أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام أبوبكر - تفريغ غزة بين التهجير والاعمار















المزيد.....

تفريغ غزة بين التهجير والاعمار


عصام أبوبكر

الحوار المتمدن-العدد: 8476 - 2025 / 9 / 25 - 15:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفريغ غزة بين التهجير والإعمار
عصام أبوبكر

بعد مرور أسابيع على بدء عملية "عربات جدعون الثانية" في غزة، كشفت القناة 12 الإسرائيلية عن خطة إسرائيلية لتفريغ غزة وإخلائها من السكان وإجلاء سكان القطاع عبر البحر والجو والبر، وذلك في إطار استراتيجية عسكرية جديدة تهدف إلى تغيير الواقع السكاني في قطاع غزة وقد أقر رئيس الأركان الإسرائيلي السابق بأن حصيلة ضحايا حرب غزة تجاوزت 200 ألف بين ضحية وجريح بما يعادل نسبة 10 بالمائة من السكان

ما يحدث الأن في غزة من دخول بري لقطاع غزة ليس لمحاربة حماس، لأن حماس لم تعد موجودة فعليًا. ما يُقال عن وجود قوة لحماس أو إطلاق صواريخ ليس سوى فرقعات سياسية وإعلامية. الهدف الحقيقي من العملية البرية هو تفريغ السكان من المناطق التي سيتم الهيمنة عليها بالكامل، في أكبر عملية تهجير قسري في التاريخ الحديث

ما يحدث اليوم في قطاع غزة ليس له علاقة بقوة حماس أو ببعض النشاطات المحدودة لبعض الفصائل الفلسطينية حيث لا وجود حقيقي لمقاومة حقيقية تمتلك قدرة مؤثرة، فغزة سياسيًا وجغرافيًا انتهت وما تقوم به إسرائيل حاليًا هو تفكيك آخر ما تبقى من جسم مادي قابل للحياة في القطاع، تمهيدًا لإخراج السكان بطريقة مدروسة وطوعية نحو الخارج.

عودة الحرب على غزة ليست مرتبطة بالمفاوضات مع حماس. فرغم أن حماس اعتقدت أنها لاعب رئيسي لمجرد امتلاكها عدداً من الرهائن، لكن الحقيقة أن الأحياء منهم قد لا يتجاوزون أصابع اليد. ومع ذلك، فإن الحرب لم تعد فقط بسبب الرهائن، بل هي رسالة واضحة للغزيين بالرحيل ومغادرة غزة، بالإضافة إلى الانتقام الذي تحدثت عنه إسرائيل مراراً، خاصة بعد سلوك حماس الاستفزازي من وجهة نظر إسرائيل في تسليم الرهائن

فكرة ان نتنياهو يريد فرض شروط بالقوة علي حماس حتي تتخلى عن سلاحها وتسلمه هي محاولة منه لإيهام العالم وحكومته ومواطنيه ان غزة فيها جيش نظامي وبالتالي يعدل مفهوم الابادة والتصفية الي مفهوم الحرب اي بمعني ان هناك قوتين مكافأتين بينهما نزاع وهي محاولة منه لتصوير هذا الوهم وتصديقه وبالتالي الهروب من اي تبعات للمحكمة الدولية باعتباره مجرم حرب هو ورجال جيشه وحكومته التي قامت بابادة جماعية وتطهير عرقي وتصفية لغزة وفقا لكل الاعراف والقوانين والمفاهيم للتغطية علي خساراته العسكرية الفعليا والامنية والاستخبارتية وبالتالي لا يتم محاسبته علي ذلك داخليا

المرحلة الثانية انتهت بالفعل بعد إعلان نتنياهو عن عدم وجود تهدئة وهو ما يعني انه لا ويتكوف ولا ترامب قادرين علي وقف الحرب
اما بالنسبة لقضية الرهائن قد إنتهت بالنسبة لإسرائيل ، للأسف اعتقدت حماس أن لديها ورقة رابحة باحتجاز الرهائن، لكن الرهائن الإسرائيليون ورقة خاسرة، حياتهم أو موتهم ليس له تأثير في المخططات الإسرائيلية والأمريكية الحالية . فالإسرائيليون يعتقدون أن هناك دائماً أثمان للحروب والرهائن ستكون ثمن هذه الحرب

