أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - يملكون كل الأشياء .. فلوس وعائلة ومناصب وشُهرة .. لكنهم غير سُعداء














المزيد.....

يملكون كل الأشياء .. فلوس وعائلة ومناصب وشُهرة .. لكنهم غير سُعداء


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 21:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


=============

يملكون كل الأشياء .. فلوس وعائلة ومناصب وشُهرة .. لكنهم غير سعداء
===============================================

" رايحين ندور على السعادة " .. لا نجدها . يتكرر الأمر ، لأن البداية خاطئة .
البحث عن السعادة ، يفترض أنها " خارج" الانسان ، فى مكان معتم ، أو عنوان مهجور ، ملقاة على شاطئ ما ، أو مدفونة تحت الآرض ، وفى أعماق البحار ، مثل الذهب واللؤلؤ .
بينما " السعادة " ، هى " داخل " الانسان ، وليست خارجه . وكل ما نحتاجه ، هو
" التحديق " فى داخلنا ، وأن " نرهف السمع " للصوت الهادئ ، ينشده القلب ، فى زهد ، وشموخ ، واستغناء .
وفى بحثهم عن السعادة ، يندفع الناس الى امتلاك المال ، والثروة ، والشهرة ، والسلطة ، والنفوذ ، والصداقات ، والسفر ، والمقامرة ، والحب والجنس . وبعد الانخراط فى هذه الأشياء والعلاقات ، يكتشفون أنهم ما زالوا " غير سعداء " ، وربما من قبل ، كانوا " أكثر سعادة ". الوضع الذى لا يحتمله البعض ، فينتحر ، أو يرتكب جريمة ، أو تبلعه دوامات الاكتئاب والاحباط .
والسعادة ليست تفادى الألم . ولكنها امتصاص الألم حتى ثمالة الحكمة . وهذا يعنى أن القضية ليست الألم ، بل كيف ننظر اليه . وكما قال المهاتما " غاندى " 2 أكتوبر 1869 – 30 أبريل 1948 : " لا تيأس .. فالبحر لن يتسخ بسبب قطرات ملوثة من الماء ".
علمتنى الحياة ، ألا " أجادل " مع الألم . بل أحسن استضافته ، أدعوه الى العشاء ، على ضوء الشموع ، أخصص له غرفة ، لا يدخلها سواه . وعندما ينوى الرحيل ، أعطيه قُبلة امتنان ، ونسخة من مفتاح شقتى . السعادة الحقيقية ، هى فن ادارة الألم ، والحزن .
ان الأشياء المادية خارج الانسان ، مثل المال ، أساسية لتأمين حياة كريمة ، من طعام ومسكن وعلاج ، وترفيه . المال وحده ، لا يحقق السعادة . حتى الحب ، الذى نتغنى به ، لا يستطيع اسعادنا ، الا اذا كنا " سعداء " بدونه . والثروة ، التى نعبدها ، لن تسعدنا ، الا اذا كنا قبل الحصول عليها ، نشعر بالامتلاء والغِنى .
نحن لا نستطيع أن نحظى بشئ ، غير موجود داخلنا . فالبوصلة ، والحقيقة ،
والغاية ، والهدف ، و " المعنى " ، و" الأصل " يرقد بداخلنا .
ان السعادة ، ليست " مركزا ماليا " ، فى أحد البنوك . ولكنها " حالة عقلية " واعية ،
ايجابية ، تكشف للانسان " الطاقة " الكامنة فى قلبه ، والشغف " الحقيقى ، " الموهبة "
السارية فى دمه ، و تميزه عن الآخرين ، و" السِر " يهمس له فى سكون الليل : " أنت الكون " ، و " الكون أنت ".
وهذا لن يحدث ، الا اذا أصبحت " الذات " المنسية ، المجهضة ، المقهورة ،
الممنوعة ، المحظورة ، المحبوسة ، المغتربة ، المكروهة ، المنبوذة ، المهمشة ، مقصوصة
اللسان ، منكسرة الأجنحة ، تفك الحصار ، تدرك قدراتها ، تلمس الخيط الواصل بينها ، وبين باقى الموجودات .
" الهارمونى " بين ذواتنا ، و ملكاتها الابداعية ، وبين ذواتنا وأنشودة الكون ، فلا نعود نشعر بالاغتراب ، والقلق . وما كان يشكل " عدوا " لنا ، يصبح نافذة ضرورية ، للاطلال على آفاق ، جديدة .
كل " ذات " فريدة من نوعها . ولا توجد ذات " مُهمة " ، وأخرى غير مهمة ، أو أقل أهمية .
وهذا هو المصدر الوحيد ، " للطمأنينة الوجودية " . والسعادة ، هى " الممارسة " الحياتية المتصلة ، الناتجة عن هذه الطمأنينة .
نعيش فى عالم ، يرصد ميزانيات ضخمة ، فى الثقافة والاعلام والتعليم ، والفن ،
والدعاية والتسويق ، والتكنولوجيا ، من أجل تمجيد ، وتعظيم " التضحية " بالذات الفردية ،
من أجل الآلهة ، والوطن ، و الجماعة ، والاستهلاك ، والأسرة ، والخرافات ، والأوهام ، والعادات والتقاليد .
ان " التنازل " عن ذاتى ، خيانة عظمى . ومنْ يخون ذاته ، يسهل عليه الخيانات الأخرى ، ولا يعرف مذاق السعادة .
خير وتقدم البشرية ، كان بفعل نساء ورجال ، لم يضحوا بأنفسهم .
هناك اناس تقتلهم " الوحدة " ، ليس بسبب ابتعادهم عن الآخرين . ولكن بسبب ابتعادهم عن " ذواتهم ". وعنوان حياتهم ، هو " الهروب " من الذات ، بكل الطرق ، وطول الوقت ،
لاهم أموات ، ولا هم أحياء .
فى الحالات الشديدة ، يكون هؤلاء هم منبع الشرور ، والجرائم فى العالم .
ولكن هذا لا يمنعهم من تبادل الورود ، حينما يهل " اليوم العالمى للسعادة " فى 20 مارس كل عام .
===============================================



