أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المستنير الحازمي - مقتلة الشعراء العظيمة ..من المتنبي وحتى المعري !!















المزيد.....



مقتلة الشعراء العظيمة ..من المتنبي وحتى المعري !!


المستنير الحازمي
كاتب ومفكر حر ومستقل من السعودية


الحوار المتمدن-العدد: 8478 - 2025 / 9 / 27 - 01:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقتلة الشعراء العظيمة وموت ونهاية أمة الإسلام من المتنبي و المعري وحتي الجولاني !
يمثل الشعر حياة ووجدان وقلب الأمة العربية الأصيلة , فلم يكن الشعر العربي نظم وبحور وتقطيع وأوزان !!
والشعر إن لم يكن ذكرى وعاطفة
أو حكمة فهو تقطيع و أوزان

شوقي /البسيط
بل كان رؤية ودلالة ونظرة إنسانية ثاقبة للحياة والوجود, متخطيا ومتجاوزا أبعاد الأحرف والكلمات والزمان والمكان ...وعندما قيل أن الشعر كان ديوان العرب .وأن العرب لا تدع الشعر حتى تدع الإبل الحنين , فهذا عين الصواب ..فلم يكن الشعر للعربي ترفا أو نزقا بل مسألة وجودية ومصيرية ..لذا عاش العرب عظماء كرماء أوفياء أقوياء حين كان الشعر والكلمة قوية معبرة حية وصادقة
وحين اختفى الشعر العربي والحرف والكلمة العربية الأصيلة.. اختفى العرب من مسرح الوجود ولم تبقى لرايتهم ساقية أو لكيانهم قومية !!
وهكذا كنت في أهلي وفي وطني ..إن النفيس نفيس حيثما كان
المتنبي
كانت حياة العرب ومصيرهم وقرارهم, بيد الشعر والشعراء وأرباب الحرف والكلمة .كان عز وقوة ومكانة العرب .حين نطقوا وعبروا وقالوا شعرا ونثرا ..وتكلموا وزنا ونظما وكلاما عظيما راقيا,, لم تكن مجرد أبيات وكلمات !! بل صناعة للإنسان وللقيم والحيوات .
وحين هوى الشعر وقتلت الكلمة وتساقط الشعراء وأرباب الكلمة والصنعة الأدبية ..قتلا وذبحا وسما وشنقا وإعداما ,كما حدث في أول ووسط ونهاية تاريخ الإسلام المريع ..تساقط ما للعربي من أرض وشرف وكلمة ومكانة ومكان وزمان ومقدس وكبرياء. فعلى يد هذا الدين الفاشستي النازي المريع ,حدثت أعظم قصص وملاحم القتل والفناء والإبادة للبشر والحيوان وكل ما يمت للإنسانية بصلة ..وكيف أن هذا الدين توعد بالقتل الجميع دون فرادة أو استثناء الكل مشروع قتل ونحر ودم وإبادة ..فمن يتخيل أنه في صدر الإسلام قتل من المسلمين فقط أكثر من ثلاثمئة ألف مسلم في معارك إسلامية أهليه طاحنة.. وكيف قتل قائد عسكري مسلم وفاتح وغازي واحد أكثر من أربعمئة ألف إنسان في أرجاء المعمورة باسم الإسلام والفتوحات فما ظنك بالشعر والشعراء والكلمة والأدب والأوطان والإنسان مع هذا الدين !!

"‏الشعر هو مجرد تفكير بصوت عالٍ في الظلام."
تشارلز سيميك
أكثر الأفراح حزنا... أن تكون شاعراً... كل الأحزان الأخرى لا قيمة لها... حتى الموت." لوركا
لذلك ما من معجزة إنسانية حقه فريدة في هذا العالم ..كأن تنظم الشعر وتقول الشعر وتتفرد بالحب والإنسانية وكل ما يعرف عنك في كل حياتك وسيرتك كإنسان هو صدق الكلمة والتعبير وشرف المبادئ والموقف والحب والضمير !
ولم يعد للعربي شيء ذو بال وقيمة.. يعتز بها ويرفع بها من شأن العرب وثقافتهم ومكانتهم وكلمته .. لما للكمة ومن وقع وصدى وقوة وتأثير .
"‏مِن فوائد الشِّعر للأنثى: أن تعلُوَ ذائقتُها؛ فلا يخدعها غلامٌ بكلمةِ حبٍّ باردة."
- أبو قيس الطائي
كانت سر وبداية وعظمة ورقي العرب في شعرهم وكلمتهم كانت مجد العرب من مجد هؤلاء
"ولولا خلال سَنَها الشِعرُ ما درى .... بُغاة العُلا من أين تُؤتى المَكَارِمُ"
ابو تمام
ولا غرابة أن تكون نهاية والخاتمة السوداء .. وإعدام أمة العرب بنهاية الشعر والشعراء وأرباب الكلمة والصناعة العربية والحرفة الأدبية.. من نقد وبلاغة وشعر بحيث لم تقم ولن تقوم لها قائمة لا حياة ولا شعر ولا كلمة في أول الأمر ونهايته !!
إن كل ما للعربي هو في كلمته وموقفه ومقولته ..ومن دون ذلك لا قيمة ولا وحياة أو وزن لنا!
"‏كما أن الشعر يبدأ حيث تنتهي المعرفة، فكذلك الموسيقى تبدأ حيث ينتهي الكلام".
كانت حياة العرب زاهية عظيمة.. يوم كانت لها منتديات وأسواق وأزقة ومنصات أدبية وشعرية ونقدية .. يوم كان لها ذي المجاز وعكاظ وذي المجنة وما كان فيها من شعر وكلمة ونقد وفصاحة وبلاغة وبيان وإعجاز ..!!
"لا يعد الشّعر جنسا أدبيّا فحسب، بل هو نظرةٌ تكشف أسرارا وحكمةً تنقذ إنسانيتنا العميقة. كما أنّ الشعر وسيلةٌ لقراءة العالم وكتابة عالم آخر فيه.
- الروائي الموزمبيقي: ميا كوتو."


