جرائم متكررة بحق الأقليات ... كنيسة مار إلياس جرس إنذار للعالم ...

خالد الياس رفو

الحوار المتمدن-العدد: 8384 - 2025 / 6 / 25 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الرحمة والجنة للشهداء الأبرياء والشفاء العاجل للجرحة والمصابين ... إن الجريمة المروعة التي استهدفت كنيسة مار إلياس في سوريا لا يمكن عدّها حادثًا معزولًا، بل تمثل حلقة ضمن سلسلة من الاعتداءات المنهجية التي تستهدف الوجود المسيحي في الشرق الأوسط. وتُذكّر هذه الواقعة ، من حيث البنية والدوافع ، بما جرى في كنيسة سيدة النجاة في بغداد عام 2010 ... ما يشير إلى نمط متكرر من العنف القائم على الهوية الدينية...

تدلّ طبيعة هذه الجرائم على وجود مشروع تطهير عرقي ممنهج، لا يقتصر على المسيحيين، بل يشمل أيضًا سائر الأقليات الدينية والعرقية في المنطقة.
تُرتكب هذه الأفعال تحت شعارات تُنسب إلى " الإسلام المتطرف "، في حين أنها تعبّر عن أيديولوجيا إقصائية ظلامية تهدف إلى القضاء على التنوع الديني والثقافي وتقويض أسس العيش المشترك.

ما تعرّض له المسيحيون في هذه الحادثة، يشكّل امتدادًا لما عاناه الأيزيديين في شنكال، الذين وقعوا ضحية إبادة جماعية نفّذتها التنظيمات الإرهابية ذاتها وبالمنهجية الإجرامية نفسها.
إن تكرار هذا النموذج في ظل صمت دولي مستمر يطرح تساؤلات خطيرة حول فعالية منظومة الحماية الدولية للأقليات.

إن استمرار هذا الصمت لم يَعُد مقبولًا من الناحية الأخلاقية أو القانونية.
فالتقاعس عن حماية الفئات المستهدفة وتركها عرضة للعنف المنظم يمثّل إخفاقًا صريحًا في الالتزام بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الإنسان وخصوصًا حقوق الأقليات في الأمن والكرامة.

بناءً عليه ... نوجّه نداءً عاجلًا إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان وجميع الحكومات الديمقراطية في العالم، من أجل تحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية. المطلوب ليس الاكتفاء ببيانات الإدانة، بل اتخاذ خطوات عملية لحماية الأقليات، وضمان عدم تكرار هذه الجرائم ، ومحاسبة مرتكبيها ودعم صمود المكوّنات التاريخية على أرضها وفي أوطانها.

إن الجرائم التي تُرتكب باسم الدين لا تستهدف الأقليات فحسب، بل تمثل تهديدًا مباشرًا للقيم الإنسانية العالمية وتهدم أسس السلام وتُضعف البنى الاجتماعية القائمة على التعدد والتعايش.

من هذا المنطلق .... فإن مسؤوليتنا الجماعية، أفرادًا ومؤسسات، تقتضي الوقوف الحازم في وجه هذا العنف المنظم والعمل على وقف نزيف الدم وصون ما تبقّى من التنوع الحضاري والثقافي في الشرق.

#خالد_الياس_رفو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل