أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي محمد اليوسف - الفلسفة وتفكير العقل















المزيد.....

الفلسفة وتفكير العقل


علي محمد اليوسف
كاتب وباحث في الفلسفة الغربية المعاصرة لي اكثر من 22 مؤلفا فلسفيا

(Ali M.alyousif)


الحوار المتمدن-العدد: 8466 - 2025 / 9 / 15 - 09:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تنبيه: هنا اتناول إجابة التساؤل من وجهة نظر تحليل فسلجي يقوم على مرتكز منطق الفلسفة التجريدي وليس على صعيد علم وظائف وفسلجة أعضاء أجزاء الدماغ من الناحية العلمية الطبية المتعالقة بكل من علم النفس واللسانيات (اللغة). ما أذكره حول الوعي والادراك هنا وجهة نظر فلسفية لا تأخذ بما يقوله العلم حول الموضوع وإن كنت لا أغفل أحيانا تبيان تداخل الفلسفة بالعلم في بعض القضايا المشتركة بينهما.
.الوعي ظاهرة حسيّة أم انطباعا إحساسيا؟
بالحقيقة التي نستطيع التمّعن بها أن شقي التساؤل الوعي ظاهرة حسية أم إنطباع إحساسي يشيران لحقيقة مزدوجة واحدة لا تفريق بينهما في المعنى سوى الصياغة الفلسفية. فالحواس أدوات أو وسائل إدراكنا ووعينا الاشياء نتيجة تلقينا الاحساسات الصادرة عن الاشياء وندركها بدورنا. والادراك والوعي كلاهما تجريد وقتي زائل.أما علاقة أسبقية الوعي على الادراك أو بالعكس نوضحها لاحقا.
لتوضيح غموض التساؤل نقول هل الوعي نتيجة ردة فعل صادرة عن احدى الحواس نتيجة ادراكها لشيء معين تبعثه الاشياء المستقلة في وجودها على شكل احساسات ندركها انطباعات مجردة وليست أفكارا معرفية يقوم الافصاح عنها الذهن كما هو الشائع المتداول؟ أم الوعي ردة الفعل الانعكاسية الصادرة عن تفسير الاحساسات في الدماغ وليس ردة الفعل الانعكاسية الصادرة عن الاحساسات المنقولة عن الحواس.؟ هل وعي الشيء هو المرادف المطابق لمعنى إدراكه؟ بمعنى هل وعي الشيء هو إدراكه ولا فرق بين المعنيين.؟
أود توسعة موضوعة التساؤل بالتعقيب التالي الذي يتضمن الاجابة:
إدراك الشيء ليس هو الوعي به كما وليس هو معرفة ذلك الشيء. الادراك هو البداية الاولية لناتج الاحساسات الصادرة عن إدراك الحواس للشيء المقصود في وجوده الخارجي المستقل التي يتلمسها الادراك إنطباعا أوليا ينقله للذهن. الادراك فعالية ترابطية مابين الاحساسات الصادرة عن الحواس وبين منظومة الدماغ الادراكية البيولوجية العقلية المعرفية.
الادراك بالوقت الذي يكون بدئيا اوليا لمعرفة الدماغ بالشيء فهو لا ينوب عنه برد الفعل الذي يصدره تفكير الدماغ في معرفته وتعريفه الشيء. والادراك لا يشكل الوعي بل الوعي يتشكل من ردود الافعال الانعكاسية الادراكية التي يصدرها الدماغ في التعريف بالشيء المدرك خارجيا. فالادراك يكون إنطباع بدئي اولي يستقبله الذهن كوسيلة توصيل له الى الدماغ الذي بدوره يقوم بإستجابة إنعكاسية في تزويد الذهن والوعي برد فعل معرفي يصدر عنه في التعبير عن الشيء.
الوعي هو ليس ما ينتجه ادراك الشيء بالاحساسات التي مصدرها احساسات الحواس بادراك العالم الخارجي, بل هو ما يعبر عنه الدماغ بردود الافعال الانعكاسية الارتدادية الارادية واللاارادية تجاه الشيء الذي وصل ادراكه الاحساسي الى الدماغ. لذا يكون الوعي جزء من معرفة عقلية وكذا الحال مع الذهن الذي هو الاخر جزء من معرفة كلية مصدرها العقل.
هل الوعي تجريد صوري تمّثلي يتخذ شكل الادراك الصامت أم الوعي افصاح لغوي عن وعيه ادراك الاشياء وهو ايضا تجريد لغوي صامت؟. وهذا التشارك الخصائصي بالتجريد اللغوي الصامت يطرح تساؤلا مشروعا هو كيف لنا تمييز الوعي عن الادراك؟
الادراك هو مرحلة حسية بدئية اولية من درجات ومستويات الوعي. والوعي انفعال ناتج عن الحواس يسبقه فيها الادراك الانطباعي الاولي عن الشيء الذي انتج احساسات الادراك بالاشياء وليس احاسيس الوعي بها. فرق الاحساسات عن الاحاسيس ان الاحساسات صادرة عن الاشياء التي تدركها الحواس خارجيا, أما الاحاسيس فهي مصدرها أجهزة الجسم الداخلية في ارسالها تلك الاحاسيس الى الدماغ للبت في اشباع رغائب بيولوجية وغريزية يحتاجها جسم الانسان مثل الاكل والعطش والجنس وغير ذلك.
بمعنى الادراك ينشأ عن الحواس ويرتبط بها تجريدا بالاحساسات الصادرة عنها, بينما الوعي ناتج ردود أفعال الدماغ عما تدركه الحواس وتوصله للدماغ. الادراك هو مجموعة من الاحساسات الخارجية بينما يكون الوعي هو مجموعة الاحاسيس التي يصدرها الدماغ ويتشكل الوعي بها داخليا.
الاشياء في وجودها الخارجي المستقل تكون مصدر اربع تعالقات تجمعها بالانسان. اولا الادراك الحسي لتلك الموجودات الخارجية المستقلة ,وثانيا انطباع تلك الادراكات بالذهن في طريقها عبر منظومة الجهاز العصبي الوصول للدماغ, وثالثا الوعي المعرفي الصادر عن مقولات وردود افعال الدماغ الارتدادية عن تلك المدركات الشيئية. ورابعا المعرفة التي يجري تخزينها بالذاكرة عن تلك الاشياء.
إذن كيف ينشا الوعي بالشيء أو بالموضوع؟ هل إدراك الشيء خارجيا هو الوعي به ولا إختلاف بين الوعي والادراك؟ بالطبع يوجد إختلاف كبير بين الادراك الذي هو مرحلة اولى بدئية اولية من درجات ومستويات الوعي لكن يبقى الادراك ليس هو الوعي ولا ينوب أحدهما عن الاخر بالوظيفة التعالقية في منظومة العقل الادراكية المعرفية التي تحتويهما معا. الادراك هو صورة الشيء الذي يدركه, والوعي هو معرفة مضمون ما وراء شكل الصورة بالصفات والماهية.
ادراك الشيء ليس معناه معرفته, والادراك بداية اولية لمعرفة ذاك الشيء المدرك وتشكيل الوعي به. كما أن إدراك الشيء ومعرفته الحقيقية لا تتم بدون وعي كامل به يعبر عنه بتعبير فكري لغوي تتداخل فيه المعرفة والادراك في الوعي. هنا اشير الى نوع من تراتيبية تفرض نفسها وهي أن الادراك حسب تفسيرنا السابق يستبق المعرفة بالشيء , والوعي هو جزء رابط يجمع بين الادراك والمعرفة بألشيء الواحد.
