أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تاج السر عثمان - جذور حرب دارفور وعدم الإفلات من العقاب














المزيد.....

جذور حرب دارفور وعدم الإفلات من العقاب


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 8491 - 2025 / 10 / 10 - 08:47
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


١؛
أشرنا سابقا بعد ادانة على كوشيب من المحكمة الجنائية الدولية إلى مواصلة عدم الإفلات من العقاب وتسليم بقية مجرمي الحرب للمحاكمات مثل: عمر البشير وأحمد هارون وعبد الرحيم محمد حسين. الخ. لقد كان الحريق الذي اندلع بعد حرب دارفور عام 2003 المقدمة ليشمل العاصمة الخرطوم ،مدني الأبيض. الخ ولتعود مدن دارفور مرة أخرى (نيالا، زالنجي، الجنينة، طويلة .الخ) مسرحا لابادة جماعية جديدة ونزوح الآلاف.
فما هي جذور حرب دارفور؟.
٢
حرب دارفور كانت نتاجا للسياسات الخرقاء التي انتهجها نظام الانقاذ منذ انقلاب الإسلامويين المشؤوم في 30 يونيو 1989 ، عندما جاء الانقلاب كانت دارفور في ظروف ومتغيرات جديدة أدت لانفجار الأوضاع فيها اهمها:
– اتساع دائرة الجفاف والتصحر في دارفور ، مما ادي الي شح المراعي ، والي انفجار الصدامات القبلية من جديد.
– تدهور خدمات التعليم والصحة والمياه والكهرباء. الخ.
– تزايد عمليات النهب المسلح وانفراط عقد الأمن وحالات حرق القري والمزارع والصدام بين بعض المجموعات القبلية والفور والصراع بين المعاليا والرزيقات.
– كانت القبائل في دارفور تعيش في سلام ووئام ، وكانت الصراعات القبلية العابرة تحل عبر الاعراف ، وكانت ديار القبائل معروفة ومحددة. وبالتقسيم الاداري الجديد اختل النظام الذي كان سائدا، مما ادي الي الصدامات.
– توقف مشاريع التنمية في الاقليم مثل مشروع جبل مرة للتنمية الريفية.
– توقف العمل في طريق الانقاذ الغربي.
– النزوح الكبير من الارياف الي المدن ، وتوسع المدن كما نلاحظ في مدينة نيالا التي زاد عدد سكانها وتوسعت وارتفعت فيها ايجارات المنازل واسعار الاراضي.
٣
جاء ملتقي الفاشر فبراير 2003 بعد انفجار الاحداث وتوصل الي توصيات وقرارات في مجملها سليمة مثل:
– الاسراع بتكميل طريق الانقاذ الغربي مع توفير تمويل اجنبي ومكون محلي له.
– انشاء مفوضية لتنمية ولايات دارفور.
– تأهيل مرافق الصحة والمياه وتأمين الحد الأدني من الخدمات للمواطنين في دارفور.
– وضع خطة استثنائية عاجلة لمعالجة التردي في الخدمات
– التقسيم العادل للمشاريع التحتية القومية لدارفور.
– ضعف المقدرة الادارية لبعض اجهزة الدولة وتباطؤها في التصدي للانفلات الامني.
– معالجة عدم الالتزام بتنفيذ مقررات المؤتمرات السابقة.
– حمّل الملتقي الحكومة مسئولية خلق كيانات ادارية جديدة والاستغلال السياسي للقبيلة والاعتماد علي التوازنات القبلية في التعيينات السياسية.
كما كان مدخل الملتقي سليما في حل المشكلة سلميا عن طريق التفاوض ، ولكن الحكومة لجأت للحل العسكري الذي عقد الامور وزادها تفاقما، بعد تكوين مليشيا الجنجويد ، وكانت النتيجة إبادة جماعية أدت لمقتل أكثر من 300 الف شخص ، ونزوح 2 مليون حسب الأمم المتحدة 2003 ، مما جعل الرئيس البشير ومن معه مطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية حتي وصلت للماساة الانسانية التي نعيشها الآن في دارفور، فعدم حل المشكلة بالطرق السلمية وتنفيذ مقررات مؤتمر الفاشر أدي لتلك المأسأة الانسانية.، اضافة لعدم الحل الشامل باعتبار أن ما يجري في دارفور جزء من مشكلة السودان الكلية، ويجب أن ينظر اليها قوميا في اطار الحل السياسي الشامل ، وصولا الي سلام حقيقي وتنمية وعدالة لكل انحاء السودان.
3
مما زاد الطين بلة لم تنزع الحكومة سلاح الجنجويد ،حسب ماجاء في تقرير مجلس الأمن الذي أجاز في اجتماعه بتاريخ:28/2/2006م، تقرير لجنة الخبراء التي شكلها المجلس في وقت سابق لدراسة الموقف في دارفور الذي رصد الانتهاكات التي حدثت في درافور وأهمها
– فشل الحكومة في نزع وتحييد سلاح الجنجويد.
– اثارة التوتر بين المحموعات الاثنية القبلية والسياسية وغيرها في دارفور.
– توفير الدعم للمليشيات المسلحة والمجموعات الأخري التي ترتكب الاعتداء وتتقاتل في دارفور.
– الهجوم علي قوات الاتحاد الافريقي والشرطة المدنية ومراقبي وقف اطلاق النار التابعين للاتحاد الافريقي وعرقلة نشاطه امنعه من اكمال مهامه.
كما أشار التقرير الي أن كل الاطراف ارتكبت بدرجات متفاوتة انتهاكات شملت التعذيب ، الاعتداء علي كرامة الانسان ووقاره، المعاملة القاسية والمذلة للاشخاص غير المشاركين في القتال أو الذين توقفوا عن المشاركة في القتال ، وكلها انتهاكات للحقوق المدنية والسياسية في الميثاق الدولي، والتي كفلها دستور السودان الانتقالي.
بعدها جاءت فكرة تدخل قوات الأمم المتحدة على أساس البند السابع لوقف تلك الانتهاكات وحماية المدنيين، لكنها لم تنجح رغم أنها قللت من الانتهاكات.
واضح أن التهاون مع مجرمي الحرب وعدم نزع سلاح الجنجويد ، بل تقنينه دستوريا ، وادخاله العاصمة ، واستحواذه على مواقع سيادية وعسكرية ، أدي لاندلاع الحرب في سباق الصراع على السلطة والثروة ، بين حميدتي والبرهان ، بعد أن اصبح لحميدتي قوى عسكرية ، وثروة راكمها من دعم الاتحاد الاوربي لمنع الهجرة، وحرب اليمن ومن الذهب حيث مُنح جبل عامر ، ومن الميزانية المفتوحة التي خصصها البشير للجنجويد ، الذين كان يطلق عليهم “حمايتي”، وشركاته مثل شركة الجنيد.الخ.
فدارفور كانت المحطة التي انطلقت منها الحرب الي الخرطوم، لتتجدد مرة أخرى في دارفور، مما يتطلب مواصلة التقصي في جرائم الحرب الجارية بعد التمديد للبعثة المستقلة لعام اخر وملاحقة مجرمي الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي والاسترقاق والاغتصاب والعنف الجنسي وضروة وقف الحرب واستعادة مسار الثورة والحل الشامل والعادل وترسيخ السلام والحكم المدني الديمقراطي وحل المليشيات وجيوش الحركات، وعودة النازحين لمنازلهم وقراهم والتعويض العادل لهم، وعدم الإفلات من العقاب بتقديم مجرمي الحرب للمحاكمات. .