فما كانت ردة العرب.. وعلى أية شيء كانت نهايتهم وموتهم وفنائهم الابدي والسرمدي, بحيث كان انقراض أصالة العرب والعروبة والعربية ,وإن بقى في كل زمان بائد كزماننا ..من يتحدث العربية ,وينسب نفسه لدول العربية ويقول " أنا عربي "
لقد كانت بداية النهاية والسقوط المدوي والنهائي للعرب وقومية وكيان العرب .. على يد الإسلام ونبي الإسلام منذ أن ظهر في جزيرة العرب كدين لقيط لا تعرفه العرب ..ولا تعرفه قومية وثقافة وأنساق وسياقات حياة العرب !!
دين غريب دخيل عصابي دموي إرهابي مافوي ..كعصابات المافيا وجماعات الارهاب وقطاع الطرق !!
وهكذا كانت النهاية.. حيث كانت بداية النهاية لأمة العرب .. حين قتل الإسلام الشعراء والادباء والمفكرين والفلاسفة والأطباء وحتي الفقهاء والمغنين والمطربين والنشطاء !!
.فما كانت تلك النهايات المريعية و الدامية والمأسوية.. نهاية أفراد !!
بل نهاية أمة وعظمة أمة وحياة أمة كان المجد والعظمة والكبرياء يرفرف على محياها!!
فما كان موت هؤلاء.. إلا موت أبدي وفناء سرمدي للأمة ,وهلاك العرب ومأثرهم ومكانتهم وشعرهم الي الأبد ,فما كانت هلكة رجل واحد بل موت خلق كثير وأمة كانت تعني الكثير ..فلقد كانت العرب تعرف قيمة الحياة وقيمة البشر الأحياء رجالا ونساء وأطفال . وتعطيهم حقوق وكرامات وما هو أعمق من ذلك للإنسان في كل العصور ألا وهو معنى الحياة !!
فضلا عن حياة العظماء والكبار من الشعراء والأدباء وعلية القوم.. كانت تعرف معني الخسارة والفقد للعقلاء العظام ..كان الواحد منهم بمليون شخص في زماننا وعصرنا وكل العصور البائدة التي تلاحقت علينا
ولم أرى أمثال الرجال تفاوتت
إلى المجد حتى عد ألف بواحد
البحتري
وكان من ضمن ذلك ما روي في الأدب العربي عن رثاء عربي لعظيم عربي.. فلقد ضرب بموته هلاك الشعوب والدول والأمم والثقافات.. وكذلك كانوا وما زالوا وصاروا وعرفوا واشتهروا من حلم وإنسانية وعقل وكرامة !!
ومما قيل من الرثاء
"كنا وكانوا بأهنا العيش ثم ناوأ ..كأننا قط ما كنا ولا كانوا "

