اهمية المجتمع المدني في مواجهة خطاب الكراهية

حسان ايو

الحوار المتمدن-العدد: 6542 - 2020 / 4 / 20 - 16:06
المحور: المجتمع المدني
    

أهمية دور المجتمع المدني في مواجهة خطاب الكراهية.

حسان ايو المدرب الحقوقي المعتمد وممثل اللقاء الوطني الديمقراطي في سوريا في بريطانيا.

بالرغم من أن كلمة الكراهية لاتحتاج لكثير من الجهد لتعريفها لغوياً. ألاّ أن خطاب الكراهية بحاجة لدراسات و أبحاث عميقة وجادة وملحّة لمعرفة ماهيته وكيفية بلورته وصياغته. ليغدو خطاباً محرضاً للعنف والقتل وسبباً لشيوع ما تتضمنه كلمة الكراهية من تكريس البغض والنفور ما يؤدي لغياب التعاطف والعداء نتيجة لتلك المشاعر السلبية والمترافقة بصنوف الإشمئزاز والتعالي.

مما حتّم على تشريع العديد من القوانين وإبرام المعاهدات الدولية لتحديد مفهوم الكراهية وتجريمه، ومن أهمها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حيث أكّدت / على حق التمتع بكافة الحقوق الواردة في المادة الثانية منه عدم التميز بسب العنصر أو الون أو الجنس أو اللّغة أو الدين أو الرأي الو المنبت الاجتماعي أو الطبقي ودون التفرقة بين الرجال والنساء. مما يعني إنتفاء التميز وفقاً للإنتماء إلى هذا لبلد أو ذاك بغض النظر عن الوضع السياسي أو القانوني للبلد سواء أكان مستقلاً أو تحت الوصاية إو غير متمتع بالحكم الذاتي.

وفي المادة الثالثة من الإعلان المذكور يَقرأ فيه ما يلي : / حق الحياة والحرية والسلامة الشخصية مكفولة لكل فرد / . كما أكّد في الفقرة الثامنة الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية على أن الكراهية تنتعش في اجواء يسودها االجهل والخوف من الماضي السلبي. فحينما تُستخدم عبارات الكراهية لوصف حكم مسبق أو إدانة فئة أو طبقة معينة أو من فرد أو مجموعة فهي تسهم في إنتاج خطاب الكراهية. وهذا الخطاب الأخير يجد البيئة المناسبة في المجتمعات المتسمة. بالذهنية الأحادية والمحتكرة للحقيقة على مبدأ " أنا على صواب والبقية على ضلال ".

وما يساعد على ترويج مكونات خطاب الكراهية وبث سمومها عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي الأمر الذي يُعمم الكراهية من خلال تشويه الحقائق ونشر أفكار وعقائد ُتترجم الى سلوك عدائي جماعي. يرفض الأخر، وما جرائم القتل وحرق دور العبادة كالجوامع والكنائس وغيرها من الإمكنة المقدسة حصيلة طبيعية للخطاب الكراهية. كما إنها سبباً لتفكيك المجتمعات وعدم استقرارها وخلق صراعات لا تنتهي على كافة الأصعدة الدينية والقومية والاثنية والطائفية. لهذا يجب على منظمات المجتمع المدني التصدي من خلال الحملات التوعوية بخطورة هذا الخطاب وممارسة الضغظ على الحكومات لسن قوانين تجرم كل من يؤجج نار الكراهية مع تفعيل العقوبات الرادعة.

على الرغم من جودة المواثيق والقوانين الدولية لحد من خطاب الكراهية إلاّ إنه يلحظ بعض الثغرات واختلاط المفاهيم فمثلاً حرية التعبير تعتبر حقاً مُقدساً من حقوق الإنسان ومع ذلك ثمة من يلعب في الماء العكر مما يجعل من هذا الحق تطاولاً وتمادياً على حقوق الأخر.
لست بحاجة الى العودة تاريخياً لإستحظار لفظاعة خطاب الكراهية وإفرارته.
لست بحاجة لعودة للوراء تاريخياً لإستحظار لفظاعة خطاب الكراهية وإفرارته . فها هي سورية نموذجاً فاقعا لما أقترفتها الكراهية من حمامات الدماء والدمار والويلات والمأسي طيلة تسع سنوات مع بروز الأحقاد بين كل مكونات الطيف السوري .مع ما رافقها من التراجع في شتى المجالات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، سوريا التي كانت فيما قبل لوحة فسيفساء وحديقة جميلة من التعايش بين جميع الديانات واللغات و القوميات، هنا وللحفاظ على تلك الوحة الجميلة للشعب السوري يّناط دور مهم لمنظمات المجتمع المدني في مواحهة خطاب الكراهية في نشر ثقافة المحبة والتسامح والتعايش السلمي على مستوى النظام والجهات الداعمة له إقليمياو دولياً وعلى مستوى المعارضة. والمستفادة مما حدث ويحدث في المجتمع السوري وفضح ما يحصل من انتهاكات بعيدة كل البعد عن حقوق الإنسان من خلال فضحها وثوتيقها. ومع منظمات المجتمع المدني تقع المسوؤلية على جميع الفعاليات والاحزاب والمثقفين على تعزيز الوعي لدى الجميع وشرح مخاطر هذا الخطاب على المجتمع برمته والتصدي له بكل الوسائل والإمكانات المتاحة.

#حسان_ايو (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات