أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كرم الدين حسين - عنوان المقال: احتجاجات -جيل Z- في المغرب: احتجاج غير مؤطر أم بذور تحول سياسي؟














المزيد.....

عنوان المقال: احتجاجات -جيل Z- في المغرب: احتجاج غير مؤطر أم بذور تحول سياسي؟


كرم الدين حسين
صحفي باحث وكاتب

(Karameddine Hcine)


الحوار المتمدن-العدد: 8479 - 2025 / 9 / 28 - 04:48
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


شهد المغرب، يومي السبت والأحد، موجة احتجاجات في حوالي 27 مدينة، ركزت على مطالب مرتبطة بقطاعي الصحة والتعليم. دعت إليها مجموعة من الهيئات والجمعيات الشبابية، في حركة أُطلق عليها اسم "مظاهرات جيل Z". جاءت هذه الاحتجاجات في توقيت دقيق، مع بدء الاستعدادات المبكرة للانتخابات التشريعية المرتقبة العام القادم، مما يضعها في قلب التحليل السياسي والاجتماعي.

وقائع الاحتجاجات وطبيعتها:

تميزت هذه الاحتجاجات بأنها كانت سلمية في غالبيتها، ورفعت شعارات تركّز على المطالب الاجتماعية والاقتصادية الأساسية، مثل تحسين جودة التعليم والخدمات الصحية وتوفير فرص العمل. وقد لاحظ المراقبون أنها بدت غير موجهة نحو هدف سياسي ضيق أو محسوبة على اتجاه حزبي معين، مما يعكس طابعها العفوي والشبابي إلى حد كبير. إلا أن هذا الطابع نفسه لم يمنع التشكيك من بعض الأطراف في نواياها أو في الجهات التي قد تقف خلفها.

رد الفعل الرسمي والسياق الانتخابي:

واجهت السلطات هذه الاحتجاجات، خاصة في مدن مثل الرباط والدار البيضاء، بحملة اعتقالات طالت عدداً من الشباب المشاركين. ويأتي هذا الرد في فترة حساسة تشهد تحضيرات جميع الأحزاب السياسية للاستحقاق التشريعي المقبل، سواء عبر الحملات التسويقية أو مفاوضات منح التزكيات، أو حتى في الحوار مع وزارة الداخلية حول الشكل النهائي لقانون الانتخابات. هذا التوقيت يطرح تساؤلاً حول كيفية تعامل النظام السياسي مع صوت شبابي خارج الإطار التقليدي، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات.

تحليل المسارات المستقبلية: ثلاثة سيناريوهات محتملة

السؤال الجوهري الذي تثيره هذه الحركة هو: هل يمكن لهذا الاحتجاج غير المؤطر أن يُحدث تغييراً، أم أنه سيبقى ظاهرة عابرة؟ وهل يحمل في طياته مخاطر الانزلاق إلى الفوضى، أو إمكانية التحول إلى حركة سياسية فاعلة كما حدث مع "حركة 6 أبريل" في مصر؟

1. السيناريو الأول: بقاء الحال على ما هو عليه (الاحتمال الأكبر في المدى القصير):
قد تبقى هذه الاحتجاجات مجرد ضغط محدود إذا لم تتمكن من بلورة هيكل تنظيمي واضح أو قيادات قادرة على صياغة أجندة سياسية متكاملة ومواصلة الضغط. فغياب التأطير يجعلها عرضة للتفكك والتلاشي، خاصة مع انشغال الرأي العام بالاستحقاقات الانتخابية المقبلة، والتي قد تمتص جزءاً من الطاقة الاحتجاجية نحو قنواتها المؤسساتية المعتادة.
2. السيناريو الثاني: التحول إلى حركة سياسية مؤثرة (التحدي الأكبر):
لإمكانية محاكاة نموذج "حركة 6 أبريل" المصرية، تحتاج هذه التحركات إلى تحقيق عدة شروط:
· التأطير والتنظيم: تطوير هياكل تنظيمية دائمة تتجاوز مرحلة الدعوة للتظاهر فقط.
· صياغة رؤية سياسية: تحويل المطالب العامة إلى برنامج سياسي واضح وملموس.
· الاستمرارية: الحفاظ على زخم الحركة عبر أنشطة مستدامة مختلفة (حملات توعوية، ضغط سياسي، عمل مجتمعي).
· السياق السياسي: وجود أزمات حادة تزيد من قاعدة الغاضبين وتوفر بيئة خصبة للحركة. هذا التحول صعب ولكنه ليس مستحيلاً، وهو مرتبط بقدرة الشباب على التعلم من تجارب الآخرين وتكييفها مع الخصوصية المغربية.
3. السيناريو الثالث: الانزلاق نحو الفوضى (الاحتمال الأضعف، لكنه قائم):
يمكن أن يؤدي العنف من أي طرف كان، أو القمع المفرط، أو استغلال هذه الاحتجاجات من قبل عناصر تخريبية، إلى دوامة من العنف والفوضى. إلا أن الطابع السلمي للاحتجاجات حتى الآن، والوعي النسبي لدى الشباب المغربي بمخاطر هذا المسار، يجعلان من هذا السيناريو أقل احتمالية، لكنه يبقى خطراً يجب الحذر منه.