ورثاه عَبَدَة بن الطَّبيب؛ وذكر مكانته من قومه بني تميم، فقال:
عليكَ سَلامُ اللهِ قيسَ بنَ عاصمٍ
ورحمتُهُ ما شاءَ أن يترحَّمَا
تحيّةَ مَن ألْبَسْتَهُ ثوبَ نعمةٍ
إذا زارَ عن شَحطٍ بلادِكَ سَلَّمَا
وَما كانَ قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلْكُ واحِدٍ
ولكِنَّهُ بُنْيانُ قَوْمٍ تَهَدَّما"
وهذا البيت الأخير أجود بيت قالته العرب في الرِّثاء. فأجود ما قاله العرب من شعر كان عند الحزن والموت والرثاء ..لأنه حين ينطق ..ينطق وقلباه يحترق يتفطر أساء وحزنا .وكان من أشهر من عرف الرثاء الشاعرة تماضر بنت عمرو الشريد السلمية الشهيرة بالخنساء التي رثت أخيها صخر ومعاوية بأعظم الشعر والمراثى الشعرية ..وحين أسلمت لم تقل رثاء في حق الإسلام أو حق النبي محمد ..أو حتى في حق أبنائها الأربعة : العباس، وزيد، ومعاوية، وبنتٌ اسمها عمرة الذين قتلوا في غزوات الإسلام !وذهبت حياتهم أدراج الرياح .. خسارة .دون ذكر أو شكر أو صيت كما حدث مع حياة أخي الخنساء صخر ومعاوية
وَإِنَّ صَخْرًا لَتَأْتَمُّ الْهُدَاةُ بِهِ * كَأَنَّهُ عَلَمٌ فِي رَأْسِهِ نَارُ
وإنَّ صَخْرًا لَمَولَانَا وَسَيِّدُنَا * وإنَّ صَخْرًا إِذَا نَشُتو لنَحَّارُ
ولك أن تتخيل هذه النهاية التي جرت لملايين من العبيد في سبيل الإسلام ولم يحصلوا على أية مكسب وغنيمة أو نهاية حميدة ! تذكر وتروى .. وانظر جيدا مليا فيما للعربي وفيما للمسلم من حياة وذكر وشرف وصيت لتعرف أي جناية لعينة جنى بها علينا الإسلام !
فلا غرابة من توارث المسلمين للعبودية ..فما كانت الحرية والإنسانية إلا مكسبا عظيما لا ينال إلا بالألم والفقد والوحدة والخسارى
لذا حين قال المتنبي أبياته الشهيرة عن نفسه العظمية وشعره وأدبه العظيم كان يعني ما يقصد وأنه كان إنسان وسط بحار وأمة من الأوغاد والأنذال والحقراء كما عرف عن أبناء أمة الإسلام
" لِتَعلَمَ مِصرُ وَمَن بِالعِراقِ ..وَمَن بِالعَواصِمِ أَنّي الفَتى .
وَأَنّي وَفَيتُ وَأَنّي أَبَيتُ ..وَأَنّي عَتَوتُ عَلى مَن عَتا "
وقال
أَيَّ مَحَلٍّ أَرتَقي ...أَيَّ عَظيمٍ أَتَّقي .
وَكُلُّ ما قَد خَلَقَ الـ... لاهُ وَما لَم يَخلُقِ
مُحتَقَرٌ في هِمَّتي ..كَشَعرَةٍ في مَفرِقي
ولم يعد للعرب حليم وكريم وشاعر وأديب وإنسان صادق وفي وصاحب رأي وعقل .
"أيُها الأحياء تحت الأرض عودوا....فإن الناس فوق الأرض قَد ماتوا "
محمود درويش
كان العربي من العروبة والأصالة أن لا يزني أو يسرق أو يستعبد أو يسترقق كان من الإباء والعزة والأنفة حتى الشعر لا يجرؤ على سرقته وانتسابه لنفسه . ولم يعرف ذلك إلا في قلة من العرب الصعاليك !!
ولا أُغيرُ على الأشعار أسرقها
عنها غَنيتُ وشرُّ الناس مَن سرقا
وإن أحسنَ بيتٍ أنت قائلُه
بيتٌ يُقال إذا أنشدتَه صَدَقا.
طرفة بن العبد
كان يحي ويعيش للحرية والمجد والصدق والحب والإنسانية ووما قيل في ذلك ما قاله
امرئ القيس؛
فلو أنّ ما أسْعى لأدْنى معيشة..كفاني ولم أطلبْ قليلٌ من المال
ولكنّما أسْعى لمجدٍ مؤثّلٍ..وقد يدْرك المجْد المؤثّل أمْثالي.
وقال عن المجد والعظمة والكبرياء الإنساني الذي لا مثيل له والذي لا يوجد إلا عند العرب الأناس الأحرار الحقيقين
بكى صاحبي لما رأي الدرب دونه
وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك إنما
نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
حتى كانت تلك الليلة الاثمة المشؤومة .. التي كانت في غار حراء وجمعت بين أكبر مخادع وأكبر نصاب عام 610 للميلاد.. ولد القتل والدمار والخراب والإرهاب وانعدام الحقوق والحريات والسلطات والنظام والدولة والقانون ووأد الكلمة والحرف والحب والنفس ..وحدث أكبر انتصار للجهل والذل والعبودية وانتصار العبيد والدهماء والرعاع واللقطاء ,, وحدثت أكبر مقتلة للحرف والكلمة والشعر والشعراء في حياة العرب على الإطلاق !!
ولم يبقي إلا مبتذل الكلام وساقط القول و سفاسف القوم ..من أبناء الملة من أبناء دين التخلف والرجعية والقتل والإرهاب.. دين الذين لا ينطقون ولا يتكلمون ولا يفعلون ولا يقولون أدبا وشعرا ونثرا ..وعملا واختراع وابتكار قيما ..ولم يبقى في هذه الأمة, إلا همج عبيد رعاع لقطاء ..يعبدون من معه القوة لا الحق و يتفردون بامتلاك الألهة والأنبياء والأساطير والقطعان والسلطة والأموال.. لكنهم شعوب تتفقد للإنسانية والحقيقة والحب والعقلانية ..كما لا يوجد في هذه الأمة إلا كتب مهترئة رثة, وكتاب ملئ بالأخطاء العلمية والتاريخية.. والأخطاء الأدبية والنحوية والإملائية ..وبضاعة من بضائع الموتي والهلكي والمخربين ومنجم للإرهابين والقتلة والفاسدين والمجرمين.. جعل كدستور ومنيفستو وبيان لهذه الأمة وتبيان وذكر وعز وتمكين لها !!
"القرآن كتاب رباني عظيم، وهو سجل الثورة المحمدية، ولكن المترفين يستطيعون أن يأولوه ويفسروه كما يشتهون، فيخرجونه من طبيعته الأصيلة ويجعلونه بضاعة من بضائع الموتى."
- د. علي الوردي.
كما جاء في الأية ""إنا أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم" والأية التي تقول "وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (وما كان ذلك الكتاب المنزل.. وما بين دفتيه من سبع مثاني و فاتحة الكتاب وحتى سورة الناس ..ما كان إلا نهاية العربية وموت العرب ..فما كان في الكتاب المنزل ذكر وكرامة وحياة للعرب.. ولم يكن التبيان والقرآن ,إلا فحش وزور ولغط وابتذال واسفاف وساقط القول والفعل ..مما لا يستقيم معه عقل ولسان, ولا تصلح معه حياة, ولا يجدي أن يكون نظام ودستور وشريعة وحكم وقانون .وكذلك كان القران وكتاب الله المنزل والذكر العظيم .الذي حفظه الله كما يزعم !
وما كان ديوان العرب ودستورهم ونظامهم الجديد !! إلا خرفات وهرطقات.. وأكاذيب وأباطيل وشعوذة ..فحين تسمع وتقرأ شيئا عن رحمة وعدالة ومساواة وحرية ونظام الإسلام ..فستجد نفسك أمام كتاب ودين من الأباطيل والخرافات والشعوذة والإرهاب والعبودية !!
لذلك رفضه العرب ورفضته عقليتهم وإنسانيتهم وكرامتهم .. ولولا الإرهاب والقتل والسيف والمال والحرب والمعارك وشراء الذمم والولاءات.. لا أمن وصدق العرب بدين الإرهاب والقتل والفساد والعبيد والملكية المستبدة المتجبرة الظالمة أحد !!
لذا الحذر كل الحذر من دين وكتاب وقران العبيد ومال وجموع وقوة العبيد.. وتحرير عبد من عبوديته وظلامه وقطعانه وفساده أجرامه وفساده لهي منحة عظيمة للإنسان والعالم
"الاسلام هو اثقل سلسلة حملتها البشرية والمسلمون هم اول ضحايا الاسلام..
تحرير مسلم من دينه هو افضل خدمة يمكن للمرء ان يقدمها له.."
"الفيلسوف ارنست رينان"
ففي سابقة لم تعرفها حياة العرب قتل الشعراء واغتيل الأدباء وأعدم سراة وأشراف وعلية القوم من السادة الكرام الأشراف النجباء ! بداية تأسيس دولة مافيا الإسلام