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلص من أخر رجل دين وآخر ملك .. مقولة ألهمت وأشعلت الثورة ...
- أكتب لمنْ يقرأنى وليس لأخذ جائزة أو تحصيل شهرة
- - السينما النظيفة -هى االمعادل البصرى للجهاد فى سبيل الله
- امرأة تدخل المطبخ وامرأة تدخل التاريخ
- صناعة مصرية وطنية عالية الجودة
- اغتصبوها الثلثة بس نحمد ربنا لسه عذراء
- البداية من أول الستر .. التحدى الثقافى الأكبر
- الشرف أن أعمل وآكل من عرق جبينى
- زوربا اليونانى : لا تتوقفوا عن الرقص والحماقات الكبرى والايم ...
- - صلاح دياب - لذة البوح على الورق
- خانتنى - أمى - وتركتنى مع هواتف ذكية وبشر أغبياء
- - الطفل المدلل - الذى يأكل من لحمنا ويشرب من دمائنا
- فاسدة أخلاقيا وأفتخر
- وداعا للدولة المدنية الحديثة
- موقف السويد من مقتل سلوان موميكا
- خلطة - صاحب السعادة كش كش بيك - و- سى عمر - وسر - الأستاذ حم ...
- أيها الكافر الملحد : ماذا يمنعك عن أن تنكح أمك ؟ -.
- امرأة واحدة تصلح ما أفسده العالم
- ليس ارتفاع الأسعار ولكن انخفاض الثقافة
- حضارة عالمية تنثر مادتها الوراثية فى كل مكان


المزيد.....




- -ترامب كان مخبرا لـFBI في قضية إبستين-.. لماذا تراجع رئيس -ا ...
- 60 سفينة ضمن أسطول الصمود العالمي ترسو في تونس استعداداً للإ ...
- -مصدر توتّر-.. الرئيس البرازيلي يُهاجم الوجود الأمريكي في ال ...
- إسرائيل تعلن مقتل جنود في غزة ونتنياهو يدعو السكان للمغادرة ...
- في قمة المناخ الثانية.. أفريقيا تتطلع إلى حلول قابلة للتنفيذ ...
- -صوت هند رجب- يسمع في فينيسا وأدهم النابلسي -إمامًا- في دمشق ...
- في لحظة مفاجئة.. كاميرا مراقبة توثق اقتحام سيارة لمطعم ليلًا ...
- مصدر يوضح ما دار بين رئيس وزراء قطر وقيادي بـ-حماس- بشأن مقت ...
- تركيا: مواجهات أمام مقر حزب المعارضة الرئيسي في إسطنبول بعد ...
- بعد وصول 7 قصرّ جزائريين خلسة لإسبانيا: مطالب في الجزائر بفت ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - يملكون كل الأشياء .. فلوس وعائلة ومناصب وشُهرة .. لكنهم غير سُعداء