كانط والادراك
أعود ربما للمرة الخامسة أو أكثر مناقشة مقولة كانط الفلسفية الاخرى إعتباره الزمان والمكان قالبين فطريين مركوزين بالعقل وهما وسيلة إدراك العقل لكنهما ليسا موضوعين يدركهما العقل مجردين عن تلازمهما لموضوع إدراكهما.فالزمكان هو وسيلة معرفية للعقل وليست موضوعا يدركه العقل.
بمقدار وجاهة وصوابية هذا الاستنباط الفلسفي العقلي إلا أنه يفتقد خصائصه البرهانية القاطعة في إثباته, إذ ليس بالضرورة أن يكون قالبا الادراك الزماني - المكاني مركوزين فطريين بالدماغ من دونهما يتوقف الادراك العقلي للاشياء والموضوعات.
ما يدركه العقل قد يبدو حقيقيا لكنه لا يمثل معرفة يقينية ثابتة تامة لمضمون ذلك الشيء...إدراك الشيء لا يعني معرفته الحقيقية. ولا أعني بهذا التفسير محاكاة أفلاطون أن شبحية العالم الذي نعيشه من حولنا واقعا يحجب عنا حقيقة عالم المثل الصحيح التام الكمال الذي لا ندركه في عالمنا الاقعي الوهمي هذا بل في عالم آخر موجود هو غير عالمنا.
قالبا الزمان والمكان هما وسيلة إدراك لكنهما لا يكونان موضوعين لادراك العقل مقولة صحيحة تماما. فإدراك العقل لموضوعه لا يعني معرفته وهذا ينطبق ايضا على عدم إمكانية العقل معرفة ماهية الزمان مجردا عن مقدار حركة الاجسام داخله وليس مع تجريد الزمان عن مكان يلازمه الادراك.
عدم إمكانية العقل إدراك الزمان تجريدا أصعب كثيرا من عجزه معرفة الزمان بدلالة المكان. وبمقدار ما يكون الزمان وسيلة إدراكية فهو لا يكون موضوعا لادراك العقل. الزمان مطلق أزلي لا يدرك الانسان ماهيته. فهو وسيلة إدراك العقل للاشياء لكنه لا يكون هو موضوعا لادراك العقل.
3.أين نجد المعنى اللغوي؟
أين نجد المعنى اللغوي الادراكي الذي لا نقصد به معنى اللغة الاستقبالي الصادر عن خطاب بل معنى اللغة الذي نحتاجه في التعبير عن مدركاتنا للاشياء والموجودات والعالم من حولنا. المعنى المنشود باللغة هو في كل الاحوال تجريد صوري للفكر يتوزعه منحيين : الاول حين يكون المعنى اللغوي متموضعا في الشيء الموجود باستقلالية الذي نحاول إدراكه إنطباعيا مبدئيا ومن ثم نعرفه عقليا فكريا تجريديا.
الثاني هو حين يكون تعبيرنا اللغوي عن الشيء يحركه وعي قصدي سلوكي يتوزعه تداخل عقلي - نفسي يريد فهم معنى ذلك الشيء الذي يروم الوعي القصدي النفسي معرفته وليس إدراكه فقط. العقل لا يكتفي بإدراك العالم من حولنا بل يبغي فهم ومعرفة ذلك العالم.
مالفرق بين المعنيين في المعرفة والادراك ؟
من الناحية المبدئية لا فرق موجود أن تعبير اللغة عن كل الاشياء والعالم من حولنا هو تصور تجريدي يجمع تعبيرنا التصوري عن المدرك الذي هو الشيء الذي نريد معرفته وليس إدراكه فقط.. لكن المعنى اللغوي الذي يستثيره الدافع المعرفي سايكولوجيا هو محاولة فرض تصوراتنا الذهنية على الشيء المقصود كموضوع إدراكي نريد معرفته. وهنا يكون الادراك على الدوام يسبق المعرفة, الادراك يسبق المعرفة ويختلف عنها. فالادراك مصدره حسّيا والمعرفة منشأها عقليا.
