أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الجحافي - جيوش وأسلحة العرب: لمن تجهز، ولماذا لم تستخدم بعد؟














المزيد.....

جيوش وأسلحة العرب: لمن تجهز، ولماذا لم تستخدم بعد؟


رائد الجحافي
كاتب ومحامي

(Raed Al-jhafi)


الحوار المتمدن-العدد: 8462 - 2025 / 9 / 11 - 10:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقدّر الإنفاق العسكري للدول العربية بمليارات الدولارات سنوياً، مما يجعل ميزانيات التسليح هي الأكبر عالمياً في نسبة الإنفاق مقارنة بالحاجة الفعلية للدفاع.
حسب إحصائيات عام 2024، يقدر الإنفاق العسكري لسبع جيوش عربية وإسلامية مجتمعة بـ184 مليار دولار، وهو ما يعادل نحو ثمانية أضعاف الإنفاق العسكري الإسـ ـرائـ ـيلي الذي يبلغ 24 مليار دولار فقط، مع حيازتها لآلاف الطائرات الحربية، والدبابات، والآليات المدرعة، والراجمات الصاروخية، ووحدات بحرية متعددة..

ومع هذا التسليح الهائل، لا تزال الجيوش العربية بعيدة عن ممارسة دورها ولو في الدفاع الحقيقي عن النفس، خصوصاً تجاه التهديد الرئيسي للعرب القادم، من الكيان الإسـ ـرائـ ـيلي.

وهذا الخوف من استخدام جيوشها واسلحتها للدفاع عن أراضيها وسيادتها يعود إلى وجود بعض العوامل، أبرزها الصراعات السياسية الداخلية والانقسامات بين الدول العربية، التي بدأت منذ رحيل الزعيم جمال عبدالناصر، حيث أدى التمزق السياسي إلى ضعف إرادة الحكومات العربية في استخدام قوتها العسكرية، خصوصاً ضد إسـ ـرائـ ـيل، ما جعل هذه الجيوش تتفرغ لمهام أخرى غالباً يقتصر دورها على خدمة الأمن الداخلي ودعم الأنظمة الحاكمة بدلًا من حماية سيادتها الوطنية..

إن إنفاق هذه الموازنات الهائلة على الجيوش العربية لم يترجم إلى استخدمها في التصدي لعدوان خارجي حقيقي أو حماية الحدود، بل كثيراً ما تحولت إلى نوع من التهدئة المؤقتة التي تمنع استخدام السلاح خوفاً من تبعات سياسية وأمنية داخلية، أو بسبب ترتيبات دولية وإقليمية تضمن حماية نسبية عبر تحالفات مع قوى كبرى، يغلب عليها التبعية الخارجية والتعاقدات العسكرية المرتبطة ببيع الأسلحة.
كما أن الاعتمادية على استيراد السلاح من الخارج دون بناء قاعدة صناعية عسكرية ذاتية أضعف من قدرة الدول العربية على التحكم في أوقات وأسباب استخدام هذه الأسلحة..

هذا الواقع -المتناقض عسكرياً- يُبرز أزمة أكبر تتعلق بفقدان الإرادة السياسية وعدم الاستعداد لتحمل تبعات مواجهات جوهرية، حيث حافظت هذه الجيوش على دورها في مراقبة الداخل والسيطرة الأمنية على شعوبها، لكنها تخلت عن دور حماية سيادتها الوطنية وحماية قوميتها وحتى مقدساتها. لذا، تحولت تلك الموازنات الطائلة من أداة قوة للدفاع وللمقاومة إلى عبء اقتصادي كبير على خزائن الشعوب العربية، الذي يؤثر بشكل مباشر على موارد التنمية والتطوير للبنى التحتية..

