عصام ابوبكر
الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 08:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تزامنت الذكرى الـ77 لنكبة الشعب الفلسطيني والتى كان ضحيتها تهجير نحو 957 ألف فلسطينى من مدنهم وبلداتهم الأصلية، من أصل مليون و400 ألف فلسطينى كانوا يعيشون فى 1300 قرية ومدينة، في عام 1948، مع عدوان همجى إسرائيلى على قطاع غزة حاليا أسفر حتى الآن، عن استشهاد 52928، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى إصابة 119846 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض
وتفاجعنا يوميا وكالات الأنباء بكم المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزه دون رادع أو وازع من ضمير في ظل صمت دولي وتخاذل عربي مهين،حيث قالت صحة غزة أن هناك أكثر من ٢٥٠ شهيد في يومين نتيجة القصف العنيف وأعتقد أن التاريخ يعيد تكرار نفسه فقوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب يوميا مجازر مروعة يندي لها جبين الانسانية بإستهداف مراكز الإيواء التي تؤي نازحين لا ملجأ لهم ولا مأوي بعد ان قامت قوات الاحتلال بهدم بيوتهم مما أضطرهم الي اللجوء الي مراكز الإيواء
فقد أستشهد خلال يومين فقط أكثر من 250 معظمهم من الأطفال والنساء قتلهم الصهاينة في ليلة واحدة، ناهيك عن أن القصف اليومي يؤدي لقتل وإبادة 100 يوميا على الاقل بعضها أسر بأكملها بها 11 فردا أبيدوا جميعا في حرب إبادة لا مثيل لها هؤلاء الصهاينة الذي لا عهد لهم يقصفون مخيمات اللاجئين ومراكز الإيواء والنيام في الشوارع لا يستثنون أحدا ولا يرحمون شيخا أو طفلا أو امرأة أو حتي رضيع
ونشرت مجلة إيكونوميست البريطانية دراسة حديثة أجرتها مجلة لانسيت الطبية تشير إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين في الحرب الإسرائيلية قد يكون أعلى بكثير من الحصيلة الرسمية التي أعلنتها وزارة الصحة في غزة ،وحتى الخامس من مايو/أيار الجاري، أفادت وزارة الصحة بأن 52 ألفا و615 شخصا استشهدوا نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة
فيماحذرت اللجنة الأممية الخاصة المعنية بالتحقيق في الممارسات الإسرائيلية التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني وغيره من العرب في الأراضي المحتلة من أن تؤدي المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال و سياسة التوسع وضم الأراضي التي تقوم بها حكومة بنيامين نتنياهو إلى نكبة أخرى للشعب الفلسطيني بعد نكبة عام 1948.وقالت اللجنة إن إسرائيل ألحقت معاناة لا يمكن تصورها بالشعب الفلسطيني الواقع تحت احتلالها.
وقال وزير مالية الإحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش:
" يجب أن يتعرض العرب لنكبة جديدة كرد على السابع من أكتوبر "
ويبدو أن الكيان الصهيوني يعد فعلا لنكبة جديدة علي غرار نكبة 48
فقد قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن 2459 استشهدوا وأصيب 6569 آخرون منذ استئناف إسرائيل عدوانها على غزة في 18 مارس/آذار الماضي. وبذلك ترتفع حصيلة الشهداء في القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023 إلى 52 ألفا و567 شهيدا وأكثر من 118 ألفا و600 جريح
إن المجازر التي أقدمت عليها حكومة الأحتلال تؤكد أنها ماضية في حرب الإبادة التي تشنها ضد الشعب الفلسطيني وأن خيارها الحقيقي هو القتل وارتكاب المجازر، غير أبه بالمناشدات الدوليه
وأسفرت هذه المجازر عن أستشهاد العشرات يوميا وإصابة المئات بجروح، موغلة أكثر في سفك الدم الفلسطيني المظلوم تحت مرأى ومسمع العالم أجمع الذي لا يحرك ساكنا، والذي يتحمل المسؤولية الأخلاقية والمعنوية عن الجرائم والمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني،
وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" ،إن أكثر من نصف المدارس المستخدمة لإيواء النازحين في غزة تعرضت للقصف. وهي رسالة رعب وإرهاب مخضبة بالدماء للشعب الفلسطيني في غزة فحواها أنه لا مكان أمن لأي فلسطيني في غزة وأن مصيركم إما الي التهجير أو القتل وهو تكرار لسيناريو نكبة 48 وهدفها دفع الفلسطينين الي التهجير
إن جيش الاحتلال للأسف مستمر في قتل الأطفال والنساء والشيوخ داخل مراكز الإيواء التي ادعى فيها الاحتلال إنها أماكن آمنة بدون أدني اخلاق او معايير وقد تجاوز كل الخطوط الحمراء بارتكابة جرائم حرب غير مسبوقة يرتكبها جيش مدجج بكل أشكال العنصرية والكراهية والفاشية، ومُتحرر من أي قيد أخلاقي.ودون رادع حقيقي سواء من المجتمع الدولي الذي يقف متفرجا علي هذه المجازر التي تحدث يوميا دون أدني إحساس بالمسؤولية ودون واعظ أو ضمير أو من الولايات المتحده التي بمثابة شريك قي هذه الجرائم أو حتي من الدول العربيه التي للأسف وقفت موقف المتفرج مما شجع الاحتلال علي ارتكابة هذه المجازر والحماقات لأنه أمن العقاب واسرائيل إذا أمنت العقاب تجاوزت كل الخطوط الحمراء .