بمعنى ربما يكون غريبا هو أننا ندرك معنى الشيء الذي نرغبه وليس مهما معرفة معناه المتموضع ماديا لغويا في ذلك الشيء. تطابق الوعي القصدي لغويا مع ارادة معرفتنا الشيء بما هو فيه من موضعة لغوية تحتويه ولا تكون جزءا منه. تموضع اللغة بالشيء المدرك لنا لا يعني أن اللغة في تعبيرنا عنه أصبحت جزءا تكوينيا من موضوع إدراكها. بل تبقى اللغة المتموضعة إفصاحيا عن الشيء تجريدا هو خاصية اللغة وليس إندماجا تكوينيا في الشيء الذي ندركه ونعلمه بلغة تجريد عنه.
معنى اللغة السايكولوجي السلوكي الذي يقوده الوعي القصدي يحمل معنى تحققه بالضرورة القصدية القبلية في المعرفة وليس المعرفة البعدية في الشيء. نادرا ما يكون معنى اللغة الذي نحمله في محاولتنا مطابقته مع حقيقة الشيء في وجوده لا يكون متناقضا مع المعنى اللغوي المتموضع بالاشياء الذي يقاطع المعنى القبلي الذي مصدره سايكولوجيا الوعي القصدي., والسبب أننا لا نعرف الشيء من دون أمتلاكنا معلومات قبلية مخزّنة لدينا عنه. على سبيل المثال اذا وضعنا أمام شخص جهاز حاسوب ولم يسبق له أن رآه سابقا بحياته ولا يعلم أبسط الاشياء عنه فإنه سوف لن يكون بإستطاعته التعبير اللغوي الصحيح عما تدركه الحواس وتفكير العقل عن ما هو هذا الحاسوب الذي يراه؟. هنا تكون المعرفة القبلية المكتسبة عن الاشياء مهمة جدا لامكانية التعبير عنها في ادراكها السليم وفي معرفتها الحقيقية.
ربما يقودنا هذا الى تفسير خاطيء أن ما نمتلكه من معارف لغوية قبلية عن الاشياء هي معارف يقينية فطرية صادقة لا تحتاج برهان تحققها, في حين أن كل معارف الانسان مكتسبة حتى مواضيع المخيلة ألمخزنة منها بالذاكرة أوالمستحدثة خياليا.
فطرية المعرفة هي فطرية الاستعداد للادراك وليس فطرية المعرفة المزعوم وجودها التخزيني القبلي بالدماغ. حين نقول معرفة الشيء تتطلب خزين معرفي مسبق يمتلكه العقل عنه فلا نعني بهذا أن إدراك ومعرفة الشيء لا تتم إلا بمعرفة فطرية عنه, بل باستعداد معرفي مسبق له وليست معرفة فطرية مكتسبة عنه. وهو خطأ صحيحه معرفة الشيء ليست فتحا بكرا له بعد أن كنا لا نمتلك شيئا إدراكيا ولا معرفيا عنه. هذا مطابق فهم باشلار أن المعرفة لا تبدأ من الصفر.
معرفة أي شيء لا ينبع من فراغ سابق عليه بل من معارف اولية مخزّنة نعرفها عنه وبذلك تكون المعرفة تراكم خبرة مكتسبة مضافة وليس معرفة شيء لم يسبق لنا أن أدركناه أو على الاقل سمعنا أو شاهدنا بعض المعلومات عنه أو قرأنا بعضا عنه.
أختم هذه الشذرة الفلسفية بتساؤل على جانب كبير من الاهمية اورده الباحث اللغوي عبد القادر البار في تلخيصه هذه الاشكالية الفلسفية في فك اشكالية معنى اللغة قائلا" اين يمكننا أن نجد معنى اللغة؟ هل يوجد المعنى في أذهان البشر أم نجدها في العالم الخارجي المشترك بينهم؟ وهل يمكن للمعنى التطور خارج المكونات التقليدية الخاصة بما لا يمكن تجاوزه بسهولة.؟ أعتقد بحسب إجتهادي الشخصي أن معنى اللغة تتوزعه جميع هذه الدلالات التي أشار لها الباحث.
