أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرشدة جاويش - نافذة إلى الاستطيقية














المزيد.....

نافذة إلى الاستطيقية


مرشدة جاويش

الحوار المتمدن-العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 13:42
المحور: الادب والفن
    


الجمال قوة صامتة تتسلل إلى عمق التجربة الإنسانية تشعل المعنى وتعيد تشكيل علاقتنا بالنص و بذواتنا من خلاله
ومن هذا المنطلق ولدت لدي فكرة الإستاتيكية كمنهج يحرر الذائقة من قيود التقييم الجاهز ويعيد للقارئ دوره في خلق المعنى إضافة لدوره كمتلقي
أود أن أوضح أن هذه المقدمة لا تغوص في تفاصيل هذا المنهج نقدياً أو تنظيرياً فهي مجرد إشارة تمهيدية وتقديمية لما تناولته بمقالة موسّعة ضمن كتابي النقدي (#أنقاض #المعنى) حيث استعرضت فيه الأسس الفلسفية والجمالية للمنهج وطبقته على قراءتي لنصوص أدبية وفنية مختلفة
اعتمدت الإستاتيكية في عدد من قراءتي النقدية بوصفها أداة توازن بين التجربة الوجدانية والوعي الجمالي وتبقي النص مفتوحاً على احتمالات التأويل بلا قيود أو معيار ثابت
إنها محاولة لإعادة النور إلى اللغة وإعادة الجمال إلى مكانه الطبيعي في حس المتلقي ودهشته الأولى
ومن الدراسات التي استحضرها بوضوح تلك التي شكلت بداية استنباطي لمفهوم الاستطيقية ونهجي فيه وهي قراءتي القديمة لنص : (قصائدي ذنوب لا تشيخ) للأديب المسرحي والشاعر العراقي القدير الدكتور هشام المالكي إذ كانت تلك الدراسة لحظة انبثاق لوعي جديد بالجمال ومدخلاً إلى تأمل الشعر من منظور فلسفي خالص
مقدمة نقدية إلى الاستطيقية:
في عالم النقد الأدبي والفني تتكاثر المفاهيم والمصطلحات التي تساهم في فهم التجارب الإبداعية ببعدها الأعمق والأشمل ومن بين هذه المصطلحات التي حظيت باهتمام متزايد يبرز مصطلح (الاستطيقية) الذي يحمل في طياته دلالة جمالية تعيد تعريف مفهوم التلقي والفهم الفني بعيدا عن القيم التقليدية والمعايير المسبقة
سنشرع الآن في الغور في هذا المصطلح النقدي محاولين سبر أغواره وكشف ما يحتويه من أبعاد فلسفية وجمالية تجعله نقطة التقاء حيوية بين الإبداع والمتلقي
#الاستطيقية: جمالية الفهم وتحرر الذائقة
#مقدمة:
تعد الاستاطيقية من أعمق مناهج الفهم الجمالي التي تتجاوز الحدود التقليدية للنظر في المتنات الفنية والأدبية لترسي أسساً لتحرر الذائقة من قيود الوجهة التقويمية مفعلة الحس الجمالي الفردي في المتلقي تشمل الاستاطيقية فهم التجربة الحسية والعاطفية التي تثيرها الأعمال الإبداعية بعيداً عن التحليل المنطقي والتقييم الأخلاقي أو الاجتماعي
مرتكزة على جمالية التلقي والتفرد الفردي للذائقة
#تعريف #الاستطيقية:
الاستاتيكية هي منهج جمالي يعنى بدراسة ظاهرة التجربة الجمالية كمحتوى رئيس يركز على الحس والفهم الجمالي المباشر الذي يتفرد به المتلقي دون الانشغال بالمؤثرات الخارجية أو التفاسير المعنوية المقيدة يمكن أن نعرف الاستطيقية بأنها: منهج فلسفي ونقدي يولي اهتماماً خاصاً بالتجربة الجمالية الفردية حيث يعد الجمال ظاهرة تجريدية تتحرر من معايير التقويم المألوفة
المنهج النقدي الاستطيقية:
تتمحورالاستطيقية حول فهم (تجربة الجمال) بعيداً عن كونه موضوع خارجي يقاس عليه العمل الفني إنما كحالة وجدانية ذاتية تشمل إحساس المتلقي وتفاعله الحسي والعاطفي مع العمل
وبهذا تقوم الاستاطيقية على فصل الجمال عن القيم الأخلاقية أو السياسية أو التاريخية وتمنح العمل الفني حرية التلقي والفهم بنفسه بعيداً عن أي تحليل مفاهيمي أو سياقات خارجية تقيد حرية الذائقة
هذا المنهج يمكننا من استكشاف أبعاد جديدة في الأعمال الإبداعية حيث يصبح الجمال ظاهرة ذاتية متغيرة تتأثر بالظروف الحسية والنفسية للفرد وليس بمعايير ثابتة مسبقة
الدلالة الفلسفية والجمالية
تعزز الاستطيقية من مفهوم (الذائقة) كفعل إبداعي فردي حيث لا يكفي أن نحدد العمل الفني بوصف ثابت بل يجب أن نفتح أبواب التفسير والتجربة المرنة التي تختلف من متلق إلى آخر وهذا ما يجعلها ميداناً غنياً للتفاعل بين الإبداع والمتلقي ويعيد الاعتبار إلى الحس والعاطفة كعناصر لا غنى عنها في فهم الجمال
كما ترتبط الاستطيقية بمقولة التحرر من الأطر التقليدية في الفهم والنقد إذ تحرر الذائقة من القيم المسبقة والتفاسير الثابتة مفسحة المجال أمام تجربة جمالية ذاتية تنبئ عن أبعاد وجودية وشخصية عميقة
خاتمة
في ختام الأمر تشكل الاستطيقية منهجاً نقدياً وفلسفياً يعيد النظر في جمالية الأعمال الإبداعية على ضوء التجربة الحسية والوجدانية الفريدة لكل فرد إنها دعوة لتحرر الذائقة من قيود التقييم الجامد وفتح آفاق جديدة للفهم والإدراك الجمالي
ومن ثم تبقى الاستطيقية جسراً بين الإبداع والمتلقي يعزز حواراً مستمراً بين الفن والذات الإنسانية



#مرشدة_جاويش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفكيك صوفي للغياب: قراءة أنطولوجيّة في نصّ (روح ضائعة) للدكت ...
- مئذنة الحبر
- دراسة نقدية / التحليل #التفكيكي #النصي للشاعرة نازك مسُّوح: ...
- ظِلُّ يَقِينٍ يَرُومُ الشَّفَقْ
- حنين الروح
- نداءاتٌ على أرصفةِ روحي
- تابو الخطيئة
- أيها الخالد


المزيد.....




- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن
- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران
- المغربية ليلى العلمي.. -أميركية أخرى- تمزج الإنجليزية بالعرب ...
- ثقافة المقاومة: كيف نبني روح الصمود في مواجهة التحديات؟
- فيلم جديد يكشف ماذا فعل معمر القذافي بجثة وزير خارجيته المعا ...
- روبيو: المفاوضات مع الممثلين الأوكرانيين في فلوريدا مثمرة
- احتفاء مغربي بالسينما المصرية في مهرجان مراكش
- مسرحية -الجدار- تحصد جائزة -التانيت الفضي- وأفضل سينوغرافيا ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مرشدة جاويش - نافذة إلى الاستطيقية