يأتي هذا في الوقت الذي يحاول فيه الاحتلال تبرير قصفه لهذه المراكز بادعاءاتٍ كاذبة بأن مراكز الإيواء كانت مكانا عسكريا يأوى عسكريين من حماس ورغم نفي حماس هذه المزاعم الكاذبه والتي صنعها الاحتلال وأن هذه المزاعم لا تعدو كونها محاولة صهيونية لتبرير جرائمه ضد المدنيين الأبرياء فالاحتلال يمارس دوماً الكذب للتغطية على جرائمه البشعة.
إن هذه المجازر الكبيرة ما كانت لتحدث لولا الغطاء السياسي والدعم العسكري السافر من الإدارة الأمريكية، التي منحت الضوء الأخضر لهذا الكيان المجرم ليواصل حرب إبادته على الشعب الفلسطيني الاعزل في ظل صمت دولي وعربي مخزي حقيقة وكأن ما يحدث في فلسطين لا علاقة له بالعالم وكأن الفلسطينين ليسوا بشر وإنما كما وصفهم وزير دفاع الاحتلال بأنهم
" حيوانات بشرية "
وفي الوقت الذي تمارس فيه ألة العدو الوحشيه المجازر تلو المجازر بحق الشعب الفلسطيني نجد إن الإدارة الأمريكية ماضيه في غيها وفي دعمها اللامتناهي لأسرائيل بإفراجها عن مليارات الدولارات لصالح الكيان الصهيوني ليتمكن من شراء أسلحة ومعدات عسكرية يقتل بها الشعب الفلسطيني ويكشف من جديد حقيقة التواطؤ الأمريكي الذي لا يكتفي بالصمت بل أنه شريك مباشر في هذه المجازر حيث يسهم مباشرة في مواصلة هذه المجزرةالبشرية التي ليس لها نظير .
وفي الوقت نفسه تسعي الإدارة الأمريكية بسياساتها هذه التي لا تعمل على إنهاء العدوان بل تسعى لتخدير العالم بخطابات زائفة ومفاوضات بالية تَدعّي فيها كذبا الحرص على وقف الحرب بينما تُغذي آلة القتل الصهيونية، كما تؤكد أنها شريك رئيسي في هذه الحرب المدمرة
وعلي الرغم من فظاعة هذة المجازر لكنها مؤشر لنهاية الحرب في غزه
حيث قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مركزا تابعا لوكالة غوث وتشغيل الاجئين الفلسطينيين (أونروا) في مخيم جباليا في مجزرة أسفرت عن 125 شهيد و200 مصاب اليوم فقط بسبب استهداف النازيبن الصهاينة خيم الناس النائمة فمجزرة "جبالايا " الاستفزازية وقبلها الكثير الكثير من المجازر هي جريمة حرب كاملة الأركان بحق مدنيين عزل ونازحين ولكنها تؤكد علي قرب نهاية الحرب في غزة وأن ما يفعله جيش الاحتلال الأن هو عمل ضربات مرعبه في نهاية الحرب لإحداث نوع من الصدمه والرعب لدي الفلسطينيين وإرسال رسالة مخضبة بالدماء لهم أن لا مكان لكم أمن في غزه وأن مصيركم إما الي القتل أو التهجير لدفعهم الي التهجير القسري أو الطوعي وترك أرضهم وبيوتهم وهو بمثابة تكرار سيناريو 48 حين ارتكبت إسرائيل مجزرة "صابرا وشاتيلا" لأحداث الصدمه والرعب لدي الفلسطينين مما أضطرهم الي التهجير وترك أراضيهم وبيوتهم فيما سمي بنكبة 48
لكن اتمني ان يكونوا الفلسطينين هذة المرة قد وعوا الدرس ولن يكرروا أخطاء الماضي وسيظلوا متمسكين بأرضهم وبيوتهم وان لا يتركوها حتي لاتنتهي القضيه الفلسطينيه وهو الهدف من الحرب علي غزه وهو إنهاء القضيه الفلسطينية الي الابد بعد تهجير سكانها وإنهاء إقامة دولة فلسطينية لأنه لا دوله بدون شعب
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
الفيسبوك
التويتر
اليوتيوب
الانستغرام
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