فالتاريخ يحدثنا عن مقتل واغتيال العشرات من الشعراء في دولة الإسلام ,وحياة النبي محمد أول الأمر ..عندما تزعم وسيطر وهيمن محمد على حياة العرب والعالم القديم .. في غفلة وسقطة إنسانية وتاريخية لا تغتفر. لحياة البشر في كل تاريخ وجودهم ..
فقتل واغتيل كعب بن الأشرف .وأم قرفة وعصماء بنت مروان وأبو عفك وسويد بن الصامت
والنضر بن الحارث وسلام بن الحقيق وأبو رافعة وكعب بن زهير .وغيرهم الكثير من أدباء وشعراء وسادة وأشراف القوم ..مما أوردته مفصلا في كتابي المطبوع عن دار عين حورس " "شهداء الحب والكلمة في الإسلام " كتاب المقتلة العظمية والنهاية السوداوية .
لتتعاقب الكارثة والمأساة الحزينة والمريعية.. لحياة الشعراء والأدباء وأصحاب الحق والضمير والكلمة حتى يومنا وعصرنا هذا.. دولة بعد دولة وعصر بعد عصر .. الكل اتفق واتحد على قتل الكلمة والضمير والمبدئ والعقل والنفس والحياة ..
ففي دولة الخلفاء الأربعة وما أعقبها من دول حكمت وسيطرت ..كلها اتفقت على قتل الشعراء واغتيال الحق والكلمة واعدام الأدباء والفلاسفة والمفكرين وحتى النشطاء والفنانين ممن عرفتهم حياة وتاريخ الإسلام ..عبر تاريخه وحرق المكتبات والكتب.. حتى كانت النهاية المؤلمة والحزينة والكارثية.. بقتل أسماء وشعراء عظام وكبار في تاريخ الإنسانية.. وتاريخ الكلمة والأدب.. .في سجل دامي ومريع ومحزن لتاريخ العقل والكلمة.. بما لم يعرف له سابقة ومثيل في تاريخ من تواريخ الأمم والشعوب والدول .
وكان من أبرز الأسماء والعقول الشعرية والأدبية اللامعة.. التي أزهقها الإسلام أسماء الآلاف من الشعراء والأدباء مما يصعب ذكرهم الأن .. "وذكرتهم مفصلا في كتابي سالف الذكر "..إلا أن وجود أسماء شعراء وفلاسفة وأدباء عرب عظماء كبار .. كالمعري والمتنبي والطغرائي وأبو فراس الحمداني وبشار بن برد وصالح بن عبد القدوس وغيرهم من الشعراء في قائمة سجل للعار والخزي والموت للإسلام ..نهاية لأمة العرب وقومية العرب ,,وكل ما يمس العرب والعربية من وجود وقومية ولغة وقيمة وشاعرية ..فالعربي الحق الحر هو من يقول كلمة ويفي بكلمته ويدفع ثمن كلمته وموقفه وجرأته ..لا مسلمي اليوم وكل زمان من تاريخ الإسلام من باع علينا وصدر الوهم والكذب والشعارات والعبودية !
"إن الحياة كلمة وموقف , الجبناء لا يكتبون التاريخ , التاريخ يكتبه من عشق الوطن وقاد ثورة الحق وأحب الفقراء."تشي جيفارا.
فبعد المقتلة الأولي المخيفة التي حدثت في تاريخ الشعر العربي صمت العرب وخرسوا عن أهم رافد ومصدر لحياتهم وجودهم وهو الأدب والشعر والفن والغناء .. وخافوا أن يقولوا وينظموا الشعر.. كما حدث مع الشاعر الكبير صاحب المعلقة لبيد بن ربيعة العامري الذي أنهي مسيرته الشعرية باكرا ..بعدما حدث لشعراء والأدباء في عصره ما حدث.. من قتل واغتيال ,, ولم يقل الشعر وينظم القوافي بعد ذلك وقال في نهاية مسيرة المبكرة
الحَمدُ لِلَّهِ إِذ لَم يَأتِني أَجَلي
حَتّى لَبِستُ مِنَ الإِسلامِ سِربالا"
ولقد سئمتُ من الحياة وطولها
وسؤال هذا الناس كيف لبيدُ؟
لبيد بن ربيعة
فانتهي العرب من مسرح الوجود والتاريخ بانتهائهم عن قول الشعر والكلمة وصناعة الأدب والثقافة والمعرفة ..وامتهنوا بعد ذلك الكذب والشعوذة والخرافة والقواده والدعارة وحياة الملذات والشهوات وحياة القادة والجنود المستعدين للقتل والسيطرة والنهب والسرقة والاحتلال والإرهاب والاستعباد.. بما لم يمتهنه أمة وشعب من الشعوب كما حدث في الأمة الإسلامية من كذب ودجل وخرافة .ولصوصية وسرقة !!
ولم يعرف عنهم بعد ظهور الإسلام شعر وأدب ومعرفة وثقافة كله صمت وخرس دائم وبكم مسيطر ومهمين.. فلم يبرز شاعر وأديب ومعرفة وثقافة وتأليف ونشر في تاريخ صدر الإسلام
حتى كانت النهاية المؤلمة والمدوية بقتل ونفي وانتحار واغتيال شعراء عظام كبار لم تجد الإنسانية والبشرية والحياة العقلية والفكرية بمن يشبهم ويماثلهم.. في كل تاريخ العالم .ممن أجاد وأبدع وكتب وقال ونظم بما لا يماثله نظم وقول وأدب وشعر وفلسفة !!
ولقد كانت في حياتهم وأدبهم وفكرهم وشعرهم ونهايتهم .. ما يعطي تصور حقيقي وغير كاذب ومزيف عن حقيقة أمة الإسلام ,,وتاريخ أمة الإرهاب والاغتيال ,,, وحقيقة ذلك الزمان والبشر البرابرة المتوحشين الإرهابين الدمويين المتخلفين ,, الذي لم يعرف له مثيل وشبيه في تاريخ العالم . والذين يزعمون العدالة والمساواة والمعرفة والثقافة وصنع الحضارة .والحياة الكريمة الشريفة اللائقة المديدة لشعوب وأفذاذ وأعلام هذه الأمة, كالذين عرفوا واشتهروا في تاريخ الإسلام !
فهذا الشاعر العظيم المتنبي شاغل الناس ومالي الدنيا شاعر العربية الأول كانت قصة حياته وتنبؤه في شبابه وسجنه وسفره وتنقله وموته واستشهاده واغتياله بسبب شعره وأدبه.. و ما قاله من أدب وشعر ..دليلا ساطعا على حياة حقب ذاك الزمان من تاريخ الإسلام وتاريخ الدول التي زعمت رفع راية الإسلام .والحكم بكتاب الله وسنة رسوله
وكيف حكم وسيطر وملك ,من لا وزن ولا قيمة ولا شرف أو قيم ومبادئ حياة العرب والمسلمين ..والتحكم في مصائرهم وحيواتهم.. وكيف صار الأمر والحكم لا لمن يستحق من أصحاب العدالة والنزاهة والسيادة ,بل لمن غلب وكذب واغتال وفجر وقتل
فالموت أعذر لي والصبر أجمل بي
والبر أوسع والدنيا لمن غلبا
المتنبي
من كان أبصر شيئا أو رأى عجبا ...فإنني عشت دهرا لا أرى عجبا
الناس كالناس والأيام واحدة ... والدهر كالدهر والدنيا لمن غلبا... "
المعري
إِلى اللَهِ أَشكو أَنَّنا بِمَنازِلٍ
تَحَكَّمُ في آسادِهِنَّ كِلابُ
الحمداني
وَدَهرٌ ناسُهُ ناسٌ صِغارٌ
وَإِن كانَت لَهُم جُثَثٌ ضِخامُ
وَما أَنا مِنهُمُ بِالعَيشِ فيهِم
وَلَكِن مَعدِنُ الذَهَبِ الرَغامُ
أَرانِبُ غَيرَ أَنَّهُمُ مُلوكٌ
مُفَتَّحَةٌ عُيونُهُمُ نِيامُ
المتنبي
فكانت الخلافة الراشدة والملك العضوض والجبري وحكم الشورى والحل والعقد في الإسلام
..شؤم ولعنة وعار .يناهلها اللقيط والدعي والفاسد والمجرم ..لدرجة وصول السفهاء والأطفال والمعتوهين والمرضي والمثلين لسلطة والخلافة ..لدرجة أنه لم يعد يحتفل بقدوم خليفة والحزن لموت خليفة كلهم أراجوزات وممثلين مساعدين كومبارس
خليفة مات لم يحزن له أحد..وآخر قام لم يفرح به أحد
دعبل الخزاعي
ملوك وخلفاء كل همهم السلطة والمال والجاه والنسوان والورعان والدور والقصور ..وظلم الرعية وفرض الخراج والمكوس والضرائب على كاهل الرعية هو القانون والعدل والشريعة والعادة ..بما يعجز عنه أشد الرجال والنساء عن الدفع والسداد
أرى ملوكا لا تحوط رعية..فعلام تؤخذ جزية ومكوس
أبو العلاء المعرّي
والظلم من شيم النفوس فإن تجد ..ذا عفة فالعلة لا يظلم " المتنبي
مل المقام فكم أعاشر أمة أمرت بغير صلاحها أمراؤها
ظلموا الرعية واستجازوا كيدها..وعدوا مصالحها وهم أجراؤها
أبو العلاء المعرّي