احتجاجات "جيل Z" هي تعبير صادق عن إحباط جيل كامل من الشباب المغربي يشعر بالإقصاء والتهميش. إنها جرس إنذار لا يمكن تجاهله. مستقبل هذه الحركة غير محسوم بعد؛ فهو رهين بقدرتها على تنظيم نفسها، وبردة فعل النظام السياسي الذي قد يختار بين قمعها أو احتوائها أو فتح قنوات حوار حقيقية معها. في جميع الأحوال، فإن هذه الاحتجاجات تؤكد أن المشهد السياسي المغربي لم يعد حكراً على الفاعلين التقليديين، وأن صوت جيل جديد بدأ يعلو مطالباً بحقه في مستقبل أفضل.



#كرم_الدين_حسين (هاشتاغ)       Karameddine_Hcine#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحالم المحطم
- هي الحكاية
- احتمالية إطاحة بالنظام الإيراني على غرار العراق هل التاريخ ي ...
- لعبة الأقدار
- الساحل الإفريقي.. المسرح الحقيقي لصراع النفوذ بين المغرب وال ...
- الروح و جراح
- منتصف الاشياء
- تحولات الفكر والمسار-- مقارنة بين أحمد الشرع (الجولاني) وسيد ...
- في حضن الشوق
- هل تحررت سوريا بعد سقوط النظام البعثي؟
- صراع الآراء في المغرب: الإسلاميون والعلمانيون على وقع عدوان ...
- زيارة ماكرون للمغرب: مكاسب دبلوماسية بمواجهة مأزق تصريحات ال ...
- سكوت الأمم المتحدة عن قصف إسرائيل لمراكز الأونروا في لبنان: ...
- حرية التعبير في الدفاع عن القضايا العادلة: بين قضية الصحراء ...
- تدبير الأزمات السياسية في العالم العربي: الأزمة الحالية في ف ...
- اغتيال البطل، ولادة الأسطورة
- المغرب اليوم: الوطن الذي يبكي شبابه
- عبادة عشق
- هل حان وقت وفاة الأمم المتحدة؟
- وعد اللقاء


المزيد.....




- ورقة سياسية للحزب الشيوعي السوداني حول بيان الرباعية
- العدد 621 من جريدة النهج الديمقراطي
- م.م.ن.ص// رؤية جدلية للصحة العامة (رؤية ثورية بديلة)- الجزء ...
- حزب التقدم والاشتراكية إثر زيارة التهراوي لتطوان: سبق وحذرنا ...
- فرنسا: اليمين ينتقد -حكما سياسيا- واليسار يشيد بـ-انتصار الع ...
- م.م.ن.ص// تحول الصحة من الحق الى سلعة: التخطيط المنظم لإفقا ...
- الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يجتمع بالقيادة العامة ل ...
- العدوان الصهيوني الغادر على اليمن يعمق مأزق الاحتلال وفشله ف ...
- اللجنة الوطنية لدعم عاملات وعمال سيكوم/سيكوميك بمكناس: بلاغ ...
- الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع تدعو للمشاركة ال ...


المزيد.....

- ليبيا 17 فبراير 2011 تحققت ثورة جذرية وبينت أهمية النظرية وا ... / بن حلمي حاليم
- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - كرم الدين حسين - عنوان المقال: احتجاجات -جيل Z- في المغرب: احتجاج غير مؤطر أم بذور تحول سياسي؟