حيث قادت إسرائيل خلال أكثر من عامين سياسة ممنهجة لإقناع الغزيين والعالم أن لا مستقبل لهم داخل القطاع وأن الهجرة باتت الحل الوحيد، لكن هذه المرة، لن يتم التهجير كما حدث في نكبة 1948 أو نكسة 1967 فالعالم تغيّر وقواعد اللعبة تغيّرت أيضًا اليوم تُدار العملية بشكل ناعم وصامت بعيدا عن الإعلام تحت غطاء الأزمات الإنسانية والقصف المتقطع، وبآليات مدنية وليست عسكرية فقط

وللمرة الأولى بشكل مباشر يطلب جيش الاحتلال من سكان مناطق واسعة في رفح الإخلاء الفوري نحو “المواصي” – المنطقة التي يتم تجهيزها منذ أسابيع لتكون سجنًا مفتوحًا لا دخول ولا خروج فيما عرف بخطة "المنطقة الإنسانية" والتي صرح بها وزير الدفاع الإسرائيلي كانس وانتقدها رئيس وزراء إسرائيل الإسبق " إيهود أولمرت " ووصفها بأنها ستكون أقرب لمعسكرات إعتقال كبيرة وهي نوع من انواع التطهير العرقي للفلسطينيين ووسيلة من وسائل التهجير القسري لهم

هذا الإعلان لا يعني فقط تصعيدًا عسكريًا فحسب بل يعني أننا دخلنا رسميًا في المرحلة الثانية من خطة التهجير الجماعي عن طريق حصر الناس في منطقة محددة تحت السيطرة ومنع المساعدات عن باقي المناطق للضغط الإنساني والنفسي ثم تسويق ما يحدث لاحقًا على أنه "هجرة طوعية"في حين أنه تهجير قسري

والخطير أن كل هذا يتم تحت عنوان محاربة حماس بينما الهدف الحقيقي هو تفريغ غزة من أهلها، خطوة خطوة من هنا يتضح ما حذرنا منه أصبح واقعًا ملموسًا
رفح تُفرّغ، المواصي تُحشد، والحدود المصرية تترقب المرحلة القادمة بصمتٍ مريب

لكن في المقابل سيدفع سكان غزة الثمن، لأن إسرائيل رغم معرفتها بأن 60% أو أكثر من الغزيين لا يريدون حماس لكنها مقتنعة بأن جميع الفلسطينيين يحملون بداخلهم العداء و الرغبة في الانتقام من إسرائيل وقد نشأوا على معاداتها وتوارث فكرة حق العودة. لهذا، لن تقبل إسرائيل بوجودهم في غزة ولا حتى في سيناء ، حتى لا يشكلوا بؤر انتقامية جديدة. وهذا ما يقلق مصر بأن تتخذ سيناء قاعدة فيما بعد للهجوم علي إسرائيل ثم تتخذها إسرائيل زريعة لمهاجمة سيناء

أما موضوع أنهم يريدوا منطقة المواصى منطقة إنسانية وآمنة والدعوات انه كل سكان مدن غزة والوسطى ينزحوا الى المواصي فهي خدعة لانه لا يوجد منطقة آمنة فقد أصدر جيش الإحتلال أوامره بإخلاء معظم مناطق مدينة غزة والمناطق الغربية من خان يونس من السكان وحذر سكان عدة أحياء في مدينة غزة من عودة قواته للقتال بشدة ويدعوهم للانتقال بشكل فوري إلى منطقة المواصي وأوامر الإخلاء هذه دليل علي بداية نزوح جديد وإستمرارا لمخطط التهجير

الهدف الأساسي هو تهجير الغزيين طوعًا وبصمت نحو دول العالم وليس نحو المحيط الإقليمي القريب حيث أن خيار توطينهم في مصر أو الأردن غير مطروح إلا لعدد محدود فقط بما لا يؤثر ، الخطة تتركز على تفتيت المجتمع الغزي وتوزيعه عالميًا مع منحهم جنسيات الدول المستقبلة مقابل إسقاط إقامتهم في غزة"

هذه حرب تهدف إلى تفريغ غزة وتصفيتها ، تجويع سكانها، وتدمير ما تبقى منها في الوسط والجنوب. فالفلسطينيون في غزة يُسحقون ويموتون تحت القصف، والهدف في النهاية هو إجبارهم علي أن يخرجوا طوعاً عبر جميع المعابر الممكنة، سواء الإسرائيلية أو البرية أو البحرية، لكن إسرائيل لا تريدهم في سيناء أو في مكان واحد مثل مصر، بل تسعى إلى توزيعهم في دول العالم. الولايات المتحدة، على وجه الخصوص، ستستقبل الأطفال منهم، وايضا أوروبا وجميع دول العالم وسيحملو جنسية الدول التي ستستقبلهم ليصبحوا مثل الأرمن الذين تشتتوا في أنحاء العالم بعد إبادة الأتراك لهم .

