محسن صابط الجيلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 8457 - 2025 / 9 / 6 - 12:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما تلتقي سياسيًا أوروبيًا، غالبًا ما تجده غاضبًا على الولايات المتحدة، وخاصة على ترامب، لكن المصالح تكبح الألسنة. التحالفات الجديدة (الصين، روسيا، الهند، البرازيل، جنوب أفريقيا، إيران – خصوصًا الثلاثة الأوائل) بما تملكه من تعداد سكاني وإمكانات اقتصادية ومعدلات نمو متسارعة وقدرات في تكنولوجيا حديثة، وضعت ترامب في حيرة، وما تصريحاته الأخيرة عن أنهم “يتآمرون علينا ” ليست سوى دليل على أن العالم يسير في اتجاه لا يريده، في وقت تتسارع فيه قوى جديدة على الساحة العالمية، سواء كدول أو كتحالفات، والدليل على ذلك النقاشات الحادة في الصحافة الأوروبية هذه الأيام، فهي مؤشر واضح على خوف حقيقي من متغيرات متسارعة أجهضت أحلامهم في احتوائها ولم يتصورا يوما أن تقديراتهم كانت ليست في محلها مع تسارع شديد في العلاقات والمتغيرات الدولية …
أوروبا اليوم تبدو كمن ضيّع المشيتين، فمن مصلحتنا كأوروبيين أن نبني علاقات متينة مع هذه القوى العملاقة. فقد أثبتت الأحداث أن الولايات المتحدة تسعى وراء مصالحها فقط، وربما تضحي بأوروبا في سبيل علاقات اقتصادية مع القوى الصاعدة – وعلى رأسها الصين وحلفاؤها – ولو كان ذلك على حساب الحلفاء القدامى، وإن لم تفعل ستتراجع كقوة عظمى بشكل سريع وواضح ….
كتب محلل عسكري سويدي اليوم أن أول دولة أنتجت سرًّا طائرات لا يمكن رصدها بأي تقنية كانت هي الصين.
فهذه الامّة الطموحة والتي تريد ان تعوض ما فاتها بما تملكه من موارد بشرية أكثر من مليار إنسان، تعمل بجدية لاكتساح العالم. وهذا ما يؤكده المتعمقون في قراءة موازين العلاقات الدولية الجديدة…
من المفارقات التي أفاقت عليها أوربا في زحمة هذا النقاش عندما تذهب لأي سوق او شركة او معرض سيارات لا تجد شيء أمريكي إلا نادرا، غزت حياتنا الصين كانتاج وكثقافة وتكنولوجيا ومنصات، ومن المضحك حسب تعبير سياسي أوربي، نعم نجد شركة أمريكية مثل Appel لكن ما ان نفتح علبة الكارتون ونتأمل تلفون آيفون الجميل نجد عبارة Made in china…!
على أوربا أن تراعي مصالحها وتقوي اتحادها وصناعتها واقتصادها وانتاجها وأسواقها وجيشها وقدرتها على المنافسة وأن تستفيد من التوازنات الحاصلة في العالم عداها ستبقى أسم وكتلة سَيُكتب عليها Made in china …!!
#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