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المستحيل تجاوز ثورة ديسمبر ٢٠١٨
- التمديد للبعثة المستقلة خطوة موفقة بعد إدانة على كوشيب
- إدانة على كوشيب وجرائم لاتسقط بالتقادم
- ادانة على كوشيب َوجرائم لا تسقط بالتقادم
- في ذكراها ٦١ اهم دروس ثورة أكتوبر ١٩ ...
- لا مناص من وقف الحرب وعودة الحكم المدني الديمقراطي
- مرور خمس سنوات على اتفاق جوبا
- كيف تسارع انهيار الانقاذ بعد انفصال الجنوب؟
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان
- الحرب وخطر الخطاب الإسلاموي العنصري
- كتاب دراسات في التاريخ الاجتماعي للسودان القديم
- الطريق لوقف الحرب وترسيخ السلام والديمقراطية
- ظروف غير مواتية لتعديل مناهج التعليم
- الاتفاقات مع روسيا هل تنقذ سلطة الامر الواقع؟
- مع اتساع قاعدة وقف الحرب لابديل غير الحكم المدني الديمقراطي
- حرب لمواصلة تفكيك الدولة السودانية وتمزيق وحدتها
- جريمة قتل المدنيين داخل المسجد بالفاشر
- كيف خطط الكيزان لتصفية الثورة منذ أيامها الأولى؟
- كيف فشلت الحلول الخارجية؟
- مازالوا متشبثين بالحرب بعد أن ذهبوا إلى مزبلة التاريخ


المزيد.....




- بعد باريس..إطلالة رسمية أنيقة لميغان ماركل في نيويورك
- جائزة نوبل للسلام تُمنح لماريا كورينا ماتشادو.. من هي؟
- كاميرا مراقبة ترصد طفلًا يختنق أثناء قفزه على لعبة الترامبول ...
- جينيفر لوبيز بإطلالة من إيلي صعب في نيويورك
- عاصفة قوية ستضرب الولايات المتحدة نهاية هذا الأسبوع.. إليك م ...
- أغرب أزياء أسبوع الموضة في باريس..فستان من 6000 فرشاة نحاسية ...
- مذيعة CNN للكاردينال بيتزابالا: الى أين سيعود سكان غزة بعد ا ...
- غزة.. الجيش الإسرائيلي يعلن سريان وقف إطلاق النار ويلفت لـ7 ...
- قرقاش عن وقف إطلاق النار في غزة: -آن الأوان أن تسكت المدافع- ...
- بالصور - هكذا تفاعل سكان غزة مع بدء سريان وقف إطلاق النار


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تاج السر عثمان - جذور حرب دارفور وعدم الإفلات من العقاب