غزة في نظر إسرائيل ليست سوى قطاع معزول، ذو كثافة سكانية عالية أغلبها من اللاجئين، وله ثقافة خاصة، محكومة بأيديولوجية حماس السياسية وظروف اقتصادية مختلفة عن بقية فلسطين. لذا، القضاء على غزة بهذا الشكل المفزع ، من وجهة نظر إسرائيل لن يغير التركيبة الجغرافية أو الثقافية للشعب الفلسطيني فحسب ، لكنه سيمثل نقطة تحول كبيرة في طبيعة القضية الفلسطينية وتحويلها من قضية وطنية إلى أزمة إنسانية تتعلق بالتهجير والمعاناة

أما المخطط الأمريكي لإعادة إعمار غزة فهو أن تبدأ عملية إعادة الإعمار بالتزامن مع القصف والتهجير، وستتهافت العديد من الدول للمشاركة فيها لأنها فرصة استثمارية مربحة للغاية ومن بين هذه الدول أمريكا رقم واحد طبعا ثم يأتي بعدها الصين تركيا، الخليج وبعض الدول العربية، ودول أخرى.كل هذه الدول سيكون لها شركات عالمية ستشتري حصصًا لها في غزة كمقرات لها وفق رؤية أمريكية فغزة بحاجة إلى ما لا يقل عن 100 مليار دولار لتتحول إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"وفق رؤية ترامب وهذا المبلغ سيجذب استثمارات ضخمة، مما يجعل إعادة الإعمار مشروعًا عالميًا وليس مجرد جهود إنسانية.



#عصام_أبوبكر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمة العربية ...وتهجير الفلسطينيين
- من المنتصر ..إسرائيل أم إيران ؟
- عربات جدعون ...والتهجير الصامت
- حرب التجويع ...وسيناريو التهجير
- مجازر الاحتلال وتكرار سيناريو 48
- مجازر الإحتلال وتكرار سيناريو نكبة 48
- ترامب ..وخطابة للشرق الأوسط
- - حرب التجويع - ..ومخطط التهجير
- - التهجير الطوعي - ..حرب إسرائيل الصامتة
- ماذا يريد «نتنياهو» من مقترح وقف إطلاق النار؟
- إسرائيل وقصف الإيواء ومخطط التهجير
- إسرائيل ...والتحريض علي الجيش المصري والتهديد بإحتلال سيناء
- تفريغ غزة بين التهجير والاعمار
- صفقة ترامب ..وحوار ويتكوف وتشتيت الفلسطينيين
- خدعة التعاطف العالمي وتهجير الفلسطينيين
- تدمير غزة...والتهجير الطوعي ومصير حماس
- جحيم ترامب ..و- إسرائيل الكبري - ومخطط برناردلويس
- عودة حرب غزة ومصير حماس وسيناريو النهاية
- ضرب الحوثيين هل هو بداية لضرب إيران ؟
- ترامب ..والتفاوض مع حماس


المزيد.....




- -غير اعتيادي-.. هيغسيث يدعو مئات الضباط البارزين الأمريكيين ...
- ما مستقبل حزب الله بعد عام على مقتل حسن نصر الله؟
- مرض نادر يُخفي الشعور بالخوف، فكيف يعيش المصابون به؟
- بعد بن غفير وسموتريتش.. سلوفينيا تمنع نتنياهو من دخول أراضيه ...
- هانزي فليك يعيد نشر أغنية -أحلى رسمة- لفضل شاكر.. من يغازل؟ ...
- رداً على هجوم إيلات.. غارات جوية إسرائيلية على صنعاء
- اختفاء نائبة بوركينية بغانا وسط غموض وصمت رسمي
- ترامب يتحدث عن صفقة قريبة بغزة وإعلان هام بشأن سوريا
- بين محذر وخائف.. -الحمى النزفية- تشغل مواقع التواصل بالعراق ...
- نجم بوب أوغندي يتحدى موسيفيني رئاسيا من جديد


المزيد.....

- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام أبوبكر - تفريغ غزة بين التهجير والاعمار