فكانت أزمنة من الجهل والتخلف والرجعية والنكوص الأخلاقي والإنساني والحضاري ..الذي لا مثيل له ثم يأتي من يدعي الثقافة والفكر و في غفلة من الزمان ليطلق عليها حضارة الإسلام وملوك وخلفاء الإسلام ودولة الإسلام والخلافة الراشدة ملوك الدنيا والدين وسادة البشرية ..والعصر الذهبي ...ولا يعرف أن هؤلاء من الانحطاط والسفالة والهمجية والخلاعة أنهم كانوا يتسافدون في الطرقات تسافد الحمير كما قال بذلك الخليفة عمر بن الخطاب عن عصرة وزمانه ..الذي اشتهر بالفضائح الجنسية و بالنيك والخلاعة والمجون رغم مظاهر القداسة والبراءة والطهارة المزعومة ..واشتهرت شخصيات وأسماء ورموز وأعلام ذلك العصر بالفساد والخلاعة والمجون وممارسة الدعارة والفاحشة وإمتلاك الجواري والغلمان والنساء والعبيد و ممارسة الجنس العلني معهم
َيسوسونَ الأُمورَ بِغَيرِ عَقلٍ :: فَيَنفُذُ أَمرُهُم وَيُقالُ ساسَه
فَأُفَّ مِنَ الحَياةِ وَأُفَّ مِنّي :: وَمِن زَمَنٍ رِئاسَتُهُ خَساسَه
– أبو العلاء المعري
كله ظلم وخساسة في تاريخ الإسلام ودول الإسلام ..ولم تعرف عدلا وكرما ومساواة وحقا في كل تاريخها .وكل عصورها .
قد فاضت الدنيا بأدناسها ..على براياها وأجناسها
وكل حي بها ظالم ..وما بها أظلم من ناسها
أبو العلاء المعري
لذلك نهايتهم مريعة ومأساوية ..يتقطر منها القلب وتدمع منها أعين الإنسان الكريم الحر ..الذي يعرف حقا عظمة هؤلاء وفخر وكبرياء وزهو أدب وشعر هؤلاء العظام ..ولا يرضى بموت الشرفاء الأحرار الأغيار مثلي .ومن كان على شاكلتي من عربي شريف وحر وأصيل قضي كل حياته يكتب ويدافع عنهم !! وعن حياتهم وكلمتهم .قد بكى واستبكي على أطلالهم و حياتهم وأدبهم وشعرهم وموتهم ..بكاء مريرا حزينا لدرجة أنني لم أجد عينا أبكي بها عليهم من شدة الفقد والخسارة والألم ..
من ذا يُعيركَ عينه تبكي بها ...أرأيتَ عيناً للبكاء تُعارُ؟
العباس بن الأحنف:
وليس من تزدحم بها منتدياتنا ومنابرنا بالشعراء والأدباء بالشعراء والأدباء حقا ..وأن نظموا وأن كتبوا وألفوا ..!!فحين سئل شعراء عظام عن ماذا تريدون من الحياة بعد أن أستفحل الموت والقتل والانتحار والإعدام في أمة الإسلام وأنتشر لكل الأمم المجاورة
ماذا تريد من الحياة ؟!
"لا شيء يعجبني ..أريد أن أبكي "
" أريد أن أنام قليلا ..قليلا دقيقة أو قرن " لوركا
" كل ما أريد فعله هو أن أذهب للفراش أغلق عيني ..وأنام للأبد " بوكوفسكي
" أنا متعب ولا أستطيع التفكير في أي شيء أريد فقط أن أضع وجهي في حضنك وأشعر بيديك على رأسي وأبقي هكذا للأبد " كافكا
يا سادتي:
إني أسافر في قطار مدامعي
هل يركب الشعراء إلا في قطارات الضنى ؟" نزار قباني
"ليس الكاتب في خدمة أولئك الذين يصنعون التاريخ، بل هو في خدمة أولئك الذين يتحملون أوزاره ." - ألبير كامو
فقتل المتنبي وأنتحر المعري في أحدي الروايات الضعيفة التي تروى عن حياته بعد أن وصل له تهديد من والي الخليفة الدمشقي كما تقول الرواية وإن كانت ضعيفة فانتحر بتناوله السم كان يضعه تحت وسادته تحسبا لأي قادم مريع ومفزع وشرير.. بعد أن اعتزل وزهد في الناس والحياة .
وقال :" وزهدني في الناس معرفتي بهم... وعلمي بأن العالمين هباء
أبو العلاء المعرّي
وعاني من الظلم والتجهيل وحرق كتبه ومؤلفاته فهو من قال
"حياتي تعذيب وموتي راحة ...وكل ابن انثي في الحياة سجين "
وقال أيضاء راجيا الموت والانتحار بعد حياة كل ألم ومعاناة وعذاب وقهر وخوف
رب متى أرحل عن هذه ... الدنيا فإني قد أطلت المقام
لم أدر ما نجمي ولكنه ...في النحس منذ كان جرى واستقام
وتوقع موته وموت أبناء جيله في سن مبكرة.. فما كال لأمة أن تسمح لشعره وأدبه بالانتشار والظهور
أرانيَ في الثلاثينَ، وقد بانتْ ..علاماتُ الفناءِ على جبيني"**
وكانت نظرته للحياة والدنيا والإنسان سوى تعب وشر وشرور وقبح
إن الشرورَ وإن تعددت بها الصورُ ..شرٌّ وأقبحُ ما بها الإنسانُ"
وقال
"تعب كل هذه الدنيا فما أعجب إلا من راغب في ازدياد "
كانت مواقفه وعذاباته واعتزاله وتعرضه لتنمر والسخرية من أبناء جيله دلالة على عصر وأمة تافهة سخيفة حقيرة كاذبة منافقة داعرة كأمة الإسلام كما قال المتنبي
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم ... يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
فلا يمكن للأصولية الإسلامية الدموية المتطرفة أن تتسامح مع مفكر وفيلسوف وأديب ناقد لامع لا مثيل له.. كالمعري قال في أدبه وشعره وفلسفته بما لم يأت إلا القليل من أفذاذ العقول والبصيرة على مر التاريخ رغم عماه ..فمما قال في رفضه الزواج والأبناء والأولاد
وَأَرَحتُ أَولادي فَهُم في نِعمَةِ العَدَمِ الَّتي فَضَلَت نَعيمَ العاجِلِ
وَلَو أَنَّهُم ظَهَروا لَعانوا شِدَّةً تَرميهُمُ في مُتلِفاتِ هَواجِلِ "
لذلك الفقر والوحدة والعزلة والعزوبية والزهد والعادة السرية والقراءة والكتابة والثقافة والإلحاد والزندقة والهرطقة والطرب والغناء ,, كما عرف عن المعري وحياته وشعره وأدبه.. ليست جريمة مع هؤلاء البرابرة والهمج والقتلة والكذبة من أمة الإسلام ..الذي ينعدم وجود فيهم إنسان حر وصادق وكريم وشريف كما كان شاعرنا الذي وفي نهاية حياته ..وأوصي أن يكتب على قبره هذا البيت الأصيل من الشعر
هذا ما جناه أبي علي وما جنيته على أحد
ووقف على قبره أكثر من ثمانين شاعرا يرثوه ويبكيه .بينما لم يقف أحد على قبر النبي محمد بل جلس لأيام حتى أنتن وعفن ولم يدفن إلا بعد أيام من موته ورثاه القلة من شعراء ماسحي الجوخ !
كما لم تتسامح أمة الإسلام مع غيره ,,فهنالك العديد من الشعراء والأدباء المغمورين, الذين قتلوا وذبحوا ونفوا لمجرد بيت من الشعر أو كلمة أو موقف أو مقوله .تقال .لتقتل وتعدم وتنفى هذه الأمة خيره شعرائها وأدباءها وأبنائها .وليكتب على الأحرار الكرماء من الشعراء والأدباء حياة الذل والمهانة والفقر والألم والشقاء وتنمي الموت !!
جار الزمانُ علينا في تصرفِه..وأي دهرٍ على الأحرار لم يَجُرِ
عندي من الدهر ما لو أنَّ أيسَرَهُ..يُلقى على الفلك الدَّوَار لم يَدُرِ
وقال عمر الخيام
سئمت يا ربي حياة الألم.. وزاد الفقر همي لما ألم
ربي إنتشلني من وجودي فقد.. جُعلت في دنيا وجودي عدم .

