أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تاج السر عثمان - كيف تدهورت الأوضاع المعيشية والاقتصادية بعد الحرب؟














المزيد.....

كيف تدهورت الأوضاع المعيشية والاقتصادية بعد الحرب؟


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 8492 - 2025 / 10 / 11 - 08:13
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


١
أدت الحرب اللعينة الجارية حاليا إلى نزوح أكثر من ١٢ مليون مواطن داخل وخارج البلاد ومقتل وفقدان الآلاف الأشخاص وتدمير البنيات التحتية ومرافق الدولة الحيوية والمصانع والأسواق والبنوك ومواقع الإنتاج الصناعي والزراعي والحيواني حتى اصبح شعب السودان متلقيا للمعونات بعد أن كان منتجا.
كما أدت إلى تدمير الاقتصاد السوداني بالاستمرار في نهب ثروات البلاد على سبيل المثال في جلسة رسمية عقدها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كشفت المتحدثة باسم المجلس، أميرة هالبرين، كشفت هالبرين عن عمليات تهريب واسعة النطاق لثروات السودان إلى مصر، مشيرة إلى أن ما يقارب 8 مليارات دولار من الذهب السوداني تم تهريبها خلال العامين الماضيين، في ظل غياب الرقابة المالية والجمركية. وأضافت أن نحو 6 مليارات متر مكعب من مياه نهر النيل جرى اقتطاعها من الحصة السودانية، ما يشكل انتهاكاً لاتفاقيات تقاسم المياه ويهدد الأمن المائي للسودان. هذه المعطيات دفعت المتحدثة إلى المطالبة بإدراج هذه الانتهاكات ضمن جدول أعمال المجلس تحت البند العاشر، باعتبارها تمس الحقوق الاقتصادية والبيئية للسكان السودانيين.
هذا اضافة لاستمرار تهريب الذهب والماشية والمحاصيل النقدية بواسطة قوات الدعم السريع للامارات وتشاد والبلدان المجاورة التي تقدر بمليارات الدولارات في ظروف تعيش فيها الجماهير معيشة ضنكا.
كما تواصل حكومة بورتسودان في سياسات النظام السابق في التحرير الاقتصادي و التخفيض المستمر الجنية السوداني حيث تم رفع الدعم عن خدمات التعليم والصحة والدواء والماء والكهرباء والغاز والانترنت وفرض الجبايات العالية على المواطنين والتجار والارتفاع في الرسوم الجمركية. الخ . في حين تصرف مليارات الدولارات في شراء الأسلحة لتمويل المزيد من الدمار والخراب.
٢
ادت الحرب إلى خسارة 40% من الناتج المحلي الإجمالي لعام 2022 الذي تم تدميره حسب تقديرات بنك التنمية الإفريقي. إضافة للخسارة في التعليم حيث أصبح أكثر من ١٣ مليون طفل في السودان خارج التعليم وثلاثة أرباع الأطفال في سن التعليم لم يتمكنوا من الالتحاق بالدراسة مع بداية العام الجديد.
إضافة لأكثر من ٢٦ مليون شخص هم في حاجة عاجلة إلى مساعدات إنسانية.
٣
تفاقم تدهور الأوضاع المعيشية بسبب انهيار الجنية والاقتصاد السوداني حيث تجاوز سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق الموازي 3700 جنيه سوداني، مقارنة بـ560 جنيهًا فقط ليلة اندلاع الحرب، ما يمثل نسبة زيادة تتجاوز 560% خلال 18 شهرًا. وهذا الانهيار المتسارع للجنيه يأتي في سياق اقتصادي شديد التدهور، حيث تشير تقارير دولية حديثة إلى أن السودان يعيش أسوأ أزمة مالية في تاريخه الحديث. تقرير صادر عن معهد السياسات الغذائية الدولية (IFPRI) في يوليو 2025، أشار إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للسودان انكمش بنسبة 42% منذ عام 2022، متراجعًا من 56.3 مليار دولار إلى 32.4 مليار دولار. كما فقدت البلاد أكثر من ثلث إنتاجها الزراعي والصناعي، وتجاوزت خسائر القطاعات الإنتاجية 90 مليار دولار، وفقًا لتقديرات البنك الإفريقي للتنمية.
