أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مازن لطيف علي - حوار مع الشاعر العراقي عدنان الصائغ















المزيد.....

حوار مع الشاعر العراقي عدنان الصائغ


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 1826 - 2007 / 2 / 14 - 12:50
المحور: مقابلات و حوارات
    


عدنان الصائغ: الشعر يستوعب الوجود كله

ولد الشاعر عدنان الصائغ في مدينة الكوفة عام 1955 وعمل في الصحف والمجلات العراقية والعربية.. غادر العراق عام 1993 اثناء مشاركته في مهرجان جرش في عمان واقام فيها، ثم انتقل الى بيروت عام 1996، واستقر في السويد حيث يقيم فيها حالياً، صدرت له مجاميع شعرية عديدة منها: انتظريني تحت نصب الحرية- اغنيات على جسر الكوفة،العصافير لا تحب الرصاص، سماء في خوذة، مرايا لشعرها الطويل، غيمة الصمغ، تحت سماء غريبة، خرجت من الحرب سهواً، نشيد اوروك "قصيدة طويلة"، صراخ بحجم وطن "مختارات شعرية، وغيرها من الدواوين الشعرية.. شارك في العديد من المهرجانات الشعرية العالمية في السويد وهولندا والمانيا والنرويج والدنمارك وبغداد.. ترجم البعض من شعره الى لغات عديدة، حصل على جائزة هيلمان هاميت للابداع وحرية التعبير في نيويورك عام 1996 وجائزة مهرجان الشعر العالمي في روتردام عام 1997..

بصفتك شاعراً ربما استمد شاعريته من خلال ايديولوجية محركة للتاريخ.. ما هي مواصفات الشاعر والاديب، بعد التغيير الذي حصل في العراق في 9-4-2003خاصة بعد اختلاط الأوراق عند بعض الأدباء.
- الايديولوجيا- على مر التاريخ- محرك دائب، تدفع بقوى الإنسان وفق متطورها وتنظيرها نحو الخير أو الشر، أو تمنحه احياناً قراءة صحية، واحياناً أخرى خاطئة لمجرى التاريخ والحضارة والوقائع والواقع، فيتصرف المرء على ضوئها بمقدار درجة ايمانه التي قد تحجب عن عينيه كل شيء باستثناء ما يعتقد.. وهكذا جرت بعض الايديولوجيات الكثير من شعوبها نحو الدمار والانسحاق.. وامامك تاريخ الشعوب تصفحه لترى فيه العجب العجاب، لكن هذا لا يعني ان التوصيف يشمل الجميع، لتر هناك حركات وايديولوجيات كثيرة غيرت مسار البشرية نحو الافضل.. لكن ربما لان المشهد الطاحن والقاتم المخيم على كاهل وطننا منذ عقود جعلنا بهذه النظرية السوداوية.. قد يتأثر الشاعر بفكرة ما، بأيديولوجيا ما، تحرك فيه نوازع شتى أو تثير لديه مشاعر مختلفة ورؤى ملونة، لكن الانتماء بمعناه الحزبي هو جمود، يقين ساكن.. هذه نظرتي وموقفي من الايديولوجيا السياسية والدينية وغيرها.. قبلاً والان.. لهذا لم انتم في حياتي لاية ايديولوجيا، ربما لايماني بان الشعر اكبر من الايديولوجيا فهو يستوعب الوجود كله، الحياة كلها، والافكار كلها، بينما الايديولوجيا قد تنحصر ببؤرة صغيرة لا تخرج منها.. وقد تضيق بالفكرة المختلفة الجديدة، فتحاربها أو تمسحها.. تأثرت بالحركات الثورية: ببعض من ثورة الزنج، الحسين، الغفاري، زيد بن علي، الحلاج، جيفارا، دعبل الخزاعي، غاندي، غيلان الدمشقي.. مثلما تأثرت بالحركات الفنية: ببعض من السريالية الواقعية السحرية، مفاهيم الحداثة.. واجد ان لا فرق بينهما.. فهما يسعيان الى التغيير والتمرد على القبح والرداءة، نحو اشاعة الجمال والخير والحرية والحب.. وهذه المفاهيم كثيراً ما ترفعها بعض الايديولوجيات شعارات عريضة لها.. لكن في ممارساتها أو عندما تتسلم السلطة تبدأ بالتنكر لها ومحاربتها احياناً.. هذا التناقض أو هذه المفارقة هي ما يلتقطه الشاعر احياناً ليؤسس عليها نصه المحتج.. من هنا يكون الشاعر- الشعر هو المحرك الاعمق والاصدق لحركة التاريخ والواقع، نادراً ما تختلط لدية الأوراق.. ذلك لأن له عيناً ترى الأشياء اعمق واصفى مما يراها الاخرون.. اليس هو الرائي.. الذي راى كل شيء.. كما تصفه ملحمة كلكامش.. من هنا يمكنني القول ان الكثير من مبدعي العراق لم ينخرطوا في تلك اللعبة السياسية لادراكهم ان التغييرات الكبرى في الحضارات والشعوب، لا تأتي من فراغ وشعارات فضفاضة، وانما من خلال تمخضات حقيقية في الرأي والروح، وكدح وتعلم وتضحيات وصدق وبناء ومراجعات ودراسات و .. و.. يستغرب الكثيرون صمت المثقف العراقي.. انه ليس صامتاً أبداً بل هو مذهول أو مستلب أو مقموع.. أو لا أحد يسمع صوته وسط دوي المفخخات والشعارات الطنانة.. وفي الجانب الاخر من المشهد يمكنك ان ترى بوضوح: المثقف البوق أو البهلوان أو التاجر أو السمسار أو .. أو .. من هنا تختلط عند المشاهد العابر أو القارئ العابر صورة هذا المثقف بذاك، أكثر مما اختلطت لديه في تلك السنوات الماضية..