فقتل الحمداني والطغرائي وبشار بن برد وصالح بن عبد القدوس وغيرهم الكثير من الشعراء ولم ينجوا إلا متملق للرب والله والحاكم والسلطة والنسوان والجواري والغلمان وعابد للخلاعة والمثلية والفاحشة.. لم ينجوا من حد السيف والمقصلة المنصوبة المسلولة ,, إلا المجانين والساقطين والسفهاء والخلعاء ممن أشتهر بهم عصور الإسلام على مر الزمان وما عرف عن أحوال وطبائع بني الإسلام من شذوذ ومجون وخلاعة ومثلية جنسية ودعارة وأسواق وقوادة فهذا شاعر إسلامي يتحدث عن دعارة وخزي ومثلية أزمنة الإسلام
قول جحظة البرمكي، في ركوب الغلمان الثلاثينيين:
يَقـولُ لي يَوماً وَقَد جِئتُهُ:تَلـوطُ بـي بَعدَ الثَلاثينا؟
فَقُلـتُ إِن دُمـتَ كَذا طَيِّباً نكناكَ مِن بَعدِ الثَمانينا
ومما روى عن ذلك العصر هذه القصة من فسق ومجون وخلاعة
قصة ‏شهادة المازني :
قيل إن رجلًا في البصرة لاط بغلام؛
فلما جيئ بأبي عثمان المازني للشهادة قال :
رأيت هذا يماشي هذا؛
فقلت : يسلّيه ..
ثم نقده درهماً؛
فقلت: يسترضيه ..
ثم ناوله خبزاً؛
فقلت : يغذّيه ..
ثم أعطاه شراباً؛
فقلت : يسقيه ..
ثم أطعمه سكراً؛
فقلت : يحلّيه ..
ثم أدخله خرابةً؛
فقلت : يؤويه ..
ثم عانقه برقةٍ؛
فقلت: يحميه ..
ثم بطحه أرضاً؛
فقلت: يورٍيه ..
ثم تفحّص جسمه؛
فقلت : يجس داءاً فيه ..
ثم أرخى له سراويله؛
فقلت : يخريه ..
ثم تمدّد فوقه؛
فقلت: يغطيّه ..
ثم مدّ له شيئاً كالهراوة
فتارة يبديه .. وتارة يخفيه؛
فقلت :أعوذ بالله مما هما فيه ..!!
فقال القاضي : يا أبا عثمان كس اختك على أخت شهادتك،،
ياأخو المنيوكه قول ناك الولد وخلصنا....
وأرحنا مما نحن فيه
فكانت حياة الأمة حكاما ومحكومين مجون وجنس وقواده وخلاعة ..وومن عرف بذلك أبو نواس الشاعر
صاحب المواقف الجنسية والأدب الخليع الفاحش.. أحد من نجوا وعاشوا في أزمنة الإسلام ودول الإسلام لأنه عرف من أين تؤكل الكتف ..وتضحك على الله وأولياء وشعب الله
ففما يروى عنه قوله
نكحت جارية فنكحني غلامي...
فأحسست باللذة من الخلف والأمام"
وقوله
يُروى أن أبو نواس قد لقي أربع جوارٍ قصريات، فقلن له: يا أبا نواس انعت لنا أيرك، وننعت نحن أحراجنا.
فقال: بل انعتن أحراجكن!
فقالت إحداهن:
إن حرّي لا أستحي أن أذكره
كجبهة الثور غليظ مشفره
قد زانه حلوقه وعنبره
أحسن شيء ما رأيت منظره

