أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - البداية من أول الستر .. التحدى الثقافى الأكبر














المزيد.....

البداية من أول الستر .. التحدى الثقافى الأكبر


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 8347 - 2025 / 5 / 19 - 18:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


===================
البداية من أول " الستر " .... التحدى الثقافى الأكبر
============================
اذا كنا حقا جادين فى الارتقاء الحضارى ، فلا مفر من احداث تغيير جوهرى ، فى طريقة التفكير ، وغربلة القيم والمفاهيم ، واعادة ترتيب الأولويات ، وغرس بذور جديدة للوعى ، ولعلاقتنا بأنفسنا ، وبالحياة .
وهذا كله " شُغل " ثقافى بالدرجة الأولى ، يصاحبه " شُغل " اعلامى .
وتشكل ثقافة " الستر " ، احدى التحديات الثقافية الكبرى والرئيسية ، التى تعيش عليها مجتمعاتنا ، وتورثها عبر الأجيال .
ماذا تطلب من الدنيا؟ ... ماذا تطلبين من الدنيا ؟ ... الجواب النموذجي للغالبية من رجال، ونساء مجتمعاتنا، هي " لا أطلب إلا الستر ".
لكن ماذا يعنى " الستر " ؟.
إن الشيء "المستور"، هو الشئ "المحجوب"، "المخفي".. "المستخبي" .. لا تراه عين .. ولا تسمعه أذن. الشئ "المستور"، شئ لا يعرف أحد، عنه شيئاً .
نحن نقول "الليل ستّار" .. بمعنى أن الليل بظلامه، وعتمته، يخفي "الأسرار".. و"العيوب" .. و "الملامح" .. و"الحركات". و " كل شئ" يفضحه، ويكشفه، ويظهره، الصبح، أو النهار.
وكلمة "الساتر" ، تعنى الحاجب، الذي نستخدمه حتى لا يرانا الآخرون، في مواقف نعتبرها غير لائقة.
في مجتمعاتنا، تحتل قيمة "الستر"، مكانة عظمى في تعامل الناس مع الحياة. إذا سألنا امرأة، أو رجلاً، عن الأحوال، والصحة والشغل، والعيال، والفلوس، قال "مستورة". وفي جميع المواقف ، نسمع "استرها يا رب". وأقصى الطموح، والأمنيات، والأحلام، هي ، "الستر" .. من البداية، وحتى النهاية.
رأيى الشخصي، أن مقولة "لا أطلب إلا الستر"، هي أحد العوائق الأساسية، المعطلة للتقـدم، واقتحام تجارب الحياة دون خوف، والمخاطرة لاكتشاف المجهول، والجديد، والمبتكر.
إن الحضارات تصنع نفسها، ليس بـ "الستر" .. ولكن بـ "كشف المستور".
والإبداع الخالد، ذو المكانة العالية في الشكل والمضمون، ليس الإبداع الذي "يستر" التناقضات، والكذب، والزيف، والقهر، والظلم، لكنه الإبداع، الذي "يفضح" كل هذه الأمور.
والأفكار الرائدة التي تبقى في ذاكرة الشعوب، وعلى صفحات التاريخ، هي التي تثور، وتتمرد، على "الستر" في السياسة، والأخلاق، والثقافة، والاقتصاد، والموروثات المكبلة للتحرر.
إن البشر، وكذلك المجتمعات، التي لا "تطلب إلا الستر".. تحتوي في أجسادها على الكثير، والعديد، من الأمراض الحضارية المتوطنة، والأورام الأخلاقية المنتفخة، والدمامل الثقافية المزمنة. ولذلك، فهي تخاف "الكشف" .. وترتعب من "الفضح" .. ولا شئ، يربكها، ويلخبط كيانها، ويزعج منامها، قدر "الوضوح"، و "الصدق" ، و "الفضيحة". اذن " الفضائح " ، ليست الا " الحقيقة
الغائبة " ، التى يفشل الناس فى تجنبها .
إن الرجل الذي لديه الكثير من الفساد الأخلاقي، والخوف من الناس، نجده دائماً في حاجة إلى "الستر" .. وأفضل أنواع "الستر"، أو التخفي، التي تضحك على العقول بجدارة، هو "الستر" باسم الأديان .. و"التخفي" باسم شرع ربنا .. أو كلام الله، أو حكمته.
والمرأة أيضاً، التي لديها الكثير، والعديد، من الفساد الأخلاقي، والخوف من الناس، تحتاج دائماً، إلى "ستارة" مادية، أو معنوية، لإخفاء ما تخشى كشفه.
والمجتمعات (مجموع رجال ونساء)، كلما زاد فسادها، وازدواجياتها، وتناقضاتها، وكذبها، وظلمها، وقهرها، كلما زاد ميلها إلى "الستر" و "التخفي" .. و"التغطية".
إن "الستر"، موقف الضعيف .. الخائف .. العاجز .. الذي يشعر بالإحباط، والدونية، والعبودية.
و "الكشف" أو "الفضح" .. موقف القوي .. الشجاع .. القادر، الذي يشعر بالتحقق والتفوق والحرية.
ان القضاء على كل أنواع الفساد الأخلاقى ، يستحيل دون التمسك ب " فضح "
مظاهره ، وجرائمه ، وتورطاته ، ولجوئه الى " التستر " .
ان الأفراد ، وكذلك المجتمعات ، المستقيمة أخلاقيا ، ليس لديها " أسرار " ، تستوجب
" الستر " ، و" التخفى " .
ان " الشفافية " ، التى نمدحها ، ونطالب بها فى كل المجالات . ليست الا " حربا " موجهة ضد
ثقافة " التستر " ، وحضارة " التغطية " .
من السلوكيات السائدة المألوفة ، أن يخفى الناس التراب والقاذورات ، تحت السجادة ، وبدلا من الاستحمام ، يضعون العطر ، للتستر على الروائح الكريهة .
من المقولات الصوفية : " اللهم اقضحنا .. لا تسترنا حتى يتبين الغث من السمين ".
ناس يقولون : " البداية من أول السطر " . وأنا أقول : " البداية من أول الستر " .
==============================================



