أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الياس رفو - لالش بين القداسة والصفقات














المزيد.....

لالش بين القداسة والصفقات


خالد الياس رفو

الحوار المتمدن-العدد: 8460 - 2025 / 9 / 9 - 09:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تتحول الرموز الدينية الروحية إلى صفقات .

من لوحة لفنان مبدع وبريشة تنطق بالواقع يتجلى أمامنا مشهد مرير لم يعد مقبولاً .
من هذا الباب ندخل إلى عمق قضية لابد أن نوقف عندها بجدية لنحولها إلى نقد بناء يكون دافعاً لمراجعة الذات والتوقف عن المضي في طريق قد يقودنا إلى الاصطدام بجدار تنهار فوقه قدسية "مقدّساتنا" .

" لالش النوراني" قلب و روح الديانة الإيزيديّة وملاذها .

لم يكن "معبد لالش" يوماً مجرد مكان جغرافي بل هو رمز مقدس تختزن فيه معاني الطهارة والإيمان والهوية .
هو الوجهة التي يلجأ إليها الأيزيديين منذ قرون بحثاً عن السكينة والتجدد الروحي .
لكن ما يحدث اليوم في لالش يثير أسئلة موجعة حول فقدان هذا البعد الروحي مكانته المقدسة بعدما تحولت الطقوس والعبادات إلى ساحة للتجارة وإبرام صفقات مالية ضخمة .

فالمواسم الدينية التي كان يفترض بها أن تكون فرصة لتعزيز الإيمان ولم شمل المجتمع تحولت اليوم إلى ما يشبه أسواقاً مفتوحة تدار فيها الصفقات والأموال وتستثمر الطقوس وكأنها " مشاريع ربحية " .
أموال النذور والتبرعات التي كانت رمزاً للصدق والتقوى ومصدراً لدعم الفقراء والمرضى والمحتاجين لم تعد توظف في خدمة المجتمع بل أصبحت حكراً على قلة من المنتفعين الذين حولوا الرمزية الدينية إلى وسيلة لتحقيق مصالحهم الشخصية .

هذه الممارسات السلبية لا تنعكس على الجانب المادي فحسب بل تضرب جوهر القداسة في الصميم .
فعندما يشعر " المؤمن الأيزيدي " أن قدسية طقوسه تستغل لتحقيق أرباح ضيقة فإن ثقته بالمؤسسة الدينية نفسها تهتز ومعها مكانة " لالش " في الوجدان الجمعي للأيزيديين تنهار .
هنا تكمن الخطورة الحقيقية .. خسارة " لالش النوراني " لهيبته الروحية وتحويله في نظر الكثيرين إلى مؤسسة مالية أكثر منه مرجعاً دينياً .

المطلوب اليوم وقفة نقدية مسؤولة تعيد الاعتبار للرمز الديني المقدس قبل أن يفقد معناه .
فالأموال التي تجمع باسم " لالش النوراني" يجب أن تدار بشفافية كاملة وتوجه بوضوح نحو الفقراء والمحتاجين والناجين من الإبادة الجماعية الذين ما زالوا يعيشون تحت وطأة الألم والحرمان .
إنّ إنقاذ " لالش" من هذا المسار لا يعني فقط حماية قدسيته بل أيضاً حماية روح مجتمع بأكمله من الانكسار .

لالش يجب أن يبقى رمزاً للروحانية الخالصة لا مزاداً علنياً باسم الدين .

وعليه .. لتجاوز هذه الإشكالية ينبغي التوقف عن أسلوب المزادات في تأجير العتبات الدينية المقدسة واعتماد نظام رواتب ثابتة لسدنة المراقد والمزارات تستقطع من واردات تلك العتبات .
أما المتبقي من هذه الواردات فيجمع في صندوق موحد يخصص لدعم الفقراء والمرضى والمحتاجين والطلاب وذلك عبر لجنة متعددة الأطراف تمثل مختلف مناطق التواجد الأيزيدي ويتم استبدالها سنوياً لضمان الشفافية .
بهذا تتحقق الغاية الجوهرية من هذه الأموال مع الحفاظ على " لالش النوراني " كملاذ للسكينة ومصدر للتجدد الروحي .



#خالد_الياس_رفو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطرف الديني.. طاعون العصر الذي يحصد الأبرياء
- إحدى عشرة سنة من الصمت...
- جرائم متكررة بحق الأقليات ... كنيسة مار إلياس جرس إنذار للعا ...
- إزالة تمثال الراوندوزي.. أول خطوة نحو التعايش الحقيقي
- مؤتمر الحوار الإيزيدي - الإيزيدي و الاصلاح
- مصير الأيزيديين بين الاعتراف بالإبادة وخطر الترحيل
- الإبادة مستمرة ماذا فعل قادتنا؟-
- القضية الإيزيدية وموقف المؤسسات العراقية (التشريعية، التنفيذ ...
- مجلس النواب العراقي وتقسيم الغنائم
- زيارة دمشق وتناقضات العدالة
- قانون الإبادة الجماعية الإيزيدية - خطوة ضرورية لتحقيق العدال ...
- الجولاني بين ماضيه الدموي و الحاضر المنفتح ...
- سقوط حلب .. أم عودة دولة الخلافة ؟


المزيد.....




- نانسي عجرم تختار الكروشيه لإطلالة صيفية ناعمة
- تعبيرًا عن حبها لأبوظبي.. مصورة توثق جمال الحياة اليومية في ...
- بعد سقوط بايرو.. برغر كينغ يفتح لرئيس الوزراء الفرنسي السابق ...
- غارة إسرائيلية جنوب بيروت تستهدف سيارة.. وسلام يتمسك بخطة ال ...
- ارتفاع أسعار خدمات الصحة النفسية في مصر يثير مخاوف من تداعيا ...
- ناجون من زلزال أفغانستان ينامون في العراء بانتظار المساعدات ...
- فور، لومبار، لوكورنو... أسماء متداولة لخلافة فرانسوا بايرو ف ...
- مصر: صبي بأي ثمن! تجارة اختيار جنس المولود
- فريق -إسرائيل-بريمير تيك- المشارك في طواف إسبانيا يسحب كلمة ...
- مع بدء تشغيل سد النهضة.. هل دخلت أزمة النيل مرحلة اللاعودة؟ ...


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد الياس رفو - لالش بين القداسة والصفقات