في ظل هذا الانهيار، توقفت أكثر من 85% من فروع البنوك عن العمل، وتعرضت مقارها للنهب، مما أدى إلى شلل شبه كامل في النظام المصرفي. ومع غياب مصادر النقد الأجنبي، مثل رسوم عبور النفط وتحويلات المغتربين والقروض الخارجية، باتت السوق السوداء المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية، ما فاقم من تقلبات سعر الصرف وأشعل موجات تضخم متتالية. ووفقًا لتقديرات البنك الدولي، تجاوز معدل التضخم الرسمي 105%، بينما تشير تقديرات غير رسمية إلى أنه أعلى بكثير.
٤
وقف التدهور في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية رهين بوقف الحرب واستعادة مسار الثورة والخروج من سياسة التحرير الاقتصادي التي أدت لتدهور العملة والأوضاع المعيشية والاقتصادية والتوجه الداخلي للتنمية فاستمرار الحرب سيقود إلى مزيد من الانهيار، والمزيد من ارتفاع سعر الدولار وإعادة بناء المؤسسات المالية. ودعم الدولة للتعليم والخدمات الصحية والدواء والكهرباء والوقود ووقف عمليات تهريب الذهب، و وقف تراجع صادرات الزراعة والثروة الحيوانية التي تراجعت بنسبة 80%، إضافة لتوقف أكثر من ٦٠٪ من المصانع وتعرض مشاريع كبيرة مثل : الجزيرة وسنار للتدمير وارتفاع معدلات الفقر مما يهدد بانهيار كامل في ميزان المدفوعات في الاقتصاد.
واخيرا كما اشرنا وقف الحرب استنزاف ثروات البلاد يشكل المدخل للإصلاح وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جذور حرب دارفور وعدم الإفلات من العقاب
- من المستحيل تجاوز ثورة ديسمبر ٢٠١٨
- التمديد للبعثة المستقلة خطوة موفقة بعد إدانة على كوشيب
- إدانة على كوشيب وجرائم لاتسقط بالتقادم
- ادانة على كوشيب َوجرائم لا تسقط بالتقادم
- في ذكراها ٦١ اهم دروس ثورة أكتوبر ١٩ ...
- لا مناص من وقف الحرب وعودة الحكم المدني الديمقراطي
- مرور خمس سنوات على اتفاق جوبا
- كيف تسارع انهيار الانقاذ بعد انفصال الجنوب؟
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان
- الحرب وخطر الخطاب الإسلاموي العنصري
- كتاب دراسات في التاريخ الاجتماعي للسودان القديم
- الطريق لوقف الحرب وترسيخ السلام والديمقراطية
- ظروف غير مواتية لتعديل مناهج التعليم
- الاتفاقات مع روسيا هل تنقذ سلطة الامر الواقع؟
- مع اتساع قاعدة وقف الحرب لابديل غير الحكم المدني الديمقراطي
- حرب لمواصلة تفكيك الدولة السودانية وتمزيق وحدتها
- جريمة قتل المدنيين داخل المسجد بالفاشر
- كيف خطط الكيزان لتصفية الثورة منذ أيامها الأولى؟
- كيف فشلت الحلول الخارجية؟


المزيد.....




- بشكل غير اعتيادي.. ترامب يجري فحصًا طبيًا للمرة الثانية هذا ...
- صفقة لتعزيز الدفاعات الجوية الدنماركية.. كوبنهاغن توسّع أسطو ...
- الموت جوعا..الخطر الأكبر في السودان وغزة!
- قواعد جديدة في الاتحاد الأوروبي للإعلانات السياسية المدفوعة ...
- بالصور.. كيم جونغ أون يكشف عن صاروخ -هواسونغ 20- الباليستي
- وقف إطلاق النار يرسم مشهدا جديدا.. مصر وإسرائيل إلى أين؟
- أمسك بها وسحبها بعنف.. المغنية بيلي إيليش تتعرض لهجوم مفاجىء ...
- أمريكا.. انفجار ضخم بمصنع متفجرات عسكري و18 شخصا قتلوا أو فق ...
- الحرب التجارية العالمية عادت بقوة.. ترامب يعلن فرض رسوم جمرك ...
- قتلى ومفقودون بانفجار ضخم في مصنع للذخيرة والمتفجرات بولاية ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تاج السر عثمان - كيف تدهورت الأوضاع المعيشية والاقتصادية بعد الحرب؟