أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريبر هبون - نحو مؤسسة ثقافية كوردستانية واعدة














المزيد.....

نحو مؤسسة ثقافية كوردستانية واعدة


ريبر هبون

الحوار المتمدن-العدد: 8492 - 2025 / 10 / 11 - 04:53
المحور: الادب والفن
    


*ريبر هبون

تلك المؤسسات التي تكرر طقوس السلطة الحزبية ذاتها إنما تحاول أن تقول للكاتب المبدع أو الذي يحافظ على نقاوة مواقفه وأصالة قلمه :أنك فعليا لا تحتاج للوجود مجازاً ضمن مؤسسة ثقافية تقوم بتسويق أعمالك أو أن تجد نفسك من خلالها، أنت فقط بحاجة إلى مزيد من الثقة بقلمك.

من خلال تجربتي مع مؤسستين ثقافيتين لن أذكرهما "كي لا أدع متصيديهما يصطادون في المياه العكرة لغاية في أنفسهم ، لاحظتُ بالمجمل أنهما لا تضيفان أي فضل أو دور حقيقي للرسالة الأدبية أو الثقافية للكاتب العضو المنخرط فيها. حتى أن الأعضاء فيما بينهم يشبهون نسخًا طبق الأصل عن أعضاء الحزب؛ فالصراعات الداخلية والمناخ السام أو التنمر فيما بينهم يشبه إلى حد كبير الصراعات التي تشهدها الأحزاب أو التنظيمات السياسية أو بيئات العمل الضاغطة، بمعنى أنهم يمارسون الطابع الحزبي أو الشللي، ولكن تحت يافطة الثقافة وهذه مفسدة للإبداع والقلم أيما مفسدة.

كثيرًا ما كنت أستمع إلى تجارب السياسيين المتعبين أو المنشقين ممن خاضوا مرحلة من عمرهم داخل الحزب، ثم خرجوا عنه ليقولوا لاحقًاً: كنا نقضي جل وقتنا في صراعات داخلية، أحدنا ينافس الآخر، والآخر يزاحم زميله على منصب أو سلطة. أصحاب الكدح، أو أصحاب الرؤية الحقيقية والأصالة، كانوا يُهمشون ويُقصون من قِبل انتهازيين يصلون إلى السلطة والمناصب بوسائلهم الانتهازية والوصولية. في النهاية، يخرج هؤلاء العصاميون أو المخلصون الذين حافظوا على قناعاتهم وحاولوا إيصال خطابهم الوطني المخلص إما متهمين أو مدانين أو خونة باتوا يطعنون في رب نعمتهم بعد أن ساءت الخدمة في الفندق الذي آواهم
حين دخلتُ تلك المؤسسات الثقافية بغرض البحث عن الانتماء الأخوي بين أقراني من المبدعين وأنا في غمرة أمانيّ في خلق مساحة مثالية ضمن حيز خيالي الخاص، ورأيت الحالة المتردية لدينا ككورد داخل تلك المؤسسات، أدركت يقينًا أننا نسخة رديئة وهجينة عن التصدع الحزبي والواقع السياسي والذهنية المتوعكة ككل، وأن الممارسة الثقافية فيها تكرّر ذات طقوس السلطة والانتهازية بدل أن تكون موجهة لحماية الكاتب ودوام وصول رسالته لمختلف الناس.

الرسالة التي أريد أن أرسلها من خلال هذا المقال هو إبعاد النخب الشابة المبدعة أو المؤمن بالإبداع عن سطوة تلك المؤسسات الثقافية الرقابية بما تحمل من رواسب سلبية على الرسالة الثقافية نفسها. فهذا المقال ليس تحليليا أو متصلاً بموقف أو ردة فعل ما بقدر ما هي خواطر تراود الذهن وما تتضمنه من أفكار متلاطمة ، أردت بالفعل الموضوعية من خلال تجربة معمّقة و أن أقدم للكاتب تلك التجربة ليبصر نفسه أكثر وليكون أكثر قرباً منها وليؤمن أيضا أن هذا العصر لا يقتضي بالضرورة أن ينتمي الكاتب إلى مؤسسة ثقافية إذ بإمكانه أن يحقق أو أن ينشئ مؤسسات ومنصات في وقتنا الراهن في زمن تعدد وسائل التواصل الاجتماعي في زمن السوشيال ميديا في زمن طغيان البصري على الأنشطة الميدانية. وكذلك أردت أن أقول هنا أن خلق منصات جديدة أو خلق مؤسسات جديدة أو منتديات جديدة من شأنها أن تقلص من سطوة تلك المؤسسات الثقافية التقليدية التي تتعاطى مع الثقافة والإبداع كتعاطي الحزبيين مع السياسة أو مع الإيديولوجيا التي يودون فرضها بطريقة شعبوية.