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرف أن أعمل وآكل من عرق جبينى
- زوربا اليونانى : لا تتوقفوا عن الرقص والحماقات الكبرى والايم ...
- - صلاح دياب - لذة البوح على الورق
- خانتنى - أمى - وتركتنى مع هواتف ذكية وبشر أغبياء
- - الطفل المدلل - الذى يأكل من لحمنا ويشرب من دمائنا
- فاسدة أخلاقيا وأفتخر
- وداعا للدولة المدنية الحديثة
- موقف السويد من مقتل سلوان موميكا
- خلطة - صاحب السعادة كش كش بيك - و- سى عمر - وسر - الأستاذ حم ...
- أيها الكافر الملحد : ماذا يمنعك عن أن تنكح أمك ؟ -.
- امرأة واحدة تصلح ما أفسده العالم
- ليس ارتفاع الأسعار ولكن انخفاض الثقافة
- حضارة عالمية تنثر مادتها الوراثية فى كل مكان
- - ماذا تفعل المرأة بجسدها ؟ - السؤال الوحيد المؤرق للرجال
- اسمى .. حياتى قصيدتان
- لا خير فى مجتمعات تتعاطى الحب فى سرية مثل الممنوعات
- اليوم هل يجوز للمرأة لبس الألوان الفاتحة ؟ وغدا هل يجوز للمر ...
- لا أتكلم بالعين والحاجب .. الزمن .. انهضى حبيبتى ثلاث قصائد
- فى أزمنة الخيش قصيدة
- هل حفظنا الدرس بعد اغتيال السادات فى 6 أكتوبر 1981 ؟


المزيد.....




- -قطة المخدرات-.. شاهد الشرطة تضبط -مهربًا فرويًا- بسجن في كو ...
- سوريا.. الأمن العام يضبط أسلحة وقذائف هاون في القرداحة بريف ...
- الكرملين: موسكو وواشنطن لديهما خط اتصال آمن للتفاوض حول أكثر ...
- الموساد يهرب وثائق الجاسوس إيلي كوهين من سوريا بمساعدة -دولة ...
- فضيحة بيع شهادات ماجستير تهز المغرب وتورط أستاذا جامعيا
- قتل حيوانات حديقة أبو سليم في طرابلس الليبية يثير جدلا
- رقصة تقلب حياة أشهر مشجعي نادي كرة قدم مصري
- هل أخفى البيت الأبيض حقيقة الحالة الصحية للرئيس بايدن خلال ت ...
- بسبب منشور يحمل -إشارات معادية للسامية-، مقدم البرامج الرياض ...
- خمسة قتلى جراء أمطار غزيرة في جنوب الصين وتحذيرات من كوارث ج ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منى نوال حلمى - البداية من أول الستر .. التحدى الثقافى الأكبر