كلمات فلسفية عن العقل
• العقل الانساني عقل خلاق يعلو قوانين الطبيعة في إدراكه الاشياء بتخليقها وليس في خلقها, قوانين العقل الانساني الوضعية هي إختراعات وليست إكتشافات مثل قوانين الطبيعة الثابتة. فالعقل يعقل نفسه ويعقل الطبيعة في موجوداتها في وقت واحد, لذا دأبت الفلسفة ترديد عبارة الانسان ذات وموضوع ولا إنفكاك بينهما. بينما الطبيعة لا تمتلك عقلا تعي فيه ذاتها ولا تدرك الانسان موضوعا لها يتعايش معها.
• اعلاء قيمة الجسد على قيمة العقل هو إمتطاء حصان جامح بالمقلوب.
• الزمان قبلي على الادراك العقلي بعدي على الوجود.
• الفلسفة هي تفكير عقلي بتعبير اللغة لمعرفة حقيقة الانسان بالوجود.
• الشيء فكرة: المعلومة الفلسفية التي تذهب الى أن الشيء فكرة تؤكد أهمية العقل في تخليقه لمدركاته الحسية, والعقل لا يكون محايدا في إدراكاته الاشياء والمواضيع, بل هو يقوم بتخليق وجودها, محاولا إنتشالها من وجودها الطبيعي الانطولوجي ألمنسي, الى وجود مغاير جديد حيوي يدركه العقل ليس لمجرد إدراكه وليس في كيفية إدراكه ,بل في قصدية العقل من فاعلية هذا الإدراك. الادراك ليس محايدا بل هو منتجا.
• مقولة ديكارت "العقل قسمة مشتركة عادلة بين البشر" لا يعني هذا أن العقل واحد مشترك عند كل البشر في تجلياته ومعطياته وتفكيره وإبداعاته, بل المقصود أن عقل الانسان إمتياز نوعي يختلف عن باقي موجودات ومخلوقات الطبيعة من جهة, ونوعي أكثر خصوصية أنه مختلف أشد الإختلاف بين شخص وآخر داخل النوع البشري الواحد.
• لم يكن ديكارت هو الفيلسوف الوحيد في إختراعه منهج الشك وضرورة إعمال العقل في معرفة الوجود كاملا, وإستثنى العقل من الايمان الديني, ومثله فعل شوبنهاور, هيوم, لوك, وليم جيمس, وجون ديوي, هؤلاء جميعهم ذهبوا الى وجوب فصل الايمان الديني عن مجمل مواضيع الفلسفة وقضايا الوجود بالمنهج العقلاني, وأن تصدي العقل لمسائل الميتافيزيقا هو ضرب من العبث واللاجدوى أن يقود الى نتيجة. وإنما يكون الايمان التسليم المطلق الذي يكون مصدره القلب. وهذه النظرية الفلسفية تعتمدها الاديان وتشرحها بتفصيل النزعات الصوفية من أن حدود العقل تتوقف نهائيا في قفزة المتصوف من موقع الوجود الانساني المادي الى موقع الوجود المتسامي الروحي في محاولة الاتحاد العرفاني النوراني خارج المجانسة الواحدة وخارج واقع الانسان الحقيقي كائن أرضي.من المثير أن يكون سورين كيركارد سبق الجميع في تعبيره الاختزالي الفلسفي الايمان الديني قفزة نوعية مصدرها القلب وليس العقل. كما إعتبر الطفرة النوعية ملازمة للتاريخ أيضا معبدا الطريق أمام كل من هيجل وماركس.
