحظة: استفدنا في كتابة هذا المقال من مقال نشره الأستاذ الحبيب الخراز بجريدة تمودة ( العدد 398 ) عنوانه: " بدايات فن الملاكمة بتطوان "، ومن أرشيف نزالات الملاكم عبد السلام بن بوكر.
#محمد_عبد_المومن (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سبتة في الدراما الإسبانية: الحدود والتهريب وتمثل الآخر بين م
...
-
الرموز البصرية والسردية الاستعمارية في سبتة: التماثيل وأسماء
...
-
الحدود كحاجز واقعي ورمزي: جدار سبتة نموذجا
-
سبتة والظاهرة الجهادية: تقاطعات الهوية والهشاشة في مجال حدود
...
-
سبتة بين العزلة والانفتاح: نحو تصور لاتفاق أورو مغربي مستلهم
...
المزيد.....
-
بالصور.. ترامب يشعل شمعة -ديوالي- في البيت الأبيض باحتفالات
...
-
في حال فوز زهران ممداني بمنصب عمدة نيويورك.. شاهد ما تعهد تر
...
-
-بدقيقتين-.. ترامب يثير تفاعلا بما قاله عن -إنهاء الأمر- مع
...
-
محمود أبو طلال.. شهيد الأسر وصوت المقاومة في مخيم جنين
-
قبل قمة أبيك.. كوريا الشمالية تطلق صواريخ باليستية
-
أوكرانيا وروسيا.. هل دخل الصراع مرحلة الحلقة المفرغة؟
-
ماضي الأمير آندرو يعود ليطارده.. مذكرات فرجينيا تكشف المستور
...
-
كوشنر يشعل تفاعلا بتصريح عن إعمار غزة وما هي المناطق
-
الاحتلال يعتدي على شابين في القدس ويواصل اقتحاماته بالضفة
-
بوليتيكو: وكالات استخبارات أوروبية بدأت بناء عملية مشتركة لم
...
المزيد.....
-
علاقة السيد - التابع مع الغرب
/ مازن كم الماز
-
روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي
/ فاروق الصيّاحي
-
بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح
/ محمد علي مقلد
-
حرب التحرير في البانيا
/ محمد شيخو
-
التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء
/ خالد الكزولي
-
عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر
/ أحمد القصير
-
الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي
/ معز الراجحي
-
البلشفية وقضايا الثورة الصينية
/ ستالين
المزيد.....
|