أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريبر هبون - عملية سلام أم محاولة تهدئة















المزيد.....

عملية سلام أم محاولة تهدئة


ريبر هبون

الحوار المتمدن-العدد: 8413 - 2025 / 7 / 24 - 22:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"عملية سلام أم محاولة تهدئة؟!"
*ريبر هبون
إن إعلان وقف إطلاق النار بغية السلام تعود منذ التسعينيات وبدأت بشكل جدي بعد اتفاق أوسلو عام 2006 وتعثره ثم مبادرة إيمرالي عام 2013، من خلال إشراك عبد الله أوجلان كمرجعية سياسية انتهاء باعتباه كبير المفاوضين في عملية السلام الجالية حالياً في تركيا 2025، حيث ثمة في الوقت الراهن قوى فاعلة على مسرح الأحداث والتحولات السياسية كروسيا ، إيران ودول الخليج العربي وبروز محور التطبيع مع اسرائيل.
والدافع الأهم الذي يفرض نفسه بثقله على تركيا والتي تسعى على إثره بعملية السلام هو إنقاذ الاقتصاد التركي حيث تسعى حكومة العدالة والتنمية لفرض نفسها كبديل عن النموذج الأتاتوركي والذي دفعها لتقويض الحزب الجمهوري والزج بأنصاره في السجون والتضييق على أحد خصومه وهو أكرم إمام أوغلو.
مما نصل لخلاصة مفادها أن عملية السلام ليست نتيجة عن تغير العقلية التركية الانكارية بحق الشعب الكوردي وإنما هي مضطرة لذلك بغية تهدئة الداخل وكسب الأصوات الكوردية في العمليات الانتخابية إلى جانب أن تلك الخطوات تعزز من آمالها في الانضمام للنادي الأوروبي.
وأنا أرى أن عدم تبدل العقلية يقوض من مساعي السلام أو يعرقلها ، ومثال ذلك استماتة تركيا الحالية دبلوماسياً لتقويض المكتسبات الكوردية المتحققة في غربي كوردستان والالتفاف حول مطالب الشعب الكوردي من خلال الضغط على حكومة الجولاني بالعدول عن اتفاق 10 آذار المبرم بين أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي، ، لا يمكننا تناسي حقيقة المشكلات الأمنية في تركيا بين الدولة العميقة وجهاز الاستخبارات والجيش، فلا يزال الفهم التركي لحل القضية الكوردية هزيلاً ومقتصراً على الاعتراف الثقافي دون السياسي أو الحكم الذاتي للكورد، وكذلك أشير بأن الانقلاب الذي حدث في عام 2016 أضر بالنسيج السياسي ومناخه في تركيا خصوصاً التحالف المبرم بين حزب الحركة القومية وحزب العدالة والتنمية ، كل ما حدث في تركيا إن استعدناه كبانوراما تاريخية يخبرنا أن عملية السلام ليست إلا عبارة عن تهدئة والتفاف حول المطالب الجوهرية الكفيلة بتحقيق الاستقرار والسلام الحقيقي.
أما ما يحدث فهو عبارة عن فرض واقع استسلامي من قبل الطرف المهيمن فعلياً على السلطة، إذ تحاول تركيا الفرار من عزلتها الدولية الخانقة وخوفها من أن تصبح سوريا جديدة.
فالصعود الكوردي في سوريا والعراق يفرض عليها واقعاً جيوسياسياً جديداً يلزمها في القيام بشيء من شأنه إعادة شعبية الحزب الحاكم وإزالة الصراع الداخلي.
كذلك يسعى حزب العمال الكوردستاني من خلال إعلانه بإنهاء الكفاح المسلح واستبداله بالسياسي بإزالة الفجوة بينه وبين الأحزاب الكوردية المتخدة للنضال السياسي وسيلة لتحقيق حرية الشعب الكوردي، إلا أن الواقع الشعبوي التركي يقول بأنه لا يقبل بوجود أي حل لامركزي سياسي أو فيدرالي من شأنه الاعتراف بالقضية الكوردية أو بوجود شعب آخر اسمه الشعب الكوردي
فهل ستنجح هذه العملية؟!
الواقع يقول استناداً لما مضى بأن تركيا قد تكسب فترة تهدئة من خلال ذلك الدمج أو التغيير الشكلي للدستور إلا أن النجاح الحقيقي لعملية السلام مرتبط حتماً بالاعتراف الدستوري بالهوية الكوردية وتغيير نظام الحكم على أساس الحكم الذاتي اللامركزي.
إلى جانب إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وتقديم ضمانات دولية إذ بدون ضمانة دولية لن تنجح اي عملية سلام وفق المعطيات والحقائق التاريخية.
ويبقى السؤال هل تركيا فعلاً مستعدة للخروج من المتاهة القوموية وكتابة عقد اجتماعي جديد بينها وبين القوميات غير التركية أم أن هذه العملية كغيرها عبارة عن تحقيق لمصلحة مؤقتة من بوابة الخطابات الكاذبة؟
قبل البحث عن علاقة التطبيع بين اسرائيل ودول الخليج وكذلك سوريا بهذه العملية، يمكن القول أن عملية السلام التركية ستتقوض تماماً كما المرات السابقة مالم تقترن بخطوات تركية تعكس نيتها بالسلام من خلال المباشرة بإصلاحات دستورية وقانونية في بنيتها كدولة لاسيما وأن القيادي المؤسس في حزب العمال الكوردستاني جميل بايك هدد بالعودة إلى السلاح مالم تقم تركيا بما يلزم لاستئناف عملية السلام من خلال إطلاق سراح عبد أوجلان وكافة المعتقلين السياسيين وإنهاء كافة أشكال التمييز المفروضة على الكورد.
فالتطبيع الذي يجري بين إسرائيل ودول الخليج وكذلك بين إسرائيل وسوريا من شأنه أن يزيد من عزلة تركيا ويقلص نفوذها حيث تتخوف من التقارب السوري الاسرائيلي الذي يجعلها بدورها تقوم في الدفع بفصائلها داخل الجيش السوري في القيام بأعمال يجعل الحكومة الانتقالية الحالية في موقف حرج خصوصاً من خلال دعم الفصائل المتطرفة وكذلك داعش في القيام بانتهاكات وجرائم في الساحل السوري والسويداء، لهذا تراقب إسرائيل التحركات التركية وتهدف إلى الحد منها من خلال جعل الجنوب السوري منطقة منزوعة السلاح واستقدام قوات إضافية إليها
وكذلك تسعى تركيا دبلوماسياً من خلال تنسيقها الأمني والسياسي مع عدد من الدول الأوروبية والعربية وكذلك الإقليمية بغية إفشال كل حراك دبلوماسي كوردي من شأنه أن يحقق للكورد دوراً محورياً في القضية السورية على حساب حكومة دمشق التي لا تزال تدين لها بطريقة أو بأخرى،خوف تركيا من خسارة موقعها كدولة اقليمية طموحة في سوريا قد يدفعها لمزيد من التنازل بخصوص عملية السلام مع الكورد بالتزامن من بروز النفوذ الاسرائيلي في الجنوب السوري ونمو الدور الفرنسي في الملف السوري المرتبط بدعم قوات سوريا الديمقراطية، فلها دور في تأجيل أو إلغاء اللقاء السوري الكوردي المزمع عقده في فرنسا بين وزير خارجية سوريا أسعد الشيباني وبين قائد قوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي، فالتوزيع الاقليمي الجديد في سوريا بين دول الخليج واسرائيل يضطر تركيا للإهتمام بوضعها الداخلي لهذا فهي ماضية في ممارسة ضغوطها الخارجية في عدم حصول الكورد على أي مكسب سياسي وهي بذلك ستبقي على قواتها وستستمر في دعم فصائلها الموالية لها مستفيدة من نقاط الضعف التي جعلت إيران خارج المشهد السوري.
وبناءً على مجمل المؤشرات والمعطيات المتوفرة، يمكن القول إن عملية السلام الراهنة في تركيا لا تنبع من إيمان حقيقي بضرورتها، بل تمثل استجابة اضطرارية لمواجهة رياح التغيير الإقليمي التي قد تعصف بالداخل التركي إن لم تُتخذ تدابير جادّة. ولن تثمر هذه العملية على المدى القريب ما لم تتجاوز تركيا ذهنيتها الإنكارية المتخشّبة تجاه الشعب الكردي وقضيته، وتتجه نحو مسار تصالحي حقيقي يُنهي الأزمات ويصفر المشاكل المزمنة في البلاد.
24.07.2025-ألمانيا