تميز الشعر العراقي بتفرداته الابداعية .. من اين يستمد الشاعر العراقي هذا التمايز؟
- الشعر العراقي ضاج بموضوعاته المتفردة واجتراحاته البكر.. فبالاضافة الى الواقع اليومي الملتهب والتراث الشعري المتجذر عميقاً في الأرض والتاريخ، هناك عنصر المفارقة المدهش الذي يكتنز به واقع الحياة العراقية فيصادفك في الشارع وفي حكايات الناس ورائحة البساتين وعذوبة الابوذية والسكر النواسي ونواح أيام عاشوراء ومآسي الحروب والحضارات والفيضانات والخ.. فعلى هذه الأرض ولدت أولى واعظم الملاحم في تاريخ الشعر الانساني (ملحمة كلكامش) وتبلورت أول حركة للشعر الحر في تاريخ القصيدة العربية.. وبين هذين الزمنين نما ونشأ فطاحل الشعر الاموي والعباسي والفترة المظلمة والقائمة تطول.. لقد قال المفكر الفرنسي جاك بيرك يوماً: "العراق بلد شعري" وتساءل الشاعر نزار قباني: "لماذا تمطر سماء النجف خمسمائة شاعر في الدقيقة، ولا تمطر سماء جنيف سوى ساعات اوميكا وحليب نيدو سريع الذوبان" نعم لقد تناول الشيخ الخاقاني شعراء النجف من القرن العاشر الهجري حتى الرابع عشر، فجاءت موسوعته "شعراء الغري" في أثني عشر مجلداً. *
الكثير من المثقفين والادباء والفنانين عادوا الى الوطن بعد التغيير لكن الواقع وظروف البلد صدمتهم ورجعوا الى منافيهم خائبين.. وخير نموذج هو الشاعر عدنان الصائغ كيف تعلل ذلك؟
- نهاية عام 1996 وكنت اعيش منفياً قريباً من القطب الشمالي، أطل من نافذتي على اشجار وشوارع من ثلج ، حيث درجة الحرارة تصل الى 36 تحت الصفر، وانا اتذكر شمس بلادي، حالماً بسقوط الطاغية لنعود الى بلدنا الحبيب ننفض عن ارواحنا الصقيع والغربة. وقتذاك وجدتني اجلس الى طاولتي اكتب قصيدتي "حنين" التي ضمها ديواني " تأبط منفى" اقول فيها: لي بظلّ النخيل بلاد مسوّرة بالبنادق كيف الوصول اليها وقد بعد الدرب ما بيننا والعتابْ وكيف ارى الصحبَ مَنْ غيبوا في الزنازين أو سلمو للترابْ انها محنة- بعد عشرين- ان تبصر الجسرَ غير الذي قد عبرتَ السماوات غيرَ السماواتِ والناس مسكونه بالغيابْ.. لم اتوقع أبداً وانا اعود الى بلدي ضيفاً على مهرجان المربد لعام 2006 ان يحدث لي ما حدث، لاطوي حقائبي وخيبتي وانسل عبر الحدود لأعود الى منفاي.. وعندما وصلت الى لندن، انهالت عليّ الاتصالات فقد انتشر حادث الاعتداء من قبل بعض وسائل الاعلام التي كانت حاضرة لتغطية فعاليات المربد وشهدت الواقعة، كما تناقلتها الصحف والقنوات الفضائية. ومواقع الانترنيت بالصور والنصوص.. لقد حاولت في نصوصي تلك ان القي ضوءاً كاشفاً وفاضحاً على خلاف تأريخي ديني قديم.



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د.عقيل الناصري: انقلاب شباط 1963 في العراق وتخاذل الوعي العن ...
- حوار مع الباحث والمؤرخ رشيد الخيون
- المفكر ميثم الجنابي ...انتعاش الهوية الطائفية في العراق يمثل ...
- حوار مع الروائي العراقي الكبير : محمود سعيد
- حوار مع المفكر د.ميثم الجنابي
- الشاعر خالد المعالي : افضل مثقف عربي هو ذلك الذي يمتلك لساني ...
- كامل شياع : في العراق اليوم ميول يسارية من شتى الأنواع وحول ...
- سلامة كيلة: الانتماء للماركسية عندنا تم بشكل عفوي وليس وعيا ...
- المؤرخ د. كمال مظهر احمد: لا أزال مؤمناً بالفكر الاشتراكي وم ...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - مازن لطيف علي - حوار مع الشاعر العراقي عدنان الصائغ