حسان أيو
الحوار المتمدن-العدد: 8502 - 2025 / 10 / 21 - 09:58
المحور:
الادب والفن
> "ليس الجوع ما يقتل الإنسان، بل الإحساس بأنه غير مرئي في عيون الآخرين."
حين يجتمع الجوع مع الفقر، يتحوّل الإنسان إلى مشروعٍ لأي شيءٍ يُسكِت وجعه قبل أن يُسكِت ضميره.
فالجوع لا يطرق الأبواب بل يقتحمها،
والفقر لا يستأذن، بل يسكن الأرواح بصمتٍ موجع.
هناك، في الزوايا المنسيّة من المدن،
حيث ينام الأطفال على وسادةٍ من الخيال،
وحيث تختلط الكرامة بالحاجة،
يصبح الخبز أغلى من الحلم،
والكرامة ترفًا لا يقدر عليه الجميع.
الجوع إذا صافح الفقر، يُسقِط عن الإنسان كثيرًا من قناعاته.
فما أصعب أن يقف المرء أمام ضميره،
وهو يبرّر لنفسه أن ما فعله لم يكن طمعًا، بل بحثًا عن الحياة.
حينها، لا يبقى للكرامة صوت،
ولا للضمير مقاومة،
فالإنسان الجائع لا يبحث عن الحق أو الباطل،
بل عن ما يُسكِت صراخ بطنه.
لا تحكم على من أرهقهم الفقر،
فليس كل من انحنى خان،
بل ربما انحنى ليلتقط ما تبقّى من نفسه.
إن أخطر ما يفعله الفقر أنه يسرق من الإنسان إنسانيته،
فيجعل البقاء هدفًا،
والكرامة خيارًا
لن يزول الفقر بالصمت، ولا يُشفى الجوع بالشفقة،
بل بالعطاء، بالرحمة، وبأن نرى من حولنا بعين الإنسان لا بعين المتفرّج.
فلنكن يدًا تمتد قبل أن يمدّ غيرنا يده طلبًا.
فربّ لقمةٍ في وقتها… تُعيد لإنسانٍ ملامح الحياة.
#حسان_أيو (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