أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كرم الدين حسين - صراع الآراء في المغرب: الإسلاميون والعلمانيون على وقع عدوان غزة وقرار المحكمة الجنائية الدولية














المزيد.....

صراع الآراء في المغرب: الإسلاميون والعلمانيون على وقع عدوان غزة وقرار المحكمة الجنائية الدولية


كرم الدين حسين
صحفي باحث وكاتب

(Karameddine Hcine)


الحوار المتمدن-العدد: 8174 - 2024 / 11 / 27 - 22:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يشهد المغرب منذ عقود صراعًا مستمرًا بين تيارين رئيسيين، التيار المحافظ بقيادة الإسلاميين والتيار الحداثي الذي يتزعمه العلمانيون. وقد أُعيد إحياء هذا الصراع بحدة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إثر عملية "طوفان الأقصى"، التي أثارت انقسامًا داخليًا بين رأي شعبي داعم للفلسطينيين، يُمثله أغلبية المغاربة ومعظم الأحزاب التقليدية والإسلامية، ورأي أقلية داعمة لإسرائيل، على رأسه الإعلامي أحمد الشرعي والذي يملك عدة منابر إعلامية بالمغرب ابرزها إذاعة "ميدراديو" و جريدة "الأحداث المغربية" وغيرها.

جاءت مواقف الشرعي مستفزة للمغاربة، بدءًا من مقاله الشهير "كلنا إسرائيليون" المنشور في 8 أكتوبر 2023، مرورًا بدفاعه عن التطبيع وتأييده للوفد الإسرائيلي الذي زار المغرب، وصولًا إلى مقاله الأخير الذي وصف فيه قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بأنه "سابقة خطيرة". هذه المواقف صعّدت الجدل حول حرية التعبير، حدودها، وانعكاساتها على قضايا السيادة والعدالة الدولية.

تحليل الخطاب: العدالة والتنمية في مواجهة "كلوبال ميديا هولدينغ"

بلاغ حزب العدالة والتنمية

في بيان يحمل استنكار واضح، أعرب حزب العدالة والتنمية عن رفضه الشديد لمقال أحمد الشرعي، معتبرًا أن دعمه الصريح لإسرائيل وتبريره لجرائمها يتعارض مع وجدان الشعب المغربي وقيمه الراسخة. أشار البيان إلى أن مواقف الشرعي لا تمثل إلا نفسه، مشددًا على أن الشعب المغربي يظل ثابتًا في دعمه للقضية الفلسطينية.

عبر هذا الخطاب، ركّز الحزب على التعبير عن موقف شعبي وأخلاقي مناهض للصهيونية، معتمدًا على لغة واضحة وشعبوية تستهدف استمالة الشارع المغربي الذي يتماهى غالبًا مع الطرح الفلسطيني. لم يتجه الحزب إلى التصعيد الشخصي، بل اكتفى بتعرية الأفكار التي طرحها الشرعي، متجنبًا الانخراط في سجالات فردية.

بلاغ مجموعة "كلوبال ميديا هولدينغ"

ردت مجموعة الشرعي الإعلامية عبر بيان شديد اللهجة، متهمة حزب العدالة والتنمية بمحاولة تكميم الأفواه وإحياء "محاكم التفتيش". أشار البيان إلى أن هجوم الحزب يعكس تضليلًا للرأي العام ومحاولة لتشويه صورة الإعلام الحر، مؤكدًا على حق المجموعة في التعبير عن آرائها دون وصاية سياسية أو أيديولوجية.

لغة البيان اتسمت بالتصعيد والدفاع عن حرية التعبير، مركزة على التهميش المزعوم للتيار الحداثي في المغرب. ومع ذلك، بدت محاولات الربط بين موقف المجموعة وحرية الإعلام متناقضة مع مضمون المقالات التي تبرر العدوان الإسرائيلي، مما أثار استياء الشارع المغربي وتعزيز عزلة الشرعي إعلاميًا وسياسيًا.

قراءة في مواقف المحكمة الجنائية الدولية ومقال الشرعي

قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو ووزير دفاعه قوبل بترحيب واسع من أغلب الدول، بما في ذلك تلك المؤيدة لإسرائيل مثل بعض الدول الأوروبية. القرار يعكس تطورًا ملحوظًا في مساءلة قادة إسرائيل على جرائمهم، وهو ما اعتبره خبراء القانون الدولي خطوة قانونية سليمة.