نلحظ أن هذه المؤسسات التقليدية تعاني من قلة أو انعدام حضور الشباب لأنشطة وفعاليات تلك الاتحادات الثقافية أو المؤسسات و ابتعاد الشباب عنها وهم بالمئات، واقتصار الحضور أو الاهتمام على كبار السن ممن ليس لديهم عمل أو تفرغ مهني أو من ساسة خرجوا من فلك السياسة ودخلوا في الشأن الثقافي ليمارسوا السياسة بطريقة ما، وأي مقال ناقد بطبيعته يستهدف المثقفين والنقاد على وجه سواء وكذلك لأجل أن يعي الجمهور تلك الحقيقة أنهم على حق جزئياً في الانكفاء عن الحضور أو المشاركة لأنهم لم يجدوا مناخاً يشدهم أو يجعلهم يتعلقون بتلك الأجواء الثقافية وأود من خلال هذا أيضا أنه من خلال النقد الهادف والانصات له يمكن تدارك الأخطاء،والنقد لا ينم عن كراهية بل ينم عن شعور بالمسئولية شعور بالغيرة شعور بضرورة أن يتم تصويب الأخطاء للحيلولة من تكرارها واعتبار اقصاء أي كاتب عن المشهد الثقافي وعلى حساب تقديم الآخرين ينم عن انعدام وجود آلية موضوعية في التعاطي مع المشهد الثقافي والإبداعي.

إن تنمية الحركة الثقافية والسعي لمؤسسات واعية وآمنة وصحية في ظل عدم وجود دولة كوردية هي مسؤولية تقع على عاتق مجموع أفراد توفرت لديهم إمكانية الحركة وساعدتهم الظروف في خلق جمعية أو مؤسسة أو اتحاد ، ولا شك من أن أي عمل لا يخلو من فوضى أو قلة خبرة أو رغبة في احتكار المشهد،وبتأكيدي لجملة حلول على سبيل المثال لا الحصر من الممكن الخروج من قوقعة التلاشي والجمود:
-مد الجسور مع الشباب والتحاور معهم ، فهم نفسيتهم وإيلاءهم دوراً في رسم معالم المشهد الثقافي ومساعدتهم في ذلك على مبدأ وفاق الأجيال لا صراع الأجيال.
-اعتبار النقد تقويماً ، تصحيحاً وتأطيراً للعمل الثقافي بغية إزالة العوائق وتحقيق بيئة أفضل مستدامة وتتسم بمرونتها وانفتاحها على مختلف الآراء والتوجهات.
-الكف عن ممارسة الفروض أو الطقوس الحزبية داخل المؤسسة الثقافية بما يضمن استمرارية تلك المؤسسة.
-فتح قنوات التواصل بين نشطاء العمل الثقافي والمعتكفين في بيوتهم يأساً لإعادة تفعيلهم وضمهم للمؤسسة.
من خلال سلسلة خطوات كهذه من الممكن إنقاذ الحالة الثقافية من الجمود والتصحر والأهم ألا يقاد العمل الثقافي بمزاجية ،إقصاء هذا وترغيب ذاك من منطلق مناطقي أو عائلي أو حزبي أو شللي، فهو مسؤولية أخلاقية، إنسانية ووطنية ودوامها من دوام نهضة الأمة والمجتمع.
ريبر هبون – ألمانيا- 10 أكتوبر - 2025
-للاستمتاع للبودكاست:
https://youtu.be/5RVdAXWBFBM?si=tSmff8HvhFsecfyZ



#ريبر_هبون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (رحلة نقدية في شعاب كتاب شواطئ النص-الاقتباس التمهيدي- للناق ...
- تدوير الإرهاب وصراع النفوذ
- اللامركزية في مواجهة المركزية
- عملية سلام أم محاولة تهدئة
- ضد خطاب الكراهية والانتهاكات بحق الأقليات في سوريا ريبر هبون ...
- البراغماتية الأمريكية فرض أو رفع العقوبات على سوريا
- هدنة أم حرب مؤجلة
- قراءة في النص الدستوري المؤقت لسوريا2025
- قراءة في آفاق اتفاق ١٠ آذار
- غربي كوردستان أولاً
- حوارات مع ريبر هبون
- تمهيد لكتاب نقد السياسة الكوردية غربي كوردستان أولاً
- مقدمة كتاب نقد السياسة الكوردية –غربي كوردستان أولاً
- الرواية القصيرة (دروب من جمر لخورشيد شوزي –أنموذجاً)
- ملامح الاغتراب في رواية -وشمس أطلت على ديارنا الغريبة- للكات ...
- السرد ما بين الرتيب والمدهش زريعة إبليس لنسرين المؤدب نموذجا ...
- الدين ما بين الأسطورة والحقيقة للكاتب محمد شيخو مقاربات نقدي ...
- جدلية التنافر والنفور الكرديتين في رواية الجبال المصائد للكا ...
- أبناء العناكب
- اللقاء


المزيد.....




- لازلو كراسناهوركاي.. الكاتب الذي عبر من الأدب إلى السينما وص ...
- صورة المعلم في الرواية العربية: دراسة نقدية منهجية تطبيقية ت ...
- أسماء أطفال غزة الشهداء تقرأ في سراييفو
- الكاتب المجري لاسلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل للأدب
- تامر حسني يعيد رموز المسرح بالذكاء الاصطناعي
- رئيس منظمة الاعلام الاسلامي: الحرب اليوم هي معركة الروايات و ...
- الدكتور حسن وجيه: قراءة العقول بين الأساطير والمخاطر الحقيقي ...
- مهرجان البحرين السينمائي يكرم منى واصف تقديرا لمسيرتها الفني ...
- مهرجان البحرين السينمائي يكرم منى واصف تقديرا لمسيرتها الفني ...
- صدور كتاب تكريمي لمحمد بن عيسى -رجل الدولة وأيقونة الثقافة- ...


المزيد.....

- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريبر هبون - نحو مؤسسة ثقافية كوردستانية واعدة