كأنما الهانئ فيه ينشره
قد بث في حافاته بمجمره
فقالت الثانية:
إن حرّي لناتيء أنيق
يزينه مجسّه والضيق
تخال في داخله الحريق
منظف مطيب محلوق
مضمّخ معطّر مشقوق
من لم ينكه ماله توفيق
فقالت الثالثة:
إن حري لناتئ بهيّ
شفره قلص قائم مطويّ
يضرم فيه لهب خفي
من لم ينكه فهو الشقي
الخائب المغرق القمي
ومن ينكه فهو الولي
السيد المقرب الصفي
دونك زمه أيها المشني
فقالت الرابعة:
إن حري لناتئ منوّر
مخلّق ممسك مزعفر
قد زانه جبهته والمشفر
كأنما فيه ضراب يسعر
وبين صدعيه قميص أحمر
أو حب رمان إذا يقشر
فقال أبو نواس:
أيري أير طوله كالحبل
ورأسه كمثل رأس الطبل
ملوّز مثل قمند البغل
ويخرق الحرّ كخرق النصل
يخال منه الحر طعم النحل
وينعج الحر برهز يسلي
من ناكه فاز بطيب الدخل

فتضاحكن الجواري من قوله، ومضين.
أبو نواس
لكنه نجي من حبل المشنقة والميتة العظيمة في الإسلام لأنه رشي الله والحاكم وعاش لنفسه وخلاعته
ففما قاله يرشو الله والملكوت ..بعد حياة ومسيرة كل فحش وبذاءة ومجون وخلاعة لكنه دخل الجنة بهذه الأبيات الشعرية !!
يا رَبِّ إِن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً
فَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ عَفوَكَ أَعظَمُ
إِن كانَ لا يَرجوكَ إِلّا مُحسِنٌ
فَبِمَن يَلوذُ وَيَستَجيرُ المُجرِمُ
أَدعوكَ رَبِّ كَما أَمَرتَ تَضَرُّعاً
فَإِذا رَدَدتَ يَدي فَمَن ذا يَرحَمُ
ما لي إِلَيكَ وَسيلَةٌ إِلا الرَجا
وَجَميلُ عَفوِكَ ثُمَّ أَنّي مُسلِمُ
أما العرب الحقيقين فلقد كانت نهاية العرب وقوميتهم وعروبتهم باكرا عندما ظهر ذلك الوحش وذلك الظلام والإرهاب الذي ساقه الإسلام
حتى كانت اللحظة الحاسمة من حياة الشعراء والفلاسفة الذين حلموا بدولة الفضيلة على مر العصور والأزمان إلا أن أحلامهم تحطمت وانهارت دولهم الحالمة الهائمة في عقول وأفهام الشعراء والفلاسفة.. فدولة الفلاسفة والشعراء هي أجمل وأنبل الدول ومنتهي غاية الحالمون ..لكنها لم تقم وتنشأ في عالمنا ..لان هذا العالم من الجهل والحمق والغباء وسيطرة الدهماء مما يجعل دولة الفلاسفة والشعراء أمرا جنونيا ومستحيلا فنهاية هذه الدنيا لمن غلبا وباعا وقبض ثمن خساسته وعملاته ونفاقه
هل دولة الحب التي أسستها .. سقطت علي وسدت الأبواب
ماذا جرى لممالكي وبيارقي .. أدعو رباب فلا تجيب رباب
نزار قباني