على النقيض، وصف الشرعي القرار بأنه "سابقة خطيرة" وتدخل في سيادة إسرائيل كدولة ديمقراطية. ادعى الشرعي أن المحكمة تسعى إلى استهداف الدول الديمقراطية، متغافلًا عن أن إسرائيل ليست عضوًا في المحكمة، كما أن القرار استند إلى اتهامات موثقة بارتكاب جرائم إبادة وجرائم حرب.

هذا الموقف يُظهر محاولة واضحة لتقزيم المحكمة الجنائية الدولية وقراراتها، ربما خوفًا من أن تشمل التحقيقات قادة إسرائيليين آخرين. الشرعي، من خلال مقاله، لم يدافع فقط عن إسرائيل، بل هاجم مصداقية مؤسسة قضائية دولية لها مكانتها، مما يعكس انحيازًا غير مبرر يتنافى مع الروح العامة للقانون الدولي.

يعكس الصراع الحالي بين العدالة والتنمية ومجموعة الشرعي الإعلامية خلافًا أعمق حول القيم والمواقف تجاه القضية الفلسطينية ودور المغرب الإقليمي. بينما يمثل حزب العدالة والتنمية موقف الشارع المؤيد للحق الفلسطيني، تحاول مجموعة الشرعي تقديم خطاب يتماهى مع أجندة دولية مؤيدة لإسرائيل.

الشعب المغربي، الذي أثبت عبر التاريخ وقوفه مع القضايا العادلة، يظل الفيصل الحقيقي في هذا الجدل، معبرًا عن رفضه لأي تطبيع ثقافي أو إعلامي مع الاحتلال. وفي ظل التحولات الإقليمية والدولية، تبقى قضية فلسطين المحور الذي تتجلى فيه الصراعات الفكرية بين التيارات السياسية في المغرب، لتعيد التأكيد على أن الانحياز للعدالة والإنسانية ليس خيارًا بل ضرورة.



#كرم_الدين_حسين (هاشتاغ)       Karameddine_Hcine#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة ماكرون للمغرب: مكاسب دبلوماسية بمواجهة مأزق تصريحات ال ...
- سكوت الأمم المتحدة عن قصف إسرائيل لمراكز الأونروا في لبنان: ...
- حرية التعبير في الدفاع عن القضايا العادلة: بين قضية الصحراء ...
- تدبير الأزمات السياسية في العالم العربي: الأزمة الحالية في ف ...
- اغتيال البطل، ولادة الأسطورة
- المغرب اليوم: الوطن الذي يبكي شبابه
- عبادة عشق
- هل حان وقت وفاة الأمم المتحدة؟
- وعد اللقاء
- لوحة المطر
- نداء العروبة
- أغاني الروح المحرمة
- فلسطين نحن
- مطر بلا لقاء
- حوار العاشقين على ضفاف الاحلام
- تحليل بيان الخارجية الجزائرية حول اعتراف فرنسا بمغربية الصحر ...
- و للجدران روح أيضًا
- صعود اليمين المتطرف في أوروبا وتقاربه من السلطة... هل يتكرر ...
- عناد العشاق
- الخيانة المشروعة


المزيد.....




- العراق.. السوداني يدعو الدول العربية والإسلامية للتعاون في ...
- هل تعتقد أن اغتيال المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي فكرة جيدة ...
- 1400 عام من الصمود.. ما الذي يجعل أمة الإسلام خالدة؟
- وزراء خارجية 20 دولة عربية وإسلامية يدينون الهجمات الإسرائيل ...
- هكذا يتدرج الاحتلال في السيطرة على المسجد الإبراهيمي بالخليل ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة نايل سات وعرب سات 2025 .. ث ...
- نتنياهو: لا أستبعد اغتيال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي ...
- الخليل.. إسرائيل تخنق البلدة القديمة وتغلق المسجد الإبراهيمي ...
- الاحتلال يهدم غرفة زراعية ويواصل إغلاق مداخل سلفيت ومستعمروه ...
- المفتي قبلان: عدم التضامن مع إيران يعني خسارة العرب والدول ا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كرم الدين حسين - صراع الآراء في المغرب: الإسلاميون والعلمانيون على وقع عدوان غزة وقرار المحكمة الجنائية الدولية