• يذهب جون سيرل الى أن المضمون القصدي الذي هو الموضوع في المعنى البنيوي ليس هو ذاته الموضوع في المعنى القصدي. وهكذا يفرّق سيرل بين التجربة الادراكية إنما تقوم على موضوع يتخذ صفته ومعناه الوجودي- البنيوي في ممارسة تجربة الادراك العقلي عليه, فالموضوع وجود مستقل غير عاقل لا علاقة تربطه وجوديا بإدراكه من قبل ألانسان.
• الوجود المستقل للاشياء لا يحقق كينونتها الوجودية الادراك العقلي لها ولا ماهيتها خارج صفاتها, فهي وجود قائم بذاته سواء ادركها العقل أم لم يدركها.
• مفهوم هيرقليطس كل شيء في حالة من الصيرورة الدائمية إنما هو ضمنا ألغى أن يكون لأي موجود كيانا أنطولوجيا ثابتا. الوجود بمحتوياته الموجودية هي حالات من تغيرات دائمية, والموجودات قد تتبعثر وتتغير وبعضها يتلاشى في مكون مادي يحتويه, لذا نجد بارمنيدس الذي يرى في كل موجودات العالم ثباتا يلازمها, يقر أن للوجود وجود قائم بذاته يمكن إدراكه بغض النظر عن حركة موجوداته فيه التي هي ثبات ايضا حسب تفسيره.
• الخطأ عند الانسان طبيعة فطرية في تكوينه, وليس الخطأ الحرية بإتخاذ القرار, عليه يكون حصولنا على ذات إنسانية يملؤها الخير, تكون في توقعاتنا أن الانسان خّطاء.
• من العسير علينا تصوّر الانسان موجودا غير محدود القدرات والارادة, وهذا لا يعني الانسان ليس مسؤولا عن أخطائه, والأخطاء ليست عفوية تتلبس الانسان من المحيط الخارجي.بل يكون للارادة نصيبا في ارتكاب الاخطاء.



#علي_محمد_اليوسف (هاشتاغ)       Ali_M.alyousif#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل واللغة وادراك الوجود
- الحقيقة المعرفية والحقيقة الفلسفية
- قراءة تحليلية في فلسفة ديكارت
- الزمن الماضي دلالة تحقيب تاريخي
- سارتر واللغة
- اللغة والصوفية
- هولباخ والمعجزة الدينية
- الايمان الديني / لايبنتيز, اسبينوزا, فيورباخ
- الانسان كائن لغوي
- المعجزة الدينية خرق قوانين الطبيعة
- الطبيعة والدين
- شذرات فلسفية تحليل نقدي 2
- شذرات فلسفية تحليل نقدي 1
- الوجود العقل وتعبير اللغة
- نظرية المعنى في اللغة
- الزمكان بين افلاطون وكانط
- الزمن القلق والاشياء
- اللغة الذات الجوهر
- الزمان والجوهر
- الجوهر والوعي


المزيد.....




- داخل أحدث القطارات فائقة السرعة في أمريكا.. ما أبرز ما يميز ...
- ابتلعها جبل..هذه البلدة تُصبح بوابة للمغامرة في جبال الأنديز ...
- الدمار يتسع في غزة في اليوم الـ710 من الحرب: ضربات مكثّفة ون ...
- تشييع شاب فلسطيني قُتل في أعقاب هجوم نفذه مستوطنون بالضفة ال ...
- قمة الدوحة الطارئة.. بين مخرجات البيان الختامي ومستقبل الدور ...
- 80 منظمة تدعو لوقف التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية بالضفة ...
- كوريا الشمالية ترفض-الاستفزاز- الأميركي وتتمسك بـ-هويتها الن ...
- العلاقات الأسترالية الإسرائيلية.. روابط متينة أربكتها حرب ال ...
- نتنياهو: زيارة روبيو تظهر -قوة التحالف الإسرائيلي الأميركي- ...
- حاكم يوتا يفضح الأسرار المظلمة.. من وراء اغتيال شارلي كيرك؟ ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي محمد اليوسف - الفلسفة وتفكير العقل