في المحصلة، يبقى السؤال الجدلي مطروحاً بوضوح: لمن تجهز هذه الجيوش؟ ولماذا لا تُستخدم أسلحتها إلا في تعبير ضيق جداً تحت مسميات حراسة الحدود ومن أجل أمن الأنظمة الحاكمة وليس أمن الشعوب؟

بالتأكيد لا يمكن تجاوز هذه القضية سياسياً وعسكرياً دون استراتيجية موحدة وعملية تعيد توجيه هذه القدرات نحو حماية الأمن القومي العربي ومصالح الشعوب العربية الحقيقية، بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة والانقسامات التي أعاقت فعالية الجيوش وأسهمت في ضعفها أمام التحديات الحقيقية..

وطالما لا توجد الجرأة والشجاعة والإرادة السياسية بعد لدى أنظمة الحكم العربية، فمن الأولى تسخير هذه الموازنات الهائلة في مجالات أخرى على الأقل تسهم في تقدم الدول العربية وازدهارها..

حيث تشير كثير من الدراسات الاقتصادية، أن حجم الإنفاق العسكري الكبير يؤثر سلباً على التنمية في الدول ذات الموارد المحدودة. يستهلك جزء كبير من الموارد المالية في التسليح مما يحرم قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة والبنية التحتية من التمويل الكافي، ما يعرقل النمو الاقتصادي ويزيد من الفقر والبطالة..

بل يذهب بعض الخبراء العسكريين وخبراء التسليح أن الدول العربية التي تبدد مبالغ مالية كبيرة في الإنفاق العسكري على جيوشها وترسانتها التسليحية دونما اي جدوى منها بإمكانها أن تصبح دول منتجة للأسلحة التي تضاهي السلاح المستورد في حال خصصت ما نسبته 50% من موازناتها العسكرية تلك لصالح الإستثمار في مجال التصنيع العسكري المحلي لها..



#رائد_الجحافي (هاشتاغ)       Raed_Al-jhafi#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحول الكبير في مواقع التواصل الاجتماعي وتنامي أهميتها يوما ...
- قمة ألاسكا واحتمالات تعاطي قطبي القوة العالمية مع أبرز الملف ...
- العرب وإيران.. عندما يصبح التقارب خير من التنافر والقطيعة
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- بداية نشاط جماعة الإخوان في الكويت
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على الفرار السياسي ...
- ماذا تريد واشنطن من مصر؟
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- إمبراطورية الإخوان المسلمين وخطة السيطرة على القرار السياسي ...
- مجموعة فاغنر الروسية، ماهيتها وماذا يجري؟
- آثار اليمن.. آثار اليمن، الحضارة المعروضة في أسواق النخاسة
- اليوم العالمي للتطوع ودور المنظمات في ضرب جهود الشباب التطوع ...
- كوابيس تغور في زوايا الأسى
- الاستغلال الخطير لمفهوم الصراع الجنوبي الجنوبي في قضية جنوب ...
- سعودية وربط استراتيجياتها بحرب اليمن
- الانهيار الوشيك لامبراطورية الفيسبوك


المزيد.....




- بريطانيا تصدر بيانا بشأن -تلميحات- تزعم مشاركتها في الهجوم ا ...
- الحكومة المصرية تؤجل رفع أسعار الكهرباء -للسيطرة على التضخم- ...
- اجتماع طارئ لمجلس الأمن بشأن خرق مسيّرات روسية لأجواء بولندا ...
- -علّمني كلمة أحبك!-.. المغنية نيكول تعترف بعلاقتها بـ لامين ...
- نتنياهو يوافق على بناء مستوطنات جديدة ويتعهد بعدم قيام دولة ...
- مجلس الأمن يبحث غدا انتهاك أجواء بولندا ودعم عسكري أوروبي لو ...
- تشديد الإجراءات الأمنية حول ترامب بعد مقتل تشارلي كيرك
- وول ستريت جورنال: العنف السياسي بات حقيقة مرعبة في أميركا
- الحوثي يعلن استهداف إسرائيل بـ38 صاروخ ومسيرة في أسبوعين
- عراقجي: موادنا المخصبة تحت أنقاض منشآت نووية استهدفتها إسرائ ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد الجحافي - جيوش وأسلحة العرب: لمن تجهز، ولماذا لم تستخدم بعد؟