ولم يبقي إلا سلطة وحكم وثورة مرسي و الجولاني والحوثي والقرضاوي والخميني وغيرهم.. من كل من كذب وزني وسطى وتغلب ورشي وتسلق .. وقتل ودمر الثقافة والرموز والحضارات ..وكل ما له صلة بحياة العرب البائدة وروحهم وقيمهم ..حتى أعظم وأشعر وأنبل العقول والأسماء لم تسلم صروحهم وأثارهم ومعالمهم وكتبهم من الطمس والحرق والتشوية والتحطيم كما فعلت الثورات وما فعله السادة الرؤساء ورجال الحكم والسلطة والدين.. في كل تاريخ الإسلام مع أثار وبقايا أثار قومية العرب.. فماذا بقي من حياة الشعر والشعراء ومكانة الشعر والشعراء ورموز الفكر والأدب والثقافة في زماننا ..بعدما لم يبقي لنا شيء لا أمل ولا حلم وشرف ولا أرض ..فلا تظن أنها هؤلاء القوم.. ممن يزعم الثقافة والفكر والأدب والشعر في زمن العار والمخزي والشاعر بأديب ومثقف وشاعر.. فالكل يدافع عن مواقعهم ووظائفهم .. ولا أحد منهم أنبرى لدفاع عن كلمة العرب ومجد وضمير وقومية العرب الحقة التي إن دافعت عنها ووقفت بجانبها ..والتي ستدفعك الثمن غاليا .فلم يبقى للعرب وكلمتهم ووجودهم على حد سواء من ينطق بكلمتهم وحقيقتهم وأن تعدد المنابر والأصوات .لذا حين ينعم القدر على بلد إسلامي بشعراء وفلاسفة وكتاب ومؤلفين لهي نعمة عظمية لا تقدر بثمن ..ومكسب كبير للإنسانية بعدما افتقد العالم كرامة وقومية وحرية وأصالة العرب ..فإما هذه الحياة الكريمة للعرب أو أنه الموت حد الفناء والانقراض والإعدام ..
"الفلسفة هي وحدها تُميزنا عن الأقوام المتوحشين والهمجيين. إن حضارة الأمة وثقافتها إنما تُقاس بمقدار شيوع التفلسف الصحيح فيها، ولذلك فإن أجل نعمة يُنعم الله بها على بلد من البلدان هي أن يمنحه فلاسفة."
رينيه ديكارت
‏"تعرض العرب كثيراً إلى الإساءة والطعن في تاريخهم ولغتهم.. لكنني أرفع صوتي عالياً أطلب منهم المقاومة.. أن يقاوموا هذه الدعاية المذلة التي تقترح عليهم التنازل عن شرفهم، وتاريخهم، وتقاليدهم، ورموزهم وآبائهم.. ليصمدوا فالعالم بحاجة إليهم."

لويس ماسنيون



#المستنير_الحازمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت اللاعب ديوغو جوتا والدروس المستفادة من موت لاعب مشهور !!
- لم يكن أبي لهب بلهب ولم تكن امرأته حمالة حطب !
- السعودية حرة حرة ..الإسلام برا برا ..!!
- مغالطات وسفسطات إسلامية رمضانية لنبي الإسلام !! ادخل وتخير
- إدعوا علي بالانتحار و بالموت.!! فلقد أصبت بلوثة الإسلام
- على من أبكي في الإسلام ..!!
- أحفاد وأمة الحير والبظر والإير !!
- قصة حرقي وانتحاري وتعذيبي على يد الإسلام
- نكاح اليد
- قرن الشيطان
- لماذا لم ينتصر أحد لمظلومية الأنصار
- أيها الغبي سعد بن عباده
- أذناب الإسلام !
- كوابيس غار محمد البذيئة
- إنه الله
- من أجل هزيمة دين لا يهزم !!
- بين دولة الرسول محمد ودولة أل سعود !!
- ثلاثون سببا لوقوع ملحد صنديد في حب وغرام السيدة عائشة !!
- خناقات ومشاكل الأنبياء العائلية !! ادخل وطنز على عائلات الأن ...
- محمد وقصة مولد إمبراطورية الشر -عود على بدأ -


المزيد.....




- القس منذر إسحق: سياسات الفصل العنصري الإسرائيلية وراء تهجير ...
- فرنسا: النيابة تطلب السجن لثلاث نساء بتهمة الانتماء إلى تنظي ...
- ستارمر: ادعاء ترمب بأن لندن قد تطبق الشريعة الإسلامية -هراء- ...
- مصر توجه رسالة لكيان-إسرائيل- عبر لجنة يهودية أمريكية
- مستعمرون يعتدون على عائلة شمال سلفيت
- إيكونوميست: الروهينغا المسلمون الأكثر تعرضا للاضطهاد في العا ...
- 50 باحثاً من 20 دولة يناقشون إعمار غزة في ضوء التجارب الإسلا ...
- من هرمز إلى بيت لحم.. جائزة -آغا خان- تحتفي بعمارة استثنائية ...
- العمال ومدوّنة الأحوال الشخصية الطائفية
- ستارمر في انتقاد نادر لترامب بعد ادعائه بشأن -لندن والشريعة- ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المستنير الحازمي - مقتلة الشعراء العظيمة ..من المتنبي وحتى المعري !!