#ريبر_هبون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضد خطاب الكراهية والانتهاكات بحق الأقليات في سوريا ريبر هبون ...
- البراغماتية الأمريكية فرض أو رفع العقوبات على سوريا
- هدنة أم حرب مؤجلة
- قراءة في النص الدستوري المؤقت لسوريا2025
- قراءة في آفاق اتفاق ١٠ آذار
- غربي كوردستان أولاً
- حوارات مع ريبر هبون
- تمهيد لكتاب نقد السياسة الكوردية غربي كوردستان أولاً
- مقدمة كتاب نقد السياسة الكوردية –غربي كوردستان أولاً
- الرواية القصيرة (دروب من جمر لخورشيد شوزي –أنموذجاً)
- ملامح الاغتراب في رواية -وشمس أطلت على ديارنا الغريبة- للكات ...
- السرد ما بين الرتيب والمدهش زريعة إبليس لنسرين المؤدب نموذجا ...
- الدين ما بين الأسطورة والحقيقة للكاتب محمد شيخو مقاربات نقدي ...
- جدلية التنافر والنفور الكرديتين في رواية الجبال المصائد للكا ...
- أبناء العناكب
- اللقاء
- اجتهاد المؤول أم اقترافات التأويل للناقد خالد حسين
- (شنكالنامه وتأريخ الوجع لابراهيم اليوسف)
- نحيب على الطريق
- رأس السبّابة المبتور


المزيد.....




- -على إسرائيل إنهاء المهمة-.. هل تصريح ترامب يغلق باب التفاوض ...
- برنامج الأغذية يقول إن ثلث أسر قطاع غزة لا يأكلون لأيام، ومص ...
- وزير فرنسي: مشكلات الأمن بغرب أفريقيا لم تعد تخصنا
- غوتيريش: الكلمات لا تطعم أطفال غزة الجياع
- 1.3 مليون نازح سوداني يعودون إلى ديارهم وسط دمار شامل ونداءا ...
- اشتعال الحدود بين تايلاند وكمبوديا.. أحكام عرفية وقصف متبادل ...
- تصدعات خطيرة في الدولة وإسرائيل أمام سؤال البقاء
- الاعتراف الأوروبي بفلسطين.. شيك بلا رصيد في مواجهة الفيتو ال ...
- عاجل | الحرس الثوري الإيراني: مقتل عنصر وإصابة آخر باستهداف ...
- مصدر لـCNN: مراجعة حكومية أمريكية لم تجد دليلا على سرقة -حما ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ريبر هبون - عملية سلام أم محاولة تهدئة